کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
العلّامة الأعظم، أفضل علماء العالم، سيّد فضلاء بني آدم، مولانا شمس الحقّ و الدين. إ ه.
و أطراه التستريّ في كتاب المقابس ص 18 بقوله: الشيخ الهمام، قدوة الأنام، فريدة الأيّام، علّامة العلماء العظام، مفتي طوائف الإسلام، ملاذ الفضلاء الكرام، خرّيت طريق التحقيق، مالك أزمّة الفضل بالنظر الدقيق، مهذّب مسائل الدّين الوثيق، مقرّب مقاصد الشريعة من كلّ فجّ عميق، السارح في مسارح العرفاء و المتألّهين، العارج إلى أعلى مراتب العلماء الفقهاء المتبحّرين، و أقصى منازل الشهداء السعداء المنتجبين الشيخ شمس الدين أبي عبد اللّه محمّد بن مكّيّ العامليّ المطلّبيّ، أعلى اللّه رتبته في حظائر القدس و بوّأه مع مواليه في مقاعد الانس، و له كتب زاهرة فاخرة و مصنّفات دائرة باهرة و أكثرها في الفقه. إ ه.
و قال العلّامة النوريّ في المستدرك ج 3 ص 437: تاج الشريعة و فخر الشيعة شمس الملّة و الدين ... أفقه الفقهاء عند جماعة من الأساتيد، جامع فنون الفضائل، و حاوي صنوف المعالي، و صاحب النفس الزكيّة القدسيّة القويّة. إ ه
و في الروضات: كان- رحمه اللّه- بعد مولانا المحقّق على الإطلاق أفقه جميع فقهاء الآفاق، و أفضل من انعقد على كمال خبرته و أستاديّته اتّفاق أهل الوفاق، و توحّده في حدود الفقه و قواعد الأحكام مثل تفرّد شيخنا الصدوق في نقل أحاديث أهل البيت الكرام عليهم صلوات اللّه. إ ه.
و يوجد ذكره الجميل في سائر التراجم كاللؤلؤة و الروضة البهيّة و أمل الآمل و منهج المقال و توضيح المقال و نقد الرجال و تنقيح المقال و الكنى و الألقاب و غيرها، و لا يسعنا في هذا المختصر سرد فضائله و نقل الجملات الذهبيّة الّتي قيلت في حقّه.
* (آثاره العلمية و مآثره الخالدة)*
له تصانيف جيّدة و تآليف فاخرة منها: كتاب الذكرى، 593 و كتاب الدروس، 594
و كتاب القواعد، 595 و كتاب البيان، 596 و الألفيّة، 597 و النفليّة، 598 و نكت الإرشاد 599 و المزار، و رسالة الإجازات، 600 و كتاب اللّوامع، و الأربعين، 601 و رسالة في تفسير الباقيات الصالحات، 602 و اللّمعة الدمشقيّة، 603 و رسالة التكليف، 604 و رسالة في قصر من سافر لقصد الإفطار و التقصير و غير ذلك.
و قال العلّامة المجلسيّ في الفصل الأوّل من البحار عند ذكره مؤلّفاته: و كتاب الاستدراك و كتاب الدرّة الباهرة من الأصداف الطاهرة له- قدّس سرّه- أيضا كما أظنّ 605 و الأخير عندي منقولا عن خطّه- رحمه اللّه-. إ ه.
و قال في الفصل الثاني: و مؤلّفات الشهيد مشهورة كمؤلّفها العلّامة إلّا كتاب الاستدراك فإنّي لم أظفر بأصل الكتاب و وجدت أخبارا مأخوذة منه بخطّ الشيخ الفاضل محمّد بن عليّ الجبعيّ، و ذكر أنّه نقلها من خطّ الشهيد- رفع اللّه درجته-، و الدرّة الباهرة فإنّه لم يشتهر اشتهار سائر كتبه، و هو مقصور على إيراد كلمات وجيزة مأثورة عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و كلّ من الأئمّة صلوات اللّه عليهم أجمعين. انتهى.
قلت: قال العلّامة الرازيّ: 606 الاستدراك لبعض قدماء الأصحاب، كما نقله
الشيخ شمس الدين محمّد بن عليّ بن الحسين الجبعيّ جدّ شيخنا البهائيّ في مجموعته الموجودة بخطّه عن خطّ شيخنا الشهيد محمّد بن مكّيّ، و صورة خطّ الشهيد هكذا: كتاب الاستدراك لبعض قدماء الأصحاب، و لم يظهر لي إلى الآن اسمه و لا شيء من حاله، نعم يروي عن الشيخ ابن قولويه فهو من معاصري المفيد. إ ه.
و له أشعار جيّدة رائقة منها:
عظمت مصيبة عبدك المسكين
* في نومه عن مهر حور العين
الأولياء تمتّعوا بك في الدّجى
* بتهجّد و تخشّع و حنين
فطردتني عن قرع بابك دونهم
* أ ترى لعظم جرائمي سبقوني؟
أوجدتهم لم يذنبوا فرحمتهم؟
* أم أذنبوا فعفوت عنهم دوني؟
إن لم يكن للعفو عندك موضع
* للمذنبين فأين حسن ظنوني؟
و من رائق شعره:
و لا أبتغي الدّنيا جميعا بمنّة
* و لا أشتري منّ المواهب بالذلّ
و أعشق كحلاء المدامع خلقة
* لئلّا أرى في عينها منّة الكحل
* (أساتذته و مشايخه)*
قد كان معظم اشتغاله في العلوم عند فخر المحقّقين ابن العلّامة الحلّيّ، و له الرواية عنه بالإجازة و من جملة أساتيذه و المجيزين له في الاجتهاد و الرواية السيّد عميد الدين عبد المطّلب بن أبي الفوارس الحلّيّ الحسينيّ و أخوه السيّد ضياء الدين عبد اللّه، و يروي أيضا عن السيّد تاج الدّين محمّد بن معيّة الحسنيّ و السيّد علاء الدين بن زهرة الحسيني و السيّد أبي طالب أحمد بن زهرة الحلبيّ و السيّد مهنّا بن سنان المدنيّ و الشيخ زين الدين عليّ بن طران المطارآباديّ و الشيخ رضيّ الدين عليّ بن أحمد المشتهر بالمزيديّ و الشيخ جلال الدّين محمّد بن الشيخ شمس الدّين محمّد الحارثيّ و الشيخ محمّد بن جعفر المشهديّ و أحمد بن الحسين الكوفيّ و الشيخ قطب الدين محمّد بن محمّد البويهيّ الرازيّ.
و الشيخ أبي محمّد الحسن بن أحمد ابن نجيب الدين بن محمّد بن نماء الحلّيّ و السيّد شمس الدين محمّد بن أحمد ابن أبي المعالي العلويّ الموسويّ، و السيّد جلال الدين عبد الحميد بن
فخّار الموسويّ و يروي أيضا مصنّفات العامّة عن نحو أربعين شيخا من علمائهم 607 .
* (تلامذته و من يروى عنه)*
يروي عنه جماعة من العلماء و الأفاضل منهم: الشيخ ضياء الدين عليّ، و الشيخ رضيّ الدين أبو طالب محمّد، و الشيخ جمال الدين أبو منصور الحسن ابناؤه، و الفاضلة الفقيهة المدعوّة بامّ عليّ زوجته، و الصالحة الفقيهة أمّ الحسن فاطمة بنته، و السيّد بدر الدين الحسن بن أيّوب الشهير بابن نجم الدين الأعرج الحسينيّ، و زين الدين عليّ بن خازن الحائريّ و الشيخ مقداد بن عبد اللّه السيوريّ الحلّيّ الأسديّ، و الشيخ محمّد بن عبد العليّ ابن نجدة.
* (مولده و مقتله)*
ولد- رحمه اللّه- سنة 734 و استشهد في سنة 786 يوم الخميس تاسع جمادي الأولى قتل بالسيف ثمّ صلب ثمّ رجم ثمّ احرق بالنار ببلدة دمشق في دولة بيدر و سلطنة برقوق بفتوى القاضي برهان الدين! و عباد بن جماعة الشافعيّ بعد ما حبس سنة كاملة في قلعة الشام.
فكان عمره الشريف اثنين و خمسين سنة. يوجد حكاية قتله و سببه في الروضات و غيره.
(علم الهدى [السيّد المرتضى])
[الثناء عليه]
السيّد المرتضى علم الهدى ذو المجدين أبو القاسم عليّ بن الحسين بن موسى بن محمّد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه السّلام.
هو مفخر من مفاخر الإماميّة، و بطل من أبطال العلم و الدين، و إمام من أئمّة الفقه و الحديث و الكلام و الأدب، و أوحد أهل زمانه علما و عملا، انتهت إليه الرئاسة في المجد و الشرف و العلم و الأدب، و الفضل و الكرم، ترجمه العامّة و الخاصّة و بالغوا في الثناء عليه و أذعنوا بتقدّمه في العلوم و الفضائل و تخلّقه بالنفسيّات الزكيّة.
قال النجاشيّ في رجاله ص 192: المرتضى حاز من العلوم ما لم يدانه فيه أحد في زمانه، و سمع من الحديث فأكثر، و كان متكلّما شاعرا أديبا عظيم المنزلة في العلم و الدين و الدنيا. إ ه
قال الشيخ في الفهرست ص 99: المرتضى- رضي اللّه عنه- متوحّد في علوم كثيرة، مجمع على فضله، مقدّم في العلوم، مثل علم الكلام و الفقه و أصول الفقه و الأدب و النحو و الشعر و معاني الشعر و اللّغة و غير ذلك. إ ه.
و نقل العلّامة الحلّيّ هذه الكلمة في الخلاصة ص 46 في ترجمته، و أضاف بعد ذكر كتبه: و بكتبه استفادت الإماميّة منذ زمنه- رحمه اللّه- إلى زماننا هذا و هو سنة ثلاث و تسعين و ستّمائة، و هو ركنهم و معلّمهم- قدّس اللّه روحه، و جزاه عن أجداده خيرا-.
و قال الشيخ في رجاله: علم الهدى- أدام اللّه تعالى أيّامه- أكثر أهل زمانه أدبا و فضلا، متكلّم فقيه جامع العلوم كلّها،- مدّ اللّه في عمره- إ ه.
و قال ابن أبي طيّ: هو أوّل من جعل داره دار العلم و قدّرها للمناظرة، و يقال:
إنّه امرؤ لم يبلغ العشرين، و كان قد حصل على رئاسة الدنيا العلم مع العمل الكثير في اليسير و المواظبة على تلاوة القرآن و قيام اللّيل و إفادة العلم، و كان لا يؤثر على العلم شيئا، مع البلاغة و فصاحة اللّهجة، و كان أخذ العلوم عن الشيخ المفيد، و زعم المفيد أنّه رأى في نومه فاطمة الزهراء ليلة ناولته صبيّين فقالت له: خذ ابني هذين فعلّمهما، فلما استيقظ وافاه الشريف أبو أحمد 608 و معه ولداه الرضيّ و المرتضى فقال له: خذهما إليك و علّمهما، فبكى و ذكر القصّة إ ه 609 .
و قال السيّد الكبير المدني الشيرازيّ في الدرجات الرفيعة: كان أبوه النقيب أبو أحمد جليل القدر عظيم المنزلة في دولة بني العبّاس و بني بويه، و أمّا والدة الشريف فهي فاطمة بنت الحسين بن أحمد بن الحسن بن الناصر الأصمّ، و هو أبو محمّد الحسن بن عليّ بن عمر الأشرف بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، و هي أمّ أخيه الرضيّ رحمه اللّه، و كان الشريف المرتضى أوحد أهل زمانه فضلا و علما و كلاما و حديثا و شعرا و خطابة و جاها و كرما. إ ه 610 .
و حكي عن غاية الاختصار للسيّد ابن زهرة أنّه قال: علم الهدى الفقيه النظّار سيّد الشيعة و إمامهم، فقيه أهل البيت، العالم المتكلّم البعيد، الشاعر المجيد، كان له برّ و صدقة و تفقّد في السرّ، عرف ذلك بعد موته- رحمه اللّه- كان أسنّ من أخيه، و لم ير أخوان مثلهما شرفا و فضلا و نبلا و جلالة و رئاسة و تحاببا و تودّدا، لمّا مات الرضيّ لم يصلّ المرتضى عليه عجزا عن مشاهدة جنازته و تهالكا في الحزن، ترك المرتضى خمسين ألف دينار، و من الآنية و الفرش و الضياع ما يزيد على ذلك. انتهى.
و في تتميم يتيمة الدهر ج 1 ص 53: قد انتهت الرئاسة اليوم ببغداد إلى المرتضى في المجد و الشرف و العلم و الأدب و الفضل و الكرم، و له شعر في نهاية الحسن.
و في دمية القصر ص 75: هو و أخوه من دوح السيادة ثمران، و في فلك الرئاسة قمران، و أدب الرضيّ إذا قرن بعلم المرتضى كان كالفرند في متن الصارم المنتضى.
و في وفيات الأعيان: كان نقيب الطالبيّين، و كان إماما في علم الكلام و الأدب و الشعر، و هو أخو الشريف الرضيّ، و له تصانيف على مذهب الشيعة، و مقالة في أصول الدين، و له ديوان شعر كبير؛ و له الكتاب الذي سمّاه الغرر و الدرر و هي مجالس أملاها تشتمل على فنون من معاني الأدب، تكلّم فيها على النحو و اللّغة و غير ذلك، و هو كتاب ممتع يدلّ على فضل كثير و توسّع في الاطّلاع على العلوم، و ذكره ابن بسّام في أواخر كتاب الذخيرة، و قال: كان هذا الشريف إمام أئمّة العراق بين الاختلاف و الاتّفاق، إليه فزع علماؤها و عنه أخذ عظماؤها، صاحب مدارسها، و جمّاع شاردها و آنسها، ممّن سارت أخباره، و عرفت به أشعاره، و حمدت في ذات اللّه مآثره و آثاره، إلى تآليفه في الدين و تصانيفه في أحكام المسلمين ممّا يشهد أنّه فرع تلك الأصول، و من أهل ذلك البيت الجليل. إ ه.
هذا قليل من كثير ممّا هتفت به التراجم في الثناء على سيّدنا المترجم، و بما أنّ شهرته و معروفيّته تغنينا عن تفصيل الكلام و استقصاء الأقوال نوجز الكلام عن سرد كلمات الثناء و نحيل الزيادة على كتب المعاجم من العامّة و الخاصّة.
* (تآليفه و تصانيفه)*
1- كتاب الغرر و الدرر 611 . 2- كتاب تنزيه الأنبياء 612
3- الشافي 613 . 4- شرح قصيدة السيّد الحميري 614 .
5- جمل العلم و العمل 615 . 6- الانتصار 616 .
7- الذريعة 617 . 8- المقنع في الغيبة 618 .
9- رسالة تفضيل الأنبياء على الملائكة 619 . 10- رسالة المحكم و المتشابه 620 .
11- منقذ البشر من أسرار القضاء و القدر. 12- أجوبة المسائل المختلفة 621 .