کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ فَقَالَ قَالَ ابْنُ عَيَّاشٍ وَ خَرَجَ إِلَى أَهْلِي عَلَى يَدِ الشَّيْخِ أَبِي الْقَاسِمِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي مُقَامِهِ عِنْدَهُمْ هَذَا الدُّعَاءُ فِي أَيَّامِ رَجَبٍ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالْمَوْلُودَيْنِ فِي رَجَبٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الثَّانِي وَ ابْنِهِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُنْتَجَبِ وَ أَتَقَرَّبُ بِهِمَا إِلَيْكَ خَيْرَ الْقُرَبِ يَا مَنْ إِلَيْهِ الْمَعْرُوفُ طُلِبَ وَ فِيمَا لَدَيْهِ رُغِبَ أَسْأَلُكَ سُؤَالَ مُقْتَرِفٍ مُذْنِبٍ قَدْ أَوْبَقَتْهُ ذُنُوبُهُ وَ أَوْثَقَتْهُ عُيُوبُهُ فَطَالَ عَلَى الْخَطَايَا دُءُوبُهُ وَ مِنَ الرَّزَايَا خُطُوبُهُ يَسْأَلُكَ التَّوْبَةَ وَ حُسْنَ الْأَوْبَةِ وَ النُّزُوعَ عَنِ الْحَوْبَةِ وَ مِنَ النَّارِ فَكَاكَ رَقَبَتِهِ وَ الْعَفْوَ عَمَّا فِي رِبْقَتِهِ فَأَنْتَ يَا مَوْلَايَ أَعْظَمُ أَمَلِهِ وَ ثِقَتِهِ اللَّهُمَّ وَ أَسْأَلُكَ بِمَسَائِلِكَ الشَّرِيفَةِ وَ رَسَائِلِكَ الْمُنِيفَةِ أَنْ تَتَغَمَّدَنِي فِي هَذَا الشَّهْرِ بِرَحْمَةٍ مِنْكَ وَاسِعَةٍ وَ نِعْمَةٍ وَازِعَةٍ وَ نَفْسٍ بِمَا رَزَقْتَهَا قَانِعَةٍ إِلَى نُزُولِ الْحَافِرَةِ وَ مَحَلِّ الْآخِرَةِ وَ مَا هِيَ إِلَيْهَا صَائِرَةٌ 3744 .
باب 24 أعمال كل يوم يوم من أيام شهر رجب و كل ليلة ليلة منه و ما يناسب ذلك زائدا على ما في الأبواب السابقة و الآتية
أقول: قد مضى ما يلائم هذا الباب في كتاب الصلاة و الدعاء و الصيام 3745 و غيرها فتذكر.
باب 25 عمل خصوص ليلة الرغائب زائدا على أعمال مطلق ليالي شهر رجب
1- أَقُولُ قَدْ رَوَى الْعَلَّامَةُ ره فِي إِجَازَتِهِ الْكَبِيرَةِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الدَّرْبِيِّ عَنِ الْحَاجِّ صَالِحٍ مَسْعُودِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ أَبِي الْفَضْلِ الرَّازِيِّ الْمُجَاوِرِ بِمَشْهَدِ مَوْلَانَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَرَأَهَا عَلَيْهِ فِي مُحَرَّمٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ سَبْعِينَ وَ خَمْسِمِائَةٍ عَنِ الشَّيْخِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْجَلِيلِ الرَّازِيِّ عَنْ شَرَفِ الدِّينِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ سَدِيدِ الدِّينِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ النَّيْسَابُورِيِّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ الْحَاجِّ مسموسم عَنْ أَبِي الْفَتْحِ نُورْخَانَ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْأَصْفَهَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ رَاشِدٍ الشِّيرَازِيِّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْبَصْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصَّنْعَانِيِّ عَنْ حُمَيْدٍ الطُّوسِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا مَعْنَى قَوْلِكَ رَجَبٌ شَهْرُ اللَّهِ قَالَ لِأَنَّهُ مَخْصُوصٌ بِالْمَغْفِرَةِ فِيهِ تُحْقَنُ الدِّمَاءُ وَ فِيهِ تَابَ اللَّهُ عَلَى أَوْلِيَائِهِ وَ فِيهِ أَنْقَذَهُمْ مِنْ نِزَاعِهِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ صَامَهُ كُلَّهُ اسْتَوْجَبَ عَلَى اللَّهِ ثَلَاثَ أَشْيَاءَ مَغْفِرَةً لِجَمِيعِ مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِهِ وَ عِصْمَةً فِيمَا يَبْقَى مِنْ عُمُرِهِ وَ أَمَاناً مِنَ الْعَطَشِ يَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ فَقَامَ شَيْخٌ ضَعِيفٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ص إِنِّي عَاجِزٌ عَنْ صِيَامِهِ كُلِّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص صُمْ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْهُ فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَ أَوْسَطَ يَوْمٍ مِنْهُ وَ آخِرَ يَوْمٍ مِنْهُ فَإِنَّكَ تُعْطَى ثَوَابَ صِيَامِهِ كُلِّهِ وَ لَكِنْ لَا تَغْفُلُوا عَنْ لَيْلَةِ أَوَّلِ خَمِيسٍ مِنْهُ فَإِنَّهَا لَيْلَةٌ تُسَمِّيهَا الْمَلَائِكَةُ لَيْلَةَ الرَّغَائِبِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ لَمْ يَبْقَ مَلَكٌ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا وَ يَجْتَمِعُونَ فِي الْكَعْبَةِ وَ حَوَالَيْهَا وَ يَطَّلِعُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ اطِّلَاعَةً فَيَقُولُ لَهُمْ يَا مَلَائِكَتِي اسْأَلُونِي مَا شِئْتُمْ فَيَقُولُونَ رَبَّنَا حَاجَاتُنَا إِلَيْكَ أَنْ تَغْفِرَ
لِصُوَّامِ رَجَبٍ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا مِنْ أَحَدٍ يَصُومُ يَوْمَ الْخَمِيسِ أَوَّلَ خَمِيسٍ مِنْ رَجَبٍ ثُمَّ يُصَلِّي مَا بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ وَ الْعَتَمَةِ اثنا عشر [اثْنَتَيْ عَشْرَةَ] رَكْعَةً يَفْصِلُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ بِتَسْلِيمٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَاحِدَةً وَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اثنا عشر [اثْنَتَيْ عَشْرَةَ] مَرَّةً فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ صَلَّى عَلَيَّ سَبْعِينَ مَرَّةً وَ يَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى آلِهِ ثُمَّ يَسْجُدُ وَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ سَبْعِينَ مَرَّةً رَبِّ اغْفِرْ وَ ارْحَمْ وَ تَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيُّ الْأَعْظَمُ ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَةً أُخْرَى فَيَقُولُ فِيهَا مَا قَالَ فِي الْأُولَى ثُمَّ يَسْأَلُ اللَّهَ حَاجَتَهُ فِي سُجُودِهِ فَإِنَّهَا تُقْضَى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ- لَا يُصَلِّي عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ هَذِهِ الصَّلَاةَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ جَمِيعَ ذُنُوبِهِ وَ لَوْ كَانَ ذُنُوبُهُ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ وَ عَدَدَ الرَّمْلِ وَ وِزَانَ الْجِبَالِ وَ عَدَدَ وَرَقِ الْأَشْجَارِ وَ يُشَفَّعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي سَبْعِمِائَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ مِمَّنْ قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ فَإِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ فِي قَبْرِهِ بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ ثَوَابَ هَذِهِ الصَّلَاةِ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ فَيَجِيئُهُ بِوَجْهٍ طَلِقٍ وَ لِسَانٍ ذَلِقٍ فَيَقُولُ يَا حَبِيبِي أَبْشِرْ فَقَدْ نَجَوْتَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ فَيَقُولُ مَنْ أَنْتَ فَوَ اللَّهِ مَا رَأَيْتُ وَجْهاً أَحْسَنَ مِنْ وَجْهِكَ وَ لَا سَمِعْتُ كَلَاماً أَحْسَنَ مِنْ كَلَامِكَ وَ لَا شَمِمْتُ رَائِحَةً أَطْيَبَ مِنْ رَائِحَتِكَ فَيَقُولُ يَا حَبِيبِي أَنَا ثَوَابُ تِلْكَ الصَّلَاةِ الَّتِي صَلَّيْتَهَا فِي لَيْلَةِ كَذَا مِنْ شَهْرِ كَذَا فِي سَنَةِ كَذَا جِئْتُكَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ لِأَقْضِيَ حَقَّكَ وَ أُونِسَ وَحْدَتَكَ وَ أَرْفَعَ وَحْشَتَكَ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ ظَلَلْتُ فِي عَرْصَةِ الْقِيَامَةِ عَلَى رَأْسِكَ فَأَبْشِرْ فَلَنْ تُعْدَمَ الْخَيْرَ أَبَداً.
2- قل، إقبال الأعمال وَجَدْنَا فِي كُتُبِ الْعِبَادَاتِ مَرْوِيّاً عَنِ النَّبِيِّ ص وَ نَقَلْتُهُ أَنَا مِنْ بَعْضِ كُتُبِ أَصْحَابِنَا رَحِمَهُمُ اللَّهُ فَقَالَ فِي جُمْلَةِ الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ ص فِي ذِكْرِ فَضْلِ شَهْرِ رَجَبٍ مَا هَذَا لَفْظُهُ لَكِنْ لَا تَغْفُلُوا عَنْ أَوَّلِ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ مِنْهُ فَإِنَّهَا لَيْلَةٌ تُسَمِّيهَا الْمَلَائِكَةُ لَيْلَةَ الرَّغَائِبِ وَ سَاقَ الْحَدِيثَ إِلَى آخِرِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ صَلَّى عَلَيَّ سَبْعِينَ مَرَّةً يَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ وَ عَلَى آلِهِ ثُمَّ يَسْجُدُ وَ يَقُولُ
فِي سُجُودِهِ سَبْعِينَ مَرَّةً سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَ يَقُولُ رَبِّ اغْفِرْ وَ ارْحَمْ وَ تَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيُّ الْأَعْظَمُ ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَةً أُخْرَى فَيَقُولُ فِيهَا مِثْلَ مَا قَالَ فِي السَّجْدَةِ الْأَوْلَى ثُمَّ يَسْأَلُ اللَّهَ حَاجَتَهُ 3746 .
باب 26 عمل خصوص ليلة النصف من رجب و يومها زائدا على أبواب أعمال هذا الشهر
أقول: قد مضى أخبار هذا الباب في كتاب الطهارة و الصلاة و الدعاء و الصيام 3747 و غيرها و يأتي في كتاب المزار أيضا.
1 قل، إقبال الأعمال دعاء يوم النصف من رجب الموصوف بالإجابة و ما فيه من صفات الإنابة اعلم أن هذا الدعاء الذي نذكره في هذا الفصل دعاء عظيم الفضل معروف بدعاء أم داود و هي جدتنا الصالحة المعروفة بأم خالد البربرية أم جدنا داود بن الحسن بن الحسن ابن مولانا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ع و كان خليفة ذلك الوقت قد خافه على خلافته ثم ظهر له براءة ساحته فأطلقه من دون آل أبي طالب الذين قبض عليهم و سيأتي شرح حال حبس ولدها جدنا داود و حديث الدعاء الذي استجابه الله جل جلاله منها رضي الله عنها و جمع شملها به بعد بعد العهود فأما حديث أنها أم داود جدنا و أن اسمها أم خالد البربرية كمل الله لها مراضيه الإلهية فإنه معلوم عند العلماء و متواتر بين الفضلاء منهم أبو نصر سهل بن عبد الله البخاري النسابة فقال في كتاب سر أنساب العلويين ما هذا لفظه و أبو سليمان داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع أمه أم ولد
تدعى أم خالد البربرية أقول و كتب الأنساب و غيرها من الطرق العلية قد تضمنت وصف ذلك على الوجوه المرضية و أما حديث أن جدتنا هذه أم داود و هي صاحبة دعاء يوم النصف من رجب فهو أيضا من الأمور المعلومات عند العارفين بالأنساب و الروايات و لكنا نذكر منه كلمات عن أفضل علماء الأنساب في زمانه علي بن محمد العمري تغمده الله بغفرانه فقال في الكتاب المبسوط في الأنساب ما هذا لفظه و ولد داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع أمه أم ولد و كانت امرأة صالحة و إليها ينسب دعاء أم داود قال شيخ الشرف في كتاب تشجير تهذيب الأنساب أيضا و نقلته من خطه عند ذكر جدنا داود ما هذا لفظه لأم ولد إليها ينسب دعاء أم داود و قال ابن ميمون النسابة الواسطي في مشجرة إلى ذكر جدتنا أم داود أنها تكنى أم خالد إليها يعزى دعاء أم داود.
و أما رواية هذا دعاء يوم النصف من رجب فإننا رويناه عن خلق كثير قد تضمن ذكر أسمائهم كتاب الإجازات فيما يخصني من الإجازات بطرقهم المؤتلفة و المختلفة و هو دعاء جليل مشهور بين أهل الروايات و قد صار موسما عظيما في يوم النصف من رجب معروفا بالإجابات و تفريج الكربات و وجدت في بعض طرق من يرويه زيادات و سوف أذكر أكمل روايته احتياطا للظفر بفائدته.
فَمِنَ الرُّوَاةِ مَنْ يَرْفَعُهُ إِلَى مَوْلَانَا مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْكَاظِمِ ع وَ مِنْهُمْ مَنْ يَرْوِيهِ عَنْ أُمِّ دَاوُدَ جَدَّتِنَا رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا وَ عَلَيْهِ فَمِنَ الرِّوَايَاتِ فِي ذَلِكَ أَنَّ الْمَنْصُورَ لَمَّا حَبَسَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ وَ جَمَاعَةً مِنْ آلِ أَبِي طَالِبٍ وَ قَتَلَ وَلَدَيْهِ مُحَمَّداً وَ إِبْرَاهِيمَ أَخَذَ دَاوُدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ وَ هُوَ ابْنُ دَايَةِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ لِأَنَّ أُمَّ دَاوُدَ أَرْضَعَتِ الصَّادِقَ ع مِنْهَا بِلَبَنِ وَلَدِهَا دَاوُدَ وَ حَمَلَهُ مُكَبَّلًا بِالْحَدِيدِ قَالَتْ أُمُّ دَاوُدَ فَغَابَ عَنِّي حِيناً بِالْعِرَاقِ وَ لَمْ أَسْمَعْ لَهُ خَبَراً وَ لَمْ أَزَلْ أَدْعُو وَ أَتَضَرَّعُ إِلَى اللَّهِ جَلَّ اسْمُهُ وَ أَسْأَلُ إِخْوَانِي مِنْ أَهْلِ الدِّيَانَةِ وَ الْجِدِّ وَ الِاجْتِهَادِ-
أَنْ يَدْعُوا اللَّهَ تَعَالَى لِي وَ أَنَا فِي ذَلِكَ كُلِّهِ لَا أَرَى فِي دُعَائِي الْإِجَابَةَ فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَوْماً أَعُودُهُ فِي عَلَّةٍ وَجَدَهَا فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَالِهِ وَ دَعَوْتُ لَهُ فَقَالَ لِي يَا أُمَّ دَاوُدَ مَا فَعَلَ دَاوُدُ وَ كُنْتُ قَدْ أَرْضَعْتُهُ بِلَبَنِهِ فَقُلْتُ يَا سَيِّدِي أَيْنَ دَاوُدُ وَ قَدْ فَارَقَنِي مُنْذُ مُدَّةٍ طَوِيلَةٍ وَ هُوَ مَحْبُوسٌ بِالْعِرَاقِ فَقَالَ وَ أَيْنَ أَنْتِ عَنْ دُعَاءِ الِاسْتِفْتَاحِ وَ هُوَ الدُّعَاءُ الَّذِي تُفَتَّحُ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ يُلْقَى صَاحِبُهُ الْإِجَابَةَ مِنْ سَاعَتِهِ وَ لَيْسَ لِصَاحِبِهِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةَ فَقُلْتُ لَهُ كَيْفَ ذَلِكَ يَا ابْنَ الصَّادِقِينَ فَقَالَ لِي يَا أُمَّ دَاوُدَ قَدْ دَنَا الشَّهْرُ الْحَرَامُ الْعَظِيمُ شَهْرُ رَجَبٍ وَ هُوَ شَهْرٌ مَسْمُوعٌ فِيهِ الدُّعَاءُ شَهْرُ اللَّهِ الْأَصَمُّ صُومِي الثَّلَاثَةَ الْأَيَّامِ الْبِيضِ وَ هُوَ يَوْمُ الثَّالِثَ عَشَرَ وَ الرَّابِعَ عَشَرَ وَ الْخَامِسَ عَشَرَ وَ اغْتَسِلِي فِي يَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ وَقْتَ الزَّوَالِ وَ صَلِّي الزَّوَالَ ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ وَ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ وَ تُحَسِّنِينَ قُنُوتَهُنَّ وَ رُكُوعَهُنَّ وَ سُجُودَهُنَّ ثُمَّ تُصَلِّينَ الظُّهْرَ وَ تَرْكَعِينَ بَعْدَ الظُّهْرِ رَكْعَتَيْنِ وَ تَقُولِينَ بَعْدَ الرَّكْعَتَيْنِ يَا قَاضِيَ حَوَائِجِ الطَّالِبِينَ مِائَةَ مَرَّةٍ ثُمَّ تُصَلِّينَ بَعْدَ ذَلِكِ ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ وَ فِي رِوَايَةٍ تَقْرَئِينَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ يَعْنِي مِنْ نَوَافِلِ الْعَصْرِ بَعْدَ الْفَاتِحَةِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ سُورَةَ الْكَوْثَرِ مَرَّةً ثُمَّ صَلِّي الْعَصْرَ وَ لْتَكُنْ صَلَاتُكِ فِي ثَوْبٍ نَظِيفٍ وَ اجْتَهِدِي أَنْ لَا يَدْخُلَ عَلَيْكِ أَحَدٌ يُكَلِّمُكِ وَ فِي رِوَايَةٍ وَ إِذَا فَرَغْتِ مِنَ الْعَصْرِ فَالْبَسِي ثِيَابَكِ وَ اجْلِسِي فِي بَيْتٍ نَظِيفٍ سورة عَلَى حَصِيرٍ نَظِيفٍ وَ اجْتَهِدِي أَنْ لَا يَدْخُلَ عَلَيْكِ أَحَدٌ يَشْغَلُكِ ثُمَّ اسْتَقْبِلِي الْقِبْلَةَ وَ اقْرَئِي الْحَمْدَ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ عَشْرَ مَرَّاتٍ ثُمَّ اقْرَئِي الْأَنْعَامَ وَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ سُورَةَ الْكَهْفِ وَ لُقْمَانَ وَ يس وَ الصَّافَّاتِ وَ حم السَّجْدَةِ وَ حم عسق وَ حم الدُّخَانِ وَ الْفَتْحَ وَ الْوَاقِعَةَ وَ سُورَةَ الْمُلْكِ وَ ن وَ الْقَلَمِ وَ إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ وَ مَا بَعْدَهَا إِلَى آخِرِ الْقُرْآنِ وَ إِنْ لَمْ تُحْسِنِي ذَلِكِ وَ لَمْ تُحْسِنِي قِرَاءَتَهُ مِنَ الْمُصْحَفِ كَرَّرْتِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَلْفَ مَرَّةٍ.
قال شيخنا المفيد إذا لم تحسن قراءة السور المخصوصة في يوم النصف من رجب أو لم تطق قراءة ذلك فلتقرأ الحمد مرة و آية الكرسي
عشر مرات ثم تقرأ الإخلاص ألف مرة. أقول و رأيت في بعض الروايات و يحتمل أن يكون ذلك لأهل الضرورات أو من يكون على سفر أو في شيء من المهمات فيجزيه قراءة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مائة مرة.