کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
وَ إِنَّمَا طَلَعَ مِنْ نُورِهِ عَلَى الْجَبَلِ كَضَوْءٍ يَخْرُجُ مِنْ سَمِّ الْخِيَاطِ فَدُكَّتِ الْأَرْضُ وَ صَعِقَتِ 10751 الْجِبَالُ وَ خَرَّ مُوسى صَعِقاً أَيْ مَيِّتاً- فَلَمَّا أَفاقَ وَ رُدَّ عَلَيْهِ رُوحُهُ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ مِنْ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّكَ تُرَى وَ رَجَعْتُ إِلَى مَعْرِفَتِي بِكَ أَنَّ الْأَبْصَارَ لَا تُدْرِكُكَ- وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ وَ أَوَّلُ الْمُقِرِّينَ بِأَنَّكَ تَرَى وَ لَا تُرَى وَ أَنْتَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى ثُمَّ قَالَ ع إِنَّ أَفْضَلَ الْفَرَائِضِ وَ أَوْجَبَهَا عَلَى الْإِنْسَانِ مَعْرِفَةُ الرَّبِّ وَ الْإِقْرَارُ لَهُ بِالْعُبُودِيَّةِ وَ حَدُّ الْمَعْرِفَةِ أَنْ يَعْرِفَ أَنَّهُ لَا إِلَهَ غَيْرُهُ وَ لَا شَبِيهَ لَهُ وَ لَا نَظِيرَ لَهُ وَ أَنْ يَعْرِفَ أَنَّهُ قَدِيمٌ مُثْبَتٌ مَوْجُودٌ غَيْرُ فَقِيدٍ مَوْصُوفٌ مِنْ غَيْرِ شَبِيهٍ وَ لَا مَثِيلٍ- لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وَ بَعْدَهُ مَعْرِفَةُ الرَّسُولِ ص وَ الشَّهَادَةُ لَهُ بِالنُّبُوَّةِ وَ أَدْنَى مَعْرِفَةِ الرَّسُولِ الْإِقْرَارُ بِنُبُوَّتِهِ وَ أَنَّ مَا أَتَى بِهِ مِنْ كِتَابٍ أَوْ أَمْرٍ أَوْ نَهْيٍ فَذَلِكَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بَعْدَهُ مَعْرِفَةُ الْإِمَامِ الَّذِي بِهِ يَأْتَمُّ بِنَعْتِهِ 10752 وَ صِفَتِهِ وَ اسْمِهِ فِي حَالِ الْعُسْرِ وَ الْيُسْرِ وَ أَدْنَى مَعْرِفَةِ الْإِمَامِ أَنَّهُ عِدْلُ النَّبِيِّ إِلَّا دَرَجَةَ النُّبُوَّةِ وَ وَارِثُهُ وَ أَنَّ طَاعَتَهُ طَاعَةُ اللَّهِ وَ طَاعَةُ رَسُولِ اللَّهِ وَ التَّسْلِيمُ لَهُ فِي كُلِّ أَمْرٍ وَ الرَّدُّ إِلَيْهِ وَ الْأَخْذُ بِقَوْلِهِ وَ يَعْلَمُ أَنَّ الْإِمَامَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ بَعْدَهُ الْحَسَنُ ثُمَّ الْحُسَيْنُ ثُمَّ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ثُمَّ أَنَا ثُمَّ بَعْدِي مُوسَى ابْنِي وَ بَعْدَهُ عَلِيٌّ ابْنُهُ وَ بَعْدَ عَلِيٍ 10753 مُحَمَّدٌ ابْنُهُ وَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ 10754 عَلِيٌّ ابْنُهُ وَ بَعْدَ عَلِيٍّ الْحَسَنُ ابْنُهُ وَ الْحُجَّةُ مِنْ وُلْدِ الْحَسَنِ ثُمَّ قَالَ يَا مُعَاوِيَةُ جَعَلْتُ لَكَ أَصْلًا فِي هَذَا فَاعْمَلْ عَلَيْهِ فَلَوْ كُنْتَ تَمُوتُ عَلَى مَا كُنْتَ عَلَيْهِ لَكَانَ حَالُكَ أَسْوَأَ الْأَحْوَالِ فَلَا يَغُرَّنَّكَ قَوْلُ مَنْ زَعَمَ 10755 أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُرَى بِالْبَصَرِ قَالَ وَ قَدْ قَالُوا أَعْجَبَ مِنْ هَذَا أَ وَ لَمْ يَنْسُبُوا أَبِي 10756 آدَمَ إِلَى الْمَكْرُوهِ أَ وَ لَمْ يَنْسُبُوا إِبْرَاهِيمَ إِلَى مَا نَسَبُوهُ أَ وَ لَمْ يَنْسُبُوا دَاوُدَ ع إِلَى مَا نَسَبُوهُ مِنْ حَدِيثِ الطَّيْرِ
أَ وَ لَمْ يَنْسُبُوا يُوسُفَ الصِّدِّيقَ إِلَى مَا نَسَبُوهُ مِنْ حَدِيثِ زَلِيخَا أَ وَ لَمْ يَنْسُبُوا مُوسَى ع إِلَى مَا نَسَبُوهُ مِنَ الْقَتْلِ أَ وَ لَمْ يَنْسُبُوا رَسُولَ اللَّهِ إِلَى مَا نَسَبُوهُ مِنْ حَدِيثِ زَيْدٍ أَ وَ لَمْ يَنْسُبُوا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ع إِلَى مَا نَسَبُوهُ مِنْ حَدِيثِ الْقَطِيفَةِ إِنَّهُمْ أَرَادُوا بِذَلِكَ تَوْبِيخَ الْإِسْلَامِ لِيَرْجِعُوا عَلَى أَعْقَابِهِمْ- أَعْمَى اللَّهُ أَبْصَارَهُمْ كَمَا أَعْمَى قُلُوبَهُمْ تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً 10757 .
بيان: و صعقت الجبال فيه استعارة أو تجوز في الإسناد و في بعض النسخ و صفصفت أي استوت بالأرض أو انفردت عن أهلها في القاموس الصفصف المستوي من الأرض و صفصف سار وحده فيه 10758 . 10759
17- نص، كفاية الأثر أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنِ الْحِمْيَرِيِّ عَنْ مُوسَى بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الصَّادِقِ ع إِذْ أَتَاهُ شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدِ انْحَنَى مُتَّكِئاً عَلَى عَصَاهُ فَسَلَّمَ فَرَدَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع الْجَوَابَ ثُمَّ قَالَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ نَاوِلْنِي يَدَكَ أُقَبِّلْهَا فَأَعْطَاهُ يَدَهُ فَقَبَّلَهَا ثُمَّ بَكَى فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَا يُبْكِيكَ يَا شَيْخُ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَقَمْتُ عَلَى قَائِمِكُمْ مُنْذُ مِائَةِ سَنَةٍ أَقُولُ هَذَا الشَّهْرَ وَ هَذِهِ السَّنَةَ وَ قَدْ كَبِرَتْ سِنِّي وَ دَقَّ عَظْمِي 10760 وَ اقْتَرَبَ أَجَلِي وَ لَا أَرَى فِيكُمْ مَا أُحِبُ 10761 أَرَاكُمْ مُقَتَّلِينَ مُشَرَّدِينَ وَ أَرَى عَدُوَّكُمْ يَطِيرُونَ بِالْأَجْنِحَةِ فَكَيْفَ لَا أَبْكِي فَدَمَعَتْ عَيْنَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع ثُمَّ قَالَ يَا شَيْخُ إِنَّ اللَّهَ أَبْقَاكَ حَتَّى تَرَى قَائِمَنَا كُنْتَ مَعَنَا فِي السَّنَامِ الْأَعْلَى وَ إِنْ حَلَّتْ بِكَ الْمَنِيَّةُ جِئْتَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ ثَقَلِ مُحَمَّدٍ ص وَ نَحْنُ ثَقَلُهُ فَقَدْ قَالَ ص إِنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ فَتَمَسَّكُوا بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا- كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي فَقَالَ الشَّيْخُ لَا أُبَالِي بَعْدَ مَا سَمِعْتُ هَذَا الْخَبَرَ ثُمَّ قَالَ يَا شَيْخُ اعْلَمْ أَنَّ قَائِمَنَا يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِ الْحَسَنِ وَ الْحَسَنُ يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِ
عَلِيٍّ وَ عَلِيٌّ يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدٌ يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِ عَلِيٍّ وَ عَلِيٌّ يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِ ابْنِي هَذَا وَ أَشَارَ إِلَى مُوسَى ع وَ هَذَا خَرَجَ مِنْ صُلْبِي وَ نَحْنُ اثْنَا عَشَرَ كُلُّنَا مَعْصُومُونَ مُطَهَّرُونَ فَقَالَ الشَّيْخُ يَا سَيِّدِي بَعْضُكُمْ أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ قَالَ لَا نَحْنُ فِي الْفَضْلِ سَوَاءٌ وَ لَكِنَّ بَعْضَنَا أَعْلَمُ مِنْ بَعْضٍ ثُمَّ قَالَ ع يَا شَيْخُ وَ اللَّهِ لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ وَاحِدٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَخْرُجَ قَائِمُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ أَلَا إِنَّ شِيعَتَنَا يَقَعُونَ فِي فِتْنَةٍ وَ حَيْرَةٍ فِي غَيْبَتِهِ هُنَاكَ يُثْبِتُ اللَّهُ عَلَى هُدَاهُ الْمُخْلَصِينَ اللَّهُمَّ أَعِنْهُمْ عَلَى ذَلِكَ 10762 .
بيان: لا يخفى أن هذا الخبر مخالف لما دلت عليه الأخبار الكثيرة من كونهم في العلم و الطاعة سواء و لأمير المؤمنين و الحسن و الحسين ع فضلهم و لا يبعد أن يكون اشتبه على الراوي فعكس و يمكن توجيهه بأن يكون المراد أعلمية بعضهم من بعض في بعض الأحوال أي قبل إمامة الآخر و استكمال علمه و لا يبعد أن يكون مبنيا على البداء فإن الحكم البدائي يصل إلى إمام الزمان و لم يكن وصل إلى من قبله و إن ورد في الخبر أنه يعرض على أرواح من تقدمه من الأئمة لئلا يكون بعضهم أعلم من بعض لكن يصدق عليه أنه أعلم ممن كان قبله في حياته و الله تعالى يعلم و حججه ع حقائق أحوالهم.
18- نص، كفاية الأثر أَبُو الْمُفَضَّلِ الشَّيْبَانِيُّ عَنِ الْكُلَيْنِيِّ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدٍ الطَّيَالِسِيِّ عَنِ ابْنِ عَمِيرَةَ وَ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ جَمِيعاً عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ: الْأَئِمَّةُ اثْنَا عَشَرَ قُلْتُ 10763 يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَسَمِّهِمْ لِي قَالَ ع مِنَ الْمَاضِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ثُمَّ أَنَا قُلْتُ فَمَنْ بَعْدَكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ إِنِّي أَوْصَيْتُ إِلَى وَلَدِي مُوسَى وَ هُوَ الْإِمَامُ بَعْدِي قُلْتُ فَمَنْ بَعْدَ مُوسَى قَالَ عَلِيٌّ ابْنُهُ يُدْعَى الرِّضَا يُدْفَنُ فِي أَرْضِ الْغُرْبَةِ مِنْ خُرَاسَانَ ثُمَّ بَعْدَ عَلِيٍّ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ وَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ عَلِيٌّ ابْنُهُ وَ بَعْدَ عَلِيٍّ الْحَسَنُ ابْنُهُ
وَ الْمَهْدِيُّ مِنْ وُلْدِ الْحَسَنِ ع ثُمَّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا عَلِيُّ إِنَّ قَائِمَنَا إِذَا خَرَجَ يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا عَدَدَ رِجَالِ بَدْرٍ فَإِذَا حَانَ وَقْتُ خُرُوجِهِ يَكُونُ لَهُ سَيْفٌ مَغْمُودٌ نَادَاهُ السَّيْفُ قُمْ يَا وَلِيَّ اللَّهِ فَاقْتُلْ أَعْدَاءَ اللَّهِ 10764 .
باب 47 نصوص موسى بن جعفر و سائر الأئمة صلوات الله عليهم عليهم سلام الله عليهم أجمعين
1- ني، الغيبة للنعماني سَلَامَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّيَّارِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هُلَيْلٍ قَالَ وَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْجُبَّائِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أُمَيَّةَ بِنْتِ مَيْمُونٍ الشَّعِيرِيِّ عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا إِبْرَاهِيمَ مُوسَى بْنَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع يَقُولُ إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بَيْتاً 10765 مِنْ نُورٍ جَعَلَ قَوَائِمَهُ أَرْبَعَ أَرْكَانٍ 10766 أَرْبَعَةَ أَسْمَاءٍ تَبَارَكَ وَ سُبْحَانَ وَ الْحَمْدُ وَ اللَّهُ ثُمَّ خَلَقَ أَرْبَعَةً مِنْ أَرْبَعَةٍ وَ مِنْ أَرْبَعَةٍ أَرْبَعَةً ثُمَّ قَالَ جَلَّ وَ عَزَّ- إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً 10767 .
بيان: هذا الخبر شبيه بما مر في باب الأسماء من كتاب التوحيد 10768 و مضارع له في الإشكال و الإعضال و كان المناسب ذكره هناك و إنما أوردناه هاهنا لأن الظاهر بقرينة الأخبار الأخر الواردة في تفسير الآية أن الغرض تطبيقه على عدد الأئمة و هو من الرموز
و المتشابهات التي لا يعلمها إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ و يمكن أن يقال على وجه الاحتمال أن أسماءه تعالى منها ما يدل على الذات و منها ما يدل على صفات الذات و منها ما يدل على التنزيه و منها ما يدل على صفات الفعل فالله يدل على الذات و الحمد على ما يستحق عليه الحمد من الصفات الكمالية الذاتية و سبحان على الصفات التنزيهية و تبارك لكونه من البركة و النماء على صفات الفعل أو تبارك على صفات الذات لكونه من البروك و الثبات و الحمد على صفات الفعل لكونه على النعم الاختيارية.
و يتشعب منها أربعة لأنه يتشعب من اسم الذات ما يدل على توحيده و عدم التكثر فيه و لذا بدأ الله تعالى به بعد الله فقال قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و يتشعب من الأحد الصمد لأن كونه غنيا عما سواه و كون ما سواه محتاجا إليه من لوازم أحديته و تفرده بذلك و لذا ثني به في سورة التوحيد بعد ذكر الأحد.
و أما صفات الذات فيتشعب أولا منها القدير و لما كانت القدرة الكاملة يستلزم العلم الكامل تشعب منه العليم و سائر صفات الذات ترجع إليهما عند التحقيق و يحتمل العكس أيضا بأن يقال يتشعب القدرة من العلم كما لا يخفى على المتأمل.
و أما ما يدل على التنزيه فيتشعب منها أولا السبوح الدال على تنزيه الذات ثم القدوس الدال على تنزيه الصفات.
و أما صفات الفعل فيتشعب منها أولا الخالق و لما كان الخلق مستلزما للرزق أو التربية تشعب منه ثانيا الرازق أو الرب و لما كانت تلك الصفات الكمالية دعت إلى بعثة الأنبياء و نصب الحجج ع 10769 فبيت النور الذي هو بيت الإمامة كما بين في آية النور مبنية على تلك القوائم أو أنه تعالى لما حلاهم بصفاته و جعلهم مظهر آيات جلاله و عبر عنهم بأسمائه و كلماته فهم متخلقون بأخلاق الرحمن و بيت نورهم و كمالهم مبني على تلك الأركان و بسط القول فيه يفضي إلى ما لا تقبله العقول و الأذهان و لا يجري في تحريره الأقلام بالبنان فهذا جملة مما خطر بالبال في حل هذه الرواية و الله ولي التوفيق و الهداية.
2- نص، كفاية الأثر مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنِ الدَّقَّاقِ وَ الْوَرَّاقِ مَعاً عَنِ الصُّوفِيِّ عَنِ الرُّويَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْحَسَنِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَيِّدِي عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ع فَلَمَّا بَصُرَ بِي 10770 قَالَ لِي مَرْحَباً بِكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ أَنْتَ وَلِيُّنَا حَقّاً فَقُلْتُ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكَ دِينِي فَإِنْ كَانَ مَرْضِيّاً ثَبَتُّ عَلَيْهِ حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ هَاتِ يَا أَبَا الْقَاسِمِ فَقُلْتُ إِنِّي أَقُولُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَاحِدٌ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ خَارِجٌ مِنَ الْحَدَّيْنِ حَدِّ الْإِبْطَالِ وَ حَدِّ التَّشْبِيهِ وَ إِنَّهُ لَيْسَ بِجِسْمٍ وَ لَا صُورَةٍ وَ لَا عَرَضٍ وَ لَا جَوْهَرٍ بَلْ هُوَ مُجَسِّمُ الْأَجْسَامِ وَ مُصَوِّرُ الصُّوَرِ وَ خَالِقُ الْأَعْرَاضِ وَ الْجَوَاهِرِ وَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَ مَالِكُهُ وَ جَاعِلُهُ وَ مُحْدِثُهُ وَ إِنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ إِنَّ شَرِيعَتَهُ خَاتِمَةُ الشَّرَائِعِ وَ لَا شَرِيعَةَ بَعْدَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ 10771 وَ أَقُولُ إِنَّ الْإِمَامَ وَ الْخَلِيفَةَ وَ وَلِيَّ الْأَمْرِ بَعْدَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع ثُمَّ الْحَسَنُ ثُمَّ الْحُسَيْنُ ثُمَّ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ثُمَّ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثُمَّ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ثُمَّ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ثُمَّ أَنْتَ يَا مَوْلَايَ فَقَالَ ع وَ مِنْ بَعْدِيَ الْحَسَنُ ابْنِي فَكَيْفَ لِلنَّاسِ بِالْخَلَفِ مِنْ بَعْدِهِ 10772 قَالَ فَقُلْتُ وَ كَيْفَ ذَلِكَ يَا مَوْلَايَ قَالَ لِأَنَّهُ لَا يُرَى شَخْصُهُ وَ لَا يَحِلُّ ذِكْرُهُ بِاسْمِهِ حَتَّى يَخْرُجَ فَيَمْلَأَ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً قَالَ فَقُلْتُ أَقْرَرْتُ وَ أَقُولُ إِنَّ وَلِيَّهُمْ وَلِيُّ اللَّهِ وَ عَدُوَّهُمْ عَدُوُّ اللَّهِ وَ طَاعَتَهُمْ طَاعَةُ اللَّهِ وَ مَعْصِيَتَهُمْ مَعْصِيَةُ اللَّهِ وَ أَقُولُ إِنَّ الْمِعْرَاجَ حَقٌّ وَ الْمُسَاءَلَةَ فِي الْقَبْرِ حَقٌّ وَ إِنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَ النَّارَ حَقٌّ وَ الصِّرَاطَ حَقٌّ وَ الْمِيزَانَ حَقٌّ- وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَ أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ وَ أَقُولُ إِنَّ الْفَرَائِضَ الْوَاجِبَةَ بَعْدَ الْوَلَايَةِ الصَّلَاةُ وَ الزَّكَاةُ وَ الصَّوْمُ 10773 وَ الْحَجُّ وَ الْجِهَادُ وَ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ع يَا أَبَا الْقَاسِمِ هَذَا
وَ اللَّهِ دِينُ اللَّهِ الَّذِي ارْتَضَاهُ لِعِبَادِهِ فَاثْبُتْ عَلَيْهِ- ثَبَّتَكَ اللَّهُ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ 10774 .