کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
قصة البدوي مع شحنة الكوفة
9- وَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَ سَبْعِينَ وَ خَمْمسِمِائَةٍ- كَانَ الْأَمِيرُ مُجَاهِدُ الدِّينِ سُنْقُرُ الْأَمْنِ 20892 يَقْطَعُ الْكُوفَةَ وَ قَدْ وَقَعَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ بَنِي خَفَاجَةَ 20893 فَمَا كَانَ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَأْتِي إِلَى الْمَشْهَدِ وَ لَا غَيْرِهِ إِلَّا وَ لَهُ طَلِيعَةٌ فَأَتَى فَارِسَانِ فَدَخَلَ أَحَدُهُمَا وَ بَقِيَ الْآخَرُ طَلِيعَةً فَخَرَجَ سُنْقُرُ مِنْ مَطْلَعِ الرُّهَيْمِيِّ وَ أَتَى مَعَ السُّورِ فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ الْفَارِسُ نَادَى بِصَاحِبِهِ جَاءَتِ الْعَجَمُ وَ تَحْتَهُ سَابِقٌ مِنَ الْخَيْلِ فَأَفْلَتَ وَ مَنَعُوا الْآخَرَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْبَابِ وَ اقْتَحَمُوا وَرَاءَهُ فَدَخَلَ رَاكِباً ثُمَّ نَزَلَ عَنْ فَرَسِهِ قُدَّامَ بَابِ السَّلَامِ الْكَبِيرِ الْبَرَّانِي فَمَضَتِ الْفَرَسُ فَدَخَلَتْ فِي بَابِ ابْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ 20894 النَّقِيبِ بْنِ أُسَامَةَ وَ دَخَلَ الْبَدَوِيُّ وَ وَقَفَ عَلَى الضَّرِيحِ الشَّرِيفِ فَقَالَ سُنْقُرُ ايتُونِي بِهِ فَجَاءَتِ الْمَمَالِيكُ يَجْذِبُونَهُ مِنَ الضَّرِيحِ الشَّرِيفِ 20895 وَ قَدْ لَزِمَ الْبَدَوِيُّ بِرُمَّانَةِ الضَّرِيحِ وَ قَالَ يَا 1 أَبَا الْحَسَنِ أَنَا عَرَبِيٌّ وَ أَنْتَ عَرَبِيٌّ وَ عَادَةُ الْعَرَبِ الدُّخُولُ وَ قَدْ دَخَلْتُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ دَخِيلُكَ دَخِيلُكَ وَ هُمْ يَفُكُّونَ أَصَابِعَهُ عَنِ الرُّمَّانَةِ الْفِضَّةِ 20896 وَ هُوَ يُنَادِي وَ يَقُولُ لَا تَخْفِرْ 20897 ذِمَامَكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ- فَأَخَذُوهُ وَ مَضَوْا بِهِ فَأَرَادَ أَنْ يَقْتُلَهُ فَقَطَعَ عَلَى نَفْسِهِ مِائَتَيْ دِينَارٍ وَ حِصَانٍ 20898 مِنَ الْخَيْلِ الذُّكُورِ فَكَفَلَهُ ابْنُ بَطْنِ الْحَقِّ عَلَى ذَلِكَ وَ مَضَى ابْنُ بَطْنِ الْحَقِّ يَأْتِي بِالْفَرَسِ وَ الْمَالِ فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ 20899 وَ أَنَا نَائِمٌ مَعَ وَالِدِي
مُحَمَّدِ بْنِ طَحَّالٍ بِالْحَضْرَةِ الشَّرِيفَةِ وَ إِذَا بِالْبَابِ تُطْرَقُ فَنَهَضَ وَالِدِي وَ فَتَحَ الْبَابَ وَ إِذَا أَبُو الْبَقَاءِ بْنُ الشَّيْرَجِيِّ السُّورَاوِيِّ مَعَهُ الْبَدَوِيُّ وَ عَلَيْهِ جُبَّةٌ حَمْرَاءُ وَ عِمَامَةٌ زَرْقَاءُ وَ مَمْلُوكٌ عَلَى رَأْسِهِ مِنْشَفَةٌ مُكَوَّرَةٌ يَحْمِلُهَا فَدَخَلُوا الْقُبَّةَ الشَّرِيفَةَ حِينَ فُتِحَتْ وَ وَقَفُوا قُدَّامَ الشُّبَّاكِ وَ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدُكَ سُنْقُرُ يُسَلِّمُ عَلَيْكَ وَ يَقُولُ لَكَ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَيْكَ الْمَعْذِرَةُ وَ التَّوْبَةُ وَ هَذَا دَخِيلُكَ وَ هَذَا كَفَّارَةُ مَا صَنَعْتُ فَقَالَ لَهُ وَالِدِي مَا سَبَبُ هَذَا قَالَ إِنَّهُ رَأَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي مَنَامِهِ وَ بِيَدِهِ حَرْبَةٌ وَ هُوَ يَقُولُ لَهُ وَ اللَّهِ لَئِنْ لَمْ تُخْلِ سَبِيلَ دَخِيلِي لَأَنْتَزِعَنَّ نَفْسَكَ عَلَى هَذِهِ الْحَرْبَةِ وَ قَدْ خَلَعَ عَلَيْهِ وَ أَرْسَلَهُ وَ مَعَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ رِطْلًا فِضَّةً بِعَيْنِي رَأَيْتُهَا وَ هِيَ سُرُوجٌ وَ كِيزَانٌ وَ رُءُوسُ أَعْلَامٍ وَ صَفَائِحُ فِضَّةٍ فَعَمِلْتُ ثَلَاثَ طَاسَاتٍ عَلَى الضَّرِيحِ الشَّرِيفِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى مُشَرِّفِهِ وَ مَا زَالَتْ إِلَى أَنْ سُكَّتْ 20900 فِي هَذِهِ الْحِلْيَةِ الَّتِي عَلَيْهِ الْآنَ وَ أَمَّا الْبَدَوِيُ 20901 ابْنُ بَطْنِ الْحَقِّ فَرَأَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي مَنَامِهِ فِي الْبَرِّيَّةِ وَ هُوَ يَقُولُ لَهُ ارْجِعْ إِلَى سُنْقُرَ فَقَدْ خَلَّى سَبِيلَ الْبَدَوِيِّ الَّذِي كَانَ قَدْ أَخَذَهُ فَرَجَعَ إِلَى الْمَشْهَدِ وَ اجْتَمَعَ بِالْأَسِيرِ الْمُطْلَقِ هَذَا رَأَيْتُهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَ سَبْعِينَ وَ خَمْسِمِائَةٍ.
قصة سيف سرق من الحضرة الشريفة و ظهر فيما بعد
10- قَالَ وَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَ ثَمَانِينَ وَ خَمْسِمِائَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُبَارَكِ كَانُوا يَأْتُونَ مَشَايِخُ زَيْدِيَّةٌ 20902 مِنَ الْكُوفَةِ كُلَّ لَيْلَةٍ يَزُورُونَ الْإِمَامَ ع وَ كَانَ فِيهِمْ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ عَبَّاسٌ الْأَمْعَصُ قَالَ ابْنُ طَحَّالٍ وَ كَانَتْ نَوْبَةُ الْخِدْمَةِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ عَلَيَّ فَجَاءُوا عَلَى الْعَادَةِ وَ طَرَقُوا الْبَابَ فَفَتَحْتُهُ لَهُمْ وَ فَتَحْتُ بَابَ الْقُبَّةِ الشَّرِيفَةِ وَ بِيَدِ عَبَّاسٍ سَيْفٌ فَقَالَ لِي أَيْنَ أَطْرَحُ هَذَا السَّيْفَ فَقُلْتُ اطْرَحْهُ فِي
هَذِهِ الزَّاوِيَةِ وَ كَانَ شَرِيكِي فِي الْخِدْمَةِ شَيْخٌ كَبِيرٌ يُقَالُ لَهُ بَقَاءُ بْنُ عُنْقُودٍ فَوَضَعَهُ وَ دَخَلْتُ فَأَشْعَلْتُ لَهُمْ شَمْعَةً وَ حَرَّكْتُ الْقَنَادِيلَ وَ زَارُوا وَ صَلَّوْا وَ طَلَعُوا وَ طَلَبَ الْعَبَّاسُ السَّيْفَ فَلَمْ يَجِدْهُ فَسَأَلَنِي عَنْهُ فَقُلْتُ لَهُ مَكَانَهُ فَقَالَ مَا هُوَ هَاهُنَا فَطَلَبَهُ فَمَا وَجَدَهُ 20903 وَ عَادَتُنَا أَنْ لَا نُخَلِّيَ أَحَداً يَنَامُ بِالْحَضْرَةِ سِوَى أَصْحَابِ النَّوْبَةِ فَلَمَّا يَئِسَ مِنْهُ دَخَلَ وَ قَعَدَ عِنْدَ الرَّأْسِ وَ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا وَلِيُّكَ عَبَّاسٌ وَ الْيَوْمَ لِي خَمْسُونَ سَنَةً أَزُورُكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فِي رَجَبٍ وَ شَعْبَانَ وَ رَمَضَانَ- وَ السَّيْفُ الَّذِي مَعِي عَارِيَّةٌ وَ حَقِّكَ إِنْ لَمْ تَرُدَّهُ عَلَيَّ مَا رَجَعْتُ زُرْتُكَ أَبَداً وَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَ بَيْنِكَ وَ مَضَى فَأَصْبَحْتُ فَأَخْبَرْتُ السَّيِّدَ النَّقِيبَ السَّعِيدَ شَمْسَ الدِّينِ عَلِيَّ بْنَ الْمُخْتَارِ- فَضَجِرَ عَلَيَّ وَ قَالَ أَ لَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ يَنَامَ أَحَدٌ بِالْمَشْهَدِ سِوَاكُمْ فَأَحْضَرْتُ الْمُخَتَّمَةَ الشَّرِيفَةَ وَ أَقْسَمْتُ بِهَا أَنَّنِي فَتَّشْتُ الْمَوَاضِعَ وَ قَلَبْتُ الْحُصُرَ وَ مَا تَرَكْتُ أَحَداً عِنْدَنَا فَوَجَدَ مِنْ ذَلِكَ أَمْراً عَظِيماً وَ صَعُبَ عَلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَ إِذَا أَصْوَاتُهُمْ بِالتَّكْبِيرِ وَ التَّهْلِيلِ فَقُمْتُ فَفَتَحْتُ لَهُمْ عَلَى جَارِي عَادَتِي وَ إِذَا الْعَبَّاسُ الْأَمْعَصُ وَ السَّيْفُ مَعَهُ فَقَالَ يَا حَسَنُ هَذَا السَّيْفَ فَالْزَمْهُ فَقُلْتُ أَخْبِرْنِي خَبَرَهُ قَالَ رَأَيْتُ مَوْلَانَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي مَنَامِي وَ قَدْ أَتَى إِلَيَّ وَ قَالَ يَا عَبَّاسُ لَا تَغْضَبْ امْضِ إِلَى دَارِ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ اصْعَدِ الْغُرْفَةَ الَّتِي فِيهَا التِّبْنُ وَ بِحَيَاتِي عَلَيْكَ لَا تَفْضَحْهُ وَ لَا تُعْلِمْ بِهِ أَحَداً فَمَضَيْتُ إِلَى النَّقِيبِ شَمْسِ الدِّينِ فَأَعْلَمْتُهُ بِذَلِكَ فَطَلَعَ فِي السَّحَرِ إِلَى الْحَضْرَةِ وَ أَخَذَ السَّيْفَ مِنْهُ وَ حَلَّى لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ لَا أُعْطِيكَ السَّيْفَ حَتَّى تُعْلِمَنِي مَنْ كَانَ أَخَذَهُ فَقَالَ لَهُ عَبَّاسٌ يَا سَيِّدِي يَقُولُ لِي جَدُّكَ بِحَيَاتِي عَلَيْكَ لَا تَفْضَحْهُ وَ لَا تُعْلِمْ بِهِ أَحَداً وَ أُخْبِرُكَ وَ لَمْ يُعْلِمْهُ وَ مَاتَ وَ لَمْ يُعْلِمْ أَحَداً مَنِ الْآخِذُ السَّيْفَ وَ هَذِهِ الْحِكَايَةُ أَخْبَرَنَا بِمَعْنَاهَا الْمَذْكُورِ الْقَاضِي الْعَالِمُ الْفَاضِلُ الْمُدَرِّسُ عَفِيفُ الدِّينِ رَبِيعُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ- عَنِ الْقَاضِي الزَّاهِدِ
عَلِيِّ بْنِ بُدَّا 20904 الْهَمْدَانِيِّ عَنْ عَبَّاسٍ الْمَذْكُورِ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ خَامِسَ عَشَرَ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ ثَمَانِينَ وَ سِتِّمِائَةٍ.
قصة لطيفة
11- قَالَ: وَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَ ثَمَانِينَ وَ خَمْسِمِائَةٍ كَانَتْ نَوْبَتِي أَنَا وَ شَيْخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو الْغَنَائِمِ بْنُ كَدُونَا 20905 وَ قَدْ أُغْلِقَتِ الْحَضْرَةُ الشَّرِيفَةُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى صَاحِبِهَا فَإِذَا وَقَعَ 20906 فِي مَسَامِعِي صَوْتُ أَحَدِ أَبْوَابِ الْقُبَّةِ فَارْتَعْتُ لِذَلِكَ وَ قُمْتُ فَفَتَحْتُ الْبَابَ الْأُولَى 20907 وَ دَخَلْتُ إِلَى بَابِ الْوَدَاعِ فَلَمَسْتُ الْأَقْفَالَ فَوَجَدْتُهَا عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ وَ الْإِغْلَاقَ 20908 وَ مَشَيْتُ إِلَى الْأَبْوَابِ أَجْمَعَ فَوَجَدْتُهَا بِحَالِهَا وَ كُنْتُ أَقُولُ وَ اللَّهِ لَوْ وَجَدْتُ أَحَداً لَلَزِمْتُهُ فَلَمَّا رَجَعْتُ طَالِعاً وَصَلْتُ إِلَى الشُّبَّاكِ الشَّرِيفِ وَ إِذَا بِرَجُلٍ عَلَى ظَهْرِ الضَّرِيحِ أُحَقِّقُهُ فِي ضَوْءِ الْقَنَادِيلِ فَحِينَ رَأَيْتُهُ أَخَذَتْنِي الْقَعْقَعَةُ وَ الرِّعْدَةُ الْعَظِيمَةُ وَ رَبَا لِسَانِي فِي فَمِي إِلَى أَنْ صَعِدَ إِلَى سَقْفِ حَلْقِي فَلَزِمْتُ بِكِلْتَا يَدَيَّ عَمُودَ الشُّبَّاكِ وَ أَلْصَقْتُ مَنْكِبِيَ الْأَيْمَنَ فِي رُكْنِهِ وَ غَابَ وَجْدِي 20909 عَنِّي سَاعَةً وَ إِذَا هَمْهَمَةُ الرَّجُلِ وَ مَشْيُهُ 20910 عَلَى فَرْشِ الصَّحْنِ بِالْقُبَّةِ وَ تَحْرِيكُ الْخَتْمَةِ الشَّرِيفَةِ بِالزَّاوِيَةِ مِنَ الْقُبَّةِ وَ بَعْدَ سَاعَةٍ رُدَّ رُوعِي وَ سَكَنَ مَا عِنْدِي فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَهُ 20911 فَرَجَعْتُ حَتَّى أَطْلَعَ
وَجَدْتُ الْبَابَ الْمُقَابِلَ بَابَ الْحَضْرَةِ لِلنِّسَاءِ قَدْ فُتِحَ مِنْهُ مِقْدَارُ شِبْرٍ فَرَجَعْتُ إِلَى بَابِ الْوَدَاعِ فَفَتَحْتُ الْأَقْفَالَ وَ الْأَغْلَاقَ وَ دَخَلْتُ أَغْلَقْتُهُ مِنْ دَاخِلٍ 20912 فَهَذَا مَا رَأَيْتُهُ وَ شَاهَدْتُهُ.
قصة أخرى
12- وَ قَالَ أَيْضاً إِنَّ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْكَنَاتِينِيُ 20913 سَأَلَهُ رَجُلٌ أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهِ بِضَاعَةً فَلَمَّا أَلَحَّ عَلَيْهِ أَخْرَجَ سِتِّينَ دِينَاراً وَ قَالَ لَهُ أَشْهِدْ لِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِذَلِكَ فَأَشْهَدَهُ عَلَيْهِ بِالْقَبْضِ وَ التَّسْلِيمِ فَفَعَلَ ذَلِكَ فَلَمَّا قَبَضَ الْمَبْلَغَ بَقِيَ ثَلَاثَ سِنِينَ مَا أَعْطَاهُ شَيْئاً وَ كَانَ بِالْمَشْهَدِ رَجُلٌ ذُو صَلَاحٍ يُقَالُ لَهُ مُفَرِّجٌ- فَرَأَى فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ الَّذِي 20914 قَبَضَ الْمَالَ قَدْ مَاتَ وَ قَدْ جَاءُوا بِهِ عَلَى الْعَادَةِ لِيُدْخِلُوهُ الْحَضْرَةَ الشَّرِيفَةَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى صَاحِبِهَا فَلَمَّا وَصَلُوا إِلَى الْبَابِ طَلَعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْعَتَبَةِ وَ قَالَ لَا يُدْخَلْ هَذَا الْبِنَاءَ 20915 وَ لَا يُصَلِّي أَحَدٌ عَلَيْهِ فَتَقَدَّمَ وَلَدٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ يَحْيَى 20916 - فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيُّكَ قَالَ صَدَقْتَ وَ لَكِنْ أَشْهَدَنِي عَلَيْهِ لِأَبِي جَعْفَرٍ الْكَنَاتِينِيِّ بِمَالٍ مَا أَوْصَلَهُ إِلَيْهِ فَلَمَّا أَصْبَحَ مُفَرِّجٌ فَأَخْبَرَنَا بِذَلِكَ 20917 فَدَعَوْنَا أَبَا جَعْفَرٍ وَ قُلْنَا لَهُ أَيُّ شَيْءٍ لَكَ عِنْدَ فُلَانٍ قَالَ مَا لِيَ عِنْدَهُ شَيْءٌ فَقُلْنَا لَهُ وَيْحَكَ شَاهِدُكَ إِمَامٌ قَالَ وَ مَنْ شَاهِدِي فَقُلْنَا لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَوَقَعَ عَلَى وَجْهِهِ يَبْكِي فَأَرْسَلْنَا إِلَى الرَّجُلِ الَّذِي قَبَضَ الْمَالَ فَقُلْنَا لَهُ أَنْتَ هُنَالِكَ 20918 فَأَخْبَرْنَاهُ بِالْمَنَامِ فَبَكَى وَ مَضَى
فَأَحْضَرَ أَرْبَعِينَ دِينَاراً فَسَلَّمَهَا إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَعْطَاهُ الْبَاقِيَ.
قصة أخرى
13- وَ حَكَى عَلِيُّ بْنُ مُظَفَّرٍ النَّجَّارُ قَالَ: كَانَ لِي حِصَّةٌ فِي ضَيْعَةٍ فَقُبِضَتْ غَصْباً فَدَخَلْتُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع شَاكِياً وَ قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ رُدَّ هَذِهِ الْحِصَّةُ عَلَيَّ عَمِلْتُ هَذَا الْمَجْلِسَ مِنْ مَالِي فَرُدَّتِ الْحِصَّةُ عَلَيْهِ فَغَفَلَ مُدَّةً فَرَأَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي مَنَامِهِ وَ هُوَ قَائِمٌ فِي زَاوِيَةِ الْقُبَّةِ وَ قَدْ قَبَضَ عَلَى يَدِهِ وَ طَلَعَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْوَدَاعِ الْبَرَّانِيِّ وَ أَشَارَ إِلَى الْمَجْلِسِ وَ قَالَ يَا عَلِيُّ- 20919 يُوفُونَ بِالنَّذْرِ فَقَالَ لَهُ حُبّاً وَ كَرَامَةً يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ أَصْبَحَ اشْتَغَلَ فِي عَمَلِهِ.
قصة أخرى
14- سَمِعْتُ بَعْضَ مَنْ أَثِقُ بِهِ يَحْكِي بَعْضَ الْفُقَهَاءِ عَنِ الْقَاضِي ابْنِ بُدَّا 20920 الْهَمْدَانِيِّ وَ كَانَ زَيْدِيّاً صَالِحاً مُتَعَبِّداً 20921 تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ سِتِّينَ وَ سِتِّمِائَةٍ وَ دُفِنَ بِالسَّهْلَةِ قَالَ: كُنْتُ فِي الْجَامِعِ بِالْكُوفَةِ وَ كَانَتْ لَيْلَةٌ مَطِيرَةٌ 20922 فَدَقَّ بَابَ مُسْلِمٍ جَمَاعَةٌ فَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّ مَعَهُمْ جِنَازَةً فَأَدْخَلُوهَا وَ جَعَلُوهَا عَلَى الصُّفَّةِ الَّتِي تُجَاهَ بَابِ مُسْلِمِ بْنِ عَقِيلٍ ثُمَّ إِنَّ أَحَدَهُمْ نَعَسَ 20923 فَرَأَى فِي مَنَامِهِ كَأَنَّ قَائِلًا يَقُولُ لِآخَرَ مَا نُبْصِرُهُ حَتَّى نَبْصُرَ هَلْ لَنَا مَعَهُ حِسَابٌ أَمْ لَا فَكَشَفُوا عَنْ وَجْهِهِ وَ قَالَ بَلَى لَنَا مَعَهُ حِسَابٌ وَ يَنْبَغِي أَنْ نَأْخُذَهُ مِنْهُ مُعَجَّلًا قَبْلَ أَنْ يَتَعَدَّى الرُّصَافَةَ فَمَا يَبْقَى
لَنَا مَعَهُ طَرِيقٌ فَانْتَبَهْتُ وَ حَكَيْتُ لَهُمُ الْمَنَامَ وَ قُلْتُ لَهُمْ خُذُوهُ مُعَجَّلًا فَأَخَذُوهُ وَ مَضَوْا فِي الْحَالِ 20924 .
بيان قال الفيروزآبادي المداس كسحاب الذي يلبس في الرجل 20925 و قال السك تضبيب الباب بالحديد 20926 و قال القعقعة صريف الأسنان لشدة وقعها 20927 قوله و ربا لساني أي ارتفع.
15- حة، فرحة الغري إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ عَنْ عَتَّابِ بْنِ كَرِيمٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ قَالَ: حَضَرَ صَاحِبُ شُرْطَةِ الْحَجَّاجِ حَفِيرَةً فِي الرَّحْبَةِ فَاسْتَخْرَجَ شَيْخاً أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَ اللِّحْيَةِ فَكَتَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ أَنِّي حَفَرْتُ وَ اسْتَخْرَجْتُ شَيْخاً أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَ اللِّحْيَةِ وَ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ كَذَبْتَ أَعِدِ الرَّجُلَ مِنْ حَيْثُ اسْتَخْرَجْتَ 20928 فَإِنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ حَمَلَ أَبَاهُ مِنْ حَيْثُ خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ 20929 .