کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
الأنفال إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ الَّذِينَ آوَوْا وَ نَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا وَ إِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ مِيثاقٌ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَ فَسادٌ كَبِيرٌ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ الَّذِينَ آوَوْا وَ نَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ 5824 التوبة الَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ 5825 و قال تعالى الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَ نِفاقاً وَ أَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ 5826 النحل وَ الَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ لَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ 5827 و قال تعالى ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَ صَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ 5828 الحج وَ الَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَ إِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَ إِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ 5829 العنكبوت يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ 5830 الزمر وَ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ 5831 .
1- نَهْجُ الْبَلَاغَةِ، قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي خُطْبَةٍ وَ الْهِجْرَةُ قَائِمَةٌ عَلَى حَدِّهَا الْأَوَّلِ مَا كَانَ لِلَّهِ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ حَاجَةٌ مِنْ مُسْتَسِرِّ الأئمة [الْإِمَّةِ] وَ مُعْلِنِهَا لَا يَقَعُ اسْمُ الْهِجْرَةِ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا بِمَعْرِفَةِ الْحُجَّةِ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ عَرَفَهَا وَ أَقَرَّ بِهَا فَهُوَ مُهَاجِرٌ 5832 .
2- وَ قَالَ ع فِيمَا كَتَبَهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ وَ ذَكَرْتَ أَنَّ زَائِرِي فِي الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ وَ قَدِ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ يَوْمَ أُسِرَ أَخُوكَ 5833 .
1 كِتَابُ الْغَارَاتِ، لِإِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيِّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ ع فِي بَعْضِ خُطَبِهِ يَقُولُ الرَّجُلُ هَاجَرْتُ وَ لَمْ يُهَاجِرْ إِنَّمَا الْمُهَاجِرُونَ الَّذِينَ يَهْجُرُونَ السَّيِّئَاتِ وَ لَمْ يَأْتُوا بِهَا.
المجلد الثاني و العشرون من بحار الأنوار كتاب المزار
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الحمد لله الذي هدانا لزيارة أحبائه و أصفيائه فجعلها ذريعة للوصول إلى أعلى منازل الفوز و الفلاح و الصلاة على من بالصلاة و السلام عليه فاز من سعد بالارتقاء على أقصى مدارج الكرامة و النجاح محمد و أهل بيته الأطهرين الذين بتقبيل أعتابهم صعد المؤمنون أسنى معارج الشرف و الصلاح و لعنة الله على أعدائهم ما أظلم ليل و استنار صباح.
أما بعد فهذا هو المجلد الثاني و العشرون من كتاب بحار الأنوار الكاشف للأستار عن وجوه زيارات النبي و الأئمة الأبرار عليهم صلوات عالم الخفايا و الأسرار و فضلها و آدابها و مقدماتها و ما يتعلق بها على وجه كامل يبتهج به شيعتهم الأخيار مما ألفه خادم أخبار الأئمة الأبرار و تراب أقدام المؤمنين الأخيار محمد باقر بن محمد تقي حشرهما الله مع مواليهما الأطهار.
باب 1 مقدمات السفر و آدابه
أقول: قد قدمنا في كتاب الآداب جل الأخبار المتعلقة بهذا الباب و بعضها في كتاب الحج لكن نذكر هاهنا ما أورده السيد النقيب الفاضل علي بن طاوس قدس الله روحه في مفتتح كتاب مصباح الزائر لأنه جمع مضامين أكثر الأخبار الواردة في ذلك و نضيف إليه ما وجدته في المزار الكبير تأليف محمد بن المشهدي أو السيد فخار
أو بعض معاصريهما من الأفاضل الكبار 5834 لئلا يخلو هذا المجلد عما يحتاج إليه زائر الأئمة الأطهار.
قال السيد رحمه الله 5835 إذا أردت الخروج إلى السفر فينبغي أن تصوم الأربعاء و الخميس و الجمعة و تختار من أيام الأسبوع يوم السبت.
1- فَقَدْ رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَرَادَ سَفَراً فَلْيُسَافِرْ يَوْمَ السَّبْتِ فَلَوْ أَنَّ حَجَراً زَالَ عَنْ جَبَلٍ فِي يَوْمِ سَبْتٍ لَرَدَّهُ اللَّهُ إِلَى مَكَانِهِ- 5836 أَوْ يَوْمَ الثَّلَاثَاءِ فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي أَلَانَ اللَّهُ فِيهِ الْحَدِيدَ لِدَاوُدَ ع أَوْ يَوْمَ الْخَمِيسِ فَإِنَّ النَّبِيَّ ص كَانَ يُسَافِرُ يَوْمَ الْخَمِيسِ.
2- وَ قَالَ يَوْمُ الْخَمِيسِ يَوْمٌ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ مَلَائِكَتُهُ- 5837 وَ اجْتَنِبِ السَّفَرَ فِي يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ وَ الْأَرْبِعَاءِ وَ قَبْلَ الظُّهْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَ يُكْرَهُ أَنْ تُسَافِرَ الْيَوْمَ الثَّالِثَ مِنَ الشَّهْرِ وَ الرَّابِعَ وَ الْخَامِسَ مِنْهُ وَ السَّادِسَ مِنْهُ وَ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْهُ وَ السَّادِسَ عَشَرَ مِنْهُ وَ الْحَادِيَ وَ الْعِشْرِينَ وَ الرَّابِعَ وَ الْعِشْرِينَ وَ الْخَامِسَ وَ الْعِشْرِينَ وَ السَّادِسَ وَ الْعِشْرِينَ.
3- وَ رُوِيَ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى أَنَّ الْيَوْمَ الرَّابِعَ وَ السَّادِسَ مِنَ الشَّهْرِ وَ الْيَوْمَ
الْحَادِيَ وَ الْعِشْرِينَ مِنْهُ صَالِحَةٌ لِلْأَسْفَارِ وَ لِغَيْرِهَا 5838 وَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَنَّ الثَّامِنَ مِنَ الشَّهْرِ وَ الثَّالِثَ وَ الْعِشْرِينَ مِنْهُ مَكْرُوهَانِ فِي السَّفَرِ وَ لَا تُسَافِرْ وَ الْقَمَرُ فِي بُرْجِ الْعَقْرَبِ.
4- فَقَدْ جَاءَ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ كَرِهَ السَّفَرَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ 5839 .
و إن دعت ضرورة إلى الخروج في هذه الأحوال و الأوقات المكروهة فليعمل المسافر ما سيأتي وصفه في هذا الفصل عند ذكر وداع منزله إن شاء الله تعالى و يفتتح سفره بالصدقة و دعائها على ما سيجيء ذكره أيضا و يخرج متى شاء.
5- فَقَدْ رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ: افْتَتِحْ سَفَرَكَ بِالصَّدَقَةِ وَ اخْرُجْ إِذَا بَدَا لَكَ فَإِنَّكَ تَشْتَرِي سَلَامَةَ سَفَرِكَ 5840 .
6- وَ رُوِيَ عَنِ الْبَاقِرِ ع أَنَّهُ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع إِذَا أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى بَعْضِ أَمْوَالِهِ اشْتَرَى السَّلَامَةَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِمَا تَيَسَّرَ لَهُ 5841 .
وَ ذَكَرَ صَاحِبُ كِتَابِ عَوَارِفِ الْمَعَارِفِ حَدِيثاً أَسْنَدَهُ أَنَّ النَّبِيَّ ص كَانَ إِذَا سَافَرَ حَمَلَ مَعَهُ خَمْسَةَ أَشْيَاءَ الْمِرْآةَ وَ الْمُكْحُلَةَ وَ الْمِدْرَى وَ السِّوَاكَ وَ الْمُشْطَ 5842 .
7- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى وَ الْمِقْرَاضَ 5843 .
وَ فِي الْمَزَارِ الْكَبِيرِ، إِذَا عَزَمْتَ عَلَى الْخُرُوجِ فَاخْتَرْ يَوْماً لَهُ وَ لْيَكُنْ أَحَدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ السَّبْتِ وَ الثَّلَاثَاءِ أَوِ الْخَمِيسِ 5844 .
8- فَقَدْ رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَرَادَ سَفَراً فَلْيُسَافِرْ يَوْمَ السَّبْتِ
فَلَوْ أَنَّ حَجَراً زَالَ مِنْ مَكَانِهِ يَوْمَ السَّبْتِ لَرَدَّهُ اللَّهُ إِلَى مَكَانِهِ 5845 .
9- وَ أَمَّا يَوْمُ الثَّلَاثَاءِ فَإِنَّهُ رُوِيَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ: سَافِرُوا فِي يَوْمِ الثَّلَاثَاءِ وَ اطْلُبُوا الْحَوَائِجَ فِيهِ فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي أَلَانَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِيهِ الْحَدِيدَ لِدَاوُدَ ع 5846 .
10- وَ أَمَّا يَوْمُ الْخَمِيسِ فَإِنَّهُ رُوِيَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَغْزُو بِأَصْحَابِهِ فِي يَوْمِ الْخَمِيسِ فَيَظْفَرُ فَمَنْ أَرَادَ سَفَراً فَلْيُسَافِرْ يَوْمَ الْخَمِيسِ 5847 .
و اتق الخروج في يوم الإثنين فإنه اليوم الذي قبض فيه رسول الله ص و انقطع الوحي و ابتز أهل بيته الأمر و قتل الحسين ع و هو يوم نحس و اتق الخروج يوم الأربعاء فإنه اليوم الذي خلقت فيه أركان النار و أهلك فيه الأمم الطاغية- 5848 و اتق الخروج يوم الجمعة قبل الصلاة فإنه
11- رُوِيَ عَنِ الرِّضَا ع أَنَّهُ قَالَ: مَا يُؤْمِنُ مَنْ سَافَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ أَنْ لَا يَحْفَظَهُ اللَّهُ فِي سَفَرِهِ وَ لَا يَخْلُفَهُ فِي أَهْلِهِ وَ لَا يَرْزُقَهُ مِنْ فَضْلِهِ 5849 .
و اتق الخروج يوم الثالث من الشهر فإنه يوم نحس و هو اليوم الذي سلب فيه آدم و حواء لباسهما و اتق يوم الرابع منه فإنه يخاف على المسافر فيه نزول البلاء و اتق يوم الحادي و العشرين منه فإنه يوم نحس أيضا و هو اليوم الذي ضرب الله تعالى فيه أهل مصر مع فرعون بالآيات فإن اضطررت إلى الخروج في واحد مما عددناه فاستخر الله تعالى كثيرا و اسأله العافية و السلامة و تصدق بشيء و اخرج على اسم الله تعالى 5850 .
ثم قال السيد رحمه الله ذكر ما يعتمده الإنسان من حين خروجه و ما يتبع ذلك يستحب أن يغتسل قبل التوجه