کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
و الأشراط: العلامات جمع شرط- بالتحريك 29686 -.
و الغربيب- بالكسر-: الأسود الشّديد السّواد 29687 .. أي المكشوف به ظلم الظلام 29688 .
و أخلد إليه: مال 29689 .
قوله عليه السلام: و لا تنفس .. أي لا ترغب 29690 إلى من يرغب إليها بل ترميه بالنّوائب.
قوله عليه السلام: من غلب عليها ..
أي من غلب إليها و أخذها قهرا فسوف تغلب الدنيا عليه، أو المراد بمن غلب عليها من أراد الغلبة عليها.
قوله عليه السلام: في غضّ نعمة ..
أي في نعمة غضّة: طريّة 29691 .
قوله عليه السلام: ليس بظلّام ..
أي لو فعله اللَّه بقوم لفعله بالجميع، لأنّ حكمه في الجميع واحد، فيكون ظلّاما، أو المعنى إنّ ذلك ظلم شديد، و يقال: فزعت إليه فأفزعني .. أي استغثت إليه فأغاثني 29692 .
و الوله: الحزن و الحيرة و الخوف و ذهاب العقل حزنا 29693 .
و الشّارد: النّافر 29694 .
قوله عليه السلام: في فترة ..
الفترة: الانكسار و الضّعف و ما بين الرّسولين 29695 ، و كنّى عليه السلام بها هنا عن أمر الجاهليّة .. أي إنّي لأخشى أن يكون أحوالكم في التعصّبات الباطلة و الأهواء المختلفة كأحوال أهل الجاهليّة.
قوله عليه السلام: ملتم فيها ميلة ..
إشارة إلى ميلهم عنه عليه السلام إلى الخلفاء الثلاثة.
و قول ابن أبي الحديد 29696 - إشارة إلى اختيارهم عثمان يوم الشورى- يبطله قوله عليه السلام: أمور و غير ذلك.
قوله عليه السلام: و لئن ردّ عليكم ..
أي أحوالكم التي كانت أيّام رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله.
قوله عليه السلام: و لو أشاء ..
أي لو أشاء أن أقول فيما ملتم عن الحقّ و نبذتم الآخرة وراء ظهوركم بلفظ صريح لقلت، لكنّي طويت عن ذكره و أعرضت عنه لعدم المصلحة فيه 29697 ، و لم أصرّح بكفركم و ما يكون إليه مصير أمركم و ما أكننتم 29698 و أخفيتم في ضمائركم لذلك.
و قوله عليه السلام: عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ ..
أي عفا عمّن تاب و أناب و رجع، و يحتمل أن يكون من الدعاء الشائع في أواخر الخطب، كقوله عليه السلام: غفر اللَّه لنا و لكم .. و أمثاله، و هذه الأدعية مشروطة بشرائط، و قيل:
يحتمل أن يكون المعنى لو أشاء أن أقول قولا يتضمّن العفو عنكم لقلت، لكنّي لا أقول ذلك، إذ لا مجال للعفو هنا، و لا يخفى بعده ..
19- نهج 29699 : قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَنَا حَقٌّ فَإِنْ أُعْطِينَاهُ 29700 وَ إِلَّا رَكِبْنَا أَعْجَازَ الْإِبِلِ وَ إِنْ طَالَ السُّرَى 29701 .
و هذا القول 29702 من لطيف الكلام و فصيحه، و معناه إنّا إن لم نعط حقّنا كنّا أذلّاء، و ذلك أنّ الرّديف يركب عجز البعير، كالعبد و الأسير و من يجري مجراهما 29703 .
20- نهج 29704 : وَ مِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَ نَاظِرُ قَلْبِ اللَّبِيبِ بِهِ يُبْصِرُ أَمَدَهُ، وَ يَعْرِفُ غَوْرَهُ وَ نَجْدَهُ. دَاعٍ دَعَا، وَ رَاعٍ رَعَى، فَاسْتَجِيبُوا لِلدَّاعِي 29705 ، وَ اتَّبِعُوا الرَّاعِيَ، قَدْ خَاضُوا بِحَارَ الْفِتَنِ، وَ أَخَذُوا بِالْبِدَعِ دُونَ السُّنَنِ، وَ أَرَزَ الْمُؤْمِنُونَ، وَ نَطَقَ الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ، نَحْنُ الشِّعَارُ وَ الْأَصْحَابُ 29706 ، وَ الْخَزَنَةُ وَ الْأَبْوَابُ 29707 ، وَ لَا تُؤْتَى الْبُيُوتُ إِلَّا مِنْ أَبْوَابِهَا، فَمَنْ أَتَاهَا مِنْ غَيْرِ أَبْوَابِهَا سُمِّيَ سَارِقاً.
مِنْهَا: فِيهِمْ كَرَائِمُ الْقُرْآنِ 29708 وَ هُمْ كَنْزُ 29709 الرَّحْمَنِ، إِنْ نَطَقُوا صَدَقُوا، وَ إِنْ صَمَتُوا لَمْ يُسْبَقُوا، فَلْيَصْدُقْ رَائِدٌ أَهْلَهُ، وَ لْيُحْضِرْ عَقْلَهُ، وَ لْيَكُنْ مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ، فَإِنَّهُ مِنْهَا قَدِمَ وَ إِلَيْهَا يَنْقَلِبُ، فَالنَّاظِرُ بِالْقَلْبِ الْعَامِلُ بِالْبَصَرِ يَكُونُ مُبْتَدَأُ 29710 عَمَلِهِ أَنْ يَعْلَمَ أَ عَمَلُهُ عَلَيْهِ أَمْ لَهُ؟ فَإِنْ كَانَ لَهُ مَضَى فِيهِ، وَ إِنْ كَانَ عَلَيْهِ وَقَفَ عَنْهُ، فَإِنَّ الْعَامِلَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَالسَّائِرِ عَلَى غَيْرِ 29711 طَرِيقٍ فَلَا يَزِيدُهُ بُعْدُهُ عَنِ الطَّرِيقِ 29712 إِلَّا بُعْداً مِنْ حَاجَتِهِ، وَ الْعَامِلُ بِالْعِلْمِ كَالسَّائِرِ عَلَى الطَّرِيقِ الْوَاضِحِ، فَلْيَنْظُرْ نَاظِرٌ أَ سَائِرٌ هُوَ أَمْ رَاجِعٌ؟ وَ اعْلَمْ أَنَّ لِكُلِّ ظَاهِرٍ بَاطِناً عَلَى مِثَالِهِ، فَمَا طَابَ ظَاهِرُهُ طَابَ بَاطِنُهُ، وَ مَا خَبُثَ ظَاهِرُهُ خَبُثَ بَاطِنُهُ، وَ قَدْ قَالَ الرَّسُولُ الصَّادِقُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ وَ يُبْغِضُ عَمَلَهُ، وَ يُحِبُّ الْعَمَلَ وَ يُبْغِضُ بَدَنَهُ.
وَ اعْلَمْ أَنَّ كُلَّ عَمَلٍ نَبَاتٌ 29713 ، وَ كُلَّ نَبَاتٍ لَا غِنَى بِهِ عَنِ الْمَاءِ، وَ الْمِيَاهُ مُخْتَلِفَةٌ، فَمَا طَابَ سَقْيُهُ طَابَ غَرْسُهُ، وَ حَلَتْ ثَمَرَتُهُ، وَ مَا خَبُثَ سَقْيُهُ خَبُثَ غَرْسُهُ، وَ أَمَرَّتْ ثَمَرَتُهُ.
توضيح:
قال الجوهري: النّاظر من 29714 المقلة: السّواد الأصغر الّذي فيه إنسان 29715 العين 29716 .. أي أنّ قلب اللبيب له عين يبصر بها غايته التي تجري إليها و يعرف من أحواله المستقبلة ما كان مرتفعا شريفا أو منخفضا ساقطا.
و النّجد: المرتفع من الأرض 29717 ، و لعلّ المراد بالداعي الرسول صلّى اللَّه عليه و آله، و بالراعي نفسه عليه السلام.
و قوله عليه السلام: قد خاضوا .. كلام منقطع عمّا قبله و متّصل بكلام أسقطه السيّد رضي اللَّه عنه تقيّة للتصريح بذمّ الخلفاء الثلاثة فيه.
و أرز- بالفتح و الكسر-: انقبض 29718 .
و المؤمنون: هو عليه السلام و شيعته، و الضالون خلفاء الجور و أتباعهم.
و قال ابن أبي الحديد 29719 في قوله عليه السلام: و الخزنة و الأبواب .. أي 29720 خزنة العلم و أبوابه، أو خزنة الجنّة و أبوابها.
قال 29721 رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله :
أنا مدينة العلم و عليّ بابها، و من أراد الحكمة فليأت الباب.
و قال فيه: خازن علمي.
و تارة أخرى: عيبة علمي.
و قال صلّى اللَّه عليه و آله في الخبر المستفيض 29722 إنّه: قسيم الجنّة و النار 29723 ، يقول للنار هذا لي فدعيه، و هذا لك فخذيه.
ثم ذكر 29724 أربعة و عشرين حديثا من فضائله صلوات اللَّه عليه من طرق
المخالفين.
قوله عليه السلام: فيهم كرائم القرآن ..
ضمير الجمع راجع إلى آل محمّد عليهم السلام الذين عناهم عليه السلام بقوله: نحن الشعار، و المراد بكرائم القرآن: مدائحهم التي ذكرها اللَّه فيه، أو علومه المخزونة عندهم، و هم كنوز الرحمن .. أي خزائن علومه و حكمه و قربه.
قوله عليه السلام: لم يسبقوا ..
أي ليس صمتهم عن عيّ و عجز حتى يسبقهم أحد، بل لمحض الحكمة.
قوله عليه السلام: فليصدق رائد أهله ..
يحتمل أن يكون المراد بالرائد الإنسان نفسه، فإنّه كالرائد لنفسه في الدنيا يطلب فيه لآخرته ماء و مرعى .. أي لينصح نفسه و لا يغشّها بالتسويف و التعليل، أو المعنى ليصدق كلّ منكم أهله و عشيرته و من يعنيه أمره، و ليبلّغهم ما عرف من فضلنا و علوّ درجتنا 29725 .
قوله: فإنّه منها قدم ..
لخلق روحه قبل بدنه من عالم الملكوت، أو لخروج أبيهم من الجنّة.
و قيل: الآخرة: الحضرة الإلهيّة التي منها مبدأ الخلق و إليها معادهم.
فالناظر بالقلب .. أي من لا يقتصر في نظره على ظواهر الأمور.
العامل بالبصر .. أي من يعمل بما يبصر بعين بصيرة .. أي إذا علم الحقّ لا يتعدّاه.
و يروى: العالم بالبصر .. أي من كان إبصاره سببا لعلمه.
قوله عليه السلام: و اعلم أنّ لكلّ ظاهر باطنا.
أقول: قد يتوهّم التنافي بين هاتين الكلمتين و بين الخبر المرويّ ظاهرا، و يخطر بالبال دفعه بوجوه:
الأوّل: أن يكون الخبر في قوّة الاستثناء لبيان أنّ المقدّمتين ليستا كليّتين، بل هما لبيان الغالب، و قد يتخلّف كما ورد في الخبر.
الثاني: أن يكون الخبر استشهادا للمقدّمتين، و بيانه إنّ العمل ظاهرا و باطنا، و للشخص ظاهرا و باطنا، و ظاهر الشخص مطابق لباطنه، و لذا يحبّ اللَّه ظاهر الشخص لما يعلم من حسن باطنه و عاقبته، و يبغض ظاهر الشخص إذا علم سوء باطنه و رداءة عاقبته.
الثالث: أن يكون المراد أنّه لا يمكن أن لا يظهر سوء الباطن من الأخلاق الرديّة و الاعتقادات الباطلة و الطينات الفاسدة و إن كان في آخر العمر، و لا حسن الباطن من الأخلاق الحسنة و الاعتقادات 29726 الحقّة و الطينات الطيّبة، فالذي يحبّه اللَّه و يبغض عمله ينقلب حاله في آخر العمر و يظهر منه حسن العقائد و الأعمال، و كذا العكس، فظهر أنّ حسن الباطن و الظاهر متطابقان 29727 و كذا سوؤهما، و لعلّ ما يذكر بعده يؤيّد هذا الوجه في الجملة.
الرابع: ما ذكره ابن أبي الحديد 29728 ، حيث قال: هو مشتقّ من قوله تعالى: