کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
ثلاثة أيام و قيل عاشوا سبعة أيام ثم ماتوا عن مقاتل و قيل إنهم توالدوا عن الحسن و ليس بالوجه لأن من المعلوم أن القردة ليست من أولاد آدم كما أن الكلاب ليست منهم
وَ وَرَدَتِ الرِّوَايَةُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَمْسَخْ شَيْئاً فَجَعَلَ لَهُ نَسْلًا وَ عَقِباً.
القصة قيل كانت هذه القصة في زمن داود ع.
و عن ابن عباس قال أمروا باليوم الذي أمرتم به يوم الجمعة فتركوه و اختاروا يوم السبت فابتلوا به و حرم عليهم فيه الصيد و أمروا بتعظيمه فكانت الحيتان تأتيهم يوم السبت شرعا بيضا سمانا حتى لا يرى الماء من كثرتها فمكثوا كذلك ما شاء الله لا يصيدون ثم أتاهم الشيطان و قال إنما نهيتم عن أخذها يوم السبت فاتخذوا الحياض و الشبكات فكانوا يسوقون الحيتان إليها يوم الجمعة ثم يأخذونها يوم الأحد و عن ابن زيد قال أخذ رجل منهم حوتا و ربط في ذنبه خيطا و شده إلى الساحل ثم أخذه يوم الأحد و شواه فلاموه على ذلك فلما لم يأته العذاب أخذوا ذلك و أكلوه و باعوه و كانوا نحوا من اثني عشر ألفا فصار الناس ثلاث فرق على ما تقدم ذكره فاعتزلتهم الفرقة الناهية و لم تساكنهم فأصبحوا يوما و لم يخرج من العاصية أحد فنظروا فإذا هم قردة ففتحوا الباب فدخلوا و كانت القردة تعرفهم و هم لا يعرفونها فجعلت تبكي فإذا قالوا لهم أ لم ننهكم قالت برءوسها أن نعم قال قتادة صارت الشبان قردة و الشيوخ خنازير 13749 .
14- كا، الكافي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ قَالَ الْخَنَازِيرُ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ ع وَ الْقِرَدَةُ عَلَى لِسَانِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ع 13750 .
شي، تفسير العياشي عن أبي عبيدة مثله 13751 .
15- فس، تفسير القمي أَبِي عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْمٍ مِنَ الشِّيعَةِ 13752 يَدْخُلُونَ فِي أَعْمَالِ السُّلْطَانِ وَ يَعْمَلُونَ لَهُمْ وَ يَجْبُونَ لَهُمْ وَ يُوَالُونَهُمْ 13753 قَالَ لَيْسَ هُمْ مِنَ الشِّيعَةِ وَ لَكِنَّهُمْ مِنْ أُولَئِكَ ثُمَّ قَرَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع هَذِهِ الْآيَةَ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ إِلَى قَوْلِهِ وَ لكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فاسِقُونَ قَالَ الْخَنَازِيرُ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَ الْقِرَدَةُ عَلَى لِسَانِ عِيسَى 13754 .
بيان: اعلم أن تلك الروايات اتفقت على خلاف ما هو المشهور بين المفسرين و المؤرخين من كون المسخ الذي كان في زمان داود ع بأنهم صاروا قردة و إنما مسخ أصحاب المائدة خنازير و قد دل على الجزء الأول قوله تعالى كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ و الحمل على سهو النساخ مع اتفاق التفسيرين و الكافي و القصص عليه بعيد و الحمل على غلط الرواة أيضا لا يخلو من بعد و يمكن توجيهه بوجهين الأول أن لا يكون هذا الخبر إشارة إلى قصة أصحاب السبت بل إلى مسخ آخر وقع في زمان داود ع و لكن خبر القصص يأبى عنه إلا بتكلف بعيد الثاني أنه يمكن أن يكون مسخهم في الزمانين بالصنفين معا و يكون المقصود في الآية جعل بعضهم قردة و يكون التخصيص في الخبر لعدم توهم التخصيص في الآية مع كون الفرد الآخر مذكورا فيها و في الروايات المشهورة فلا حاجة إلى ذكره و يؤيده أن علي بن إبراهيم ذكر في الموضعين الصنفين معا.
و قال البيضاوي قيل أهل أبلة 13755 لما اعتدوا في السبت لعنهم الله على لسان داود فمسخهم قردة و خنازير و أصحاب المائدة لما كفروا دعا عليهم عيسى و لعنهم فأصبحوا خنازير و كانوا خمسة آلاف رجل انتهى 13756 و قال الثعلبي في أصحاب السبت قال قتادة
صار الشبان قرودا و الشيوخ خنازير و ما نجا إلا الذين نهوا 13757 .
ثم اعلم أن الوجهين جاريان في خبري العياشي أعني رواية ابن نباتة و هارون بن عبد العزيز 13758 بأن يكونا إشارتين إلى قصة أخرى و إن كان متعلقها تلك القرية التي وقعت فيها عقوبة السبت أو بأن يكونوا مسخوا بتلك الأصناف جميعا بتلك الأسباب كلها.
و قال الطبرسي رحمه الله قيل في معناه أقوال.
أحدها أن معناه لعنوا على لسان داود فصاروا قردة و على لسان عيسى فصاروا خنازير
وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ ع أَمَّا دَاوُدُ فَإِنَّهُ لَعَنَ أَهْلَ أُبُلَّةَ 13759 لَمَّا اعْتَدَوْا فِي سَبْتِهِمْ وَ كَانَ اعْتِدَاؤُهُمْ فِي زَمَانِهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ أَلْبِسْهُمُ اللَّعْنَةَ مِثْلَ الرِّدَاءِ وَ مِثْلَ الْمِنْطَقَةِ عَلَى الْحَقْوَيْنِ فَمَسَخَهُمُ اللَّهُ قِرَدَةً وَ أَمَّا عِيسَى ع فَإِنَّهُ لَعَنَ الَّذِينَ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِمُ الْمَائِدَةُ ثُمَّ كَفَرُوا بَعْدَ ذَلِكَ.
و ثانيها ما قاله ابن عباس إنه يريد في الزبور و في الإنجيل و معنى هذا أن الله تعالى لعن في الزبور من يكفر من بني إسرائيل و في الإنجيل كذلك.
و ثالثها أن يكون عيسى و داود ع أعلما أن محمدا نبي مبعوث و لعنا من يكفر به انتهى 13760 .
و الأبّلة 13761 بضم الهمزة و الباء المشددة موضع البصرة الآن و هي إحدى الجنات الأربعة.
أبواب قصص سليمان بن داود عليه السلام
باب 5 فضله و مكارم أخلاقه و جمل أحواله
الآيات النساء وَ أَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ الْأَسْباطِ وَ عِيسى وَ أَيُّوبَ وَ يُونُسَ وَ هارُونَ وَ سُلَيْمانَ الأنعام وَ نُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ الأنبياء وَ لِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها وَ كُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عالِمِينَ وَ مِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَ يَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذلِكَ وَ كُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ النمل وَ لَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَ سُلَيْمانَ عِلْماً وَ قالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وَ قالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ سبأ وَ لِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَ رَواحُها شَهْرٌ وَ أَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَ مِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَ مَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَ تَماثِيلَ وَ جِفانٍ كَالْجَوابِ وَ قُدُورٍ راسِياتٍ اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ ص وَ لَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَ أَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ هَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ وَ الشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَ غَوَّاصٍ وَ آخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ
هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَ حُسْنَ مَآبٍ تفسير قال المفسرون الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها هي الشام و وجه وصف الريح تارة بالعاصفة و أخرى بالرخاء بوجوه الأول أنها كانت تارة كذا و تارة كذا بحسب إرادته و الثاني أنها كانت في بدء الأمر عاصفة لرفع البساط و قلعه ثم كانت تصير رخاء عند تسييرها و الثالث أن العصف عبارة عن سرعة سيرها و الرخاوة عن كونها لينة طيبة في نفسها الرابع أن الرخاوة كناية عن انقيادها له في كل ما أمرها به.
و قال الطبرسي رحمه الله و قيل كانت الريح تجري به في الغداة مسيرة شهر و في الرواح كذلك و كان يسكن بعلبك 13762 و يبنى له بيت المقدس و يحتاج إلى الخروج إليها و إلى غيرها قال وهب و كان سليمان يخرج إلى مجلسه فتعكف عليه الطير و يقوم له الإنس و الجن حتى يجلس على سريره و يجتمع معه جنوده ثم تحمله الريح إلى حيث أراد.
قوله تعالى مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ أي في البحر فيخرجون له الجواهر و اللآلي وَ يَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذلِكَ أي سوى ذلك من الأبنية كالمحاريب و التماثيل و غيرهما وَ كُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ لئلا يهربوا منه و يمتنعوا عليه و قيل من أن يفسدوا ما عملوه 13763 .
قوله عِلْماً قال أي بالقضاء بين الخلق و بكلام الطير و الدواب وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ فيه دلالة على أن الأنبياء يورثون المال كتوريث غيرهم و قيل إنه ورثه علمه و نبوته و ملكه دون سائر أولاده 13764 و الصحيح عند أهل البيت ع هو الأول عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ أهل العربية يقولون لا يطلق النطق على غير بني آدم و إنما يقال الصوت
لأن النطق عبارة عن الكلام و لا كلام للطير إلا أنه لما فهم سليمان معنى صوت الطير سماه منطقا مجازا و قيل إنه أراد حقيقة المنطق لأن من الطير ما له كلام يهجي 13765 كالطوطي و قال علي بن عيسى إن الطير كانت تكلم سليمان معجزة له كما أخبر عن الهدهد و منطق الطير صوت يتفاهم به معانيها على صيغة واحدة بخلاف منطق الناس الذي يتفاهمون به المعاني على صيغ مختلفة و لذلك لم نفهم عنها مع طول مصاحبتها و لم تفهم هي عنا لأن أفهامها مقصورة على تلك الأمور المخصوصة و لما جعل سليمان يفهم عنها كان قد علم منطقها وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أي من كل شيء يؤتى الأنبياء و الملوك و قيل من كل شيء يطلبه طالب لحاجته إليه و انتفاعه به 13766 حَيْثُ أَصابَ أي أراد من النواحي وَ الشَّياطِينَ أي و سخرنا له الشياطين وَ آخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ أي و سخرنا له آخرين من الشياطين مشددين في الأغلال و السلاسل من الحديد و كان يجمع بين اثنين و ثلاثة منهم في سلسلة لا يمتنعون عليه إذا أراد ذلك بهم عند تمردهم و قيل إنه إنما كان يفعل ذلك بكفارهم فإذا آمنوا أطلقهم هذا أي ما تقدم من الملك عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ أي فأعط من الناس من شئت و امنع من شئت بِغَيْرِ حِسابٍ أي لا تحاسب يوم القيامة على ما تعطي و تمنع 13767 .
1- فس، تفسير القمي وَ لِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً قَالَ تَجْرِي مِنْ كُلِّ جَانِبٍ إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها قَالَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَ الشَّامِ 13768 .
2- ك، إكمال الدين الْقَطَّانُ عَنِ السُّكَّرِيِّ عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ: إِنَّ دَاوُدَ ع أَرَادَ أَنْ يَسْتَخْلِفَ سُلَيْمَانَ ع لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْحَى إِلَيْهِ يَأْمُرُهُ بِذَلِكَ فَلَمَّا أَخْبَرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ضَجُّوا مِنْ ذَلِكَ وَ قَالُوا يَسْتَخْلِفُ عَلَيْنَا