کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
49- كا، الكافي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنِ الثُّمَالِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ فَاحْتُبِسْتُ فِي الدَّارِ سَاعَةً ثُمَّ دَخَلْتُ وَ هُوَ يَلْتَقِطُ شَيْئاً وَ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي وَرَاءِ السِّتْرِ فَنَاوَلَهُ مَنْ كَانَ فِي الْبَيْتِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا الَّذِي أَرَاكَ تَلْتَقِطُ أَيُّ شَيْءٍ هُوَ قَالَ فَضْلَةٌ مِنْ زَغَبِ الْمَلَائِكَةِ نَجْمَعُهُ إِذَا خَلَّوْنَا نَجْعَلُهُ سَيْحاً لِأَوْلَادِنَا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ إِنَّهُمْ لَيَأْتُونَكُمْ فَقَالَ يَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّهُمْ لَيُزَاحِمُونَّا عَلَى تُكَأَتِنَا 155 .
بيان السيح عباءة و منهم من قرأ سبحا بالباء الموحدة جمع السبحة.
أقول سيأتي في الأبواب الآتية كثير من الأخبار المشتملة على المعجزات.
وَ رَأَيْتُ فِي بَعْضِ مُؤَلَّفَاتِ أَصْحَابِنَا رُوِيَ أَنَّ رَجُلًا مُؤْمِناً مِنْ أَكَابِرِ بِلَادِ بَلْخٍ كَانَ يَحُجُّ الْبَيْتَ وَ يَزُورُ النَّبِيَّ فِي أَكْثَرِ الْأَعْوَامِ وَ كَانَ يَأْتِي عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ع وَ يَزُورُهُ وَ يَحْمِلُ إِلَيْهِ الْهَدَايَا وَ التُّحَفَ وَ يَأْخُذُ مَصَالِحَ دِينِهِ مِنْهُ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى بِلَادِهِ فَقَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ أَرَاكَ تُهْدِي تُحَفاً كَثِيرَةً وَ لَا أَرَاهُ يُجَازِيكَ عَنْهَا بِشَيْءٍ فَقَالَ إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي نُهْدِي إِلَيْهِ هَدَايَانَا هُوَ مَلِكُ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ جَمِيعُ مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ تَحْتَ مِلْكِهِ لِأَنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ حُجَّتُهُ عَلَى عِبَادِهِ وَ هُوَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ إِمَامُنَا فَلَمَّا سَمِعَتْ ذَلِكَ مِنْهُ أَمْسَكَتْ عَنْ مَلَامَتِهِ ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ تَهَيَّأَ لِلْحَجِّ مَرَّةً أُخْرَى فِي السَّنَةِ الْقَابِلَةِ وَ قَصَدَ دَارَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَ قَبَّلَ يَدَيْهِ وَ وَجَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ طَعَاماً فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِ وَ أَمَرَهُ بِالْأَكْلِ مَعَهُ فَأَكَلَ الرَّجُلُ ثُمَّ دَعَا بِطَسْتٍ وَ إِبْرِيقٍ فِيهِ مَاءٌ فَقَامَ الرَّجُلُ وَ أَخَذَ الْإِبْرِيقَ وَ صَبَّ الْمَاءَ عَلَى يَدَيِ الْإِمَامِ ع فَقَالَ ع يَا شَيْخُ أَنْتَ ضَيْفُنَا فَكَيْفَ تَصُبُّ عَلَى يَدَيَّ الْمَاءَ فَقَالَ إِنِّي أُحِبُّ ذَلِكَ فَقَالَ الْإِمَامُ ع لَمَّا أَحْبَبْتَ ذَلِكَ فَوَ اللَّهِ لَأُرِيَنَّكَ مَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى وَ تَقَرُّ بِهِ عَيْنَاكَ فَصَبَّ الرَّجُلُ عَلَى يَدَيْهِ الْمَاءَ حَتَّى امْتَلَأَ ثُلُثُ الطَّسْتِ فَقَالَ الْإِمَامُ ع لِلرَّجُلِ مَا هَذَا فَقَالَ مَاءٌ قَالَ الْإِمَامُ ع بَلْ
هُوَ يَاقُوتٌ أَحْمَرُ فَنَظَرَ الرَّجُلُ فَإِذَا هُوَ قَدْ صَارَ يَاقُوتاً أَحْمَرَ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى ثُمَّ قَالَ ع يَا رَجُلُ صُبَّ الْمَاءَ فَصَبَّ حَتَّى امْتَلَأَ ثُلُثَا الطَّسْتِ فَقَالَ ع مَا هَذَا قَالَ هَذَا مَاءٌ قَالَ ع بَلْ هَذَا زُمُرُّدٌ أَخْضَرُ فَنَظَرَ الرَّجُلُ فَإِذَا هُوَ زُمُرُّدٌ أَخْضَرُ ثُمَّ قَالَ ع صُبَّ الْمَاءَ فَصَبَّهُ عَلَى يَدَيْهِ حَتَّى امْتَلَأَ الطَّسْتُ فَقَالَ مَا هَذَا فَقَالَ هَذَا مَاءٌ قَالَ ع بَلْ هَذَا دُرٌّ أَبْيَضُ فَنَظَرَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ دُرٌّ أَبْيَضُ فَامْتَلَأَ الطَّسْتُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَلْوَانٍ دُرٍّ وَ يَاقُوتٍ وَ زُمُرُّدٍ فَتَعَجَّبَ الرَّجُلُ وَ انْكَبَّ عَلَى يَدَيْهِ ع يُقَبِّلُهُمَا فَقَالَ ع يَا شَيْخُ لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا شَيْءٌ نُكَافِيكَ عَلَى هَدَايَاكَ إِلَيْنَا فَخُذْ هَذِهِ الْجَوَاهِرَ عِوَضاً عَنْ هَدِيَّتِكَ وَ اعْتَذِرْ لَنَا عِنْدَ زَوْجَتِكَ لِأَنَّهَا عَتَبَتْ عَلَيْنَا فَأَطْرَقَ الرَّجُلُ رَأْسَهُ وَ قَالَ يَا سَيِّدِي مَنْ أَنْبَأَكَ بِكَلَامِ زَوْجَتِي فَلَا أَشُكُّ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ وَدَّعَ الْإِمَامَ ع وَ أَخَذَ الْجَوَاهِرَ وَ سَارَ بِهَا إِلَى زَوْجَتِهِ وَ حَدَّثَهَا بِالْقِصَّةِ فَسَجَدَتْ لِلَّهِ شُكْراً وَ أَقْسَمَتْ عَلَى بَعْلِهَا بِاللَّهِ الْعَظِيمِ أَنْ يَحْمِلَهَا مَعَهُ إِلَيْهِ ع فَلَمَّا تَجَهَّزَ بَعْلُهَا لِلْحَجِّ فِي السَّنَةِ الْقَابِلَةِ أَخَذَهَا مَعَهُ فَمَرِضَتْ فِي الطَّرِيقِ وَ مَاتَتْ قَرِيباً مِنَ الْمَدِينَةِ فَأَتَى الرَّجُلُ الْإِمَامَ ع بَاكِياً وَ أَخْبَرَهُ بِمَوْتِهَا فَقَامَ الْإِمَامُ ع وَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَ دَعَا اللَّهَ سُبْحَانَهُ بِدَعَوَاتٍ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الرَّجُلِ وَ قَالَ لَهُ ارْجِعْ إِلَى زَوْجَتِكَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَحْيَاهَا بِقُدْرَتِهِ وَ حِكْمَتِهِ وَ هُوَ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ فَقَامَ الرَّجُلُ مُسْرِعاً فَلَمَّا دَخَلَ خَيْمَتَهُ وَجَدَ زَوْجَتَهُ جَالِسَةً عَلَى حَالِ صِحَّتِهَا فَقَالَ لَهَا كَيْفَ أَحْيَاكِ اللَّهُ قَالَتْ وَ اللَّهِ لَقَدْ جَاءَنِي مَلَكُ الْمَوْتِ وَ قَبَضَ رُوحِي وَ هَمَّ أَنْ يَصَّعَّدَ بِهَا فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ صِفَتُهُ كَذَا وَ كَذَا وَ جَعَلَتْ تَعُدُّ أَوْصَافَهُ ع وَ بَعْلُهَا يَقُولُ نَعَمْ صَدَقْتِ هَذِهِ صِفَةُ سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع قَالَتْ فَلَمَّا رَآهُ مَلَكُ الْمَوْتِ مُقْبِلًا انْكَبَّ عَلَى قَدَمَيْهِ يُقَبِّلُهُمَا وَ يَقُولُ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا زَيْنَ الْعَابِدِينَ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ وَ قَالَ لَهُ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ أَعِدْ رُوحَ هَذِهِ الْمَرْأَةِ إِلَى جَسَدِهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ قَاصِدَةً إِلَيْنَا وَ إِنِّي قَدْ سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُبْقِيَهَا ثَلَاثِينَ سَنَةً أُخْرَى-
وَ يُحْيِيَهَا حَيَاةً طَيِّبَةً لِقُدُومِهَا إِلَيْنَا زَائِرَةً لَنَا فَقَالَ الْمَلَكُ سَمْعاً وَ طَاعَةً لَكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ ثُمَّ أَعَادَ رُوحِي إِلَى جَسَدِي وَ أَنَا أَنْظُرُ إِلَى مَلَكِ الْمَوْتِ قَدْ قَبَّلَ يَدَهُ ع وَ خَرَجَ عَنِّي فَأَخَذَ الرَّجُلُ بِيَدِ زَوْجَتِهِ وَ أَدْخَلَهَا إِلَيْهِ ع وَ هُوَ مَا بَيْنَ أَصْحَابِهِ فَانْكَبَّتْ عَلَى رُكْبَتَيْهِ تُقَبِّلُهُمَا وَ هِيَ تَقُولُ هَذَا وَ اللَّهِ سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ وَ هَذَا هُوَ الَّذِي أَحْيَانِيَ اللَّهُ بِبَرَكَةِ دُعَائِهِ قَالَ فَلَمْ تَزَلِ الْمَرْأَةُ مَعَ بَعْلِهَا مُجَاوِرَيْنِ عِنْدَ الْإِمَامِ ع بَقِيَّةَ أَعْمَارِهِمَا إِلَى أَنْ مَاتَا رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا.
وَ رَوَى الْبُرْسِيُّ فِي مَشَارِقِ الْأَنْوَارِ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع بِمَا ذَا فُضِّلْنَا عَلَى أَعْدَائِنَا وَ فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَجْمَلُ مِنَّا فَقَالَ لَهُ الْإِمَامُ ع أَ تُحِبُّ أَنْ تَرَى فَضْلَكَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ نَعَمْ فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَى وَجْهِهِ وَ قَالَ انْظُرْ فَنَظَرَ فَاضْطَرَبَ وَ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ رُدَّنِي إِلَى مَا كُنْتُ فَإِنِّي لَمْ أَرَ فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا دُبّاً وَ قِرْداً وَ كَلْباً فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَى وَجْهِهِ فَعَادَ إِلَى حَالِهِ 156 .
باب 4 استجابة دعائه ع
1- ج، الإحتجاج عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِ 157 قَالَ: كُنْتُ حَاجّاً وَ جَمَاعَةَ عُبَّادِ الْبَصْرَةِ مِثْلَ أَيُّوبَ السِّجِسْتَانِيِ 158 وَ صَالِحٍ الْمُرِّيِ 159 وَ عُتْبَةَ الْغُلَامِ 160 وَ حَبِيبٍ الْفَارِسِيِ 161 وَ مَالِكِ بْنِ
دِينَارٍ 162 فَلَمَّا أَنْ دَخَلْنَا مَكَّةَ رَأَيْنَا الْمَاءَ ضَيْقاً وَ قَدِ اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الْعَطَشُ لِقِلَّةِ الْغَيْثِ فَفَزِعَ إِلَيْنَا أَهْلُ مَكَّةَ وَ الْحُجَّاجُ يَسْأَلُونَّا أَنْ نَسْتَسْقِيَ لَهُمْ فَأَتَيْنَا الْكَعْبَةَ وَ طُفْنَا بِهَا- ثُمَّ سَأَلْنَا اللَّهَ خَاضِعِينَ مُتَضَرِّعِينَ بِهَا فَمُنِعْنَا الْإِجَابَةَ فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذَا نَحْنُ بِفَتًى قَدْ أَقْبَلَ قَدْ أَكْرَبَتْهُ أَحْزَانُهُ وَ أَقْلَقَتْهُ أَشْجَانُهُ فَطَافَ بِالْكَعْبَةِ أَشْوَاطاً ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ يَا مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ وَ يَا ثَابِتُ الْبُنَانِيُّ وَ يَا أَيُّوبُ السِّجِسْتَانِيُّ وَ يَا صَالِحُ الْمُرِّيُّ وَ يَا عُتْبَةُ الْغُلَامُ وَ يَا حَبِيبُ الْفَارِسِيُّ وَ يَا سَعْدُ وَ يَا عُمَرُ وَ يَا صَالِحُ الْأَعْمَى وَ يَا رَابِعَةُ وَ يَا سَعْدَانَةُ وَ يَا جَعْفَرَ بْنَ سُلَيْمَانَ فَقُلْنَا لَبَّيْكَ وَ سَعْدَيْكَ يَا فَتَى فَقَالَ أَ مَا فِيكُمْ أَحَدٌ يُحِبُّهُ الرَّحْمَنُ فَقُلْنَا يَا فَتَى عَلَيْنَا الدُّعَاءُ وَ عَلَيْهِ الْإِجَابَةُ فَقَالَ أَبْعِدُوا مِنَ الْكَعْبَةِ فَلَوْ كَانَ فِيكُمْ أَحَدٌ يُحِبُّهُ الرَّحْمَنُ لَأَجَابَهُ ثُمَّ أَتَى الْكَعْبَةَ فَخَرَّ سَاجِداً فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ سَيِّدِي بِحُبِّكَ لِي إِلَّا سَقَيْتَهُمُ الْغَيْثَ قَالَ فَمَا اسْتَتَمَّ الْكَلَامَ حَتَّى أَتَاهُمُ الْغَيْثُ كَأَفْوَاهِ الْقِرَبِ فَقُلْتُ يَا فَتَى مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ أَنَّهُ يُحِبُّكَ قَالَ لَوْ لَمْ يُحِبَّنِي لَمْ يَسْتَزِرْنِي فَلَمَّا اسْتَزَارَنِي عَلِمْتُ أَنَّهُ يُحِبُّنِي فَسَأَلْتُهُ بِحُبِّهِ لِي فَأَجَابَنِي ثُمَّ وَلَّى عَنَّا وَ أَنْشَأَ يَقُولُ-
مَنْ عَرَفَ الرَّبَّ فَلَمْ تُغْنِهِ -
مَعْرِفَةُ الرَّبِّ فَذَاكَ الشَّقِيُ
مَا ضَرَّ فِي الطَّاعَةِ مَا نَالَهُ -
فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَ مَا ذَا لَقِيَ
مَا يَصْنَعُ الْعَبْدُ بِغَيْرِ التُّقَى -
وَ الْعِزُّ كُلُّ الْعِزِّ لِلْمُتَّقِي -
فَقُلْتُ يَا أَهْلَ مَكَّةَ مَنْ هَذَا الْفَتَى قَالُوا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع بْنِ عَلِيِ
بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع 163 .
بيان الشجن محركة الهم و الحزن.
2- قب، 164 المناقب لابن شهرآشوب الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو فِي خَبَرٍ قَالَ: حَجَجْتُ فَلَقِيتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ع فَقَالَ مَا فَعَلَ حَرْمَلَةُ بْنُ كَاهِلٍ قُلْتُ تَرَكْتُهُ حَيّاً بِالْكُوفَةِ فَرَفَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ ع اللَّهُمَّ أَذِقْهُ حَرَّ الْحَدِيدِ اللَّهُمَّ أَذِقْهُ حَرَّ النَّارِ فَتَوَجَّهْتُ نَحْوَ الْمُخْتَارِ فَإِذَا بِقَوْمٍ يَرْكُضُونَ وَ يَقُولُونَ الْبِشَارَةُ أَيُّهَا الْأَمِيرُ قَدْ أُخِذَ حَرْمَلَةُ وَ قَدْ كَانَ تَوَارَى عَنْهُ فَأَمَرَ بِقَطْعِ يَدَيْهِ وَ رِجْلَيْهِ وَ حَرْقِهِ بِالنَّارِ 165 .
-
وَ أُصِيبَ بِالْحُسَيْنِ ع وَ عَلَيْهِ دَيْنٌ بِضْعَةٌ وَ سَبْعُونَ أَلْفَ دِينَارٍ فَاهْتَمَّ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع بِدَيْنِ أَبِيهِ حَتَّى امْتَنَعَ مِنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ النَّوْمِ فِي أَكْثَرِ أَيَّامِهِ وَ لَيَالِيهِ فَأَتَاهُ آتٍ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ لَا تَهْتَمَّ بِدَيْنِ أَبِيكَ فَقَدْ قَضَاهُ اللَّهُ عَنْهُ بِمَالِ بجنس 166 فَقَالَ ع مَا أَعْرِفُ فِي أَمْوَالِ أَبِي مَالًا يُقَالُ لَهُ مَالُ بجنس فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ رَأَى مِثْلَ ذَلِكَ فَسَأَلَ عَنْهُ أَهْلَهُ فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِهِ كَانَ لِأَبِيكَ عَبْدٌ رُومِيٌّ يُقَالُ لَهُ بجنس اسْتَنْبَطَ لَهُ عَيْناً بِذِي خَشَبٍ فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ فَأُخْبِرَ بِهِ فَمَا مَضَتْ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا أَيَّامٌ قَلَائِلُ حَتَّى أَرْسَلَ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع يَقُولُ لَهُ إِنَّهُ قَدْ ذُكِرَتْ لِي عَيْنٌ لِأَبِيكَ- بِذِي خَشَبٍ تُعْرَفُ ببجنس فَإِذَا أَحْبَبْتَ بَيْعَهَا
ابْتَعْتُهَا مِنْكَ قَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع خُذْهَا بِدَيْنِ الْحُسَيْنِ وَ ذَكَرَهُ لَهُ قَالَ قَدْ أَخَذْتُهَا فَاسْتَثْنَى فِيهَا سَقْيَ لَيْلَةِ السَّبْتِ لِسُكَيْنَةَ وَ كَانَ زَيْنُ الْعَابِدِينَ ع يَدْعُو فِي كُلِّ يَوْمٍ أَنْ يُرِيَهُ اللَّهُ قَاتِلَ أَبِيهِ مَقْتُولًا فَلَمَّا قَتَلَ الْمُخْتَارُ قَتَلَةَ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَيْهِ بَعَثَ بِرَأْسِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ وَ رَأْسِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ مَعَ رَسُولٍ مِنْ قِبَلِهِ إِلَى زَيْنِ الْعَابِدِينَ وَ قَالَ لِرَسُولِهِ إِنَّهُ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ وَ إِذَا أَصْبَحَ وَ صَلَّى صَلَاةَ الْغَدَاةِ هَجَعَ ثُمَّ يَقُومُ فَيَسْتَاكُ وَ يُؤْتَى بِغَدَائِهِ فَإِذَا أَتَيْتَ بَابَهُ فَاسْأَلْ عَنْهُ فَإِذَا قِيلَ لَكَ إِنَّ الْمَائِدَةَ وُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ فَاسْتَأْذِنْ عَلَيْهِ وَ ضَعِ الرَّأْسَيْنِ عَلَى مَائِدَتِهِ وَ قُلْ لَهُ الْمُخْتَارُ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ بَلَّغَكَ اللَّهُ ثَارَكَ فَفَعَلَ الرَّسُولُ ذَلِكَ فَلَمَّا رَأَى زَيْنُ الْعَابِدِينَ ع الرَّأْسَيْنِ عَلَى مَائِدَتِهِ خَرَّ سَاجِداً وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَجَابَ دَعْوَتِي وَ بَلَّغَنِي ثَارِي مِنْ قَتَلَةِ أَبِي وَ دَعَا لِلْمُخْتَارِ وَ جَزَّاهُ خَيْراً.