کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
الجزء الثالث و العشرون
كتاب الإمامة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي أوضح لنا مناهج الهدى بمفاتيح الكلم و مصابيح الظلم سيد الورى محمد الذي بشّر به الأنبياء جميع الأمم و أهل بيته الأطهرين الذين هم معادن الكرم و سادة العرب و العجم و ببقائهم تمّ نظام العالم، صلوات الله عليه و عليهم ما نهار أضاء و ليل أظلم.
أما بعد فهذا هو المجلد السابع من كتاب بحار الأنوار مما ألّفه الخاطئ القاصر العاثر محمد بن محمد تقي المدعوّ بباقر أوتيا كتابهما يمينا في اليوم الآخر و هو مشتمل على جمل أحوال الأئمة الكرام ع و دلائل إمامتهم و فضائلهم و مناقبهم و غرائب أحوالهم.
[أبواب جمل أحوال الأئمة الكرام ع و دلائل إمامتهم و فضائلهم و مناقبهم و غرائب أحوالهم]
باب 1 الاضطرار إلى الحجّة و أن الأرض لا تخلو من حجّة
الآيات الرعد إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ القصص وَ لَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ تفسير قال الطبرسي رحمة الله عليه في قوله تعالى إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ فيه أقوال أحدها أن معناه إنما أنت منذر أي مخوف و هاد لكل قوم و ليس إليك إنزال الآيات فأنت مبتدأ و منذر خبره و هاد عطف على منذر و فصل بين الواو و المعطوف بالظرف.
و الثاني أن المنذر محمد و الهادي هو الله.
و الثالث أن معناه إنما أنت منذر يا محمد و لكل قوم نبي يهديهم و داع يرشدهم.
و الرابع أن المراد بالهادي كل داع إلى الحق.
رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتِ الْآيَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَنَا الْمُنْذِرُ وَ عَلِيٌّ الْهَادِي مِنْ بَعْدِي يَا عَلِيُّ بِكَ يَهْتَدِي الْمُهْتَدُونَ.
وَ رَوَى أَبُو الْقَاسِمُ الْحَسْكَانِيُّ فِي شَوَاهِدِ التَّنْزِيلِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ظُهَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَكَمِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ ص بِالطَّهُورِ وَ عِنْدَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِيَدِ عَلِيٍّ ع بَعْدَ مَا تَطَهَّرَ فَأَلْزَقَهَا بِصَدْرِهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ثُمَّ رَدَّهَا إِلَى صَدْرِ عَلِيٍّ ع ثُمَّ قَالَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ثُمَّ قَالَ إِنَّكَ مَنَارَةُ الْأَنَامِ وَ رَايَةُ الْهُدَى 14834 وَ أَمِيرُ الْقُرَى 14835 أَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ 14836 أَنَّكَ كَذَلِكَ.
و على هذه الأقوال الثلاثة يكون هاد مبتدأ و لكل قوم خبره على قول سيبويه و يكون مرتفعا بالظرف على قول الأخفش انتهى 14837 .
أقول على هذا الوجه الأخير تدل أخبار هذا الباب و هي أظهر من الآية الكريمة بوجوه لا يخفى على أولي الألباب.
1- ختص، الإختصاص عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ 14838 قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ الْحُجَّةَ لَا تَقُومُ لِلَّهِ عَلَى خَلْقِهِ إِلَّا بِإِمَامٍ حَيٍّ يُعْرَفُ 14839 .
ختص، الإختصاص عن الرضا ع قال قال أبو جعفر ع مثله 14840
- ختص، الإختصاص عن داود الرقي عن العبد الصالح مثله 14841 .
2- ير، بصائر الدرجات أَحْمَدُ عَنِ الْحُسَيْنِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الثُّمَالِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ ص بِطَهُورٍ فَلَمَّا فَرَغَ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ ع فَأَلْزَمَهَا يَدَهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ثُمَّ ضَمَّ يَدَهُ إِلَى صَدْرِهِ وَ قَالَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ثُمَّ قَالَ يَا عَلِيُّ أَنْتَ أَصْلُ الدِّينِ وَ مَنَارُ الْإِيمَانِ وَ غَايَةُ الْهُدَى وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ أَشْهَدُ بِذَلِكَ 14842 .
3- ير، بصائر الدرجات ابْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْمُنْذِرُ [وَ] فِي 14843 كُلِّ زَمَانٍ مِنَّا هَادٍ يَهْدِيهِمْ 14844 إِلَى مَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّ اللَّهِ ثُمَّ الْهُدَاةُ مِنْ بَعْدِهِ 14845 عَلِيٌّ ع ثُمَّ الْأَوْصِيَاءُ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ 14846 .
4- ير، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ عَنِ النَّضْرِ وَ فَضَالَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ عَنِ الْفُضَيْلِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ قَالَ كُلُّ إِمَامٍ هَادٍ لِلْقَرْنِ الَّذِي هُوَ فِيهِمْ 14847 .
5- ير، بصائر الدرجات أَحْمَدُ عَنِ الْحُسَيْنِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ حَازِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَصِيرِ 14848 عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِ
قَوْمٍ هادٍ فَقَالَ ع رَسُولُ اللَّهِ ص الْمُنْذِرُ وَ عَلِيٌّ الْهَادِي وَ اللَّهِ مَا ذَهَبَتْ 14849 مِنَّا وَ مَا زَالَتْ فِينَا إِلَى السَّاعَةِ 14850 .
ني، الغيبة للنعماني ابن عقدة عن محمد بن سالم عن علي بن الحسين بن زنباط عن ابن حازم مثله 14851 .
6- ير، بصائر الدرجات الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ سَعْدَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ فَقَالَ ع رَسُولُ اللَّهِ الْمُنْذِرُ وَ عَلِيٌّ ع الْهَادِي يَا بَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ مِنَّا هَادٍ الْيَوْمَ قُلْتُ بَلَى جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا زَالَ فِيكُمْ هَادٍ مِنْ بَعْدِ هَادٍ حَتَّى رُفِعَتْ إِلَيْكَ فَقَالَ رَحِمَكَ اللَّهُ يَا بَا مُحَمَّدٍ وَ لَوْ كَانَتْ إِذَا نَزَلَتْ آيَةٌ عَلَى رَجُلٍ ثُمَّ مَاتَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مَاتَتِ الْآيَةُ مَاتَ الْكِتَابُ وَ لَكِنَّهُ حَيٌّ يَجْرِي فِيمَنْ بَقِيَ كَمَا جَرَى فِيمَنْ مَضَى 14852 .