کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ قَالَ نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ جَارِيَةٍ لَهَا 7256 وَ ذَلِكَ أَنَّهُمْ زَارُوا رَسُولَ اللَّهِ ص فَأَعْطَى كُلَّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ صَاعاً مِنَ الطَّعَامِ فَلَمَّا انْصَرَفُوا إِلَى مَنَازِلِهِمْ جَاءَ سَائِلٌ يَسْأَلُ فَأَعْطَى عَلِيٌّ صَاعَهُ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ يَتِيمٌ مِنَ الْجِيرَانِ فَأَعْطَتْهُ فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ ع صَاعَهَا فَقَالَ لَهَا عَلِيٌّ ع إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص كَانَ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي- لَا يُسَكِّنُ بُكَاءَهُ 7257 الْيَوْمَ عَبْدٌ إِلَّا أَسْكَنْتُهُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ يَشَاءُ ثُمَّ جَاءَ أَسِيرٌ مِنَ أُسَرَاءِ أَهْلِ الشِّرْكِ 7258 فِي أَيْدِي الْمُسْلِمِينَ يَسْتَطْعِمُ فَأَمَرَ عَلِيٌّ السَّوْدَاءَ خَادِمَهُمْ 7259 فَأَعْطَتْهُ صَاعَهَا فَنَزَلَتْ فِيهِمُ الْآيَةُ وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً- إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً 7260 .
11- فر، تفسير فرات بن إبراهيم عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ مُعَنْعَناً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَوْلُهُ تَعَالَى يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع وَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع 7261 .
12- فر، تفسير فرات بن إبراهيم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً نَزَلَتْ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ فَاطِمَةَ ع أَصْبَحَا وَ عِنْدَهُمْ ثَلَاثَةُ أَرْغِفَةٍ فَأَطْعَمُوا مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً فَبَاتُوا جِيَاعاً فَنَزَلَتْ فِيهِمْ ع 7262 .
13- قب، المناقب لابن شهرآشوب فِي تَفْسِيرِ أَهْلِ الْبَيْتِ ع أَنَّ قَوْلَهُ هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ يَعْنِي بِهِ عَلِيّاً ع وَ تَقْدِيرُ الْكَلَامِ مَا أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ زَمَانٌ مِنَ الدَّهْرِ إِلَّا وَ كَانَ فِيهِ شَيْئاً مَذْكُوراً وَ كَيْفَ لَمْ يَكُنْ مَذْكُوراً وَ إِنَّ اسْمَهُ مَكْتُوبٌ عَلَى سَاقِ الْعَرْشِ
وَ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ وَ الدَّلِيلُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ قَوْلُهُ- إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ وَ مَعْلُومٌ أَنَّ آدَمَ ع لَمْ يُخْلَقْ مِنَ النُّطْفَةِ 7263 .
14- قل، إقبال الأعمال فِي لَيْلَةِ خَمْسٍ وَ عِشْرِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ تَصَدَّقَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ فَاطِمَةُ ع وَ فِي الْيَوْمِ الْخَامِسِ وَ الْعِشْرِينَ مِنْهُ نَزَلَتْ فِيهِمَا وَ فِي الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ع سُورَةُ هَلْ أَتَى ثُمَّ سَاقَ الْحَدِيثَ نَحْواً مِمَّا مَرَّ فِي خَبَرِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى ثُمَّ رَوَى نُزُولَ الْمَائِدَةِ عَنِ الثَّعْلَبِيِّ وَ الْخُوارَزْمِيِّ ثُمَّ قَالَ وَ ذَكَرَ حَدِيثَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الْكَشَّافِ وَ لَكِنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ نُزُولَهَا فِي الْوَقْتِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ قَالَ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ جَاعَ فِي قَحْطٍ 7264 فَأَهْدَتْ لَهُ فَاطِمَةُ ع رَغِيفَيْنِ وَ بَضْعَةَ لَحْمٍ آثَرَتْهُ بِهَا فَرَجَعَ بِهَا إِلَيْهَا فَقَالَ هَلُمِّي يَا بُنَيَّةِ وَ كَشَفَتْ عَنِ الطَّبَقِ فَإِذَا هُوَ مَمْلُوءٌ خُبْزاً وَ لَحْماً فَبُهِتَتْ وَ عَلِمَتْ أَنَّهَا نَزَلَتْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَقَالَ ص لَهَا أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ فَقَالَ ص الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَكِ شَبِيهَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ثُمَّ جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ وَ جَمِيعَ أَهْلِ بَيْتِهِ ع حَتَّى شَبِعُوا وَ بَقِيَ الطَّعَامُ كَمَا هُوَ وَ أَوْسَعَتْ فَاطِمَةُ ع عَلَى جِيرَانِهَا 7265 .
15- كشف، كشف الغمة أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ نَزَلَ فِي عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ع 7266 .
بيان: أقول بعد ما عرفت من إجماع المفسرين و المحدثين على نزول هذه السورة في أصحاب الكساء ع علمت أنه لا يريب أريب 7267 و لا لبيب في أن مثل هذا الإيثار لا يتأتى إلا من الأئمة الأخيار و أن نزول هذه السورة مع المائدة عليهم يدل على جلالتهم و رفعتهم و مكرمتهم لدى العزيز الجبار و أن اختصاصهم بتلك المكرمة مع سائر
المكارم التي اختصوا بها يوجب قبح تقديم غيرهم عليهم ممن ليس لهم مكرمة واحدة يبدونها عند الفخار و أما تشكيك بعض النواصب بأن هذه السورة مكية فكيف نزلت عند وقوع القضية التي وقعت في المدينة فمدفوع بما ذكره الشيخ أمين الدين الطبرسي قدس الله روحه بعد أن روى القصة بطولها و نزول الآية فيها عن ابن عباس و مجاهد و أبي صالح حيث يقول
.- قال أبو حمزة الثمالي في تفسيره حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ أَنَّهَا مَدَنِيَّةٌ نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ ع السُّورَةُ كُلُّهَا.
ثُمَّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَمْدِ مَهْدِيُّ بْنُ نَزَارِ الْحُسَيْنِيُّ الْقَائِنِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسْكَانِيِّ عَنْ أَبِي نَصْرٍ الْمُفَسِّرِ عَنْ عَمِّهِ أَبِي حَامِدٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ السُّلَمِيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ عَمْرِو بْنِ هَارُونَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَوَّلُ مَا أُنْزِلَ بِمَكَّةَ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ثُمَّ ذَكَرَ السُّوَرَ الْمَكِّيَّةَ بِتَمَامِهَا خَمْساً وَ ثَمَانِينَ سُورَةً قَالَ ثُمَّ أُنْزِلَتْ بِالْمَدِينَةِ الْبَقَرَةُ ثُمَّ الْأَنْفَالُ ثُمَّ آلُ عِمْرَانَ ثُمَّ الْأَحْزَابُ ثُمَّ الْمُمْتَحِنَةُ ثُمَّ النِّسَاءُ ثُمَّ إِذَا زُلْزِلَتْ ثُمَّ الْحَدِيدُ ثُمَّ سُورَةُ مُحَمَّدٍ ص ثُمَّ الرَّعْدُ ثُمَّ سُورَةُ الرَّحْمَنِ ثُمَّ هَلْ أَتَى ثُمَّ الطَّلَاقُ ثُمَّ لَمْ يَكُنْ ثُمَّ الْحَشْرُ ثُمَّ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ ثُمَّ النُّورُ ثُمَّ الْحَجُّ ثُمَّ الْمُنَافِقُونَ ثُمَّ الْمُجَادَلَةُ ثُمَّ الْحُجُرَاتُ ثُمَّ التَّحْرِيمُ ثُمَّ الْجُمُعَةُ ثُمَّ التَّغَابُنُ ثُمَّ سُورَةُ الصَّفِّ ثُمَّ الْفَتْحُ ثُمَّ الْمَائِدَةُ ثُمَّ سُورَةُ التَّوْبَةِ فَهَذِهِ ثَمَانِي وَ عِشْرُونَ سُورَةً.
وَ قَدْ رَوَاهُ الْأُسْتَاذُ أَحْمَدُ الزَّاهِدُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي كِتَابِ الْإِيضَاحِ وَ زَادَ فِيهِ وَ كَانَتْ إِذَا نَزَلَتْ فَاتِحَةُ سُورَةٍ بِمَكَّةَ كُتِبَتْ بِمَكَّةَ ثُمَّ يَزِيدُ اللَّهُ فِيهَا مَا يَشَاءُ بِالْمَدِينَةِ.
و بإسناده عن عكرمة و الحسن بن أبي الحسن البصري أنهما عدا هل أتى فيما نزلت بالمدينة بعد أربع عشرة سورة.
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ ص عَنْ ثَوَابِ الْقُرْآنِ فَأَخْبَرَنِي بِثَوَابِ سُورَةٍ سُورَةٍ عَلَى نَحْوِ مَا نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ وَ سَاقَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ عَدَّ سُورَةَ هَلْ أَتَى فِي السُّوَرِ الْمَدَنِيَّةِ بَعْدَ إِحْدَى عَشَرَةَ سُورَةً.
انتهى 7268 .
و أما ما ذكره معاند آخر خذله الله بأنه هل يجوز أن يبالغ الإنسان في الصدقة إلى هذا الحد و يجوع نفسه و أهله حتى يشرف على الهلاك فقد بالغ في النصب و العناد و فضح نفسه و سيفضحه الله على رءوس الأشهاد أ لم يقرأ قوله تعالى وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ 7269 أ و لم تكف هذه الأخبار المتواترة في نزول هذه السورة الكريمة دليلا على كون ما صدر عنهم فضيلة لا يساويها فضل و أما ما يعارضها من ظواهر الآيات فسيأتي عن الصادق ع وجه الجمع بينها حيث قال ما معناه كان صدور مثل ذلك الإيثار و نزول تلك الآيات في صدر الإسلام ثم نسخت بآيات آخر و سيأتي بسط القول في ذلك في كتاب مكارم الأخلاق.
باب 7 آية المباهلة 7270
قَالَ الشَّيْخُ الْمُفِيدُ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِ الْفُصُولِ قَالَ الْمَأْمُونُ يَوْماً لِلرِّضَا ع أَخْبِرْنِي بِأَكْبَرِ فَضِيلَةٍ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع يَدُلُّ عَلَيْهَا الْقُرْآنُ قَالَ فَقَالَ الرِّضَا ع فَضِيلَةٌ 7271 فِي الْمُبَاهَلَةِ قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ- فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ ص الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ ع فَكَانَا ابْنَيْهِ وَ دَعَا فَاطِمَةَ ع فَكَانَتْ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ نِسَاءَهُ وَ دَعَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فَكَانَ نَفْسَهُ بِحُكْمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهُ تَعَالَى أَجَلَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ أَفْضَلَ فَوَاجِبٌ 7272 أَنْ لَا يَكُونَ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْ نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ بِحُكْمِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ قَالَ
فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ أَ لَيْسَ قَدْ ذَكَرَ اللَّهُ الْأَبْنَاءَ بِلَفْظِ الْجَمْعِ وَ إِنَّمَا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ ص ابْنَيْهِ خَاصَّةً وَ ذَكَرَ النِّسَاءَ بِلَفْظِ الْجَمْعِ وَ إِنَّمَا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ ص ابْنَتَهُ وَحْدَهَا فَأَلَّا جَازَ 7273 أَنْ يُذْكَرَ الدُّعَاءُ لِمَنْ هُوَ نَفْسُهُ وَ يَكُونَ الْمُرَادُ نَفْسَهُ فِي الْحَقِيقَةِ دُونَ غَيْرِهِ فَلَا يَكُونَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع مَا ذَكَرْتَ مِنَ الْفَضْلِ قَالَ فَقَالَ لَهُ الرِّضَا ع لَيْسَ يَصِحُ 7274 مَا ذَكَرْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ ذَلِكَ أَنَّ الدَّاعِيَ إِنَّمَا يَكُونُ دَاعِياً لِغَيْرِهِ كَمَا أَنَّ الْآمِرَ آمِرٌ لِغَيْرِهِ 7275 وَ لَا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ دَاعِياً لِنَفْسِهِ فِي الْحَقِيقَةِ كَمَا لَا يَكُونُ آمِراً لَهَا فِي الْحَقِيقَةِ وَ إِذَا لَمْ يَدْعُ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي الْمُبَاهَلَةِ رَجُلًا إِلَّا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ نَفْسُهُ الَّتِي عَنَاهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ فِي كِتَابِهِ وَ جَعَلَ حُكْمَهُ ذَلِكَ فِي تَنْزِيلِهِ قَالَ فَقَالَ الْمَأْمُونُ إِذَا وَرَدَ الْجَوَابُ سَقَطَ السُّؤَالُ 7276 .
وَ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي كِتَابِ الْكَشَّافِ رُوِيَ أَنَّهُ لَمَّا دَعَاهُمْ إِلَى الْمُبَاهَلَةِ قَالُوا حَتَّى نَرْجِعَ وَ نَنْظُرَ فَنَأْتِيَكَ غَداً فَلَمَّا تَخَالَوْا 7277 قَالُوا لِلْعَاقِبِ وَ كَانَ ذَا رَأْيِهِمْ يَا عَبْدَ الْمَسِيحِ مَا تَرَى فَقَالَ وَ اللَّهِ لَقَدْ عَرَفْتُمْ يَا مَعْشَرَ النَّصَارَى أَنَّ مُحَمَّداً نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَ لَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْفَصْلِ مِنْ أَمْرِ صَاحِبِكُمْ وَ اللَّهِ مَا بَاهَلَ قَوْمٌ نَبِيّاً قَطُّ فَعَاشَ كَبِيرُهُمْ وَ لَا نَبَتَ صَغِيرُهُمْ وَ لَئِنْ فَعَلْتُمْ لَتَهْلِكُنَّ فَإِنْ أَبَيْتُمْ إِلَّا إِلْفَ 7278 دِينِكُمْ وَ الْإِقَامَةَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ فَوَادِعُوا الرَّجُلَ وَ انْصَرِفُوا إِلَى بِلَادِكُمْ فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ ص وَ قَدْ غَدَا مُحْتَضِناً 7279 الْحُسَيْنَ آخِذاً بِيَدِ الْحَسَنِ وَ فَاطِمَةُ تَمْشِي خَلْفَهُ وَ عَلِيٌّ خَلْفَهَا وَ هُوَ يَقُولُ إِذَا أَنَا دَعَوْتُ فَأَمِّنُوا فَقَالَ أُسْقُفُ 7280
نَجْرَانَ يَا مَعْشَرَ النَّصَارَى إِنِّي لَأَرَى وُجُوهاً لَوْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُزِيلُ جَبَلًا مِنْ مَكَانِهِ لَأَزَالَهُ بِهَا فَلَا تُبَاهِلُوا فَتَهْلِكُوا فَلَمْ يَبْقَ 7281 عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ نَصْرَانِيٌّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَقَالُوا يَا أَبَا الْقَاسِمِ رَأَيْنَا أَنْ لَا نُبَاهِلَكَ وَ أَنْ نُقِرَّكَ عَلَى دِينِكَ وَ نَثْبُتَ عَلَى دِينِنَا قَالَ ص فَإِذَا أَبَيْتُمُ الْمُبَاهَلَةَ فَأَسْلِمُوا يَكُنْ لَكُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ وَ عَلَيْكُمْ مَا عَلَيْهِمْ فَأَبَوْا قَالَ فَإِنِّي أُنَاجِزُكُمْ 7282 فَقَالُوا مَا لَنَا بِحَرْبِ الْعَرَبِ طَاقَةٌ وَ لَكِنْ نُصَالِحُكَ عَلَى أَنْ لَا تَغْزُوَنَا وَ لَا تُخِيفَنَا وَ لَا تَرُدَّنَا عَنْ دِينِنَا عَلَى أَنْ نُؤَدِّيَ إِلَيْكَ كُلَّ عَامٍ أَلْفَيْ حُلَّةٍ أَلْفاً فِي صَفَرٍ وَ أَلْفاً 7283 فِي رَجَبٍ وَ ثَلَاثِينَ دِرْعاً عَادِيَةً مِنْ حَدِيدٍ فَصَالَحَهُمُ النَّبِيُّ ص عَلَى ذَلِكَ وَ قَالَ وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الْهَلَاكَ قَدْ تَدَلَّى عَلَى أَهْلِ نَجْرَانَ وَ لَوْ لَاعَنُوا لَمُسِخُوا قِرَدَةً وَ خَنَازِيرَ وَ لَاضْطَرَمَ 7284 عَلَيْهِمَا الْوَادِي نَاراً وَ لَاسْتَأْصَلَ اللَّهُ نَجْرَانَ وَ أَهْلَهُ حَتَّى الطَّيْرَ عَلَى رُءُوسِ الشَّجَرِ وَ لَمَا حَالَ الْحَوْلُ 7285 عَلَى النَّصَارَى كُلِّهِمْ حَتَّى يَهْلِكُوا.
-
وَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص خَرَجَ وَ عَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ 7286 مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ فَجَاءَ الْحَسَنُ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ جَاءَ 7287 فَاطِمَةُ ثُمَّ عَلِيٌّ ثُمَّ قَالَ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً .
فإن قلت ما كان دعاؤه إلى المباهلة إلا ليتبين الكاذب منه و من خصمه و ذلك أمر يختص به و بمن يكاذبه فما معنى ضم الأبناء و النساء قلت كان 7288 ذلك آكد للدلالة على ثقته بحاله و استيقانه بصدقه حيث استجرأ على تعريض أعزته و أفلاذ كبده 7289
و أحب الناس إليه لذلك و لم يقتصر على تعريض نفسه له و على ثقته أيضا بكذب خصمه حتى يهلك 7290 مع أحبته و أعزته هلاك الاستئصال إن تمت المباهلة و خص الأبناء و النساء لأنهم أعز الأهل و ألصقهم بالقلوب و ربما فداهم الرجل بنفسه و حارب دونهم حتى يقتل و من ثم كانوا يسوقون مع أنفسهم الظعائن 7291 في الحروب لتمنعهم من الهرب و يسمون الذادة عنها حماة الحقائق 7292 و قدمهم في الذكر على الأنفس لينبه على لطف مكانهم و قرب منزلتهم و ليؤذن 7293 بأنهم مقدمون على الأنفس مفدون بها و فيه دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء ع و فيه برهان واضح على صحة نبوة النبي ص لأنه لم يرو أحد من موافق و لا مخالف أنهم أجابوا إلى ذلك انتهى كلام الزمخشري 7294 .
وَ قَالَ السَّيِّدُ بْنُ طَاوُسٍ فِي الطَّرَائِفِ ذَكَرَ النَّقَّاشُ فِي تَفْسِيرِهِ شِفَاءِ الصُّدُورِ مَا هَذَا لَفْظُهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ قَالَ أَبُو بَكْرٍ جَاءَتِ الْأَخْبَارُ بِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص أَخَذَ بِيَدِ الْحَسَنِ وَ حَمَلَ الْحُسَيْنَ ع عَلَى صَدْرِهِ وَ يُقَالُ بِيَدِهِ الْأُخْرَى وَ عَلِيٌّ ع مَعَهُ وَ فَاطِمَةُ ع مِنْ وَرَائِهِمْ فَحَصَلَتْ هَذِهِ الْفَضِيلَةُ لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ع مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ أَبْنَاءِ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ أَبْنَاءِ أُمَّتِهِ وَ حَصَلَتْ هَذِهِ الْفَضِيلَةُ لِفَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ص مِنْ بَيْنِ بَنَاتِ النَّبِيِّ وَ بَنَاتِ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ بَنَاتِ أُمَّتِهِ وَ حَصَلَتْ هَذِهِ الْفَضِيلَةُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ ع مِنْ بَيْنِ أَقَارِبِ رَسُولِ اللَّهِ وَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ أُمَّتِهِ بِأَنْ جَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص كَنَفْسِهِ يَقُولُ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ .