کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
و بعيد و لا يفطن إذا لم يعرف سبب ذلك بأنه على وجه خارق للعادة و من فطن بأن ضوء الشمس غاب ثم عاد بعضه جوز 18858 أن يكون ذلك بغيم أو حائل
حتى تبلج نورها في وقتها
للعصر ثم هوت هوي الكوكب .
التبلج مأخوذ من قولهم بلج الصبح يبلج بلوجا إذا أضاء و البلجة آخر الليل و جمعها بلج و كذلك البلجة بالفتح أيضا ما بين الحاجبين إذا كانا غير مقرونين 18859 يقال منه رجل أبلج و امرأة بلجاء فأما هوي الكوكب غيبوبته يقال 18860 هويت أهوي هويا إذا سقطت إلى أسفل و كذلك الهوي في السير و هو المضي فيه و يقال هوى من السقوط فهو هاو و هوى من العشق فهو هو مثل عمى فهو عم و هوت الطعنة تهوي إذا فتحت فاها و يقال مضى هوي من الليل أي ساعة
و عليه قد حبست ببابل مرة
أخرى و ما حبست 18861 لخلق معرب .
هذا البيت يتضمن الإخبار عن رد الشمس في بابل على أمير المؤمنين ع و الرواية بذلك مشهورة و أنه ع لما فاته وقت 18862 العصر ردت له الشمس حتى صلاها في وقتها و خرق العادة هاهنا لا يمكن نسبته 18863 إلى غيره ع كما أمكن في أيام النبي ص.
و الصحيح في فوت الصلاة هاهنا أحد الوجهين اللذين تقدم ذكرهما في رد الشمس على عهد النبي ص و هو أن فضيلة أول الوقت فاتته بضرب من الشغل فردت الشمس ليدرك الفضيلة بالصلاة في أول الوقت و قد بينا هذا الوجه في تفسير
البيت الأول 18864 و أبطلنا قول من يدعي أن ذلك كان يجب أن يعم الخلق في الآفاق معرفته حتى يدونوه و يؤرخوه و أما من ادعى أن الصلاة فاتته بأن تقضى جميع وقتها إما لتشاغله بتعبير العسكر أو لأن بابل أرض خسف لا تجوز الصلاة عليها فقد أبطل لأن الشغل بتعبير العسكر لا يكون عذرا في فوت صلاة فريضة و إن أمير المؤمنين ع أجل قدرا و أتقن دينا من أن يكون ذلك عذرا له في فوت صلاة فريضة 18865 و أما أرض الخسف فإنما تكره الصلاة فيها مع الاختيار فإذا 18866 لم يتمكن المصلي من الصلاة في غيرها و خاف فوت الوقت وجب أن يصلي فيها و تزول الكراهية فأما قوله حبست ببابل فالمراد به ردت و إنما كره لفظة الرد أن يعيدها 18867 لأنها قد تقدمت.
فإن قيل حبست بمعنى وقفت و معناها يخالف معنى ردت قلنا المعنيان هاهنا واحد لأن الشمس إذا ردت إلى الموضع الذي تجاوزته فقد حبست عن المسير المعهود و قطع الأماكن المألوف قطعها إياها فأما المعرب فهو الناطق المفصح بحجته يقال أعرب فلان عن كذا إذا أبان عنه 18868 .
إلا لأحمد أو له و لردها
و لحبسها تأويل أمر معجب .
الذي أعرفه و هو المشهور في الرواية إلا ليوشع أو له فقد روي أن يوشع ردت عليه الشمس و في الروايتين معا سؤال و هو أن يقال لم قال أو له و الرد عليهما جميعا و إذا ردت الشمس لكل واحد منهما لم يجز إدخال لفظة أو و الواو أحق بالدخول 18869 لأنه يوجب الاشتراك و الاجتماع أ لا ترى أنه لا يجوز أن يقول 18870
جاءني زيد أو عمرو و قد جاءاه جميعا و إنما يقول 18871 إذا جاءه أحدهما و الجواب عن ذلك 18872 أن الرواية إذا كانت إلا لأحمد أو له فإن دخول لفظة أو هاهنا صحيح لأن رد الشمس في أيام النبي ص يضيفه قوم إليه دون أمير المؤمنين ع و قد رأينا قوما من المعتزلة الذين يذهبون إلى أن العادات لا تنخرق إلا للأنبياء ع دون غيرهم ينصرون و يصححون رجوع الشمس في أيام النبي ص و يضيفونه إلى النبوة فكان الشاعر قال
إن الشمس حبست عليه ببابل
و ما حبست لأحد إلا لأحمد ع
على ما قاله قوم أو له على ما قاله آخرون لأن رد الشمس في أيام النبي ص مختلف في جهة إضافته فأدخل لفظة الشك لهذا السبب فأما الرواية 18873 فإذا كانت بذكر يوشع ع فمعنى أو هاهنا معنى الواو فكأنه قال إلا ليوشع و له كما قال الله تعالى فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً 18874 على أحد التأويلات في الآية انتهى 18875 .
أقول لا يبعد أن يكون ع مأمورا بترك الصلاة في الموضعين لظهور كرامته أو يقال من يقدر على رد الشمس يجوز له ترك الصلاة إلى غروبها لكن الوجوه التي ذكرها رحمه الله أوفق بأصول أصحابنا.
و قال محمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم في كتاب العلل علة رد الشمس على أمير المؤمنين ع و ما طلعت على أهل الأرض كلهم قال العالم لأنه جلل الله السماء بالغمام إلا الموضع الذي كان فيه أمير المؤمنين ع و أصحابه فإنه جلاه حتى طلعت الشمس عليهم.
أقول قال العلامة رحمه الله في كتاب كشف اليقين كان بعض الزهاد يعظ الناس فوعظ في بعض الأيام و أخذ يمدح عليا ع فقاربت الشمس الغروب و أظلم الأفق فقال مخاطبا للشمس
لا تغربي يا شمس حتى ينقضي
مدحي لصنو المصطفى و لنجله
و اثني عنانك إذ عزمت ثناءه
أ نسيت يومك إذ رددت لأجله
إن كان للمولى وقوفك فليكن
هذا الوقوف لخيله و لرجله .
فوقفت الشمس و أضاء الأفق حتى انقضى المدح و كان ذلك بمحضر جماعة كثيرة تبلغ حد التواتر و اشتهرت هذه القصة عند الخواص و العوام 18876 .
باب 110 استجابة دعواته صلوات الله عليه في إحياء الموتى و شفاء المرضى و ابتلاء الأعداء بالبلايا و نحو ذلك
1- يج، الخرائج و الجرائح رُوِيَ أَنَّهُ اخْتَصَمَ رَجُلٌ وَ امْرَأَةٌ إِلَيْهِ فَعَلَا صَوْتُ الرَّجُلِ عَلَى الْمَرْأَةِ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع اخْسَأْ وَ كَانَ خَارِجِيّاً فَإِذَا رَأْسُهُ رَأْسُ الْكَلْبِ فَقَالَ رَجُلٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صِحْتَ بِهَذَا الْخَارِجِيِّ فَصَارَ رَأْسُهُ رَأْسَ كَلْبٍ فَمَا يَمْنَعُكَ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ وَيْحَكَ لَوْ أَشَاءُ أَنْ آتِيَ مُعَاوِيَةَ إِلَى هَاهُنَا عَلَى سَرِيرِهِ لَدَعَوْتُ اللَّهَ حَتَّى فَعَلَ وَ لَكِنَّا لِلَّهِ خُزَّانٌ لَا عَلَى ذَهَبٍ وَ لَا عَلَى فِضَّةٍ وَ لَا إِنْكَاراً 18877 بَلْ عَلَى أَسْرَارِ تَدْبِيرِ اللَّهِ أَ مَا تَقْرَأُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ 18878 وَ فِي رِوَايَةٍ قَالَ إِنَّمَا أَدْعُوهُمْ لِثُبُوتِ الْحُجَّةِ وَ كَمَالِ الْمِحْنَةِ وَ لَوْ أُذِنَ لِي فِي الدُّعَاءِ بِهَلَاكِ مُعَاوِيَةَ لَمَا تَأَخَّرَ 18879 .
2- يج، الخرائج و الجرائح رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ: كَانَ قَوْمٌ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ لَهُمْ خُئُولَةٌ مِنْ عَلِيٍّ ع فَأَتَاهُ شَابٌّ مِنْهُمْ يَوْماً فَقَالَ يَا خَالِ مَاتَ تِرْبٌ 18880 لِي فَحَزِنْتُ عَلَيْهِ حُزْناً شَدِيداً قَالَ فَتُحِبُّ أَنْ تَرَاهُ قَالَ نَعَمْ فَانْطَلَقَ بِنَا إِلَى قَبْرِهِ فَدَعَا اللَّهَ وَ قَالَ قُمْ يَا فُلَانُ بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا الْمَيِّتُ جَالِسٌ عَلَى رَأْسِ الْقَبْرِ وَ هُوَ يَقُولُ وينه وينه سألا مَعْنَاهُ 18881 لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ سَيِّدَنَا فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مَا هَذَا اللِّسَانُ أَ لَمْ تَمُتْ وَ أَنْتَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ قَالَ نَعَمْ وَ لَكِنِّي مِتُّ عَلَى وَلَايَةِ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ فَانْقَلَبَ لِسَانِي عَلَى أَلْسِنَةِ أَهْلِ النَّارِ 18882 .
3- يج، الخرائج و الجرائح رُوِيَ عَنِ الْبَاقِرِ ع أَنَّ عَلِيّاً مَرَّ يَوْماً فِي أَزِقَّةِ الْكُوفَةِ فَانْتَهَى إِلَى رَجُلٍ قَدْ حَمَلَ جِرِّيثاً فَقَالَ انْظُرُوا إِلَى هَذَا قَدْ حَمَلَ إِسْرَائِيلِيّاً 18883 فَأَنْكَرَ الرَّجُلُ وَ قَالَ مَتَى صَارَ الْجِرِّيثُ إِسْرَائِيلِيّاً فَقَالَ عَلِيٌّ ع أَمَا إِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْخَامِسِ ارْتَفَعَ لِهَذَا الرَّجُلِ مِنْ صُدْغِهِ دُخَانٌ فَيَمُوتُ مَكَانَهُ فَأَصَابَهُ فِي الْيَوْمِ الْخَامِسِ ذَلِكَ فَمَاتَ فَحُمِلَ إِلَى قَبْرِهِ فَلَمَّا دُفِنَ جَاءَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مَعَ جَمَاعَةٍ إِلَى قَبْرِهِ فَدَعَا اللَّهَ ثُمَّ رَفَسَهُ 18884 بِرِجْلِهِ فَإِذَا الرَّجُلُ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ يَقُولُ الرَّادُّ عَلَى عَلِيٍّ كَالرَّادِّ عَلَى اللَّهِ وَ عَلَى رَسُولِهِ فَقَالَ عُدْ فِي قَبْرِكَ فَعَادَ فِيهِ فَانْطَبَقَ الْقَبْرُ عَلَيْهِ 18885 .
4- يج، الخرائج و الجرائح رُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ ع قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ ع يُنَادِي مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص عِدَةٌ أَوْ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنِي فَكَانَ كُلُّ مَنْ أَتَاهُ يَطْلُبُ دَيْناً أَوْ عِدَةً يَرْفَعُ مُصَلَّاهُ فَيَجِدُ ذَلِكَ كَذَلِكَ تَحْتَهُ فَيَدْفَعُهُ إِلَيْهِ فَقَالَ الثَّانِي لِلْأَوَّلِ ذَهَبَ هَذَا بِشَرَفِ الدُّنْيَا فِي هَذَا دُونَنَا فَمَا الْحِيلَةُ فَقَالَ
لَعَلَّكَ لَوْ نَادَيْتَ كَمَا نَادَى هُوَ كُنْتَ تَجِدُ ذَلِكَ كَمَا يَجِدُ هُوَ وَ إِذَا كَانَ إِنَّمَا تَقْضِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ 18886 فَنَادَى أَبُو بِكْرٍ كَذَلِكَ فَعَرَفَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع الْحَالَ فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ سَيَنْدَمُ عَلَى مَا فَعَلَ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ وَ هُوَ جَالِسٌ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ أَيُّكُمْ وَصِيُّ رَسُولِ اللَّهِ- فَأُشِيرَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ أَنْتَ وَصِيُّ رَسُولِ اللَّهِ وَ خَلِيفَتُهُ قَالَ نَعَمْ فَمَا تَشَاءُ قَالَ فَهَلُمَّ الثَّمَانِينَ النَّاقَةَ الَّتِي ضَمِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ- قَالَ وَ مَا هَذِهِ النُّوقُ قَالَ ضَمِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ص ثَمَانِينَ نَاقَةً حَمْرَاءَ كُحْلَ الْعُيُونِ فَقَالَ لِعُمَرَ كَيْفَ نَصْنَعُ الْآنَ قَالَ إِنَّ الْأَعْرَابَ جُهَّالٌ 18887 فَاسْأَلْهُ أَ لَكَ شُهُودٌ بِمَا تَقُولُ فَطَلَبَهُمْ مِنْهُ قَالَ وَ مِثْلِي يُطْلَبُ الشُّهُودَ 18888 عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص بِمَا يَتَضَمَّنُهُ 18889 وَ اللَّهِ مَا أَنْتَ بِوَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ وَ خَلِيفَتِهِ فَقَامَ إِلَيْهِ سَلْمَانُ وَ قَالَ يَا أَعْرَابِيُّ اتَّبِعْنِي أَدُلَّكَ عَلَى وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ ص فَتَبِعَهُ الْأَعْرَابِيُّ حَتَّى انْتَهَى 18890 إِلَى عَلِيٍّ ع فَقَالَ أَنْتَ وَصِيُّ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ فَمَا تَشَاءُ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص ضَمِنَ لِي ثَمَانِينَ نَاقَةً حَمْرَاءَ كُحْلَ الْعُيُونِ فَهَلُمَّهَا 18891 فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع أَ سَلَّمْتَ أَنْتَ وَ أَهْلُ بَيْتِكَ فَانْكَبَّ الْأَعْرَابِيُّ عَلَى يَدَيْهِ يُقَبِّلُهَا 18892 وَ هُوَ يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّكَ وَصِيُّ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ خَلِيفَتُهُ فَبِهَذَا وَقَعَ الشَّرْطُ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ وَ قَدْ أَسْلَمْنَا جَمِيعاً فَقَالَ عَلِيٌّ ع يَا حَسَنُ انْطَلِقْ أَنْتَ وَ سَلْمَانُ مَعَ هَذَا الْأَعْرَابِيِّ إِلَى وَادِي فُلَانٍ فَنَادِ يَا صَالِحُ يَا صَالِحُ فَإِذَا أَجَابَكَ فَقُلْ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ هَلُمَّ الثَّمَانِينَ النَّاقَةَ الَّتِي ضَمِنَهَا رَسُولُ اللَّهِ ص
لِهَذَا الْأَعْرَابِيِّ قَالَ سَلْمَانُ فَمَضَيْنَا إِلَى الْوَادِي فَنَادَى الْحَسَنُ- 18893 فَأَجَابَهُ لَبَّيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَأَدَّى إِلَيْهِ رِسَالَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع- فَقَالَ السَّمْعَ وَ الطَّاعَةَ فَلَمْ يَلْبَثْ إِذَا خَرَجَ 18894 إِلَيْنَا زِمَامُ نَاقَةٍ مِنَ الْأَرْضِ فَأَخَذَ الْحَسَنُ ع الزِّمَامَ 18895 فَنَاوَلَهُ الْأَعْرَابِيَّ فَقَالَ خُذْ وَ جَعَلَتِ النُّوقُ يَخْرُجُ حَتَّى تَمَّ الثَّمَانُونَ عَلَى الصِّفَةِ 18896 .
5- يج، الخرائج و الجرائح رُوِيَ عَنْ عِيسَى الْهُرْهُرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ فُلَاناً وَ فُلَاناً وَ ابْنَ عَوْفٍ أَتَوُا النَّبِيَّ ص لِيُعْتِبُوهُ فَقَالَ الْأَوَّلُ اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا فَمَا ذَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ وَ قَالَ الثَّانِي كَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً فَمَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ وَ قَالَ ابْنُ عَوْفٍ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ فَمَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ فَقَالَ لِلْأَوَّلِ اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا وَ اتَّخَذَنِي حَبِيباً وَ قَالَ لِلثَّانِي كَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ وَ قَدْ رَأَيْتُ عَرْشَ رَبِّي وَ كَلَّمَنِي وَ قَالَ لِلثَّالِثِ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَ أَنَا إِنْ شِئْتُمْ أَحْيَيْتُ لَكُمْ مَوْتَاكُمْ قَالُوا قَدْ شِئْنَا وَ عَلَى ذَلِكَ دَارُوا فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ ص إِلَى عَلِيٍّ ع فَدَعَاهُ فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ أَقْدِمْهُمْ عَلَى الْقُبُورِ ثُمَّ قَالَ لَهُمُ اتَّبِعُوهُ فَلَمَّا تَوَسَّطَ الْجَبَّانَةَ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ فَاضْطَرَبَتْ وَ ارْتَجَّتْ قُلُوبُهُمْ وَ دَخَلَهُمْ مِنَ الذُّعْرِ 18897 مَا شَاءَ اللَّهُ وَ امْتُقِعَتْ أَلْوَانُهُمْ وَ لَمْ تَقْبَلْ ذَلِكَ قُلُوبُهُمْ فَقَالُوا يَا أَبَا الْحَسَنِ أَقِلْنَا عَثَرَاتِنَا قَالَ إِنَّمَا رَدَدْتُمْ عَلَى اللَّهِ ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ ص بَعَثَ إِلَى عَلِيٍّ ع فَدَعَاهُ 18898 .