کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
يَوْمَيْنِ فِي يَوْمِ الثَّلَاثَاءِ وَ يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ كَمَا قَالَ تَعَالَى أَ إِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ إِلَى قَوْلِهِ ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَ هِيَ دُخانٌ فَكَانَ ذَلِكَ الدُّخَانُ مِنْ نَفْسِ الْمَاءِ حِينَ تَنَفَّسَ فَجَعَلَهَا سَمَاءً وَاحِدَةً ثُمَّ فَتَقَهَا وَ جَعَلَهَا سَبْعاً فِي يَوْمَيْنِ فِي يَوْمِ الْخَمِيسِ وَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَ إِنَّمَا سُمِّيَ بِالْجُمُعَةِ لِأَنَّهُ جُمِعَ فِيهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ تَعَالَى وَ أَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها أَيْ وَ جَعَلَ فِي كُلِّ سَمَاءٍ خَلْقَهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ الْبِحَارِ 6880 وَ جِبَالِ الْبَرَدِ.
ثم قال و ما ذكرنا من الأخبار عن بدء الخليقة هو ما جاءت به الشريعة و نقله الخلف عن السلف و الباقي عن الماضي عبرنا عنهم على ما نقل إلينا من ألفاظهم و وجدنا في كتبهم من شهادة الدلائل بحدوث العالم و إيضاحها بكونه و لم نعرض لوصف قول من وافق ذلك و انقاد إليه من الملل القائلين بالحدوث و لا الرد على من سواهم ممن خالف ذلك و قال بالقدم لذكرنا ذلك فيما سلف من كتبنا و تقدم من تصانيفنا انتهى 6881 .
و قد ذكر أبو ريحان البيروني في تاريخه مدة عمر الدنيا و ابتداء وجودها عن جماعة من المنجمين و الحكماء و قطع لها بالابتداء و استدل عليه فلا نطيل الكلام بإيرادها.
و قال ابن الأثير في الكامل
صَحَّ فِي الْخَبَرِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ عِبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ فَقَالَ لَهُ اكْتُبْ فَجَرَى فِي تِلْكَ السَّاعَةِ بِمَا هُوَ كَائِنٌ.
و روي نحو ذلك عن ابن عباس و قال محمد بن إسحاق أول ما خلق الله تعالى النور و الظلمة فجعل الظلمة ليلا أسود و جعل النهار نورا 6882 مضيئا و الأول أصح و
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى كَانَ عَرْشُهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئاً فَكَانَ أَوَلُّ مَا خَلَقَ الْقَلَمَ فَجَرَى بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ ثُمَّ خَلَقَ بَعْدَ الْقَلَمِ الْغَمَامَ وَ قِيلَ ثُمَّ اللَّوْحَ ثُمَّ الْغَمَامَ.
ثم اختلف فيما خلق بعد الغمام
فروى الضحاك عن ابن عباس أول ما خلق الله العرش فاستوى عليه.
و قال آخرون
خلق الله الماء قبل العرش ثم خلق العرش فوضعه على الماء و هو قول أبي صالح عن ابن عباس و قول ابن مسعود و وهب بن منبه 6883 .
و قيل إن الذي خلق بعد القلم الكرسي ثم العرش ثم الهواء ثم الظلمات ثم الماء فوضع عرشه عليه و قال و قول من قال
إن الماء خلق قبل العرش أولى بالصواب لحديث ابن أبي 6884 رزين عن النبي ص.
و قد قيل
إن الماء كان على متن الريح حين خلق العرش قاله ابن جبير عن ابن عباس.
فإن كان كذلك فقد خلقا قبل العرش و قال ضمرة إن الله خلق القلم قبل أن يخلق شيئا بألف عام و اختلفوا أيضا في اليوم الذي ابتدأ الله فيه خلق السماوات و الأرض فقال عبد الله بن سلام و كعب و الضحاك و مجاهد ابتدأ الخلق يوم الأحد و قال محمد بن إسحاق ابتدأ الخلق يوم السبت و كذلك قال أبو هريرة و اختلفوا أيضا فيما خلق في كل يوم فقال ابن سلام إن الله تعالى بدأ الخلق يوم الأحد فخلق الأرضين يوم الأحد و الإثنين و خلق الأقوات و الرواسي في الثلاثاء و الأربعاء و خلق السماوات في الخميس و الجمعة و فرغ في آخر ساعة من الجمعة فخلق
فيها آدم ع فتلك الساعة التي تقوم فيها الساعة و مثله قال ابن مسعود و ابن عباس من رواية أبي صالح عنه إلا أنهما لم يذكرا خلق آدم و لا الساعة
و قال ابن عباس من رواية علي بن أبي طلحة عنه إن الله خلق الأرض بأقواتها من غير أن يدحوها ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ ثم دحا الأرض بعد ذلك فذلك قوله وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها .
و هذا القول عندي هو الصواب.
و قال ابن عباس أيضا من رواية عكرمة عنه إن الله وضع البيت على الماء على أربعة أركان قبل أن يخلق الدنيا بألفي عام ثم دحيت الأرض من تحت البيت.
و مثله قال ابن عمر.
و
17- رَوَاهُ السُّدِّيُّ عَنْ أَبِي الصَّالِحِ وَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ أَبِي مُرَّةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ وَ لَمْ يَخْلُقْ شَيْئاً غَيْرَ مَا خَلَقَ قَبْلَ الْمَاءِ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ أَخْرَجَ مِنَ الْمَاءِ دُخَاناً فَارْتَفَعَ فَوْقَ الْمَاءِ فَسَمَا عَلَيْهِ فَسَمَّاهُ سَمَاءً ثُمَّ أَيْبَسَ الْمَاءَ فَجَعَلَهُ أَرْضاً وَاحِدَةً ثُمَّ فَتَقَهَا فَجَعَلَ سَبْعَ أَرَضِينَ فِي يَوْمَيْنِ يَوْمَ الْأُحُدِ وَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ فَخَلَقَ الْأَرْضَ عَلَى حُوتٍ وَ الْحُوتُ النُّونُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ ن وَ الْقَلَمِ وَ الْحُوتُ فِي الْمَاءِ وَ الْمَاءُ عَلَى ظَهْرِ صَفَاةٍ وَ الصَّفَاةُ عَلَى ظَهْرِ مَلَكٍ وَ الْمَلَكُ عَلَى صَخْرَةٍ وَ الصَّخْرَةُ فِي الرِّيحِ وَ هِيَ الصَّخْرَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا لُقْمَانُ لَيْسَتْ فِي السَّمَاءِ وَ لَا فِي الْأَرْضِ فَتَحَرَّكَ الْحُوتُ وَ اضْطَرَبَتْ وَ تَزَلْزَلَتِ الْأَرْضُ فَأَرْسَى عَلَيْهَا الْجِبَالَ فَقَرَّتْ وَ الْجِبَالُ تَفْخَرُ عَلَى الْأَرْضِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى وَ جَعَلَ فِيها رَواسِيَ .
- وَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ الضَّحَّاكُ وَ مُجَاهِدٌ وَ كَعْبٌ وَ غَيْرُهُمْ كُلُّ يَوْمٍ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ السِّتَّةِ الَّتِي خَلَقَ اللَّهُ فِيهَا السَّمَاءَ وَ الْأَرْضَ كَأَلْفِ سَنَةٍ.
انتهى.
و كلام سائر المؤرخين جار هذا المجرى و لا جدوى في إيرادها
باب 2 العوالم و من كان في الأرض قبل خلق آدم ع و من يكون فيها بعد انقضاء القيامة و أحوال جابلقا و جابرسا
الآيات الفاتحة رَبِّ الْعالَمِينَ الأعراف وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ 6885 و قال تعالى وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ 6886 تفسير جمع العالمين يومئ إلى تعدد العوالم كما سيأتي و إن أول بأن الجمعية باعتبار ما تحته من الأجناس المختلفة وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ قال الطبرسي ره أي جماعة يَهْدُونَ بِالْحَقِ أي يدعون إلى الحق و يرشدون إليه وَ بِهِ يَعْدِلُونَ أي و بالحق يحكمون و يعدلون في حكمهم و اختلف في هذه الأمة من هم على أقوال.
أحدها
أنهم قوم من وراء الصين بينهم و بين الصين واد جار من الرمل لم يغيروا و لم يبدلوا عن ابن عباس و السدي و الربيع و الضحاك و عطاء و هو المروي عن أبي جعفر ع.
قالوا و ليس لأحد منهم مال دون صاحبه يمطرون بالليل و يضحون بالنهار و يزرعون لا يصل إليهم منا أحد و لا منهم إلينا و هم على الحق.
قال ابن جريح بلغني أن بني إسرائيل لما قتلوا أنبياءهم و كفروا و كانوا اثني عشر سبطا تبرأ سبط منهم مما صنعوا و اعتذروا و سألوا الله أن يفرق بينهم و بينهم ففتح الله لهم نفقا من الأرض فساروا فيه سنة و نصف سنة حتى خرجوا من وراء الصين فهم هناك حنفاء مسلمين يستقبلون قبلتنا.
و قيل
إن جبرئيل
انطلق بالنبي ليلة المعراج إليهم فقرأ عليهم من القرآن عشر سور نزلت بمكة فآمنوا به و صدقوه و أمرهم أن يقيموا مكانهم و يتركوا السبت و أمرهم بالصلاة و الزكاة و لم يكن نزلت فريضة غيرهما ففعلوا.
قال ابن عباس و ذلك قوله وَ قُلْنا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً 6887 يعني عيسى ابن مريم يخرجون معه
و روى أصحابنا أنهم يخرجون مع قائم آل محمد ص.
و روي أن ذا القرنين رآهم فقال لو أمرت بالمقام لسرني أن أقيم بين أظهركم.
و ثانيها أنهم قوم من بني إسرائيل تمسكوا بالحق و بشريعة موسى ع في وقت ضلالة القوم و قتلهم أنبياءهم و كان ذلك قبل نسخ شريعتهم بشريعة عيسى ع فيكون تقدير الآية و من قوم موسى أمة كانوا يهدون بالحق عن الجبائي.
و ثالثها أنهم الذين آمنوا بالنبي ص مثل عبد الله بن سلام و ابن صوريا و غيرهما
وَ فِي حَدِيثِ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ وَ الْحَكَمِ بْنِ ظَهِيرٍ أَنَّ مُوسَى لَمَّا أَخَذَ الْأَلْوَاحَ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَجِدُ فِي الْأَلْوَاحِ 6888 أُمَّةً هِيَ خَيْرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي قَالَ تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَجِدُ فِي الْأَلْوَاحِ أُمَّةً هُمُ الْآخِرُونَ فِي الْخَلْقِ السَّابِقُونَ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي قَالَ تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ 6889 قَالَ رَبِّ إِنِّي أَجِدُ فِي الْأَلْوَاحِ أَنَّهُ كُتُبُهُمْ فِي صُدُورِهِمْ يَقْرَءُونَهَا فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي قَالَ تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَجِدُ فِي الْأَلْوَاحِ أُمَّةً إِذَا هَمَّ أَحَدُهُمْ بِحَسَنَةٍ ثُمَّ لَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ وَ إِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَ إِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ وَ لَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ وَ إِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةٌ وَاحِدَةٌ فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي قَالَ تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَجِدُ فِي
الْأَلْوَاحِ أُمَّةً يُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ الْأَوَّلِ وَ الْكِتَابِ الْآخِرِ وَ يُقَاتِلُونَ الْأَعْوَرَ الْكَذَّابَ فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي قَالَ تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَجِدُ فِي الْأَلْوَاحِ أُمَّةً هُمُ الشَّافِعُونَ وَ هُمُ الْمَشْفُوعُ لَهُمْ فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي قَالَ تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ قَالَ مُوسَى ع رَبِّ اجْعَلْنِي مِنْ أُمَّةِ أَحْمَدَ.
قال أبو حمزة فأعطي موسى آيتين لم يعطوها يعني أمة أحمد قال الله يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَ بِكَلامِي 6890 قال وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ قال فرضي موسى كل الرضا.
وَ فِي حَدِيثِ غَيْرِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ ص لَمَّا قَرَأَ وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ 6891 قَالَ هَذِهِ لَكُمْ وَ قَدْ أُعْطِيَ 6892 قَوْمُ مُوسَى مِثْلَهَا انْتَهَى 6893 .
و أما الآية الثانية فالمشهور أنها لهذه الأمة و دلت الأخبار الكثيرة على أن المراد بهم الأئمة و شيعتهم كما مر في كتاب الإمامة
وَ قَالَ الطَّبْرِسِيُّ ره قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ قَرَأَ النَّبِيُّ ص هَذِهِ الْآيَةَ فَقَالَ إِنَّ مِنْ أُمَّتِي قَوْماً عَلَى الْحَقِّ حَتَّى يَنْزِلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ.
وَ رَوَى الْعَيَّاشِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى ثَلَاثٍ وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا فِرْقَةٌ وَاحِدَةٌ وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ فَهَذِهِ الَّتِي تَنْجُو.
وَ رُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهَما قَالا نَحْنُ هُمْ انْتَهَى 6894 .
و أقول
قَالَ الرَّازِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ رُوِيَ أَنَّ بَنِي آدَمَ عُشْرُ الْجِنِّ وَ الْجِنُّ وَ بَنُو آدَمَ عُشْرُ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّ وَ هَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ عُشْرُ الطُّيُورِ وَ هَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ عُشْرُ
حَيَوَانَاتِ الْبَحْرِ وَ هَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ عُشْرُ مَلَائِكَةِ الْأَرْضِ الْمُوَكَّلِينَ بِهَا وَ كُلُّ هَؤُلَاءِ عُشْرُ مَلَائِكَةِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَ كُلُّ هَؤُلَاءِ عُشْرُ مَلَائِكَةِ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ وَ عَلَى هَذَا التَّرْتِيبِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ثُمَّ الْكُلُّ فِي مُقَابَلَةِ مَلَائِكَةِ الْكُرْسِيِّ نَزْرٌ قَلِيلٌ ثُمَّ كُلُّ هَؤُلَاءِ عُشْرُ مَلَائِكَةِ سُرَادِقِ وَاحِدٍ 6895 مِنْ سُرَادِقَاتِ الْعَرْشِ الَّتِي عَدَدُهَا سِتُّمِائَةِ أَلْفٍ طُولُ كُلِّ سُرَادِقٍ وَ عَرْضُهُ وَ سَمْكُهُ إِذَا قُوبِلَتْ بِهِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرَضُونَ وَ مَا فِيهِمَا وَ مَا بَيْنَهُمَا 6896 فَإِنَّهَا كُلُّهَا تَكُونُ شَيْئاً يَسِيراً وَ قَدْراً صَغِيراً وَ مَا مِنْ مِقْدَارِ مَوْضِعِ قَدَمٍ إِلَّا وَ فِيهِ مَلَكٌ سَاجِدٌ أَوْ رَاكِعٌ أَوْ قَائِمٌ لَهُمْ زَجَلٌ بِالتَّسْبِيحِ وَ التَّقْدِيسِ ثُمَّ كُلُّ هَؤُلَاءِ فِي مُقَابَلَةِ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ يَحُومُونَ حَوْلَ الْعَرْشِ كَالْقَطْرَةِ فِي الْبَحْرِ وَ لَا يَعْرِفُ 6897 عَدَدَهُمْ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ مَعَ هَؤُلَاءِ مَلَائِكَةُ اللَّوْحِ الَّذِينَ هُمْ أَشْيَاعُ إِسْرَافِيلَ ع وَ الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ هُمْ جُنُودُ جَبْرَئِيلَ ع وَ هُمْ كُلُّهُمْ سَامِعُونَ مُطِيعُونَ لَا يَفْتُرُونَ مُشْتَغِلُونَ بِعِبَادَتِهِ سُبْحَانَهُ رِطَابُ الْأَلْسِنَةِ بِذِكْرِهِ وَ تَعْظِيمِهِ يَتَسَابَقُونَ فِي ذَلِكَ مُنْذُ 6898 خَلَقَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ لَا يَسْأَمُونَ لَا تُحْصَى أَجْنَاسُهُمْ وَ لَا مُدَّةُ أَعْمَارِهِمْ وَ لَا كَيْفِيَّةُ عِبَادَاتِهِمْ 6899 وَ هَذَا تَحْقِيقُ حَقِيقَةِ مَلَكُوتِهِ جَلَّ جَلَالُهُ عَلَى مَا قَالَ وَ ما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ 6900 .