کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
و بسبب كثرة شعب العروق التي يأتيها صار الإخصاء الذي في صورة قطع عرق واحد كأنه قطع من كل عضو عرق لكثرة الفوهات التي تظهر هناك و لهذا يوجد الخصيان تذهب قواهم و تسترخي مفاصلهم و يظهر ذلك في مشيهم و جميع حركاتهم و في عقولهم و أصواتهم.
و أما القضيب فهو عضو مؤلف من رباطات و أعصاب و عضلات و عروق ضاربة و غير ضاربة يتخللها لحم قليل و أصله جسم رباطي ينبت من عظم العانة كثير التجاويف واسعها تكون في الأكثر منطبقة و تحته و فوقه شرايين كثيرة واسعة فوق ما يليق به و تأتيه أعصاب من فقار العجز و إن كانت ليست غائصة في جوهره و له ثلاث مجاري للبول و المني و الوذي و الإنعاظ يكون بامتلاء تجاويفه من ريح غليظة و امتلاء عروقه من الدم و الإنزال يكون عند ما تمتد 11294 و تنتصب الأوعية التي فيها المني و تهيج لقذف ما فيها لكثرته أو للدغه و أحد الأسباب الداعية إلى ذلك احتكاك الكمرة 11295 و تدغدغها من الجسم المصاك لها فإن ذلك يدعو إلى تمدد أوعية المني و قذف ما فيها و قوة الانتشار و ريحه ينبعث من القلب و كذا قوة الشهوة ينبعث منه بمشاركة الكلية و الأصل هو القلب.
و أما الرحم فهو للإناث بمنزلة القضيب للرجال فهو آلة توليدهن كما أن القضيب آلة تناسلهم و في الخلقة تشاكله إلا أن إحداهما تامة بارزة و الأخرى ناقصة محتبسة في الباطن و كأن الرحم مقلوب القضيب أو قالبه و في داخله طوق مستدير عصبي في وسطه و عليه زوائد و خلق ذا عروق كثيرة ليكون هناك عدة للجنين و يكون أيضا للعضل الطمثي منافذ كثيرة و هو موضوع فيما بين المثانة و المعاء المستقيم إلا أنه يفضل على المثانة إلى ناحية فوق كما تفضل هي عليه بعنقها من تحت و هو يشغل ما بين قرب السرة إلى آخر منفذ الفرج و هو رقبته و طوله ما بين ست أصابع إلى أحد عشر و يطول و يقصر بالجماع و تركه و يتشكل مقداره بشكل مقدار من
يعتاد مجامعتها و يقرب من ذلك طول الرحم و ربما مس المعاء العليا و هي مربوط بالصلب برباطات كثيرة قوية إلى ناحية السرة و المثانة و العظم العريض لكنها سلسة.
و جعل من جوهر عصبي له أن يتمدد و يتسع على الاشتمال و أن يتقلص و يجتمع عند الاستغناء و لن تستتم تجويفه إلا مع استتمام النمو كالثدي لا يستتم حجمها إلا مع ذلك لأنه يكون قبل ذلك معطلا و هو يغلظ و يثخن كأنه يسمن في وقت الطمث ثم إذا طهر ذبل و خلق ذا طبقتين باطنتهما أقرب إلى أن تكون عرقية و خشونتها 11296 لذلك و فوهات هذه العروق هي التي تنقر في الرحم و تسمى نقر الرحم و بها تتصل أغشية الجنين و منها يسيل الطمث و منها يعتدل الجنين و ظاهرتهما أقرب إلى أن تكون عصبية و هي ساذجة واحدة و الداخلة كالمنقسمة قسمين متجاورتين لا كملتحمتين.
و لرحم الإنسان تجويفان و لغيره بعدد الأثداء و ينتهيان إلى مجرى محاذ لفم الفرج الخارج فيه يبلغ المني و يقذف الطمث و يلد الجنين و يكون في حال العلوق في غاية الضيق لا يكاد يدخله طرف ميل ثم يتسع بإذن الله فيخرج منه الجنين.
و قبل افتضاض البكر تكون في رقبة الرحم أغشية تنتسج من عروق و رباطات رقيقة جدا يهتكها الافتضاض و من النساء من رقبة رحمها إلى اليمين و منهن من هي منها إلى اليسار و هي من عضلة اللحم كأنها غضروفية و كأنها غصن على غصن يزيدها السمن و الحمل صلابة و للرحم زائدتان تسميان قرني الرحم و هما الأنثيان للنساء و هما كما في الرجال إلا أنهما باطنتان و أصغر و أشد تفرطحا يخص كل واحد منهما غشاء عصبي لا يجمعهما كيس واحد و كما أن أوعية المني في الرجال بينهما و بين المستفرغ من أصل القضيب كذلك للنساء بينهما و بين المقذف إلى داخل
الرحم إلا أنها فيهن متصلة بهما لقربهما بها في اللين و لم يحتج إلى تصليبهما و تصليب غشائهما.
قال في القانون كما أن للرجال أوعية المني بين البيضتين و بين المستفرغ من أصل القضيب كذلك للنساء أوعية المني بين الخصيتين و بين المقذف إلى داخل الرحم لكن الذي للرجال يبتدئ من البيضة و يرفع إلى فوق و يندس في النقرة التي تنحط منها علاقة البيضة محرزة موثقة ثم ينشأ هابطا منفرجا متعرجا متوربا ذا التفافات يتم فيما بينها نضج المني حتى يعود و يفضي إلى المجرى الذي في الذكر من أصله من الجانبين و بالقرب منه ما يفضي إليه أيضا طرف عنق المثانة و هو طويل في الرجال قصير في النساء.
فأما في النساء فيميل من البيضتين إلى الخاصرتين كالقرنين مقومتين شاخصتين إلى الحالبين يتصل طرفاها بالأربيتين و يتوتران عند الجماع فيستويان عنق الرحم للقبول بأن يجذباه إلى جانبين فيتوسع و ينفتح و يبلع المني و يختلفان في أن أوعية المني في النساء تتصل بالبيضتين و ينفذ في الزائدتين القرنيتين شيء ينفذ من كل بيضة يقذف المني إلى الوعاء و يسميان قاذفي المني.
و إنما اتصلت أوعية المني في النساء بالبيضتين لأن أوعية المني فيهن قريبة في اللين من البيضتين و لم يحتج إلى تصليبهما و تصليب غشائهما لأنهما في كن و لا يحتاج إلى درق بعيد و أما في الرجال فلم يحسن وصلهما بالبيضتين و لم يخلط بهما و لو فعل ذلك لكانتا تؤذيانها إذا توترتا بصلابتهما بل جعل بينهما واسطة تسمى أقنديدوس انتهى.
الفصل السابع في تشريح سائر الأعضاء من أسافل البدن
أما هيئة الخاصرة و العانة و الورك فبيانها أن عند العجز عظمين كبيرين يمنة و يسرة يتصلان في الوسط من قدام بمفصل موثق و هما كالأساس لجميع العظام الفوقانية و الحامل الناقل للسفلانية و كل واحد منهما ينقسم إلى أربعة أجزاء فالذي يلي الجانب الوحشي يسمى الحرقفة و عظم الخاصرة و الذي يلي الخلف يسمى عظم الورك و الذي يلي الأسفل يسمى حق الفخذ لأن فيه التقعير الذي يدخل فيه رأس الفخذ المحدب و قد وضع عليه أعضاء شريفة مثل المثانة و الرحم و أوعية المني من الذكران و المقعدة و السرة.
و أما الفخذ فله عظم هو أعظم عظم في البدن لأنه حامل لما فوقه و ناقل لما تحته و قبب طرفه العالي ليتهندم في حق الورك و هو محدب إلى الوحشي و قدام مقعر إلى الإنسي و خلف فإنه لو وضع على استقامة و موازاة للحق لحدث نوع من الفحج 11297 كما يعرض لمن خلقته تلك و لم يحسن وقايته للعضل الكبار و العصب و العروق و لم يحدث من الجملة شيء مستقيم و لم يحسن هيئة الجلوس ثم لو لم يرد ثانيا إلى الجهة الإنسية لعرض فحج من نوع آخر و لم يكن للقوام واسطة عنها و إليها الميل فلم يعتدل.
و في طرفه الأسفل زائدتان تتهندمان في نقرتين في رأس عظم الساق و قد وثقتا برباط ملتف و رباط في الغور و رباطين من الجانبين قويين فهندم مقدمهما بالرضفة و هي عين الركبة و هو عظم عريض في الاستدارة فيه غضروفية فائدته مقاومة
ما يتوقى عن الجثو و جلسة التعلق من الانتهاك و الانخلاع فهو دعامة للمفصل و جعل موضعه إلى قدام لأن أكثر ما يلحقه من عنف الانعطاف يكون إلى قدام إذ ليس له إلى خلف انعطاف عنف و أما إلى الجانبين فانعطافه شيء يسير بل جعل انعطافه إلى قدام و هناك يلحقه العنف عند النهوض و الجثو و ما أشبه ذلك.
و أما الساق فهو كالساعد مؤلف من عظمين أحدهما أكبر و أطول و هو الإنسي و يسمى القصبة الكبرى و الثاني أصغر و أقصر لا يلاقي الفخذ بل يقصر دونه إلا أنه من أسفل ينتهي إلى حيث ينتهي إليه الأكبر و يسمى القصبة الصغرى و هي متبرئة عن الكبرى في الوسط بينهما فرجة قليلة و للساق تحدب إلى الوحشي ثم عند الطرف الأسفل تحدب آخر إلى الإنسي ليحسن به القوام و يعتدل و القصبة الكبرى و هي الساق بالحقيقة قد خلقت أصغر من الفخذ و ذلك أنه لما اجتمع لها موجبا الزيادة في الكبر و هو الثبات و حمل ما فوقه و الزيادة في الصغر و هو الخفة للحركة و كان الموجب الثاني أولى بالغرض المقصود في الساق فخلق أصغر و الموجب الأول أولى بالغرض المقصود في الفخذ فخلق أعظم.
و أعطي الساق قدرا معتدلا حتى لو زيد عظما عرض من عسر الحركة ما يعرض لصاحب داء الفيل و الدوالي و لو انتقص عرض من الضعف و عسر الحركة و العجز عن حمل ما فوقه ما يعرض لدقاق السوق في الخلقة و مع هذا كله فقد دعم و قوي بالقصبة الصغرى و للقصبة الصغرى منافع أخرى مثل ستر العصب و العروق بينهما و مشاركة القصبة الكبرى في مفصل القدم ليتأكد و يقوى مفصل الانثناء و الانبساط.
و أما القدم فمؤلفة من ستة و عشرين عظما كعب به يكمل المفصل مع الساق و عقب به عمدة الثبات و هو أعظمها و زورقي به الأخمص و أربعة عظام للرسغ بها يتصل بالمشط و واحد منها عظم نردي كالمسدس موضوع إلى الجانب الوحشي و به يحسن ثبات ذلك الجانب على الأرض و خمسة عظام للمشط بعدد الأصابع في صف واحد و أربعة عشر سلاميات الأصابع لكل منها ثلاثة سوى الإبهام فإن له اثنين.
أما الكعب فإن الإنساني منه أشد تكعيبا من كعوب سائر الحيوانات و كأنه أشرف عظام القدم النافعة في الحركة كما أن العقب أشرف عظام الرجل النافعة في الثبات و هو موضوع بين الطرفين النابتين من قصبتي الساق يحتويان عليه بمقعرهما من جوانبه و يدخل طرفاه في العقب في نقرتين دخول ركز و هو واسطة بين الساق و العقب به يحسن اتصالهما و يتوثق المفصل بينهما و يؤمن عليه الاضطراب و هو موضوع في الوسط بالحقيقة و يرتبط به العظم الزورقي من قدام ارتباطا مفصليا و هذا الزورقي متصل بالعقب من خلف و من قدام بثلاثة من عظام الرسغ و من الجانب الوحشي بالعظم النردي.
و أما العقب فهو موضوع تحت الكعب صلب مستدير إلى خلف ليقاوم المصاكات و الآفات مملس الأسفل ليحسن استواء الوطء و انطباق القدم على المستقر عند القيام و خلق مثلثا إلى الاستطالة يدق يسيرا يسيرا حتى ينتهي فيضمحل عند الأخمص إلى الوحشي ليكون تقعير الأخمص متدرجا من خلف إلى متوسطة.
و أما الرسغ فيخالف رسغ الكف بأنه صف واحد و ذاك صفان و عظامه أقل عددا و ذلك لأن الحاجة في الكف إلى الحركة و الاشتمال أكثر و في القدم إلى الوثاقة أشد و خلق شكل القدم مطاولا إلى قدام ليعين على الانتصاب بالاعتماد عليه و خلق له أخمص من الجانب الإنسي ليكون ميل القدم عند الانتصاب و خصوصا لدى المشي إلى الجهة المضادة لجهة الرجل المشيلة للنقل فيعتدل القوام و ليكون الوطء على الأشياء المدورة و الناتئة مهندما من غير ألم و ليحسن اشتمال القدم على ما يشبه الدرج و ليكون بعض أجزائها متجافية عن الأرض فيكون المشي أخف و العدو أسهل و لمثل هذه المنافع خلقت من عظام كثيرة و إنها بذلك تحتوي على الموطوء عليه كالكف على المقبوض إيضاح في القاموس الزرفين بالضم و بالكسر حلقة للباب أو عام معرب و قد زرفن صدغيه جعلهما كالزرفين و قال الجوهري الزرد مثل السرد و هو مداخل حلق الدروع بعضها في بعض و الزرد بالتحريك الدروع المزرودة
و الزراد صانعها انتهى فشبهوا اتصال بطون الدماغ بعضها ببعض و تداخلها بالدروع و نسجها.
قال في القانون للدماغ في طوله ثلاثة بطون و إن كان كل بطن في عرضه ذا جزءين و الجزء المقدم محسوس الانفصال إلى جزءين يمنة و يسرة و هذا الجزء يعين على الاستنشاق و على نفض الفضل بالعطاس و على توزيع أكثر الروح الحساس و على أفعال القوى المتصورة من قوى الإدراك الباطن.
و أما البطن المؤخر فهو أيضا عظيم لأنه يملأ تجويف عضو عظيم و لأنه مبدأ شيء عظيم أعني النخاع و منه يتوزع أكثر الروح المتحركة و هناك أفعال القوة الحافظة لكنه أصغر من المقدم بل كل واحد من بطني المقدم و مع ذلك فإنه يتصغر تصغرا مدرجا إلى النخاع و يتكاثف تكاثفا إلى الصلابة.
فأما البطن الوسط فإنه كمنفذ من الجزء المقدم إلى الجزء المؤخر كدهليز مضروب بينهما و قد عظم لذلك و طول لأنه مؤد من عظيم إلى عظيم و به يتصل الروح المقدم بالروح المؤخر و يتأدى أيضا الأشباح المتذكرة و يتسقف مبدأ هذا البطن الأوسط بسقف كري الباطن كالأزج 11298 و يسمى به ليكون منفذا و مع ذلك مبتعدا بتدويره عن الآفات و قويا على حمل ما يعتمد عليه من الحجاب المدرج.
و هناك يجتمع بطنا الدماغ المقدمان اجتماعا يتراءيان للمؤخر في هذا المنفذ و ذلك الموضع يسمى مجمع البطنين و هذا المنفذ نفسه بطن و لما كان منفذا يؤدي التصور إلى الحفظ كان أحسن موضع للفكر و التخيل على ما علمت و يستدل على أن هذه البطون مواضع قوى تصدر عنها هذه الأفعال من جهة ما يعرض لها من الآفات فيبطل مع آفة كل جزء فعله أو يدخله خلافه.