کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
لم يبيّن في متن الكتاب على نحو ما كان يبيّن في سائر الأجزاء.
من ذلك أنّ المؤلّف العلامة قدّس سرّه فيما أصدر من أجزاء الكتاب بنفسه إلى البراز و أخرجها من المسوّدة إلى البياض كان يختار من الأحاديث المتكرّرة بمضمونها و سندها حديثا واحدا، لكنّه يذكر في صدر الحديث رمز مصادره المتعدّدة مشيرا بذلك أنّ الحديث بهذا السند و هذا اللفظ يوجد في هذه المصادر المتعدّدة و إن كان في لفظها أدني اختلاف أو زيادة أو نقيصة، كان اللفظ للمصدر الّذي ذكر رمزه آخرا ملاصقا بالحديث على ما تتبّعته في أثناء تخريج الأحاديث و ذلك كالأحاديث المستخرجة من كتب الصدوق مثل إكمال الدين و علل الشرائع، أو غيره ككتاب الكافي و البصائر و الاختصاص و نحو ذلك، على ما قد عرفت في المجلّدات السابقة.
و إذا وجد ره حديثا متّحدا بمضمونه، مختلفا في سنده كلّا أو بعضا- في مصادر متعدّدة يختار أحد المصادر و ينقل لفظ الحديث منه، ثمّ بعد تمام الحديث يذكر سائر المصادر مع سند الحديث حتّى يتّفق إسنادها، قائلا بعد ذلك: مثله.
كلّ ذلك حذرا من التكرار.
ثمّ هو قدّس سرّه إذا كان في لفظ الحديث أو سنده مشكلة تحتاج إلى التوضيح و البيان، تابعه بكلامه الفصل، و بيانه الشافي الجزل، و ذلك بعد تحقيق لفظ الحديث و سنده و تصحيح ألفاظه المصحّفة.
لكنّ القاريء الكريم إذا اطّلع على أبواب هذا المجلّد يراه على خلاف ما شرحناه ففي كلّ باب أحاديث متكرّرة بلفظها و سندها، أو بلفظها فقطّ، غير أنّها من مصادر مختلفة شتّى، من دون أن يرى في المتن لمشكلاتها توضيحا أو لغرائب ألفاظها بيانا اللّهمّ إلّا بعد نقل الأحاديث من كافي الكلينيّ رضوان اللّه عليه فانّه يجد في ذيلها شرح المصنّف العلّامة قدّس سرّه منقولة من كتابه مرآت العقول من دون أن يتصرّف فيها بما يناسب هذا الكتاب، فيرى أنّ لشارح العلّامة يقول قد
مرّ شرح هذا المرام في باب فلان أو سيأتي في باب فلان، و إنّما أراد بذلك أبواب كتاب الكافي لا أبواب كتاب الإيمان و الكفر من البحار، لكنّا سددنا هذه الخلّة في الذيل كغيرها من الخلل بحيث يرتفع العمى من البين راجع ص 60 و 61 و 123 و 137 و 170 و غيرها
هذه حال تلك المجلّدات التسعة الّتي لم يخرج في عهد المؤلّف العلّامة إلى البياض و منها المجلّد السادس عشر فتراها مرعى و لا كالسعدانة، و بذلك يعرف كلّ باحث خبير فضل مؤلّفه العلّامة المجلسيّ رضوان اللّه عليه و مبلغ جهده في ذلك.
و لكن معذلك كلّه حقّ علينا بل و على العلماء الناظرين في هذه المجلّدات التسع أن يشكر فضل محرّره الثاني و هو العالم النحرير المرزا عبد اللّه الأفندي تلميذ المؤلّف العلّامة المجلسيّ قدّس سرّه فقد قاسى كلّ مرارة دون تبييض هذه المجلّدات و تحقيقها و تنسيقها و نقل بيانات المؤلّف العلّامة من كتابه مرآت العقول و إن لم يكن ما أصدره طبقا لسيرة المصنف قدّس سرّه كما عرفت.
قال العلّامة النوريّ في كتابه «الفيض القدسيّ في ترجمة العلّامة المجلسيّ» بعد ما ذكر أجزاء البحار:
و اعلم أنّ من المجلّد الخامس عشر إلى آخره غير مجلّد الصلاة و المزار لم يخرج من السواد إلى البياض في عهده رضوان اللّه عليه و لا يوجد فيها بيان الأخبار سوى بعض الأخبار في الخامس عشر و أخبار الكافي في أبواب العشرة.
قال السيّد الجليل السيّد عبد اللّه سبط المحدّث الفاضل السيّد نعمة اللّه الجزائري في إجازته الكبيرة في ترجمة شيخه السيّد النبيل المحقّق المحدّث السيّد نصر اللّه بن الحسين الموسويّ الحائريّ الشهيد: و كان آية في الفهم و الذكاء و حسن التقرير و فصاحة التعبير ... إلى أن قال: و كان حريصا على جمع الكتب موفّقا في تحصيلها.
و حدّثني أنّه اشترى في أصبهان زيادة على ألف كتاب صفقة واحدة بثمن
بخس دراهم معدودة و رأيت عنده من الكتب الغريبة ما لم أر عند غيره من جملتها تمام مجلّذات بحار الأنوار، فانّ الموجود المتداول منها كتاب العقل و العلم ....
إلى أن قال و أمّا بقيّة الكتب مثل كتاب القرآن والدعاء و كتاب الزيّ و التجمّل و كتاب العشرة و كتاب الاجازات و تتمّة الفروع، فيقال: إنّها بقيت في المسوّدة لم تخرج إلى البياض.
فسألته عن مأخذها فقال: إنّ الميرزا عبد اللّه بن عيسى الأفنديّ ره كان له اختصاص ببعض ورثة المولى المجلسيّ، و هو الّذي قد صارت هذه الأجزاء في سهمه عند تقسيم الكتب بينهم، فاستعارها منه و نقله إلى البياض بنفسه، لأنّها كانت مغشوشة جدّا لا يقدر كلّ كاتب على نقلها صحيحا، و كان يستتر بها مدّة حياته، و من ثمّ لم تنتسخ و لم تشتهر.
ثمّ لمّا قسمت كتب الميرزا عبد اللّه بين ورثته، و حصل لي اختصاص بالّذي وقعت هذه الكتب في سهمه ساومته أوّلا بالبيع فلمّا لم يرض استعرتها منه و استكتبتها و كنت يومئذ لا أملك درهما واحدا، فسخّر اللّه رجلا من ذوي المروءات ببذل المؤنة كلّها حتّى تمّت انتهى.
و يشهد لما ذكره أنّ في أوّل جملة من نسخ المجلّدات هكذا:
«أمّا بعد فهذا المجلّد ... من بحار الأنوار تأليف الاستاد الاستناد المولى محمّد باقر» و هذا الاصطلاح من الميرزا عبد اللّه المذكور في كتابه رياض العلماء فراجع، انتهى كلام العلامة النوريّ قدّس سرّه.
**** أقول: لكنّ الظاهر من سياق المجلّد الخامس عشر، و سبك تأليفه و انطباقه على سائر المجلّدات المبيّضة بتحرير يده قدّس سرّه، أنّ هذا المجلّد أيضا ممّا خرج إلى البياض في عهد المؤلّف و تحت عنايته و إشرافه و لقد عثرنا بفضل اللّه و توفيقه على شطر من نسخته الأصيلة بخطّ يد المؤلف رحمه اللّه و هو من جزئه الثاني من أجزائه الثلاثة المعروفة في خزانة كتب الحبر الفاضل الشيخ حسن المصطفوي دام إفضاله، و هو محرّر كسائر نسخ الأصل.
مسلكنا فى التصحيح:
اعتمدنا في تصحيح الأحاديث و تحقيق متونها على النسخة المطبوعة المصحّحة بعناية جمع من الفضلاء، المشهورة بطبعة الكمباني، بعد تخريج أحاديثه من المصادر و عرضها و مقابلتها، و تعيين موضع النصّ منها، إلّا ما شدّ و ندر كالمخطوطات.
و لما مرّ آنفا من كون أحاديث كلّ باب مكرّرة غالبا، تيسّر لنا بذلك تصحيح بعض الأحاديث ببعض، و مقابلة بعض على بعض كما في ص 82 و 83 و 84 و 235.
لكنّا لم نتعرّض لبيان مشكلاتها و توضيح غرائبها إلّا إذا لم تكن موضحة مبيّنة في ذيل أحاديث الكافي المتّحدة مضمونها بل لفظها و سندها معها، فعلى القارىء الكريم مطالعة الأحاديث المستخرجة من الكافي أوّلا ثمّ مراجعة سائر الأحاديث المستخرجة.
و إنّما سلكنا هذا المسلك حذرا من تكرار التعاليق في ذيل كلّ حديث.
نرجو من اللّه العزيز أن يوفّقنا لإخراج الأجزاء بمنّه و كرمه، و أن يعصمنا من الخطاء و الزلل، إنّه وليّ العصمة و التوفيق.
محمد الباقر البهبودي صفر المظفر 1386
فهرس ما في هذا الجزء من الأبواب
عناوين الأبواب/ رقم الصفحة
1- باب جوامع الحقوق 21- 2
أبواب آداب العشرة بين ذوي الأرحام و المماليك و الخدم المشاركين غالبا في البيت
2- باب برّ الوالدين و الأولاد و حقوق بعضهم على بعض و المنع من العقوق 86- 22
3- باب صلة الرحم و إعانتهم و الإحسان إليهم و المنع من قطع صلة الأرحام و ما يناسبه 139- 87
4- باب العشرة مع المماليك و الخدم 144- 139
5- باب وجوب طاعة المملوك للمولى و عقاب عصيانه 146- 144
6- باب ما ينبغي حمله على الخدم و غيرهم من الخدمات 147- 146
7- باب حمل المتاع للأهل 148- 147
8- باب حمل النائبة عن القوم و حسن العشرة معهم 149- 148
9- باب حق الجار 153- 150
أبواب آداب العشرة مع الأصدقاء و فضلهم و أنواعهم و غير ذلك مما يتعلق بهم
10- باب حسن المعاشرة و حسن الصحبة و حسن الجوار و طلاقة الوجه و حسن اللقاء و حسن البشر 172- 154
11- باب فضل الصديق و حد الصداقة و آدابها و حقوقها و أنواع الأصدقاء و النهي عن زيادة الاسترسال و الاستيناس بهم 181- 173
12- باب استحباب إخبار الأخ في اللّه بحبّه له و أنّ القلب يهدي إلى القلب 182- 181
13- باب من ينبغي مجالسته و مصاحبته و مصادقته و فضل الأنيس الموافق و القرين الصالح و حبّ الصالحين 189- 183
14- باب من لا ينبغي مجالسته و مصادقته و مصاحبته و المجالس التي لا ينبغي الجلوس فيها 220- 190
أبواب حقوق المؤمنين بعضهم على بعض و بعض أحوالهم
15- باب حقوق الإخوان و استحباب تذاكرهم و ما يناسب ذلك من المطالب 264- 221
16- باب حفظ الأخوّة و رعاية أوداء الأب 274- 264
17- باب فضل المواخاة في اللّه و أنّ المؤمنين بعضهم إخوان بعض و علّة ذلك 278- 275
18- باب فضل حبّ المؤمنين و النظر إليهم 281- 278
19- باب علّة حبّ المؤمنين بعضهم بعضا و أنواع الإخوان 282- 281
20- باب قضاء حاجة المؤمنين و السعي فيها و توقيرهم و إدخال السرور عليهم و إكرامهم و إلطافهم و تفريج كربهم و الإهتمام بأمورهم 341- 283
21- باب تزاور الإخوان و تلاقيهم و مجالستهم في إحياء أمر أئمتهم عليهم السلام 355- 342
22- باب تزويج المؤمن أو قضاء دينه أو إخدامه أو خدمته أو نصيحته 359- 356
23- باب إطعام المؤمن و سقيه و كسوته و قضاء دينه 388- 359
24- باب ثواب من كفى لضرير حاجة 388
25- باب فضل إسماع الأصم من غير تضجر 388
26- باب ثواب من عال أهل بيت من المؤمنين 389
27- باب من أسكن مؤمنا بيتا و عقاب من منعه عن ذلك 389
28- باب التراحم و التعاطف و التودّد و البرّ و الصلة و الإيثار و المواساة و إحياء المؤمن 405- 390
29- باب من يستحقّ أن يرحم 405