کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ 11984 أَيْ جَحَدُوهُ بَعْدَ أَنْ عَرَفُوهُ وَ أَمَّا الْوَجْهُ الثَّالِثُ مِنَ الْكُفْرِ فَهُوَ كُفْرُ التَّرْكِ لِمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَ هُوَ مِنَ الْمَعَاصِي قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ وَ لا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَ أَنْتُمْ تَشْهَدُونَ إِلَى قَوْلِهِ أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ 11985 فَكَانُوا كُفَّاراً لِتَرْكِهِمْ مَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ فَنَسَبَهُمْ إِلَى الْإِيمَانِ بِإِقْرَارِهِمْ بِأَلْسِنَتِهِمْ عَلَى الظَّاهِرِ دُونَ الْبَاطِنِ فَلَمْ يَنْفَعْهُمْ ذَلِكَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا إِلَى آخِرِ الْآيَةِ وَ أَمَّا الْوَجْهُ الرَّابِعُ مِنَ الْكُفْرِ فَهُوَ مَا حَكَاهُ تَعَالَى عَنْ قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ ع كَفَرْنا بِكُمْ وَ بَدا بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَ الْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ 11986 فَقَوْلُهُ كَفَرْنا بِكُمْ أَيْ تَبَرَّأْنَا مِنْكُمْ وَ قَالَ سُبْحَانَهُ فِي قِصَّةِ إِبْلِيسَ وَ تَبَرِّيهِ مِنْ أَوْلِيَائِهِ مِنَ الْإِنْسِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ 11987 أَيْ تَبَرَّأْتُ مِنْكُمْ وَ قَوْلُهُ تَعَالَى إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا إِلَى قَوْلِهِ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ يَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً 11988 الْآيَةَ وَ أَمَّا الْوَجْهُ الْخَامِسُ مِنَ الْكُفْرِ وَ هُوَ كُفْرُ النِّعَمِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ قَوْلِ سُلَيْمَانَ ع هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ 11989 الْآيَةَ وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ 11990 وَ قَالَ تَعَالَى فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُوا لِي وَ لا تَكْفُرُونِ 11991
فَأَمَّا مَا جَاءَ مِنْ ذِكْرِ الشِّرْكِ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى فَمِنْ أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ قَوْلُهُ تَعَالَى لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَ قالَ الْمَسِيحُ يا بَنِي إِسْرائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَ رَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَ مَأْواهُ النَّارُ وَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ 11992 فَهَذَا شِرْكُ الْقَوْلِ وَ الْوَصْفِ وَ أَمَّا الْوَجْهُ الثَّانِي مِنَ الشِّرْكِ فَهُوَ شِرْكُ الْأَعْمَالِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ 11993 وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ 11994 أَلَا إِنَّهُمْ لَمْ يَصُومُوا لَهُمْ وَ لَمْ يُصَلُّوا وَ لَكِنَّهُمْ أَمَرُوهُمْ وَ نَهَوْهُمْ فَأَطَاعُوهُمْ وَ قَدْ حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ حَلَالًا وَ أَحَلُّوا لَهُمْ حَرَاماً فَعَبَدُوهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ فَهَذَا شِرْكُ الْأَعْمَالِ وَ الطَّاعَاتِ وَ أَمَّا الْوَجْهُ الثَّالِثُ مِنَ الشِّرْكِ فَهُوَ شِرْكُ الزِّنَى قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَ شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ 11995 فَمَنْ أَطَاعَ نَاطِقاً فَقَدْ عَبَدَهُ فَإِنْ كَانَ النَّاطِقُ يَنْطِقُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى فَقَدْ عَبَدَ اللَّهَ وَ إِنْ كَانَ يَنْطِقُ عَنْ غَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى فَقَدْ عَبَدَ غَيْرَ اللَّهِ وَ أَمَّا الْوَجْهُ الرَّابِعُ مِنَ الشِّرْكِ فَهُوَ شِرْكُ الرِّيَاءِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً 11996 فَهَؤُلَاءِ صَامُوا وَ صَلَّوْا وَ اسْتَعْمَلُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَعْمَالِ أَهْلِ الْخَيْرِ إِلَّا أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ بِهِ رِئَاءَ النَّاسِ فَأَشْرَكُوا لِمَا أَتَوْهُ مِنَ الرِّيَاءِ فَهَذِهِ جُمْلَةُ وُجُوهِ الشِّرْكِ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَ أَمَّا مَا ذُكِرَ مِنَ الظُّلْمِ فِي كِتَابِهِ فَوُجُوهٌ شَتَّى فَمِنْهَا مَا حَكَاهُ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ قَوْلِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ 11997 وَ مِنَ الظُّلْمِ مَظَالِمُ النَّاسِ فِيمَا بَيْنَهُمْ مِنْ مُعَامَلَاتِ الدُّنْيَا وَ هو [هِيَ] شَتَّى قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَ لَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَ الْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ
عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ 11998 الْآيَةَ فَأَمَّا الرَّدُّ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ زِيَادَةَ الْكُفْرِ فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي كِتَابِهِ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ 11999 وَ قَوْلُهُ تَعَالَى وَ أَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَ ماتُوا وَ هُمْ كافِرُونَ 12000 وَ قَوْلُهُ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً 12001 الْآيَةَ وَ غَيْرُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ.
31- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، نَقْلًا مِنَ الْمَحَاسِنِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ 12002 قَالَ يُطِيعُ الشَّيْطَانَ مِنْ حَيْثُ يُشْرِكُ.
32- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الرَّيْبُ كُفْرٌ.
باب 99 أصول الكفر و أركانه
1- كا، الكافي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع أُصُولُ الْكُفْرِ ثَلَاثَةٌ الْحِرْصُ وَ الِاسْتِكْبَارُ وَ الْحَسَدُ فَأَمَّا الْحِرْصُ فَإِنَّ آدَمَ ع حِينَ نُهِيَ عَنِ الشَّجَرَةِ حَمَلَهُ الْحِرْصُ عَلَى أَنْ أَكَلَ مِنْهَا وَ أَمَّا الِاسْتِكْبَارُ فَإِبْلِيسُ حِينَ أُمِرَ بِالسُّجُودِ لِآدَمَ اسْتَكْبَرَ وَ أَمَّا الْحَسَدُ فَابْنَا آدَمَ حَيْثُ قَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ 12003 .
بيان: كأن المراد بأصول الكفر ما يصير سببا للكفر أحيانا لا دائما و للكفر أيضا معان كثيرة منها ما يتحقق بإنكار الرب سبحانه و الإلحاد في صفاته و منها ما يتضمن إنكار أنبيائه و حججه أو ما أتوا به من أمور المعاد و أمثالها و منها ما يتحقق بمعصية الله و رسوله و منها ما يكون بكفران نعم الله تعالى إلى أن ينتهي إلى ترك الأولى.
فالحرص يمكن أن يصير داعيا إلى ترك الأولى أو ارتكاب صغيرة أو كبيرة حتى ينتهي إلى جحود يوجب الشرك و الخلود فما في آدم ع كان من الأول ثم تكامل في أولاده حتى انتهى إلى الأخير فصح أنه أصل الكفر و كذا سائر الصفات.
و قيل قد كان إباء إبليس من السجود عن حسد و استكبار و إنما خص الاستكبار بالذكر لأنه تمسك به حيث قال أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ 12004 أو لأن الاستكبار أقبح من الحسد انتهى.
و قوله فأما الحرص فهو مبتدأ و قوله فإن إلى قوله أكل منها
خبر و العائد تكرار المبتدإ وضعا للظاهر موضع المضمر مثل الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ و قوله فإبليس بتقدير فمعصية إبليس و كذا قوله فابنا آدم بتقدير فمعصية ابني آدم أي معصية أحدهما كما قيل.
2- كا، الكافي عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَرْكَانُ الْكُفْرِ أَرْبَعَةٌ الرَّغْبَةُ وَ الرَّهْبَةُ وَ السَّخَطُ وَ الْغَضَبُ 12005 .
بيان: أركان الكفر قريب من أصوله و لعل المراد بالرغبة الرغبة في الدنيا و الحرص عليها أو اتباع الشهوات النفسانية و بالرهبة الخوف من فوات الدنيا و اعتباراتها بمتابعة الحق أو الخوف من القتل عند الجهاد و من الفقر عند أداء الزكاة و من لؤم اللائمين عند ارتكاب الطاعات و إجراء الأحكام.
و قيل الخوف من فوات الدنيا و الهم من زوالها و هو يوجب صرف العمر في حفظها و المنع من أداء حقوقها و بالسخط عدم الرضا بقضاء الله و انقباض النفس في أحكامه و عدم الرضا بقسمه و بالغضب ثوران النفس نحو الانتقام عند مشاهدة ما لا يلائمها من المكاره و الآلام.
3- كا، الكافي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ نُوحِ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الدِّهْقَانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ أَوَّلَ مَا عُصِيَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ سِتٌّ حُبُّ الدُّنْيَا وَ حُبُّ الرِّئَاسَةِ وَ حُبُّ الطَّعَامِ وَ حُبُّ النَّوْمِ وَ حُبُّ الرَّاحَةِ وَ حُبُّ النِّسَاءِ 12006 .
بيان: حب الدنيا أي مال الدنيا و البقاء فيها للذاتها و مألوفاتها لا للطاعة و حب الرئاسة بالجور و الظلم و الباطل أو في نفسها لا لإجراء أوامر الله و هداية عباده و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و حب الطعام لمحض اللذة لا لقوة الطاعة أو الإفراط في حبه بحيث لا يبالي من حلال حصل أو من حرام و كذا حب النوم أي الإفراط فيه بحيث يصير مانعا عن الطاعات الواجبة أو المندوبة أو
في نفسه لا للتقوي على الطاعة و كذا حب الاستراحة على الوجهين و كذا حب النساء أي الإفراط فيه بحيث ينتهي إلى ارتكاب الحرام أو ترك السنن و الاشتغال عن ذكر الله بسبب كثرة معاشرتهن أو ما يوجب إطاعتهن في الباطل و إلا فقد
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص اخْتَرْتُ مِنْ دُنْيَاكُمْ الطِّيبَ وَ النِّسَاءَ.
4- كا، الكافي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّ رَجُلًا مِنْ خَثْعَمٍ 12007 جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ص فَقَالَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَبْغَضُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ قَالَ ثُمَّ مَا ذَا قَالَ قَطِيعَةُ الرَّحِمِ قَالَ ثُمَّ مَا ذَا قَالَ الْأَمْرُ بِالْمُنْكَرِ وَ النَّهْيُ عَنِ الْمَعْرُوفِ 12008 .
بيان: المنكر ما حرمه الله أو ما علم بالشرع أو العقل قبحه و يحتمل شموله للمكروه أيضا.
و قال الشهيد الثاني قدس سره المنكر المعصية قولا أو فعلا و قال أيضا هو الفعل القبيح الذي عرف فاعله قبحه أو دل عليه و المعروف ما عرف حسنه عقلا أو شرعا و قال الشهيد الثاني رحمه الله هو الطاعة قولا أو فعلا و قال رحمه الله يمكن بتكلف دخول المندوب في المعروف.
5- كا، الكافي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ يَزِيدَ الصَّائِغِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع رَجُلٌ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ إِنْ حَدَّثَ كَذَبَ وَ إِنْ وَعَدَ أَخْلَفَ وَ إِنِ ائْتُمِنَ خَانَ مَا مَنْزِلَتُهُ قَالَ هِيَ أَدْنَى الْمَنَازِلِ مِنَ الْكُفْرِ وَ لَيْسَ بِكَافِرٍ 12009 .
بيان: على هذا الأمر صفة رجل و جملة إن حدث خبر أدنى المنازل أي أقربها من الكفر أي الذي يوجب الخلود في النار و ليس بكافر بهذا المعنى و إن كان كافرا ببعض المعاني و يشعر بكون خلف الوعد معصية بل كبيرة و المشهور استحباب الوفاء به.
6- كا، الكافي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْ عَلَامَةِ الشَّقَاءِ جُمُودُ الْعَيْنِ وَ قَسْوَةُ الْقَلْبِ وَ شِدَّةُ الْحِرْصِ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا وَ الْإِصْرَارُ عَلَى الذَّنْبِ 12010 .
بيان: الشقاء و الشقوة و الشقاوة سوء العاقبة بالعقاب في الآخرة ضد السعادة و هي حسن العاقبة باستحقاق دخول الجنة و جمود العين كناية عن بخلها بالدموع و هو من توابع قسوة القلب و هي غلظته و شدته و عدم تأثره من الوعيد بالعقاب و المواعظ قال الله تعالى فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ 12011 و كون تلك الأمور من علامة الشقاء ظاهر و فيه تحريص على ترك تلك الخصال و طلب أضدادها بكثرة ذكر الله و ذكر عقوباته على المعاصي و التفكر في فناء الدنيا و عدم بقاء لذاتها و في عظمة الأمور الأخروية و مثوباتها و عقوباتها و أمثال ذلك.