کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
الْمَغْفِرَةَ فَقَالَ- يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ- لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً 2179 قَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَإِذَا غَفَرَ اللَّهُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً فَمَنْ يُعَذِّبُ وَ اللَّهِ مَا عَنَى غَيْرَنَا وَ غَيْرَ شِيعَتِنَا وَ إِنَّهَا لَخَاصَّةٌ لَنَا وَ لَكُمْ فَهَلْ سَرَرْتُكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِي قَالَ وَ اللَّهِ مَا اسْتَثْنَى اللَّهُ أَحَداً مِنَ الْأَوْصِيَاءِ وَ لَا أَتْبَاعِهِمْ مَا خَلَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ شِيعَتَهُ إِذْ يَقُولُ يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ 2180 وَ اللَّهِ مَا عَنَى بِالرَّحْمَةِ غَيْرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ شِيعَتِهِ فَهَلْ سَرَرْتُكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِي قَالَ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع لَيْسَ عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ غَيْرُنَا وَ غَيْرُ شِيعَتِنَا وَ سَائِرُ النَّاسِ مِنْ ذَلِكَ بِرَاءٌ 2181 .
115- ختص، الإختصاص أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْحِمْيَرِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: شَهِدَ أَبُو كُدَيْنَةَ الْأَزْدِيُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الثَّقَفِيُّ عِنْدَ شَرِيكٍ بِشَهَادَةٍ وَ هُوَ قَاضٍ وَ نَظَرَ فِي وَجْهِهِمَا مَلِيّاً ثُمَّ قَالَ جَعْفَرِيِّينَ فَاطِمِيِّينَ فَبَكَيَا فَقَالَ لَهُمَا مَا يُبْكِيكُمَا فَقَالا نَسَبْتَنَا إِلَى أَقْوَامٍ لَا يَرْضَوْنَ بِأَمْثَالِنَا أَنْ نَكُونَ مِنْ إِخْوَانِهِمْ لِمَا يَرَوْنَ مِنْ سُخْفِ وَرَعِنَا وَ نَسَبْتَنَا إِلَى رَجُلٍ لَا يَرْضَى بِأَمْثَالِنَا أَنْ نَكُونَ مِنْ شِيعَتِهِ فَإِنْ تَفَضَّلَ وَ قَبِلَنَا فَلَهُ الْمَنُّ عَلَيْنَا وَ الْفَضْلُ قَدِيماً فِينَا فَتَبَسَّمَ شَرِيكٌ ثُمَّ قَالَ إِذَا كَانَتِ الرِّجَالُ فَلْتَكُنْ أَمْثَالَكُمْ يَا وَلِيدُ أَجِزْهُمَا هَذِهِ الْمَرَّةَ وَ لَا يَعُودَا قَالَ فَحَجَجْنَا فَخَبَّرْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع بِالْقِصَّةِ فَقَالَ وَ مَا لِشَرِيكٍ شَرَكَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِشِرَاكَيْنِ مِنَ نَارٍ 2182 .
116- ختص، الإختصاص أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: أَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَرْبَعَ سِنِينَ بِالْمَدِينَةِ
يَدْخُلُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ ع يَسْأَلُهُ ثُمَّ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع يَسْأَلُهُ قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَجَّاجِ وَ حَمَّادَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولَانِ مَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ الشِّيعَةِ أَفْقَهَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ 2183 .
117- ختص، الإختصاص أَبُو جَعْفَرٍ الْأَحْوَلُ مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ مُؤْمِنُ الطَّاقِ مَوْلًى لِبَجِيلَةَ وَ كَانَ صَيْرَفِيّاً وَ لَقَّبَهُ النَّاسُ شَيْطَانَ الطَّاقِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُمْ شَكَوْا فِي دِرْهَمٍ فَعَرَضُوهُ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُمْ سُتُّوقٌ 2184 فَقَالُوا مَا هُوَ إِلَّا شَيْطَانُ الطَّاقِ وَ أَصْحَابُنَا يُلَقِّبُونَهُ مُؤْمِنَ الطَّاقِ كَانَ مِنْ مُتَكَلِّمِي الشِّيعَةِ مَدَحَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع عَلَى ذَلِكَ 2185 .
118- ختص، الإختصاص ذَكَرَ أَبُو النَّصْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ أَنَّ ابْنَ مُسْكَانَ كَانَ لَا يَدْخُلُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع شَفَقَةَ أَنْ لَا يُوَفِّيَهُ حَقَّ إِجْلَالِهِ فَكَانَ يَسْمَعُ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ يَأْبَى أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِ إِجْلَالًا لَهُ وَ إِعْظَاماً لَهُ ع وَ ذَكَرَ يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ ابْنَ مُسْكَانَ كَانَ رَجُلًا مُؤْمِناً وَ كَانَ يَتَلَقَّى أَصْحَابَهُ إِذَا قَدِمُوا فَيَأْخُذُ مَا عِنْدَهُمْ 2186 .
119- ختص، الإختصاص حَرِيزُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ انْتَقَلَ إِلَى سِجِسْتَانَ وَ قُتِلَ بِهَا وَ كَانَ سَبَبُ قَتْلِهِ أَنْ كَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَقُولُونَ بِمَقَالَتِهِ وَ كَانَ الْغَالِبُ عَلَى سِجِسْتَانَ الشُّرَاةَ 2187 وَ كَانَ أَصْحَابُ حَرِيزٍ يَسْمَعُونَ مِنْهُمْ ثَلْبَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ سَبَّهُ فَيُخْبِرُونَ حَرِيزاً وَ يَسْتَأْمِرُونَهُ فِي قَتْلِ مَنْ يَسْمَعُونَ مِنْهُ ذَلِكَ فَأَذِنَ لَهُمْ فَلَا يَزَالُ الشُّرَاةُ يَجِدُونَ مِنْهُمُ الْقَتِيلَ بَعْدَ الْقَتِيلِ فَلَا يَتَوَهَّمُونَ عَلَى الشِّيعَةِ لِقِلَّةِ عَدَدِهِمْ وَ يُطَالِبُونَ الْمُرْجِئَةَ وَ يُقَاتِلُونَهُمْ فَلَا يَزَالُ الْأَمْرُ هَكَذَا حَتَّى وَقَفُوا عَلَيْهِ فَطَلَبُوهُمْ فَاجْتَمَعَ أَصْحَابُ حَرِيزٍ إِلَى حَرِيزٍ
فِي الْمَسْجِدِ فَعَرْقَبُوا 2188 عَلَيْهِمُ الْمَسْجِدَ وَ قَلَبُوا أَرْضَهُ رَحِمَهُمُ اللَّهُ 2189 .
120- ختص، الإختصاص مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْيَقْطِينِيِّ عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الْأَزْدِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ إِذْ دَخَلَ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ ضَحِكَ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ إِلَيَّ يَا مُفَضَّلُ فَوَ رَبِّي إِنِّي لَأُحِبُّكَ وَ أُحِبُّ مَنْ يُحِبُّكَ يَا مُفَضَّلُ لَوْ عَرَفَ جَمِيعُ أَصْحَابِي مَا تَعْرِفُ مَا اخْتَلَفَ اثْنَانِ فَقَالَ لَهُ الْمُفَضَّلُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَقَدْ حَسِبْتُ أَنْ أَكُونَ قَدْ أُنْزِلْتُ فَوْقَ مَنْزِلَتِي فَقَالَ ع بَلْ أُنْزِلْتَ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي أَنْزَلَكَ اللَّهُ بِهَا فَقَالَ- يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا مَنْزِلَةُ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ مِنْكُمْ قَالَ مَنْزِلَةُ سَلْمَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ فَمَا مَنْزِلَةُ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ الرَّقِّيِّ مِنْكُمْ قَالَ مَنْزَلِةُ الْمِقْدَادِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْفَضْلِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى خَلَقَنَا مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ وَ صَنَعَنَا بِرَحْمَتِهِ وَ خَلَقَ أَرْوَاحَكُمْ مِنَّا فَنَحْنُ نَحِنُّ إِلَيْكُمْ وَ أَنْتُمْ تَحِنُّونَ إِلَيْنَا وَ اللَّهِ لَوْ جَهَدَ أَهْلُ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ أَنْ يَزِيدُوا فِي شِيعَتِنَا رَجُلًا وَ يَنْقُصُوا مِنْهُمْ رَجُلًا مَا قَدَرُوا عَلَى ذَلِكَ وَ إِنَّهُمْ لَمَكْتُوبُونَ عِنْدَنَا بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَ عَشَائِرِهِمْ وَ أَنْسَابِهِمْ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْفَضْلِ وَ لَوْ شِئْتُ لَأَرَيْتُكَ اسْمَكَ فِي صَحِيفَتِنَا قَالَ ثُمَّ دَعَا بِصَحِيفَةٍ فَنَشَرَهَا فَوَجَدْتُهَا بَيْضَاءَ لَيْسَ فِيهَا أَثَرُ الْكِتَابَةِ فَقُلْتُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا أَرَى فِيهَا أَثَرَ الْكِتَابَةِ قَالَ فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَيْهَا فَوَجَدْتُهَا مَكْتُوبَةً وَ وَجَدْتُ فِي أَسْفَلِهَا اسْمِي فَسَجَدْتُ لِلَّهِ شُكْراً 2190 .
باب 12 مناظرات أصحابه ع مع المخالفين
1- ج، الإحتجاج الْبَرْقِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: اجْتَمَعَتِ الشِّيعَةُ وَ الْمُحَكِّمَةُ عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ النَّخَعِيِّ بِالْكُوفَةِ وَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ مُؤْمِنُ الطَّاقِ حَاضِرٌ فَقَالَ ابْنُ أَبِي خُدْرَةَ أَنَا أُقَرِّرُ مَعَكُمْ أَيَّتُهَا الشِّيعَةُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَفْضَلُ مِنْ عَلِيٍّ وَ جَمِيعِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ص بِأَرْبَعِ خِصَالٍ- لَا يَقْدِرُ عَلَى دَفْعِهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ هُوَ ثَانٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي بَيْتِهِ مَدْفُونٌ وَ هُوَ ثَانِي اثْنَيْنِ مَعَهُ فِي الْغَارِ وَ هُوَ ثَانِي اثْنَيْنِ صَلَّى بِالنَّاسِ آخِرَ صَلَاةٍ قُبِضَ بَعْدَهَا رَسُولُ اللَّهِ ص وَ هُوَ ثَانِي اثْنَيْنِ الصِّدِّيقُ مِنَ الْأُمَّةِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُؤْمِنُ الطَّاقِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَا ابْنَ أَبِي خُدْرَةَ وَ أَنَا أُقَرِّرُ مَعَكَ أَنَّ عَلِيّاً ع أَفْضَلُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَ جَمِيعِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ص بِهَذِهِ الْخِصَالِ الَّتِي وَصَفْتَهَا وَ إِنَّهَا مَثْلُبَةٌ لِصَاحِبِكَ وَ أُلْزِمُكَ طَاعَةَ عَلِيٍّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ ثَلَاثِ جِهَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ وَصْفاً وَ مِنْ خَبَرِ رَسُولِ اللَّهِ ص نَصّاً وَ مِنْ حُجَّةِ الْعَقْلِ اعْتِبَاراً وَ وَقَعَ الِاتِّفَاقُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ وَ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْأَعْمَشِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُؤْمِنُ الطَّاقِ أَخْبِرْنِي يَا ابْنَ أَبِي خُدْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ص أَ تَرَكَ بُيُوتَهُ الَّتِي أَضَافَهَا اللَّهُ إِلَيْهِ وَ نَهَى النَّاسَ عَنْ دُخُولِهَا إِلَّا بِإِذْنِهِ مِيرَاثاً لِأَهْلِهِ وَ وُلْدِهِ أَوْ تَرَكَهَا صَدَقَةً عَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ قُلْ مَا شِئْتَ فَانْقَطَعَ ابْنُ أَبِي خُدْرَةَ لَمَّا أَوْرَدَ عَلَيْهِ ذَلِكَ وَ عَرَفَ خَطَأَ مَا فِيهِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُؤْمِنُ الطَّاقِ إِنْ تَرَكَهَا مِيرَاثاً لِوُلْدِهِ وَ أَزْوَاجِهِ فَإِنَّهُ قُبِضَ عَنْ تِسْعِ نِسْوَةٍ وَ إِنَّمَا لِعَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ تُسْعُ ثُمُنِ هَذَا
الْبَيْتِ الَّذِي دُفِنَ فِيهِ صَاحِبُكَ وَ لَمْ يُصِبْهَا مِنَ الْبَيْتِ ذِرَاعٌ فِي ذِرَاعٍ وَ إِنْ كَانَ صَدَقَةً فَالْبَلِيَّةُ أَطَمُّ وَ أَعْظَمُ فَإِنَّهُ لَمْ يُصَبْ لَهُ مِنَ الْبَيْتِ إِلَّا مَا لِأَدْنَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَدُخُولُ بَيْتِ النَّبِيِّ ص بِغَيْرِ إِذْنِهِ فِي حَيَاتِهِ وَ بَعْدَ وَفَاتِهِ مَعْصِيَةٌ إِلَّا لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ وُلْدِهِ فَإِنَّ اللَّهَ أَحَلَّ لَهُمْ مَا أَحَلَّ لِلنَّبِيِّ ص ثُمَّ قَالَ إِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ النَّبِيَّ ص أَمَرَ بِسَدِّ أَبْوَابِ جَمِيعِ النَّاسِ الَّتِي كَانَتْ مَشْرَعَهً إِلَى الْمَسْجِدِ مَا خَلَا بَابَ عَلِيٍّ ع فَسَأَلَهُ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَتْرُكَ لَهُ كُوَّةً لِيَنْظُرَ مِنْهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَأَبَى عَلَيْهِ وَ غَضِبَ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ مِنْ ذَلِكَ فَخَطَبَ النَّبِيُّ ص خُطْبَةً وَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَمَرَ لِمُوسَى وَ هَارُونَ- أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَ أَمَرَهُمَا أَنْ لَا يَبِيتَ فِي مَسْجِدِهِمَا جُنُبٌ وَ لَا يُقْرَبَ فِيهِ النِّسَاءُ إِلَّا مُوسَى وَ هَارُونُ وَ ذُرِّيَّتُهُمَا وَ إِنَّ عَلِيّاً مِنِّي هُوَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى وَ ذُرِّيَّتَهُ كَذُرِّيَّةِ هَارُونَ وَ لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَقْرَبَ النِّسَاءَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ لَا يَبِيتَ فِيهِ جُنُباً إِلَّا عَلِيٌّ وَ ذُرِّيَّتُهُ ع فَقَالُوا بِأَجْمَعِهِمْ كَذَلِكَ كَانَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ذَهَبَ رُبُعُ دِينِكَ يَا ابْنَ أَبِي خُدْرَةَ وَ هَذِهِ مَنْقَبَةٌ لِصَاحِبِي لَيْسَ لِأَحَدٍ مِثْلُهَا وَ مَثْلُبَةٌ لِصَاحِبِكَ وَ أَمَّا قَوْلُكَ ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ أَخْبِرْنِي هَلْ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ فِي غَيْرِ الْغَارِ قَالَ ابْنُ أَبِي خُدْرَةَ نَعَمْ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَقَدْ أَخْرَجَ صَاحِبَكَ فِي الْغَارِ مِنَ السَّكِينَةِ وَ خَصَّهُ بِالْحُزْنِ وَ مَكَانُ عَلِيٍّ ع فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ عَلَى فِرَاشِ النَّبِيِّ ص وَ بَذْلُ مُهْجَتِهِ دُونَهُ أَفْضَلُ مِنْ مَكَانِ صَاحِبِكَ فِي الْغَارِ فَقَالَ النَّاسُ صَدَقْتَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ يَا ابْنَ أَبِي خُدْرَةَ ذَهَبَ نِصْفُ دِينِكَ وَ أَمَّا قَوْلُكَ ثَانِي اثْنَيْنِ الصِّدِّيقُ مِنَ الْأُمَّةِ أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَى صَاحِبِكَ الِاسْتِغْفَارَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ الَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ 2191 إِلَى آخِرِ الْآيَةِ وَ الَّذِي ادَّعَيْتَ إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ سَمَّاهُ النَّاسُ وَ مَنْ
سَمَّاهُ الْقُرْآنُ وَ شَهِدَ لَهُ بِالصِّدْقِ وَ التَّصْدِيقِ أَوْلَى بِهِ مِمَّنْ سَمَّاهُ النَّاسُ وَ قَدْ قَالَ عَلِيٌّ ع عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ أَنَا الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ آمَنْتُ قَبْلَ أَنْ آمَنَ أَبُو بَكْرٍ وَ صَدَّقْتُ قَبْلَهُ قَالَ النَّاسُ صَدَقْتَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُؤْمِنُ الطَّاقِ يَا ابْنَ أَبِي خُدْرَةَ ذَهَبَ ثَلَاثُ أَرْبَاعِ دِينِكَ وَ أَمَّا قَوْلُكَ فِي الصَّلَاةِ بِالنَّاسِ كُنْتَ ادَّعَيْتَ لِصَاحِبِكَ فَضِيلَةً لَمْ تَقُمْ لَهُ وَ إِنَّمَا إِلَى التُّهَمَةِ أَقْرَبُ مِنْهَا إِلَى الْفَضِيلَةِ فَلَوْ كَانَ ذَلِكَ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ ص لَمَا عَزَلَهُ عَنْ تِلْكَ الصَّلَاةِ بِعَيْنِهَا أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ لَمَّا تَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ لِيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَتَقَدَّمَ وَ صَلَّى بِالنَّاسِ وَ عَزَلَهُ عَنْهَا وَ لَا تَخْلُو هَذِهِ الصَّلَاةُ مِنْ أَحَدِ وَجْهَيْنِ إِمَّا أَنْ تَكُونَ حِيلَةً وَقَعَتْ مِنْهُ فَلَمَّا حَسَّ النَّبِيُّ ص بِذَلِكَ خَرَجَ مُبَادِراً مَعَ عِلَّتِهِ فَنَحَّاهُ عَنْهَا لِكَيْ لَا يُحْتَجَّ بَعْدَهُ عَلَى أُمَّتِهِ فَيَكُونُوا فِي ذَلِكَ مَعْذُورِينَ وَ إِمَّا أَنْ يَكُونَ هُوَ الَّذِي أَمَرَهُ بِذَلِكَ وَ كَانَ ذَلِكَ مُفَوَّضاً إِلَيْهِ كَمَا فِي قِصَّةِ تَبْلِيغِ بَرَاءَةَ فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ ع وَ قَالَ لَا يُؤَدِّيهَا إِلَّا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ فَبَعَثَ عَلِيّاً ع فِي طَلَبِهِ وَ أَخَذَهَا مِنْهُ وَ عَزَلَهُ عَنْهَا وَ عَنْ تَبْلِيغِهَا فَكَذَلِكَ كَانَتْ قِصَّةُ الصَّلَاةِ وَ فِي الْحَالَتَيْنِ هُوَ مَذْمُومٌ لِأَنَّهُ كَشَفَ عَنْهُ مَا كَانَ مَسْتُوراً عَلَيْهِ وَ ذَلِكَ دَلِيلٌ وَاضِحٌ لِأَنَّهُ لَا يَصْلُحُ لِلِاسْتِخْلَافِ بَعْدَهُ وَ لَا هُوَ مَأْمُونٌ عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدِّينِ فَقَالَ النَّاسُ صَدَقْتَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُؤْمِنُ الطَّاقِ يَا ابْنَ أَبِي خُدْرَةَ ذَهَبَ دِينُكَ كُلُّهُ وَ فُضِحْتَ حَيْثُ مَدَحْتَ فَقَالَ النَّاسُ لِأَبِي جَعْفَرٍ هَاتِ حُجَّتَكَ فِيمَا ادَّعَيْتَ مِنْ طَاعَةِ عَلِيٍّ ع فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُؤْمِنُ الطَّاقِ أَمَّا مِنَ الْقُرْآنِ وَصْفاً فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ 2192 فَوَجَدْنَا عَلِيّاً ع بِهَذِهِ الصِّفَةِ فِي الْقُرْآنِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ الصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِينَ الْبَأْسِ 2193 يَعْنِي فِي الْحَرْبِ وَ التَّعَبِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ فَوَقَعَ الْإِجْمَاعُ مِنَ الْأُمَّةِ بِأَنَّ عَلِيّاً