کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَشْهَدُ يَا أَبَا الْحَسَنِ أَنَّكَ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ فَقَالَ وَيْحَكَ وَ مَا لِي لَا أَقُولُ مَا قُلْتَ فِي نَفْسِ مَنِ اسْتَعْظَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي عَظَمَتِهِ جَلَّتْ فَقَالَ وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ 6497 .
إيضاح المقة بكسر الميم المحبة و التهافت التساقط و الشيح بالكسر نبت تنبت بالبادية قوله صلوات الله عليه و مراتع البقع البقع بالضم جمع الأبقع و هو ما خالط بياضه لون آخر و لعل المراد الغراب الأبقع فإنه يفر من الناس و يرتع في البوادي و يحتمل أن يكون في الأصل البقيع أو لفظ آخر و الظاهر أن فيه تصحيفا.
قوله بحجب ثلاثة لعل المراد البطن و الرحم و المشيمة حيث أخفى حمله عن نمرود أو في الغار بثلاثة حجب أو أحدها عند الحمل و الثاني في الغار و الثالث في النار و المقمح الغاض بصره بعد رفع رأسه و اختلف في تفسير الآية فقيل إنه مثل ضربه الله تعالى للمشركين في إعراضهم عن الحق فمثلهم كمثل رجل غلت يداه إلى عنقه لا يمكنه أن يبسطهما إلى خير و رجل طامح برأسه لا يبصر موطئ قدميه و قيل إن المعنى بذلك ناس من قريش هموا بقتل النبي ص فصاروا هكذا و هذا الخبر يدل على الأخير و السبع الطوال على المشهور من البقرة إلى الأعراف و السابعة سورة يونس أو الأنفال و براءة جميعا لأنهما سورة واحدة عند بعض و المراد هنا ما يبقى بعد إسقاط البقرة و المائدة و براءة.
و قوله و القرآن العظيم أريد به بقية القرآن أو المراد به الفاتحة أيضا و قوله و أعطي الكتاب إشارة إلى البقية.
قوله ع في هذا الاسم يحتمل أن يكون المعنى أن اسمه ص يدل على أن الله تعالى ألقى محبته على العباد لدلالته على كونه محمودا في السماء و الأرض أو يكون المراد بالاسم الذكر فكثيرا ما يطلق عليه مجازا أو أن قوله إذ تم في قوة البدل
من الاسم و الحاصل أنه من الذي يشركه في أن لا يتم الشهادة لله بالوحدانية إلا بذكر اسمه و الشهادة له بالنبوة كل هذا إذا قرئ من بالفتح و يمكن أن يقرأ بالكسر فيوجه بأحد الوجهين الأخيرين و النبل السهام العربية و يقال رشت السهم إذا ألزقت عليه الريش و الشظية الفلقة من العصا و نحوها و الأكحل عرق في اليد يفصد.
قوله و روي الظاهر أنه كلام الطبرسي رحمه الله أدخله بين الخبر قوله أن يبعجوا بفتح العين أي أن يشقوا و الشدخ كسر الشيء الأجوف أي شدخت رأسه به و يقال فغر فاه أي فتحه.
قوله و حتى التفت خواصر الخيل أي جنبتاها من شدة العطش قوله ع و جعلها غارا يدل على أنه ص ليلة الغار أحدث الغار و دخل فيه و لم يكن ثمة غار و أما صخرة بيت المقدس فكان ليلة المعراج.
و أما قوله قد رأينا ذلك و التمسناه تحت رايته أي رأينا تحت رايته عليه الصلاة و السلام أمثال ذلك كثيرا و المراد بالراية العلامة أي رأى بعض الصحابة ذلك تحت علامته في بيت المقدس و يلوح لي أن فيه تصحيفا و كان في الأصل و جعلها هارا فيكون إشارة إلى ما سيأتي في أبواب معجزاته ص أن في غزوة الأحزاب بلغوا إلى أرض صلبة لا تعمل فيها المعاول فصب ص عليها ماء فصارت هائرة متساقطة فقوله قد رأينا ذلك إشارة إلى هذا.
و قال الجزري فيه أنه كان يصلي و لجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء أي خنين من الجوف بالخاء المعجمة و هو صوت البكاء و قيل هو أن يجيش جوفه و يغلي بالبكاء انتهى 6498 و المرجل كمنبر القدر و الأثافي الأحجار يوضع عليها القدر و الرفرف ثياب خضر يتخذ منها المحابس و تبسط و كسر الخباء و جوانب الدرع و ما تدلى منها و ما تدلى من أغصان الأيكة 6499 و فضول المحابس و الفرش و كل ما
فضل فثني و الفراش ذكرها الفيروزآبادي 6500 .
قوله ع فكان فيما أوحى إليه لعل المعنى أنه كانت تلك الآية فيما أوحى الله إليه قبل تلك الليلة ليتأتى تبليغها أمته و قبولهم لها فيكون ذكرها لبيان سبب ما أوحى إليه ص في هذا الوقت و يحتمل أن يكون التبليغ إلى أمير المؤمنين ع من ذلك المكان في تلك الليلة قبل الوصول إلى ساق العرش و يحتمل أن يكون التبليغ بعد النزول و يكون قوله فلما رأى الله تعالى منهم القبول أي علم الله منهم أنهم سيقبلونها و الأول أظهر و الثبور الهلاك و الخسران.
قوله ع من الأحجة جمع حجيج بمعنى مقيم الحجة على مذهبه و في بعض النسخ من الأجنحة أي الرؤساء أو اسم قبيلة منهم قوله ع و شي أي بعد ما كان مشويا مطبوخا و مؤتة بضم الميم و سكون الهمزة و فتح التاء اسم موضع قتل فيها جعفر بن أبي طالب و سيأتي قصته و كيف أخبر النبي ص عن شهادته و غيرها و الفئام بالكسر مهموزا الجماعة الكثيرة كما ذكره اللغويون و قد فسر في بعض أخبارنا بمائة ألف.
قوله ع مع ما وُطِّئَ له من البلاد على بناء المجهول من باب التفعيل أي مهد و ذلل و يسر له فتحها و الاستيلاء عليها من قولهم فراش وطيء أي لا يؤذي جنب النائم.
قوله ع جلت معترضة ثنائية أي جلت عظمته عن البيان و الأظهر أنه كان في الأصل حيث قال 6501 فصحف و كذا الأظهر أن قوله نفس تصحيف نعت أو وصف.
باب 3 احتجاجاته صلوات الله عليه على النصارى
1- ج، الإحتجاج رُوِيَ أَنَّهُ وَفْدٌ وُفِدَ مِنْ بِلَادِ الرُّومِ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلَى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ وَ فِيهِمْ رَاهِبٌ مِنْ رُهْبَانِ النَّصَارَى فَأَتَى مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ مَعَهُ بُخْتِيٌّ مُوقَرٌ ذَهَباً وَ فِضَّةً وَ كَانَ أَبُو بَكْرٍ حَاضِراً وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ وَ حَيَّاهُمْ وَ رَحَّبَ بِهِمْ وَ تَصَفَّحَ وُجُوهَهُمْ 6502 ثُمَّ قَالَ أَيُّكُمْ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ ص نَبِيِّكُمْ وَ أَمِينِ دِينِكُمْ فَأُومِئَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ أَيُّهَا الشَّيْخُ مَا اسْمُكَ قَالَ اسْمِي عَتِيقٌ قَالَ ثُمَّ مَا ذَا قَالَ صِدِّيقٌ قَالَ ثُمَّ مَا ذَا قَالَ مَا أَعْرِفُ لِنَفْسِي اسْماً غَيْرَهُ قَالَ لَسْتَ بِصَاحِبِي فَقَالَ لَهُ وَ مَا حَاجَتُكَ قَالَ أَنَا مِنْ بِلَادِ الرُّومِ جِئْتُ مِنْهَا بِبُخْتِيٍّ مُوقَراً ذَهَباً وَ فِضَّةً لِأَسْأَلَ أَمِينَ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَنْ مَسْأَلَةٍ إِنْ أَجَابَنِي عَنْهَا أَسْلَمْتُ وَ بِمَا أَمَرَنِي أَطَعْتُ وَ هَذَا الْمَالَ بَيْنَكُمْ فَرَّقْتُ وَ إِنْ عَجَزَ عَنْهَا رَجَعْتُ إِلَى الْوَرَاءِ بِمَا مَعِي وَ لَمْ أُسْلِمْ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ فَقَالَ الرَّاهِبُ وَ اللَّهِ لَا أَفْتَحُ الْكَلَامَ مَا لَمْ تُؤْمِنِّي مِنْ سَطْوَتِكَ وَ سَطْوَةِ أَصْحَابِكَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنْتَ آمِنٌ وَ لَيْسَ عَلَيْكَ بَأْسٌ قُلْ مَا شِئْتَ فَقَالَ الرَّاهِبُ أَخْبِرْنِي عَنْ شَيْءٍ لَيْسَ لِلَّهِ وَ لَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ لَا يَعْلَمُهُ اللَّهُ فَارْتَعَشَ أَبُو بَكْرٍ وَ لَمْ يُحِرْ جَوَاباً فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ هُنَيْئَةٍ قَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ ائْتِنِي بِأَبِي حَفْصٍ فَجَاءَ بِهِ فَجَلَسَ عِنْدَهُ ثُمَّ قَالَ أَيُّهَا الرَّاهِبُ اسْأَلْهُ فَأَقْبَلَ الرَّاهِبُ بِوَجْهِهِ إِلَى عُمَرَ وَ قَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يُحِرْ جَوَاباً ثُمَّ أُتِيَ بِعُثْمَانَ فَجَرَى بَيْنَ الرَّاهِبِ وَ بَيْنَ عُثْمَانَ مَا جَرَى بَيْنَهُ وَ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ فَلَمْ يُحِرْ جَوَاباً فَقَالَ الرَّاهِبُ أَشْيَاخٌ كِرَامٌ ذَوُو رِتَاجٍ لِإِسْلَامٍ 6503 ثُمَّ نَهَضَ لِيَخْرُجَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ يَا عَدُوَّ اللَّهِ لَوْ لَا الْعَهْدُ لَخَضَبْتُ الْأَرْضَ بِدَمِكَ
فَقَامَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَ أَتَى عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ هُوَ جَالِسٌ فِي صَحْنِ دَارِهِ مَعَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ع وَ قَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ فَقَامَ عَلِيٌّ ع فَخَرَجَ وَ مَعَهُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ع حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ فَلَمَّا رَأَى الْقَوْمُ عَلِيّاً ع كَبَّرُوا اللَّهَ وَ حَمَّدُوا اللَّهَ وَ قَامُوا إِلَيْهِ بِأَجْمَعِهِمْ فَدَخَلَ عَلِيٌّ ع وَ جَلَسَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَيُّهَا الرَّاهِبُ سَائِلْهُ 6504 فَإِنَّهُ صَاحِبُكَ وَ بُغْيَتُكَ فَأَقْبَلَ الرَّاهِبُ بِوَجْهِهِ إِلَى عَلِيٍّ ع ثُمَّ قَالَ يَا فَتَى مَا اسْمُكَ فَقَالَ اسْمِي عِنْدَ الْيَهُودِ إِلْيَا وَ عِنْدَ النَّصَارَى إِيلِيَا وَ عِنْدَ وَالِدِي عَلِيٌّ وَ عِنْدَ أُمِّي حَيْدَرَةُ فَقَالَ مَا مَحَلُّكَ مِنْ نَبِيِّكُمْ قَالَ أَخِي وَ صِهْرِي وَ ابْنُ عَمِّي 6505 قَالَ الرَّاهِبُ أَنْتَ صَاحِبِي وَ رَبِّ عِيسَى أَخْبِرْنِي عَنْ شَيْءٍ لَيْسَ لِلَّهِ وَ لَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ لَا يَعْلَمُهُ اللَّهُ قَالَ عَلِيٌّ ع عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ أَمَّا قَوْلُكَ مَا لَيْسَ لِلَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ صَاحِبَةٌ وَ لَا وَلَدٌ وَ أَمَّا قَوْلُكَ وَ لَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَلَيْسَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ظُلْمٌ لِأَحَدٍ وَ أَمَّا قَوْلُكَ لَا يَعْلَمُهُ اللَّهُ لَا يَعْلَمُ لَهُ شَرِيكاً فِي الْمُلْكِ فَقَامَ الرَّاهِبُ وَ قَطَعَ زُنَّارَهُ وَ أَخَذَ رَأْسَهُ وَ قَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ الْخَلِيفَةُ وَ أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ مَعْدِنُ الدِّينِ وَ الْحِكْمَةِ وَ مَنْبَعُ عَيْنِ الْحُجَّةِ لَقَدْ قَرَأْتُ اسْمَكَ فِي التَّوْرَاةِ إِلْيَا وَ فِي الْإِنْجِيلِ إِيلِيَا وَ فِي الْقُرْآنِ عَلِيّاً وَ فِي الْكُتُبِ السَّالِفَةِ حَيْدَرَةُ وَ وَجَدْتُكَ بَعْدَ النَّبِيِّ ص وَصِيّاً وَ لِلْإِمَارَةِ وَلِيّاً وَ أَنْتَ أَحَقُّ بِهَذَا الْمَجْلِسِ مِنْ غَيْرِكَ فَأَخْبِرْنِي مَا شَأْنُكَ وَ شَأْنُ الْقَوْمِ فَأَجَابَهُ بِشَيْءٍ فَقَامَ الرَّاهِبُ وَ سَلَّمَ الْمَالَ إِلَيْهِ بِأَجْمَعِهِ فَمَا بَرِحَ عَلِيٌّ ع مِنْ مَكَانِهِ حَتَّى فَرَّقَهُ فِي مَسَاكِينِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَ مَحَاوِيجِهِمْ وَ انْصَرَفَ الرَّاهِبُ إِلَى قَوْمِهِ مُسْلِماً 6506 .
بيان قوله ذوو رتاج قال الجوهري أرتج على القارئ على ما لم يسمّ فاعله
إذا لم يقدر على القراءة كأنه أطبق عليه كما يرتج الباب من الرجّ [الرتج] و لا تقل ارتجّ عليه بالتشديد و رتج الرجل في منطقه بالكسر إذا استغلق عليه الكلام و الرتاج الباب العظيم انتهى.
أقول يحتمل أن يكون مراده أنهم صاحب باب علوم الإسلام و عندهم مفاتيحه على سبيل التهكم و أن يكون المعنى أنه يرتج عليهم الكلام في المسائل التي يسأل عنهم في الإسلام أو يسدون باب الإسلام فلا يدخله أحد لجهلهم و لعله أظهر.
2- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْكِنْدِيِّ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ إِسْحَاقَ الرَّازِيِّ عَنْ بُنْدَارَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي إِدْرِيسَ 6507 عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَيْسٍ الْبَصْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا زَاذَانُ 6508 عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ ص وَ تَقَلَّدَ أَبُو بَكْرٍ الْأَمْرَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ جَمَاعَةٌ مِنَ النَّصَارَى يَتَقَدَّمُهُمْ جَاثَلِيقٌ لَهُمْ لَهُ سَمْتٌ وَ مَعْرِفَةٌ بِالْكَلَامِ وَ وُجُوهِهِ وَ حَفِظَ التَّوْرَاةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ مَا فِيهِمَا فَقَصَدُوا أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ الْجَاثَلِيقُ إِنَّا وَجَدْنَا فِي الْإِنْجِيلِ رَسُولًا يَخْرُجُ بَعْدَ عِيسَى وَ قَدْ بَلَغَنَا خُرُوجُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يُذْكَرُ أَنَّهُ ذَلِكَ الرَّسُولُ فَفَزِعْنَا إِلَى مَلِكِنَا 6509 فَجَمَعَ وُجُوهَ قَوْمِنَا وَ أَنْفَذَنَا فِي الْتِمَاسِ الْحَقِّ فِيمَا اتَّصَلَ بِنَا وَ قَدْ فَاتَنَا نَبِيُّكُمْ مُحَمَّدٌ وَ فِيمَا قَرَأْنَاهُ مِنْ كُتُبِنَا أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَا يَخْرُجُونَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا بَعْدَ إِقَامَةِ أَوْصِيَاءَ لَهُمْ يَخْلُفُونَهُمْ فِي أُمَمِهِمْ يُقْتَبَسُ مِنْهُمُ الضِّيَاءُ فِيمَا أَشْكَلَ فَأَنْتَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ وَصِيُّهُ لِنَسْأَلْكَ عَمَّا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ فَقَالَ عُمَرُ هَذَا خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ ص فَجَثَا الْجَاثَلِيقُ لِرُكْبَتَيْهِ وَ قَالَ لَهُ خُبِّرْنَا