کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
الصَّافُّونَ 10767 اصطفت المسلمون في صلاتهم و ليس يصطف أحد من أهل الملل في صلاتهم غير المسلمين و الخشوع كالخضوع و المسبحون المصلون و سبح يعني صلى و السبحة النافلة و قيل المسبحين أي المنزهين الله و يحتمل أن يراد به الذاكرين الله قال الطبرسي في قوله تعالى فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ 10768 أي الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً بالتسبيح و التقديس و قال في قوله سبحانه وَ إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَ إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ أي المصلون و المنزهون.
و ببركاتك إلى قوله في أمة موسى ع قال أقسم عليه سبحانه ببركاته التي بارك فيها على إبراهيم ع في أمة نبينا ص و الأمة هم أتباع الأنبياء و البركة لغة النماء و الزيادة و التبريك الدعاء بالبركة و تبركت بكذا أي تيمنت و إنما نسب بركات إبراهيم إلى محمد ص لأن النبي ص من ولد إسماعيل بن إبراهيم و لأن آل إبراهيم هم آل محمد ص و إنما نسب بركات إسحاق إلى أمة عيسى لأنه من ولده و لأنه أقرب إليه من موسى.
أقول كذا في النسخ و لا أعرف له معنى و لعل تخصيص إبراهيم بأمة محمد ص لكثرة ثناء الله عليه في القرآن و أن النبي ص مع كونه أشرف منه كان ينتمي إليه و يقول أنا على ملة إبراهيم و لإتمام ما فعله من كسر الأصنام و لذكره مع النبي ص في الصلاة عليه كما يقال كما صليت على إبراهيم و آل إبراهيم و لكونه أشبه الناس به خلقا و خلقا و لغير ذلك من الروابط المعنوية و تخصيص إسحاق بعيسى و يعقوب بموسى لبعض المشابهات و المناسبات الصورية و المعنوية التي خفيت علينا و لأنه أخذ من إبراهيم نزولا و من محمد ص صعودا فكان الأنسب بالترتيب ما ذكر فتفطن و يمكن أن يكون ذكر عيسى مع إسحاق لكون أحدهما أول الأنبياء من تلك الشعبة و الآخر آخرهم.
و باركت لحبيبك في عترته أي في فضلهم و قربهم و كمالاتهم و درجاتهم
و ذريته لأنهم صاروا أكثر من ذرية جميع من كان في عصره و أمته لأنهم ضعف جميع الأمم كما ورد في الأخبار.
و كما غبنا عن ذلك الظاهر أن اسم الإشارة و الضمائر راجعة إلى النبي ص و بعثته و رسالته و قال الكفعمي الضمير في ذلك و في به راجع إلى الأقسام و العزائم و الأنبياء المذكورين و هذا الدعاء أي مثل ما غبنا عن ذلك و لم نحضره و هو في معنى الشرط و جوابه أن تصلي إلخ.
و قال و ينبغي الوقوف على لم نره ثم يبتدئ و يقول صِدْقاً وَ عَدْلًا لئلا يشتبه المعنى بغيره لأن المقصود و آمنا به صدقا و عدلا و لم نره كما أمرت العلماء بالوقوف في مواضع كثيرة من القرآن كقوله فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ 10769 فيقف القاري هنا ثم يبتدئ و يقول وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ و قوله وَ طَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ 10770 فيقف ثم يقول وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ و أمثلة ذلك كثيرة و قوله صِدْقاً وَ عَدْلًا منصوبان على الحال و قال رحمه الله آخذا من كتاب ابن خالويه و غيره الصلاة تقال على تسعة معان.
الأول الصلاة المعروفة بالركوع و السجود.
الثاني الدعاء كقوله تعالى وَ صَلِّ عَلَيْهِمْ 10771 و منه
16 الحديث إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب فإن كان مفطرا فليأكل و إن كان صائما فليصل.
أي فليدع لأرباب الطعام بالمغفرة و البركة.
الثالث الرحمة التي هي صلاة الله قال السيد بهاء الدين بن عبد الحميد و الشيخ مقداد إنها الرضوان تفصيا من التكرار في قوله تعالى أُولئِكَ عَلَيْهِمْ
صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ 10772 و قال ابن خالويه العطف لاختلاف اللفظين.
الرابع التبريك كقوله تعالى إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ ص 10773 أي يباركون عليه.
الخامس الغفران كقوله تعالى أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ و قال ابن عباس المؤمن إذا سلم الأمر لله و رجع و استرجع عند المصيبة كتب له ثلاث خصال من الخير الصلاة من الله و هي المغفرة و الرحمة و تحقيق سبيل الهدى.
السادس الدين و المذهب قال تعالى حكاية عن قول شعيب قالُوا يا شُعَيْبُ أَ صَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا 10774 أي دينك.
السابع الإصلاح و التسوية قال الجوهري صليت العصا بالنار إذا لينتها و قومتها و صليت الرجل نارا أدخلته إليها و جعلته يصلاها.
الثامن بيت النصارى و منه قوله تعالى لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَ بِيَعٌ وَ صَلَواتٌ 10775 و يقال لهذا البيت أصلاة قاله ابن خالويه.
التاسع إحدى صلوي الدابة و هما ما اكتنف الذنب من يمين و شمال.
و قال الحميد هو المحمود الذي استحق الحمد بفعاله في جميع الأحوال سرائها و ضرائها و المجيد هو الواسع الكرم و قال الشهيد هو الشريف ذاته الجميل فعاله.
أقول إنما بسطنا الكلام في شرح هذا الدعاء زائدا على غيره لتصدي الكفعمي قدس سره لشرحه فأخذنا منه بعض فوائده و لكونه من الأدعية المشهورة و قد اشتمل على ألفاظ غريبة تحتاج إلى الشرح و البيان و الله المستعان.
باب 9 أعمال الأسبوع و أدعيتها و صلواتها
1- الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْبَلَدُ الْأَمِينُ 10776 ، وَ الْإِخْتِيَارُ، دُعَاءُ لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ رَبَّنَا كُنْتَ وَ لَمْ يَكُنْ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَ أَنْتَ تَكُونُ حِينَ لَا يَكُونُ غَيْرَكَ شَيْءٌ لَا يَعْلَمُ أَحَدٌ كُنْهَ عِزَّتِكَ وَ لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَنْعَتَ عَظَمَتَكَ وَ لَا يَعْلَمُ أَحَدٌ أَيْنَ مُسْتَقَرُّكَ أَنْتَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ وَ أَنْتَ وَرَاءَ كُلِّ شَيْءٍ وَ مَعَ كُلِّ شَيْءٍ وَ أَمَامَ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ الْعِزَّةَ لِوَجْهِكَ وَ اخْتَصَصْتَ 10777 الْكِبْرِيَاءَ وَ الْعَظَمَةَ لِنَفْسِكَ وَ خَلَقْتَ الْقُوَّةَ وَ الْقُدْرَةَ بِسُلْطَانِكَ فَسُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى عَظَمَةِ مُلْكِكَ وَ جَلَالِ وَجْهِكَ الَّذِي مَلَأَ نُورُهُ كُلَّ شَيْءٍ وَ هُوَ حَيْثُ لَا يَرَاهُ شَيْءٌ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ فَسُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَ بِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَ لَكَ الْحَمْدُ تَسَلَّطْتَ فَلَا أَحَدٌ مِنَ الْعِبَادِ وَصَفَكَ- 10778 تَسَلَّطْتَ بِعِزَّتِكَ وَ
تَعَزَّزْتَ بِجَبَرُوتِكَ وَ تَجَبَّرْتَ بِكِبْرِيَائِكَ وَ تَكَبَّرْتَ بِمُلْكِكَ وَ تَمَلَّكْتَ بِقُدْرَتِكَ وَ قَدَرْتَ بِقُوَّتِكَ فَلَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ الْعِبَادِ وَصْفَكَ وَ لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ قَدْرَكَ وَ لَا يَسْبِقُ أَحَدٌ مِنْ قَضَائِكَ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى جَلَالِ وَجْهِكَ وَ عَظَمَةِ مُلْكِكَ الَّذِي بِهِ قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا 10779 وَ لَكَ الْحَمْدُ مَلَأْتَ كُلَّ شَيْءٍ عَظَمَةً وَ خَلَقْتَ كُلَّ شَيْءٍ بِقُدْرَةٍ وَ أَحَطْتَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً وَ أَحْصَيْتَ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً- 10780 وَ حَفِظْتَ كُلَّ شَيْءٍ كِتَاباً وَ وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً 10781 وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَسُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى عِزَّةِ سُلْطَانِكَ الَّذِي خَشَعَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ خَلْقِكَ وَ أَشْفَقَ مِنْهُ كُلُّ عِبَادِكَ وَ خَضَعَتْ لَهُ كُلُّ خَلِيقَتِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اجْزِهِ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ وَ أَفْضَلَ مَا أَنْتَ جَازٍ أَحَداً مِنْ أَنْبِيَائِكَ عَلَى حِفْظِهِ دِينَكَ وَ إِبْلَاغِهِ كِتَابَكَ وَ اتِّبَاعِهِ وَصِيَّتَكَ وَ أَمْرِكَ حَتَّى تُشَرِّفَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِتَفْضِيلِكَ إِيَّاهُ عَلَى جَمِيعِ رُسُلِكَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ اللَّهُمَّ كَمَا اسْتَنْقَذْتَنَا بِمَا انْتَجَبْتَ مُحَمَّداً ص وَ هَدَيْتَنَا بِمَا بَعَثْتَهُ وَ بَصَّرْتَنَا بِمَا أَوْصَيْتَهُ مِنَ الْعَمَلِ فَصَلِّ عَلَيْهِ وَ عَلَى آلِهِ وَ اجْزِهِ عَنَّا أَفْضَلَ الْجَزَاءِ وَ أَفْضَلَ مَا جَزَيْتَ 10782 نَبِيّاً مِنَ أَنْبِيَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ اجْمَعْ 10783 لِي بِهِ خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ إِنَّكَ ذُو فَضْلٍ كَرِيمٍ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ 10784 .
دُعَاءُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ 10785 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَحْمَدُكَ وَ أَنْتَ لِلْحَمْدِ أَهْلٌ بِمَحَامِدِكَ الْكَثِيرَةِ الطَّيِّبَةِ الَّتِي اسْتَوْجَبْتَهَا عَلَيَّ بِحُسْنِ صَنِيعِكَ إِلَيَّ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا فَإِنَّكَ قَدِ اصْطَنَعْتَ عِنْدِي بِأَنْ أَحْمَدَكَ كَثِيراً وَ أُسَبِّحَكَ كَثِيراً إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً وَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا وَاقِياً وَ عَنِّي مُدَافِعاً تُوَاتِرُنِي بِالنِّعَمِ وَ الْإِحْسَانِ أَنْ 10786 عَزَمْتَ خَلْقِي إِنْسَاناً مِنْ نَسْلِ آدَمَ الَّذِي كَرَّمْتَ وَ فَضَّلْتَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ تَعَالَى ذِكْرُكَ وَ إِذِ اسْتَنْقَذْتَنِي مِنَ الْأُمَمِ الَّتِي أَهْلَكْتَ حَتَّى أَخْرَجْتَنِي مِنَ الدُّنْيَا أَسْمَعُ وَ أَعْقِلُ وَ أَبْصُرُ وَ إِذْ جَعَلْتَنِي 10787 مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ص الْمَرْحُومَةِ 10788 الْمُثَابِ عَلَيْهَا وَ رَبَّيْتَنِي عَلَى ذَلِكَ صَغِيراً وَ لَمْ تُغَادِرْ مِنْ إِحْسَانِكَ إِلَيَّ شَيْئاً فَتَحْمَدُكَ نَفْسِي بِحُسْنِ الْفِعَالِ فِي الْمَنَازِلِ كُلِّهَا عَلَى خَلْقِي وَ صُورَتِي وَ هِدَايَتِي وَ رَفْعِكَ إِيَّايَ مُنْزَلَةً حَتَّى بَلَغْتَ بِي هَذَا الْيَوْمَ مِنَ الْعُمُرِ مَا بَلَغْتَ مَعَ جَمِيعِ نِعَمِكَ وَ الْأَرْزَاقِ الَّتِي أَنْتَ عِنْدِي بِهَا مَحْمُودٌ مَشْكُورٌ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ عَلَى مَا جَعَلْتَهُ لِي بِمَنِّكَ قُوَّةً فِي بَقِيَّةِ الْمُدَّةِ وَ عَلَى مَا رَفَعْتَ عَنِّي مِنَ الِاضْطِرَارِ وَ اسْتَجَبْتَ لِي مِنَ الدُّعَاءِ فِي الرَّغَبَاتِ وَ أَحْمَدُكَ عَلَى حَالِي هَذِهِ كُلِّهَا وَ مَا سِوَاهَا مِمَّا أُحْصِي وَ مِمَّا لَا أُحْصِي هَذَا ثَنَائِي عَلَيْكَ مُهَلِّلًا مَادِحاً تَائِباً مُسْتَغْفِراً مُتَعَوِّذاً ذَاكِراً لِتَذْكُرَنِي بِالرِّضْوَانِ- 10789 جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا تَوَلَّيْتَ الْحَمْدَ بِقُدْرَتِكَ وَ اسْتَخْلَصْتَ الْحَمْدَ لِنَفْسِكَ وَ