کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَ لا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ 9959 فَيَأْمُرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ جَهَنَّمَ فَتَصِيحُ بِهِمْ صَيْحَةً عَلَى وُجُوهِهِمْ فَيَقَعُونَ فِي النَّارِ حَيَارَى نَادِمِينَ وَ يَنْجُو الْمُؤْمِنِينَ 9960 بِبَرَكَةِ اللَّهِ وَ عَوْنِهِ قَالَ صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ فَأَخْبِرْنِي مَا يَصْنَعُ اللَّهُ بِالْمَوْتِ قَالَ يَا ابْنَ سَلَامٍ إِذَا اسْتَوَى أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ وَ أَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ أُتِيَ بِالْمَوْتِ كَأَنَّهُ كَبْشٌ أَمْلَحُ فَيُوقَفُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَيُقَالُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ يَا أَوْلِيَاءَ اللَّهِ هَذَا الْمَوْتُ أَ تَعْرِفُونَهُ فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَيَقُولُونَ لَهُمْ نَذْبَحُهُ فَيَقُولُونَ نَعَمْ يَا مَلَائِكَةَ رَبِّنَا اذْبَحُوهُ حَتَّى لَا يَكُونَ مَوْتٌ أَبَداً فَيَقُولُونَ لِأَهْلِ النَّارِ يَا أَعْدَاءَ اللَّهِ هَذَا الْمَوْتُ هَلْ تَعْرِفُونَهُ فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ نَذْبَحُهُ فَيَقُولُونَ يَا مَلَائِكَةَ رَبِّنَا لَا تَذْبَحُوهُ وَ دَعُوهُ لَعَلَّ اللَّهَ يَقْضِي عَلَيْنَا بِالْمَوْتِ فَنَسْتَرِيحَ قَالَ النَّبِيُّ ص وَ يُذْبَحُ الْمَوْتُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَيَيْأَسُ أَهْلُ النَّارِ مِنَ الْخُرُوجِ مِنْهَا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُ أَهْلِ الْجَنَّةِ لِلْخُلُودِ فِيهَا فَعِنْدِي لَكَ أَنْ تُسْلِمَ قَالَ صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ وَ نَهَضَ عَلَى قَدَمَيْهِ وَ قَالَ امْدُدْ يَدَكَ الشَّرِيفَةَ أَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ 9961 رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَ الْمِيزَانَ حَقٌّ وَ الْحِسَابَ حَقٌّ وَ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَ أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ فَكَبَّرَتِ الصَّحَابَةُ عِنْدَ ذَلِكَ وَ سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ عَبْدَ اللَّهِ 9962 بْنَ سَلَامٍ وَ صَارَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَ نَقِمَةً عَلَى الْيَهُودِ.
توضيح إنما أوردت هذه الرواية لاشتهارها بين الخاصة و العامة و ذكر الصدوق ره و غيره من أصحابنا أكثر أجزائها بأسانيدهم في مواضع و قد مر بعضها و إنما أوردتها في هذا المجلد لمناسبة أكثر أجزائه لأبوابه و في بعضها مخالفة ما لسائر الأخبار فهي إما محمولة على أنه ص أخبره موافقا لما في كتبهم ليصير سببا لإسلامه
أو غير ذلك من الوجوه و المحامل التي تظهر على الناقد البصير و في بعضها تصحيفات نرجو من الله الظفر بنسخة أخرى لتصحيحها.
قوله كان نبيا مرسلا كان المعنى هل كان في الجنة نبيا مرسلا فأجاب ص بأنه كان نبيا مرسلا على الملائكة حيث أمر بإنبائهم و في عد إبراهيم من رسل العرب مخالفة للمشهور قوله فتشهد أي ظاهرا قوله فتؤمن أي باطنا و قلبا.
قوله أربعة كتاب لا يوافق الإجمال التفصيل و لعل في أحدهما خطأ أو تصحيفا و سؤاله هل أنزل عليك كتاب بعد قوله و أنزل علي الفرقان لا يخلو من شيء إلا أن يكون حمل ذلك على أنه قدر أنه سينزل و ختمه صدق الله يعني أنه ينبغي أن يختم به لا أنه جزؤه و في القاموس بيسان قرية بالشام و قرية بمرو و موضع باليمامة أقول و في بعض النسخ بالنون و الأول أظهر و له شواهد و لم يكن في الرجال أي مختصا بهم قوله لأن الله واحد كأنه على هذا يعني يوم الأحد يوم الله قوله لأنه يوم لعل المعنى أول يوم مع أن وجه التسمية لا يلزم اطراده قوله و علمه تحت التحت أي أحاط علمه بكل تحت و لا ينافي ارتفاع ذاته و علوه على كل شيء إحاطة علمه بكل شيء مما في العرش أو تحت الثرى.
و في القاموس غرد الطائر كفرح و غرد تغريدا و أغرد و تغرد رفع صوته و طرب به و في النهاية الرضراض الحصا الصغار قوله فحام العيون لعله من الفحمة بمعنى السواد و في القاموس العشراء من النوق التي مضت لحملها عشرة أشهر أو ثمانية أو هي كالنفساء من النساء و الجمع عشراوات و عشار و العشار اسم يقع على النوق حتى ينتج بعضها و بعضها ينتظر نتاجها و قال الدكداك 9963 و يكسر من الرمل ما تكبس و استوى و ما التبد منه بالأرض أو هي أرض فيها غلظ و
أرض مدكدكة مدعوكة كثر بها الناس فكثر آثار المال و الأبوال حتى تفسدها انتهى و انقضاض النار عن وجهه كناية عن سرعة ذهابها عنه و عدم إضرارها به كما ينقض الطائر أو الكوكب في الهواء و تلفح وجهه النار أي تحرقه و قال في النهاية فيه أمتي الغر المحجلون أي بيض مواضع الوضوء من الأيدي و الأقدام استعار أثر الوضوء في الوجه و اليدين و الرجلين للإنسان من البياض الذي يكون في وجه الفرس و يديه و رجليه 9964 .
أبواب الإنسان و الروح و البدن و أجزائه و قواهما و أحوالهما
باب 38 أنه لم سمي الإنسان إنسانا و المرأة مرأة و النساء نساء و الحواء حواء
1- الْعِلَلُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَسَدِيِّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُكَيْمٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: سُمِّيَ الْإِنْسَانُ إِنْسَاناً لِأَنَّهُ يَنْسَى وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ 9965 .
بيان الإنسان فعلان عند البصريين لموافقته مع الأنس لفظا و معنى و قال الكوفيون هو إفعان من نسي أصله إنسيان على إفعلان فحذفت الياء استخفافا لكثرة ما يجري على ألسنتهم فإذا صغروه ردوه إلى أصله لأن التصغير لا يكثر و هذا الخبر يدل على مذهب الكوفيين و رواه العامة عن ابن عباس أيضا قال الخليل في كتاب العين سمي الإنسان من النسيان و الإنسان في الأصل إنسيان لأن جماعته أناسي و تصغيره أنيسيان بترجيع المدة التي حذفت و هو 9966 الياء و كذلك إنسان العين و حكى الشيخ في التبيان عن ابن عباس أنه قال إنما سمي إنسانا لأنه عهد إليه فنسي قال الله تعالى وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً و قال الراغب في مفرداته الإنسان قيل سمي بذلك لأنه خلق خلقه لا قوام
له إلا بأنس بعضهم ببعض و لهذا قيل الإنسان مدني بالطبع من حيث إنه لا قوام لبعضهم إلا ببعض و لا يمكنه أن يقوم بجميع أسبابه و قيل سمي بذلك لأنه يأنس بكل ما يألفه و قيل هو إفعلان و أصله إنسيان سمي بذلك لأنه عهد إليه فنسي.
2- الْعِلَلُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِيِّ عَنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ النَّخَعِيِّ عَنْ عَمِّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ النَّوْفَلِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: سُمِّيَتِ الْمَرْأَةُ مَرْأَةً لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الْمَرْءِ يَعْنِي خُلِقَتْ حَوَّاءُ مِنْ آدَمَ 9967 .
3- مَعَانِي الْأَخْبَارِ، مُرْسَلًا مَعْنَى الْإِنْسَانِ أَنَّهُ يَنْسَى وَ مَعْنَى النِّسَاءِ أَنَّهُنَّ أُنْسٌ لِلرِّجَالِ وَ مَعْنَى الْمَرْأَةِ أَنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الْمَرْءِ 9968 .
بيان: كون النساء من الأنس إما مبني على القلب أو على الاشتقاق الكبير أو على أنه إذا أنسوا بهن نسوا غيرهن فاشتقاقه من النسيان.
4- الدُّرُّ الْمَنْثُورُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ أَدِيمِ الْأَرْضِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ فَسَمَّاهُ آدَمَ ثُمَّ عَهِدَ إِلَيْهِ فَنَسِيَ فَسَمَّاهُ الْإِنْسَانَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَبِاللَّهِ مَا غَابَتِ الشَّمْسُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى أُهْبِطَ مِنَ الْجَنَّةِ قَالَ وَ إِنَّمَا سُمِّيَتِ الْمَرْأَةُ مَرْأَةً لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الْمَرْءِ وَ سُمِّيَتْ حَوَّاءَ لِأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍ 9969 .
5- الْعِلَلُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانَ مَكْثُ آدَمَ فِي الْجَنَّةِ نِصْفَ سَاعَةٍ ثُمَّ أُهْبِطَ إِلَى الْأَرْضِ لِتَمَامِ تِسْعِ سَاعَاتٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَ ذَلِكَ فِي وَقْتِ صَلَاةِ الْعَصْرِ قَالَ وَ سُمِّيَتِ الْعَصْرَ لِأَنَّ آدَمَ عُصِرَ بِالْبَلَاءِ قَالَ أَلْقَى اللَّهُ النَّوْمَ عَلَى آدَمَ فَأَخَذَ ضِلْعَهُ الْقَصِيرَ 9970 مِنْ جَانِبِهِ الْأَيْسَرِ فَخَلَقَ مِنْهُ حَوَّاءَ فَلَمْ يُؤْذِهِ ذَلِكَ وَ لَوْ آذَاهُ ذَلِكَ مَا عَطَفَ عَلَيْهَا أَبَداً فَقَالَ آدَمُ مَا هَذِهِ قَالَ هَذِهِ امْرَأَةٌ لِأَنَّهَا مِنَ الْمَرْءِ خُلِقَتْ قَالَ مَا اسْمُهَا قَالَ حَوَّاءُ لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ شَيْءٍ حَيٍّ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ سُمِّيَتْ حَوَّاءَ لِأَنَّهَا أُمُ
كُلِّ حَيٍّ قَالَ جَعْفَرٌ سُمِّينَ النِّسَاءَ لِأُنْسِ آدَمَ بِ حَوَّاءَ حِينَ أُهْبِطَ إِلَى الْأَرْضِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَنَسٌ غَيْرُهَا.
فائدة اعلم أنه قد اتفقت كلمة المليين من المسلمين و اليهود و النصارى على أن أول البشر هو آدم و أما الآخرون فخالفوا فيه على أقوال أما الفلاسفة فزعموا أنه لا أول لنوع البشر و لا لغيرهم من الأنواع المتوالدة و أما الهند فمن كان منهم على رأي الفلاسفة فهو يوافقهم في ما ذكر و من لم يكن منهم على رأي الفلاسفة و قال بحدوث الأجسام لا يثبت 9971 آدم و يقول إن الله تعالى خلق الأفلاك و خلف فيها طباعا محركة لها بذاتها فلما تحركت و حشوها أجسام لاستحالة الخلأ و كانت الأجسام على طبيعة واحدة فاختلفت طبائعها بالحركة الفلكية و كان القريب من الفلك أسخن و ألطف و البعيد أبرد و أكثف ثم اختلطت العناصر و تكونت منها المركبات و مما تكون منه نوع البشر كما يتكون الدود في الفاكهة و اللحم و البق في البطائح و المواضع العفنة ثم تكون البشر بعضه من بعض بالتوالد و نسي التخليق الأول الذي كان بالتولد و من الممكن أن يقول يتولد بعض البشر في بعض الأراضي القاصية مخلوقة بالتولد و إنما انقطع التولد لأن الطبيعة إذا وجدت للتكون 9972 طريقا استغنت عن طريق ثان و أما المجوس فلا يعرفون آدم و لا نوحا و لا ساما و لا حاما و لا يافث و أول متكون من البشر عندهم كيومرث و لقبه كوهشاه أي ملك الجبل و قد كان كيومرث في الجبال و منهم من يسميه گلشاه أي ملك الطين لأنه لم يكن حينئذ بشر يملكهم و قيل تفسير كيومرث حي ناطق ميت قالوا و كان قد رزق من الحس ما لا يقع عليه بصر حيوان إلا وله و أغمي عليه و يزعمون أن مبدأ تكونه و حدوثه أن يزدان و هو الصانع الأول عندهم فكر في أمر أهرمن و هو الشيطان عندهم فكرة أوجبت أن عرق جبينه فمسح العرق و رمى به فصارت منه كيومرث و لهم خبط طويل في كيفية تكون أهرمن عن فكرة يزدان أو من إعجابه بنفسه أو من توحشه و