کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
و حكي عن غاية الاختصار للسيّد ابن زهرة أنّه قال: علم الهدى الفقيه النظّار سيّد الشيعة و إمامهم، فقيه أهل البيت، العالم المتكلّم البعيد، الشاعر المجيد، كان له برّ و صدقة و تفقّد في السرّ، عرف ذلك بعد موته- رحمه اللّه- كان أسنّ من أخيه، و لم ير أخوان مثلهما شرفا و فضلا و نبلا و جلالة و رئاسة و تحاببا و تودّدا، لمّا مات الرضيّ لم يصلّ المرتضى عليه عجزا عن مشاهدة جنازته و تهالكا في الحزن، ترك المرتضى خمسين ألف دينار، و من الآنية و الفرش و الضياع ما يزيد على ذلك. انتهى.
و في تتميم يتيمة الدهر ج 1 ص 53: قد انتهت الرئاسة اليوم ببغداد إلى المرتضى في المجد و الشرف و العلم و الأدب و الفضل و الكرم، و له شعر في نهاية الحسن.
و في دمية القصر ص 75: هو و أخوه من دوح السيادة ثمران، و في فلك الرئاسة قمران، و أدب الرضيّ إذا قرن بعلم المرتضى كان كالفرند في متن الصارم المنتضى.
و في وفيات الأعيان: كان نقيب الطالبيّين، و كان إماما في علم الكلام و الأدب و الشعر، و هو أخو الشريف الرضيّ، و له تصانيف على مذهب الشيعة، و مقالة في أصول الدين، و له ديوان شعر كبير؛ و له الكتاب الذي سمّاه الغرر و الدرر و هي مجالس أملاها تشتمل على فنون من معاني الأدب، تكلّم فيها على النحو و اللّغة و غير ذلك، و هو كتاب ممتع يدلّ على فضل كثير و توسّع في الاطّلاع على العلوم، و ذكره ابن بسّام في أواخر كتاب الذخيرة، و قال: كان هذا الشريف إمام أئمّة العراق بين الاختلاف و الاتّفاق، إليه فزع علماؤها و عنه أخذ عظماؤها، صاحب مدارسها، و جمّاع شاردها و آنسها، ممّن سارت أخباره، و عرفت به أشعاره، و حمدت في ذات اللّه مآثره و آثاره، إلى تآليفه في الدين و تصانيفه في أحكام المسلمين ممّا يشهد أنّه فرع تلك الأصول، و من أهل ذلك البيت الجليل. إ ه.
هذا قليل من كثير ممّا هتفت به التراجم في الثناء على سيّدنا المترجم، و بما أنّ شهرته و معروفيّته تغنينا عن تفصيل الكلام و استقصاء الأقوال نوجز الكلام عن سرد كلمات الثناء و نحيل الزيادة على كتب المعاجم من العامّة و الخاصّة.
* (تآليفه و تصانيفه)*
1- كتاب الغرر و الدرر 611 . 2- كتاب تنزيه الأنبياء 612
3- الشافي 613 . 4- شرح قصيدة السيّد الحميري 614 .
5- جمل العلم و العمل 615 . 6- الانتصار 616 .
7- الذريعة 617 . 8- المقنع في الغيبة 618 .
9- رسالة تفضيل الأنبياء على الملائكة 619 . 10- رسالة المحكم و المتشابه 620 .
11- منقذ البشر من أسرار القضاء و القدر. 12- أجوبة المسائل المختلفة 621 .
13- الخلاف في الفقه. 14- المصباح في الفقه.
15- الموضح عن جهة إعجاز القرآن. 16- الذخيرة.
17- الناصرية 622 .
و غيرها و هي كثيرة. و قال المصنّف: و كتاب عيون المعجزات 623 ينسب إليه و لم يثبت عندي، و لعلّه من مؤلّفات بعض القدماء. إ ه
قلت: هو للشيخ حسين بن عبد الوهّاب أحد الفطاحل من علماء القرن الخامس كان مشاركا للشريفين المرتضى و الرضيّ في بعض المشايخ كأبي التحف المصريّ و أمثاله و يروي عن هارون بن موسى التلعكبريّ بواسطة واحدة. يوجد ترجمته في خاتمة المستدرك ص 516 و رياض العلماء و غيرهما.
* (مشايخه و من يروى عنه)*
1- الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن نعمان.
2- أبو محمّد هارون بن موسى التلعكبريّ
3- الحسين بن عليّ بن بابويه أخي الصدوق.
4- أبو الحسن أحمد بن عليّ بن سعيد الكوفيّ.
5- أبو عبد اللّه محمّد بن عمران الكاتب المرزبانيّ الخراسانيّ البغداديّ.
6- أبو يحيى ابن نباتة عبد الرحيم بن الفارقيّ.
7- الشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ.
8- أبو القاسم عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى.
9- أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب.
10- أحمد بن سهل الديباجيّ.
(تلامذته و الراوون عنه)
1- شيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسيّ.
2- أبو يعلى سلّار بن عبد العزيز الديلميّ.
3- أبو الصلاح تقيّ بن نجم الحلبيّ.
4- الشيخ محمّد بن عليّ الكراجكيّ.
5- الشيخ أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن أحمد بن العبّاس الدوريستيّ.
6- الشيخ أبو الفضل ثابت بن عبد اللّه بن ثابت اليشكريّ 624 .
7- الشيخ أحمد بن الحسن بن أحمد النيسابوريّ الخزاعيّ.
8- الشيخ أحمد بن عليّ بن قدامة.
9- السيّد نجيب الدين أبو محمّد الحسن بن محمّد بن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن القاسم بن موسى بن عبد اللّه بن موسى الكاظم عليه السّلام.
10- الشيخ المفيد أبو محمّد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين النيسابوريّ الخزاعيّ.
11- الشيخ غانم العصميّ الهرويّ.
12- السيّد الداعي الحسينيّ.
13- أبو الفرج المظفّر بن عليّ بن الحسين الحمدانيّ، من سفراء الإمام الحجّة ابن الحسن- عجّل اللّه تعالى فرجه-.
14- الشيخ عزّ الدين عبد العزيز بن أبي كامل الطرابلسيّ القاضيّ.
15- المنتهى بن أبي زيد بن كيابكيّ الحسينيّ الكجيّ الجرجانيّ 625 .
16- الشيخ أبو الحسن محمّد بن محمّد البصريّ 626 .
17- عزّ الدين عبد العزيز بن نحرير بن عبد العزيز بن البرّاج القاضي في طرابلس 627 .
18- الشريف أبو يعلى محمّد بن الحسن بن حمزة الجعفريّ 628 .
19- أبو الصمصام ذو الفقار بن محمّد بن معبد الحسنيّ المروزيّ 629 .
20- الشيخ سليمان بن الحسن بن سليمان الصهرشتيّ 630 .
21- أبو منصور محمّد بن أبي نصر محمّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبريّ المعدّل 631 .
22- الشيخ محمّد بن عليّ الحمدانيّ 632 .
23- الحسين بن ثابت بن هارون الفرّاء البزاعيّ، ذكره ابن أبي طيّ في رجال الشيعة، و قال: رحل إلى العراق سنة 424 فتلقّى الشريف المرتضى فأجازه و قرّظه و وصفه بالعلم و الفهم و نعته بالخطيب 633 .
24- الحسين بن عقبة بن عبد اللّه البصريّ الضرير، قرأ عليه القرآن و حفظه و له سبعة عشرة سنة، و كان من أذكياء بني آدم، و كان من أعيان الشيعة، مات سنة 441 634 .
25- حمزة بن محمّد الجعفريّ أبو يعلى البغداديّ، كان من كبار علماء الشيعة، لزم الشيخ المفيد وفاق في معرفة الأصلين و الفقه على مذهب الإماميّة، و زوّجه المفيد بابنته و خصّه بكتبه، و أخذ أيضا عن الشريف المرتضى و كان عارفا بالقراءات، ذكره ابن أبي طيّ، و قال: كان يحتجّ على حدوث القرآن بدخول النسخ فيه، مات سنة 565 635 .
26- الحسين بن أحمد بن محمّد القطّان البغداديّ، ذكره ابن أبي طيّ في رجال الشيعة، و قال: إمام عالم فاضل من فقهاء الإماميّة، قرأ على الشريف المرتضى و على
الشيخ المفيد، و قدم حلب سنة 390، فأقرأ في جامعها، ثمّ توجّه إلى طرابلس، فأقام عند رئيسها أبي طالب محمّد بن أحمد، و أقرأ أولاده و صنّف الشامل في الفقه أربع مجلّدات، و كان موجودا سنة 420 636 .
* (مآثره و زعامته)*
جمعت لسيّدنا الشريف الفضائل الكثيرة، و اكتنفته المزايا الفاضلة، و رزقه اللّه خير الدنيا و الآخرة كانت له الزعامة المطلقة و الرئاسة الدينيّة و الدنيويّة، تولّى نقابة الشرفاء شرقا و غربا، و إمارة الحاجّ، و النظر في المظالم، و قضاء القضاة ثلاثين سنة، و كانت له الدراسة في علوم مختلفة، يحضر مجلس تدريسه أمّة كبيرة من مشايخ الحديث، و فطاحل علم الكلام و الفقه و الأدب و غيرها فتخرّج من مدرسته أساتذة في فنون مختلفة، و جهابذة في علوم كثيرة، و كان يجري على تلامذته رزقا، فكان للشيخ أبي جعفر الطوسيّ كلّ شهر اثنى عشر دينارا، و للقاضي ابن البرّاج كلّ شهر ثمانية دنانير، و أصاب الناس في بعض السنين قحط شديد فاحتال رجل يهوديّ على تحصيل قوت يحفظ نفسه فحضر يوما مجلس المرتضى فاستأذنه أن يقرأ عليه شيئا من علم النجوم فأذن له و أمر له بجائزة تجري عليه كلّ يوم فقرأ عليه برهة، ثمّ أسلم على يده، و كان قد وقف قرية على كاغذ الفقهاء.
و كانت له ثروة عظيمة، و مكنة قويّة، خلّف من الأموال و الأملاك ما يتجاوز عن الوصف، حتّى قيل: كانت له قرى كثيرة يبلغ عددها ثمانين قرية، كانت واقعة بين بغداد و كربلا، معمورة في الغاية، يدخل عليه منها كلّ سنة أربعة و عشرون ألف دينار 637 .
واطأ الخليفة أن يأخذ من الشيعة مائة ألف دينار ليجعل مذهبهم في عداد المذاهب الأربعة و ترتفع التقيّة و المؤاخذة على الانتساب إليهم فقبل الخليفة فبذل لذلك من عين ماله ثمانين ألفا و طلب من الشيعة بقيّة المال فلم يفوا به. و حكي عن تاريخ إتحاف الورى بأخبار أمّ القرى في حوادث سنة 389: أنّ الشريف و أخاه الرضيّ حجّا في تلك السنة
فاعتلقهما في أثناء الطريق ابن البرّاج الطائيّ فأعطياه تسعة آلاف دينار من أموالهما.
و كان يلقّب بالثمانينيّ لما كان له من القرى ثمانون، و من الكتب ثمانون ألف مجلّدا 638 بل قيل: إنّه أحرز من كلّ شيء ثمانين حتّى أنّ مدّة عمره كانت ثمانين سنة و ثمانية أشهر.
أضف إلى تلك الفضائل شرفه الوضّاح أتاه من نسبه النبويّ، و رفعة بيته و جلالة منبته و عظمة قدره و مكانته العالية عند الأرقاب و الأداني، و ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء 639 .
* (ولادته و وفاته)*