کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
صورة إجازة 52 من الشهيد الثاني 12638 قدس الله روحه للشيخ تاج الدين ابن الشيخ هلال الجزائري رحمه الله. 12639
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ و سلامه عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى و الصلاة على نبيه محمد و آله الخلفاء الشرفاء. و بعد فإن محتك النفوس في قوتها العلمية و العملية من الغاية القصوى للغاية الإلهية و السبب الأعلى للسعادة الأبدية و الكرامة السرمدية و كانت العلوم الشرعية و الأخبار النبوية عمادها الأعظم بدلالتهما العقلية ثم لتحصيله في الشرع طريقان دراية بها على الجهة المرضية و رواية بطرقها الصحيحة الشرعية.
ثم إن الأخ في الله تعالى المولى الجليل و الفاضل النبيل تاج العلماء و جمال النبلاء الشيخ تاج الملة و الحق و الدين ابن المرحوم المبرور المقدس الشيخ هلال الجزائري أصلا ممن صرف همته العلية في تحصيل شطر من العلوم الشرعية و اتفق الاجتماع به و التشرف بصحبته بمكة المشرفة و جرى في خلال المجاورة و مجالس المذاكرة و زمن المصاحبة جملة من المباحث العلمية و الفروع الشرعية بحيث دلني ذلك على أهليته لما هنالك و التمس مني أن أجيزه ما يجوز لي روايته.
فاستخرت الله تعالى و أجزته جميع ما جرى به قلمي من المصنفات المختصرة و المطولة و الحواشي و الفوائد المفردة و الفتاوي و هي كثيرة شهيرة لا يقتضي الحال ذكرها و من أهمها كتاب مسالك الأفهام في تنقيح شرائع الإسلام وفق الله تعالى
لإكماله في سبع مجلدات كبيرة و منها حواشي الكتاب المذكور مجلدان و منها كتاب روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان و الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية و شرح الألفية و شرح النفلية و كتاب تمهيد القواعد الأصولية و العربية لتفريع الأحكام الشرعية و هو كتاب واحد في فنه بحمد الله و منه و من وقف على الكتاب المومئ إليه علم حقيقة ما نبهنا عليه و غير ما ذكرناه من المؤلفات و الرسائل شارطا عليه تصحيح النسخة و صحة النسبة.
و كذلك أجزت له رواية الكتب الأربعة التي في أصول الحديث و سند المذهب و هي التهذيب و الإستبصار للشيخ أبي جعفر الطوسي و كتاب من لا يحضره فقيه للصدوق أبي جعفر محمد بن بابويه و كتاب الكافي للشيخ أبي جعفر الكليني و غيرها من كتب الحديث التي عمدتها و مبني استنادها على الرواية عن الثقات في الإثبات بطريقتي الصحيحة المتصلة بمصنفيها و هي كثيرة لا يقتضي الحال هنا تفصيلها و لكن لا بد من الإشارة إلى سند واحد منها و إحالة الباقي على مظانه مما أفردناه في مشيخة الشيوخ فنقول.
إنا نروي هذه الكتب المذكورة عن شيخنا الجليل العالم العامل الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي الميسي قدس الله سره و بحضرة الجنان سره عن شيخه الصالح شمس الدين محمد بن محمد بن داود الجزيني عن الشيخ الصالح ضياء الدين علي ولد الشيخ السعيد الشهيد محمد بن مكي تغمده الله بالرحمة و الرضوان و أسكنه أعلى غرفات الجنان عن والده المذكور عن شيخيه السعيدين عميد الملة و الدين عبد المطلب بن الأعرج الحسيني و الإمام فخر الدين محمد ابن الشيخ الأعلم رئيس المذهب جمال الدين بن يوسف بن علي بن المطهر كلاهما عن الشيخ المذكور عن والده سديد الدين يوسف و المحقق أبي القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد كلاهما عن الشيخ نجيب الدين بن نما الربعي عن الشيخ أبي علي بن الحسن ابن الشيخ أبي جعفر الطوسي عن والده السعيد ممهد المذهب أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي بسنده المذكور مفصلا في التهذيب و الإستبصار و غيرهما من كتبه في الأخبار.
و بالإسناد عن الشيخ أبي جعفر عن الشيخ السعيد المفيد محمد بن النعمان عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي بإسناده في كتاب من لا يحضره فقيه و غيره من كتبه الحديثية و عنه عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه عن الشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني بإسناده المفصل في كتابه الكافي.
فليرو المولى الأجل ذلك و غيره مما يدخل تحت روايتي و يقوله و يرويه لمن شاء و أحب تقبل الله تعالى منه بمنه و كرمه و كتب هذه الأحرف بيده الفانية الفقير إلى عفو الله تعالى و كرمه زين الدين علي بن أحمد العاملي الشامي ليلة الجمعة رابع عشر شهر ذي الحجة الحرام من شهور سنة أربع و ستين و تسعمائة على سبيل الارتحال و غاية الاستعجال و ضيق المجال حامدا لله تعالى على كل حال و مصليا على رسوله محمد و على آله و صحبه و هو حسبنا وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ .
صورة إجازة 53 الشهيد الثاني 12640 للشيخ حسين بن عبد الصمد 12641 والد شيخنا البهائي قدس الله أرواحهم بالإجازة الكبيرة المعروفة.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الحمد لله الذي أوضح للأنام سبل الإكرام و جعل الرواية ذريعة إلى درك الأحكام و أفضل الصلاة و أتم السلام على سيدنا محمد الداعي إلى دار السلام و على آله الكرام أعلام الأنام و أصحابه العظام.
و بعد فإن العبد الضعيف المفتقر إلى عفو الله تعالى زين الدين بن علي بن أحمد بن جمال الدين بن تقي الدين صالح بن شرف العاملي أوزعه الله تعالى شكر نعمته و تولاه بفضله و رحمته يقول إنه قد تطابق شاهد العقل و هو الذي لا يبدل و شاهد الشرع و هو المزكى المعدل على أن أرجح المطالب و أربح المكاسب و أنجح المآرب هو العلم الذي يمتاز الإنسان به عن ذوي الجهالات و يضاهي به ملائكة السماوات و يستحق به رفيع الدرجات و أن أشرف أنواعه العلم بالله سبحانه و ما يلحقه من الكمال و معرفة سفرائه و ما يتبعه من تفصيل الأحوال و هو المعبر عنه بعلم الكلام على قانون الإسلام.
ثم معرفة كتابه الكريم و شرعه القويم المأخوذ عن سيد المرسلين و عترته الأكرمين صلوات الله و سلامه عليه و عليهم أجمعين و ما يتوقف عليه من العلوم العقلية و الأدبية و هي العلوم الإسلامية التي استقرت عليها حكمة المالك الجليل و آمن أن يعتريها تغيير أو تبديل.
و قد نصب الله سبحانه عليها دليلا لا يعدل عنه و بابا لا تؤتى إلا منه و كان من أهمه على ما أرشد إليه هو الأخبار عن سفرائه حسب ما دل عليه و كان السلف رضوان الله تعالى عليهم همهم أبدا رعاية الأخبار بالهمم العالية و الفطن الصافية تارة بالحفظ لما يروونه و الفرق بين ما يقبلونه و يردونه و أخرى بالتصنيف و الإقراء و الرواية على أكمل وجوه الرعاية.
ثم درست عوائد التوفيق و طمست فوائد التحقيق و ذهبت معالم الشريعة
النبوية في أكثر الجهات و صارت الأحكام المصطفوية في حيز الشتات و بقي الأمر كما تراه يروي إنسان هذا الزمان ما لا يحقق معناه و لا يعرف من رواه.
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا
أنيس و لم يسمر بمكة سامر .
و الله سبحانه لم يبتعثهم لهذا التضييع و لا خلقهم للانهماك في هذا الجهل الفظيع و إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
و أما نحن ففضيلتنا الاعتراف بالتقصير و نسبتنا إلى تلك المفاخر نسبة الحقير إلى الكبير لكن لكل جهده بحسب زمانه و قوة جنانه.
ثم إن الأخ في الله المصطفى في الأخوة المختار في الدين و المترقي عن حضيض التقليد إلى أوج اليقين الشيخ الإمام العالم الأوحد ذو النفس الطاهرة الزكية و الهمة الباهرة العلية و الأخلاق الزاهرة الإنسية عضد الإسلام و المسلمين عز الدنيا و الدين حسين ابن الشيخ الصالح العالم العامل المتقن المتفنن خلاصة الأخيار الشيخ عبد الصمد ابن الشيخ الإمام شمس الدين محمد الشهير بالجبعي الحارثي الهمداني أسعد الله جده و جدد سعده و كبت عدوه و ضده و وفقه للعروج على معارج العاملين و سلوك مسالك المتقين ممن انقطع بكليته إلى طلب المعالي و وصل يقظة الأيام بإحياء الليالي حتى أحرز السبق في مجاري ميدانه و حصل بفضيلة السبق على سائر أترابه و أقرانه و صرف برهة جميلة من زمانه في تحصيل هذا العلم و حصل منه على أكمل نصيب و أوفر سهم فقرأ على هذا الضعيف و سمع كتبا كثيرة في الفقه و الأصولين و المنطق و غيرها.
فمما قرأه من كتب أصول الفقه مبادي الوصول و تهذيب الوصول من مصنفات الداعي إلى الله تعالى جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهر قدس الله روحه و شرحه جامع البين في فوائد الشرحين للشيخ الإمام الأعلم شمس الدين محمد بن مكي عرج الله بروحه إلى دار القرار و جمع بينه و بين أئمته الأطهار.
و من كتب المنطق رسائل كثيرة منها الرسالة الشمسية للإمام نجم الدين الكاتبي القزويني و شرحها للإمام العلامة سلطان المحققين و المدققين قطب الدين محمد بن محمد
بن أبي جعفر بن بابويه الرازي أنار الله برهانه و أعلى في الجنان شأنه 12642 و سمع من كتب الفقه بعض كتاب الشرائع و الإرشاد و قرأ جميع كتاب قواعد الأحكام في معرفة الحلال و الحرام من مصنفات شيخنا الإمام الأعلم أستاد الكل في الكل جمال الدين أبي منصور الحسن بن الشيخ سديد الدين يوسف بن المطهر شرف الله قدره و رفع في عليين ذكره قراءة مهذبة محققة جمعت بين تهذيب المسائل و تنقيح الدلائل حيث ما وسعته الطاقة و اقتضاه الحال و قرأ و سمع كتبا أخرى.
و قد أجزت له أدام الله نبله و كثر في العلماء مثله رواية جميع ما قرأه و سمعه علي و أقرأه و العمل به عن مشايخي الذين عاصرتهم و استفدت من أنفاسهم أو اتصلت الرواية بهم.
بل أجزت له رواية جميع ما صنفه و رواه و ألفه علماؤنا الماضون و سلفنا الصالحون من جميع العلوم النقلية و العقلية و الأدبية و العربية بالطرق التي لي إليهم و جميع ما رويته عنهم و عن غيرهم متى علم أنه داخل تحت روايتي و ها أنا مثبت بعض الطرق إلى أعيان العلماء و مشاهيرهم و جاعل استيفاء ذلك إليه أسبغ الله تعالى فضله عليه متى ثبت عنده أنه طريقي إليهم رضوان الله تعالى عليهم.