کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
* (تلامذته و الراوون عنه)*
يروي عنه جماعة من المشايخ الكبار منهم:
1- ولده الصالح، أجلّ المشايخ و أعظم الأساتيد، المحقّق النقّاد، الفقيه فخر المحقّقين أبو طالب محمّد، المتولّد في ليلة الاثنين و لعشرين من جمادي الأولى سنة 628 و المتوفّى ليلة الجمعة الخامس و العشرين من جمادي الآخرة سنة 771 926 .
2- مجد الدين أبو الفوارس محمّد الحسينيّ 927 .
3- ابنا أخته السيّد الجليل المرتضى عميد الدين عبد المطلب و السيّد ضياء الدين عبد اللّه ابنا مجد الدين أبي الفوارس محمّد المتقدّم ذكره 928 .
4- رضيّ الدين أبو الحسن عليّ بن جمال الدين أحمد بن يحيى المزيديّ المتوفّى سنة 757 929 .
5- الشيخ الفقيه زين الملّة و الدين أبو الحسن عليّ بن أحمد بن طراد المطارآباديّ المتوفّى سنة 762 930 .
6- السيّد علاء الدين أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الحسن بن زهرة الحسنيّ الحلّيّ، و هو الذي كتب العلّامة له و لولده و لأخيه الآتيين الإجازة المعروفة بالإجازة الكبيرة لابناء زهرة 931 .
7- السيّد بدر الدين محمّد أخو علاء الدين المذكور.
8- السيّد شرف الدين أبو عبد اللّه الحسين بن علاء الدين المذكور 932 .
9- السيّد الجليل أحمد بن أبي إبراهيم محمّد بن الحسن بن زهرة الحسنيّ الحلبيّ 933 .
10- السيّد العالم الكبير مهنّا بن سنان بن عبد الوهّاب الحسينيّ 934 .
11- الشيخ قطب الدين أبو جعفر محمّد بن محمّد الرازيّ البويهيّ الحكيم المتألّه صاحب شرح الشمسيّة و المطالع 935 .
12- السيّد النقيب تاج الدين أبو عبد اللّه محمّد بن القاسم بن الحسين بن معيّة الحلّيّ الحسنيّ 936 .
13- المولى تاج الدين الحسن بن الحسين بن الحسن السرابشنويّ نزيل قاسان 937 .
14- الشيخ الحسن بن الحسين بن الحسن بن معانق، ذكره صاحب الرياض و قال: رأيت نسخة من الخلاصة للعلّامة بخطّ هذا الشيخ و كان تاريخ كتابتها 707 في حياة أستاده العلّامة.
15- السيّد أحمد العريضيّ، ذكره صاحب الرياض.
* (فائدة أصوليّة)*
حكى البحاثة الكبير الميرزا عبد اللّه الأصبهانيّ في كتاب رياض العلماء عن كتاب لسان الخواص للآغا رضيّ القزوينيّ أنّ القاضي البيضاويّ لمّا وقف على ما أفاده العلّامة الحلّي في بحث الطهارة من القواعد بقوله: و لو تيقّنهما- أي الطهارة و الحدث- و شكّ في المتأخّر فإن لم يعلم حاله قبل زمانهما تطهّر و إلّا استصحبه، كتب القاضي بخطّه إلى العلّامة: يا مولانا جمال الدين أدام اللّه فواضلك، أنت إمام المجتهدين في علم الأصول و قد تقرّر في الأصول مسألة إجماعيّة هي أنّ الاستصحاب حجّة ما لم يظهر دليل على رفعه و معه لا يبقى حجّة بل يصير خلافه هو الحجّة، لأنّ خلاف الظاهر إذا عضده دليل صار هو الحجّة و هو ظاهر و الحالة السابقة على حالة الشكّ قد انتقض بضدّه، فإن كان متطهّرا فقد ظهر أنّه أحدث حدثا ينقض تلك الطهارة، ثمّ حصل الشك في رفع هذا الحدث فيعمل على بقاء الحدث بأصالة الاستصحاب و بطل الاستصحاب الأوّل، و إن كان محدثا فقد ظهر
ارتفاع حدثه بالطهارة المتأخّرة عنه، ثمّ حصل الشكّ في ناقض هذه الطهارة و الأصل فيها البقاء، و كان الواجب على القانون الكلّي الأصوليّ أن يبقى على ضدّ ما تقدم.
فأجاب العلّامة- قدّس سرّه-: وقفت على ما أفاده المولى الإمام العالم أدام اللّه فضائله و أسبغ عليه فواضله، و تعجّبت من صدور هذا الاعتراض عنه، فإنّ العبد ما استدلّ بالاستصحاب، بل استدلّ بقياس مركّب من منفصلة مانعة الخلوّ بالمعنى الأعمّ عناديّة و حمليتين، و تقريره أنّه إن كان في الحالة السابقة متطهّرا فالواقع بعدها إمّا أن يكون الطهارة و هي سابقة على الحدث أو الحدث الرافع للطهارة الأولى فيكون الطهارة الثانية بعده و لا يخلو الأمر منهما، لأنّه صدر منه طهارة واحدة رافعة للحدث في الحالة الثانية و حدث واحد رافع للطهارة، و امتناع الخلوّ بين أن يكون السابقة الطهارة الثانية أو الحدث ظاهر إذ يمتنع أن يكون الطهارة السابقة و إلّا كانت طهارة عقيب طهارة رافعة للحدث، و التقدير خلافه، فتعيّن أن يكون السابق الحدث، و كلّما كان السابق الحدث فالطهارة الثانية متأخّرة عنه، لأنّ التقدير أنّه لم يصدر عنه إلّا طهارة واحدة رافعة للحدث، فإذا امتنع تقدّمها على الحدث وجب تأخّرها عنه، و إن كان في الحالة السابقة محدثا فعلى هذا التقدير إمّا أن يكون السابق الحدث أو الطهارة، و الأوّل محال و إلّا كان حدث عقيب حدث فلم يكن رافعا للطهارة، و التقدير أنّ الصادر حدث واحد رافع للطهارة فتعيّن أن يكون السابق هو الطهارة و المتأخّر هو الحدث فيكون محدثا، فقد ثبت بهذا البرهان أنّ حكمه في هذه الحالة موافق للحكم في الحالة الأولى بهذا الدليل لا بالاستصحاب، و العبد إنّما قال: استصحبه، أي أعمل بمثل حكمه. انتهى كلامه. ثمّ أنفذه إليه إلى شيراز و لمّا وقف القاضي البيضاويّ على هذا الجواب استحسنه جدّا و أثنى على العلّامة.
* (اشعاره)*
قد سمعت من صاحب الرياض أنّه وصفه بالشاعر الماهر، و لم نجد له في كتب التراجم شعرا غير ما ذكره صاحب الروضات، قال: اتّفق لي العثور في هذه الأواخر
على مجموعة من ذخائر أهل الاعتبار و لطائف آثار فضلاء الأدوار فيها نسبة هذه الأشعار الأبكار إليه:
ليس في كلّ ساعة أنا محتاج
* و لا أنت قادر أن تنيلا
فاغتنم حاجتي و يسرك فاحرز
* فرصة تسترقّ فيها الخليلا
و قال: و له أيضا ما كتبه إلى العلّامة الطوسيّ مسترخصا للسفر إلى العراق من السلطانيّة:
محبّتي تقتضي مقامي
* و حالتي تقتضي الرحيلا
هذان خصمان لست أقضي
* بينهما خوف أن أميلا
و لا يزالان في اختصام
* حتّى نرى رأيك الجميلا
و كتب إلى الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّه بعد ما بلغه أنّه ردّ على كتابه في الإمامة و وصل إليه كتابه أبياتا أوّلها:
لو كنت تعلم كلّ ما علم الورى
* طرّ الصرت صديق كلّ العالم
لكن جهلت فقلت إنّ جميع من
* يهوي خلاف هواك ليس بعالم 938
* (مولده و مدفنه)*
ولد رضوان اللّه تعالى عليه في التاسع و العشرين من شهر رمضان المبارك سنة 648، و توفّي في يوم السبت الحادي و العشرين من محرّم الحرام سنة 726، و نقل إلى النجف الأشرف، و دفن في الحجرة التي إلى جنب المنارة الشماليّة من حرم أمير المؤمنين عليه السلام 939 .
* (أبوه)* (سديد الدين)
[الثناء عليه]
هو الشيخ الأجلّ الأكمل سديد الدين أبو المظفّر، و يقال: أبو يعقوب، يوسف ابن زين الدين عليّ بن المطهّر الحلّي الفقيه المتكلّم الأصوليّ، كان من أعلم العلماء في عصره في الاصولين، قال ولده العلّامة في إجازته لبني زهرة: إنّ المحقّق خواجه نصير الدين لمّا ورد الحلّة و حضر عنده فقهاؤها سأل المحقّق عن أعلمهم بالاصولين فأشار إلى سديد الدين والدي و إلى الفقيه محمّد بن الجهم رحمهما اللّه. إ ه.
و قال ابن داود: و كان والده- يعني العلّامة- قدّس اللّه روحه- فقيها محقّقا مدرّسا عظيم الشأن.
و وصفه الشهيد في إجازته لابن الخازن بقوله: الإمام الأعظم الحجّة، أفضل المجتهدين السعيد الفقيه سديد الدين أبي المظفّر ابن الإمام المرحوم زين الدين عليّ بن المطهّر، أفاض اللّه على ضرائحهم المراحم الربّانيّة و حباهم بالنعم الهنيئة 940 . و ابن أبي جمهور:
بالشيخ الفاضل الكامل سديد الدين 941 .
و أطراه المحقّق الكركيّ في إجازته للمولى عبد العليّ الأستراباديّ بقوله: الشيخ الإمام الفقيه سديد الدين. إ ه 942 .
و قال في إجازته للقاضي صفيّ الدين عيسى: و جميع مصنّفات و مرويّات الشيخ الأجلّ الفقيه السعيد سديد الدين. إ ه 943 .
و في إجازته لسميّه الميسيّ: بالشيخ الأجلّ الفقيه، شيخ الإسلام سديد الدين أبي يعقوب. إ ه 944 .
و في إجازته للمولى حسين بن شمس الدين محمّد الأستراباديّ: بالشيخ السعيد العلّامة سديد الدين، أبي مظفّر. إ ه 945
و في إجازة الشهيد الثاني للسيّد عليّ الصائغ: الشيخ السعيد السديد يوسف. إ ه 946 .
و في إجازة المولى حسن عليّ بن المولى عبد اللّه التستريّ للمجلسيّ الأوّل:
الإمام العلّامة الهمام سديد الدين يوسف. إ ه 947 .
و قال الشيخ الحرّ في أمل الآمل ص 74: يوسف بن عليّ بن المطهّر الحلّيّ والد العلّامة فاضل عالم فقيه متبحّر نقل ولده أقواله في كتبه. إ ه.
و وصفه الفاضل التستريّ في المقابس: ص 16 بالمحقّق المدقق الكامل صدر الأوائل و فخر الأفاضل الشيخ سديد الدين. إ ه.
يوجد ذكره الجميل في غير ما سمعت من التراجم كالمستدرك ج 3 ص 463، و الروضات ص 740 و تنقيح المقال ج 3 ص 336 و نقد الرجال ص 380 و غيرها.
* (سديد الدين و هلاكو خان)*
و ممّا يناسب المقام ذكره ما ذكره ولده العلّامة في كشف اليقين ص 28 في باب اخبار مغيبات أمير المؤمنين عليه السّلام، قال: و من ذلك إخباره عليه السّلام بعمارة بغداد و ملك بني العبّاس و أحوالهم و أخذ المغول الملك منهم، رواه والدي رحمه اللّه و كان ذلك سبب سلامة أهل الكوفة و الحلّة و المشهدين الشريفين من القتل لمّا وصل السلطان هلاكو إلى بغداد قبل أن يفتحها هرب أكثر أهل الحلّة إلى البطائح إلّا القليل فكان من جملة القليل والدي رحمه اللّه و السيّد مجد الدين بن طاوس و الفقيه ابن أبي العزّ فأجمع رأيهم على مكاتبة السلطان بأنّهم مطيعون داخلون تحت الإيليّة، و أنفذوا به شخصا أعجميّا، فأنفذ السلطان إليهم فرمانا مع شخصين أحدهما يقال له: نكله و الآخر يقال له: علاء الدين، و قال لهما: قولا لهم: إن كانت قلوبكم كما وردت به كتبكم تحضرون إلينا. فجاء الأميران فخافوا لعدم معرفتهم بما ينتهي الحال إليه، فقال والدي رحمه اللّه: إن جئت وحدي كفى؟
فقالا: نعم، فأصعد معهما، فلمّا حضر بين يديه و كان ذلك قبل فتح بغداد و قبل قتل الخليفة قال له: كيف قدمتهم على مكاتبتي و الحضور عندي قبل أن تعلموا بما ينتهي إليه أمري و أمر صاحبكم؟ و كيف تأمنون إن يصالحني و رحلت عنه؟ فقال والدي رحمه اللّه:
إنّما أقدمنا على ذلك لأنّا روّينا عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أنّه قال في خطبة الزوراء 948 : و ما أدراك ما الزوراء؟! أرض ذات أثل 949 يشيّد فيها البنيان، و تكثر فيها السكّان، و يكون فيها مهادم 950 و خزّان يتّخذها ولد العبّاس موطنا و لزخرفهم مسكنا تكون لهم دار لهو و لعب، يكون بها الجور الجائر و الخوف المخيف و الأئمّة الفجرة و الامراء الفسقة و الوزراء الخونة تخدمهم أبناء فارس و الروم، لا يأتمرون بمعروف إذا عرفوه، و لا يتناهون عن منكر إذا نكروه، تكفي الرجال منهم بالرجال و النساء بالنساء، فعند ذلك الغمّ العميم و البكاء الطويل و الويل و العويل لأهل الزوراء من سطوات الترك و هم قوم صغار الحدق، وجوههم كالمجان المطوّقة، لباسهم الحديد، جرد مرد 951 يقدمهم ملك يأتي من حيث بدا ملكهم جهوريّ الصوت قويّ الصولة عالي الهمّة، لا يمرّ بمدينة إلّا فتحها، و لا ترفع عليه راية إلّا نكسها، الويل الويل لمن ناواه 952 ، فلا يزال كذلك حتّى يظفر. فلمّا وصف لنا ذلك و وجدنا الصفات فيكم رجوناك فقصدناك، فطيّب قلوبهم و كتب لهم فرمانا باسم والدي رحمه اللّه يطيب فيه قلوب أهل الحلّة و أعمالها.
* (أساتذته و تلامذته)*
يروي شيخنا سديد الدين عن جماعة منهم:
1- المحقّق الخواجة نصير الدين الطوسيّ.
2- السيّد العلّامة النسّابة فخار بن معد الموسويّ.
3- الشيخ نجيب الدين أبو إبراهيم محمّد بن نما.