کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
و الإيصال 3959 .
و درج الرّجل .. أي مشى 3960 ، و درج أيضا: مات 3961 ، و درج القوم:
انقرضوا 3962 ، و الظاهر أنّ المراد به هنا الموت. أي من رأت 3963 منهم مات ضالا و أمره إلى اللّه يعذّبه كيف يشاء، و على الأول المعنى من بقي منهم فعاقبته الفناء و اللّه يقضي فيه بعلمه.
و لعلّ اللّه يجمع شيعتي ..
إشارة إلى ظهور القائم عليه السلام و لا يلزم اتّصاله بملكهم، لأنّه شرّ لهم، كما سيأتي في الأخبار على كلّ حال.
عن مرّ الحقّ .. أي الحقّ الذي هو مرّ، أو خالص الحقّ، فإنّه أمرّ. و في النهج 3964 : عن نصر الحقّ.
و على هضم الطاعة .. أي كسرها 3965 و إزوائها، يقال: زوى الشيء عنه:
أي صرفه و نحّاه 3966 ، و لم أظفر بهذا البناء 3967 .
لكن تهتم كما تاهت بنو إسرائيل .. في خارج المصر أربعين سنة في الأرض بسبب عصيانهم و ترك الجهاد فكذا أصحابه عليه السلام تحيّروا في أديانهم و أعمالهم لما لم ينصروه على عدوّه. و في النهج 3968 : و لكنّكم تهتم متاه بني إسرائيل أضعاف ما
تاهت .. أي بحسب الشدّة أو بحسب الزمان.
و الداعي إلى الضلالة .. داعي بني العباس.
و خلفتم الحقّ .. أي متابعة أهل البيت عليهم السلام.
و قطعتم الأدنى .. أي الأدنين إلى الرسول صلّى اللّه عليه و آله نسبا، الناصرين له في غزوة بدر، يعني نفسه و أولاده عليهم السلام.
و وصلتم الأبعد .. أي أولاد العباس فإنّهم كانوا أبعد نسبا من أهل البيت عليهم السلام، و كان جدّهم العباس ممّن حارب النبيّ صلّى اللّه عليه و آله في غزوة بدر.
أن لو قد ذاب ما في أيديهم ..
أي ذهب ملك بني العباس.
لذي 3969 التمحيص للجزاء .. أي قرب قيام القائم عليه السلام. و فيه التمحيص و الابتلاء ليجزي الكافرين و يعذّبهم في الدنيا أو 3970 القيامة.
و قرب الوعد ..
أي وعد الفرج.
و انقضت المدّة ..
أي قرب انقضاء مدّة أهل الباطل.
و النجم ذو الذنب، من علامات ظهور القائم عليه السلام.
و المراد بالقمر المنير .. القائم عليه السلام، و كذا طالع المشرق إذ مكة شرقيّة بالنسبة إلى المدينة أو لأنّ اجتماع العساكر عليه و توجّهه إلى فتح البلاد من الكوفة و هي كالشرقيّة بالنسبة إلى الحرمين، و لا يبعد أن يكون ذكر المشرق ترشيحا للاستعارة أي القمر الطالع من مشرقه، و يحتمل أن يكون إشارة إلى ظهور السلطان إسماعيل أنار اللّه برهانه.
و التّعسّف: الظّلم 3971 .
و الثّقل الفادح 3972 : الديون المثقلة و المظالم أو بيعة أهل الجور و طاعتهم و ظلمهم.
إلّا من أبى .. أي عن طاعة القائم عليه السلام أو الربّ تعالى.
و اعتسف .. أي مال 3973 عن طريق الحقّ إلى غيره، أو ظلم 3974 على غيره 3975 .
53- مَا 3976 : الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَبَشِيٍّ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَفْوَانَ وَ جَعْفَرِ بْنِ عِيسَى 3977 ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي غُنْدَرٍ 3978 ، عَنِ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: اتَّقُوا اللَّهَ وَ عَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ لِأَئِمَّتِكُمْ، قُولُوا مَا يَقُولُونَ وَ اصْمُتُوا عَمَّا صَمَتُوا، فَإِنَّكُمْ فِي سُلْطَانِ مَنْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (وَ إِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ) 3979 يَعْنِي بِذَلِكَ وُلْدَ الْعَبَّاسِ، فَاتَّقُوا اللَّهَ فَإِنَّكُمْ فِي هُدْنَةٍ، صَلُّوا فِي عَشَائِرِهِمْ، وَ اشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ، وَ أَدُّوا الْأَمَانَةَ إِلَيْهِمْ.
[32]
باب ما ورد في جميع الغاصبين و المرتدّين مجملا
1- مَ 3980 : قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَ تَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ) 3981 .
قَالَ الْإِمَامُ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: مَثَلُ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً أَبْصَرَ بِهَا مَا حَوْلَهُ، فَلَمَّا أَبْصَرَ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهَا بِرِيحٍ أَرْسَلَهَا عَلَيْهَا فَأَطْفَأَهَا أَوْ بِمَطَرٍ، كَذَلِكَ مَثَلُ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ النَّاكِثِينَ لَمَّا أَخَذَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ مِنَ الْبَيْعَةِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَعْطَوْا ظَاهِراً شَهَادَةَ 3982 أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنَّ عَلِيّاً وَلِيُّهُ وَ وَصِيُّهُ وَ وَارِثُهُ وَ خَلِيفَتُهُ فِي أُمَّتِهِ، وَ قَاضِي دُيُونِهِ، وَ مُنْجِزُ عِدَاتِهِ، وَ الْقَائِمُ بِسَايِسَةِ عِبَادِ اللَّهِ
مَقَامَهُ، فَوَرِثَ مَوَارِيثَ الْمُسْلِمِينَ بِهَا 3983 ، وَ وَالَوْهُ مِنْ أَجْلِهَا 3984 ، وَ أَحْسَنُوا عَنْهُ الدِّفَاعَ بِسَبَبِهَا، وَ اتَّخَذُوهُ أَخاً يَصُونُونَهُ مِمَّا يَصُونُونَ عَنْهُ أَنْفُسَهُمْ بِسِمَاعِهِمْ مِنْهُ لَهَا، فَلَمَّا جَاءَ 3985 الْمَوْتُ وَقَعَ 3986 فِي حُكْمِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الْعَالِمِ بِالْأَسْرَارِ الَّذِي لَا يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ، فَأَخَذَهُمْ بِعَذَابِ بَاطِنِ 3987 كُفْرِهِمْ فَذَلِكَ حِينَ ذَهَبَ نُورُهُمْ وَ صَارُوا فِي ظُلُمَاتِ عَذَابِ اللَّهِ، ظُلُمَاتِ أَحْكَامِ الْآخِرَةِ لَا يَرَوْنَ مِنْهَا خُرُوجاً وَ لا يَجِدُونَ عَنْها مَحِيصاً ثُمَّ قَالَ: صُمٌّ .. يَعْنِي يَصُمُّونَ فِي الْآخِرَةِ فِي عَذَابِهَا، بُكْمٌ .. يَبْكَمُونَ 3988 بَيْنَ أَطْبَاقِ نِيرَانِهَا، عُمْيٌ .. يَعْمَوْنَ 3989 هُنَاكَ.
وَ ذَلِكَ نَظِيرُ قَوْلِهِ 3990 : (وَ نَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَ بُكْماً وَ صُمًّا مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً) 3991 .
قَالَ الْعَالِمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ وَ لَا أَمَةٍ أَعْطَى بَيْعَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الظَّاهِرِ وَ نَكَثَهَا فِي الْبَاطِنِ، وَ أَقَامَ عَلَى نِفَاقِهِ إِلَّا وَ إِذَا جَاءَهُ 3992 مَلَكُ الْمَوْتِ لِقَبْضِ 3993 رُوحِهِ
تَمَثَّلَ لَهُ إِبْلِيسُ وَ أَعْوَانُهُ وَ تَمَثَّلُ لَهُ 3994 النِّيرَانُ وَ أَصْنَافُ عَقَارِبِهَا 3995 لِعَيْنَيْهِ وَ قَلْبِهِ وَ مَعَاقِدِهِ 3996 مِنْ مَضَايِقِهَا، وَ يمثل [تَمَثَّلُ] 3997 لَهُ أَيْضاً الْجِنَانُ وَ مَنَازِلُهُ فِيهَا لَوْ كَانَ بَقِيَ عَلَى إِيمَانِهِ وَ وَفَى بِبَيْعَتِهِ، فَيَقُولُ لَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ: انْظُرْ! فَتِلْكَ 3998 الْجِنَانُ لَا يُقَادِرُ قَدْرَهَا 3999 سَرَّائَهَا وَ بَهْجَتَهَا وَ سُرُورَهَا إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ، كَانَتْ مُعَدَّةً لَكَ، فَلَوْ كُنْتَ بَقِيتَ عَلَى وَلَايَتِكَ لِأَخِي مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَانَ يَكُونُ 4000 إِلَيْهَا مَصِيرُكَ يَوْمَ فَصْلِ الْقَضَاءِ، لَكِنَّكَ نَكَثْتَ وَ خَالَفْتَ فَتِلْكَ النِّيرَانُ وَ أَصْنَافُ عَذَابِهَا وَ زَبَانِيَتُهَا بِمِرْزَبَاتِهَا 4001 وَ أَفَاعِيهَا الْفَاغِرَةُ أَفْوَاهَهَا، وَ عَقَارِبُهَا النَّاصِبَةُ أَذْنَابَهَا، وَ سِبَاعُهَا الشَّائِلَةَ مَخَالِبُهَا، وَ سَائِرُ أَصْنَافِ عَذَابِهَا هُوَ لَكَ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُكَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقُولُ: (يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا) 4002 ، فَقَبِلْتُ مَا أَمَرَنِي بِهِ وَ الْتَزَمْتُ مِنْ مُوَالاةِ عَلِيٍّ (ع) مَا أَلْزَمَنِي، قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَ رَعْدٌ وَ بَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَ اللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَ إِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) 4003 .
قَالَ الْعَالِمُ 4004 عَلَيْهِ السَّلَامُ: ثُمَّ ضَرَبَ اللَّهُ 4005 لِلْمُنَافِقِينَ مَثَلًا آخَرَ 4006 ، فَقَالَ: