کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
و في القاموس الكموء نبات معروف و الجمع أكمؤ و كمأة أو هي اسم للجمع أو هي للواحد و الكموء للجمع أو هي تكون واحدة و جمعا انتهى. و قيل هو شيء أبيض مثل شحم ينبت من الأرض يقال له شحم الأرض.
و قال النوري في شرح حديث أبي هريرة شبه الكمأة بالجدري و هو الحب الذي يظهر في جسد الصبي لظهورها من بطن الأرض كما يظهر الجدري من باطن الجلد و أريد ذمها فمدحها ص بأنها من المن و معناه أنها من من الله تعالى و فضله على عباده و قيل شبهت بالمن الذي أنزل الله تعالى على بني إسرائيل لأنه كان يحصل لهم بلا كلفة و لا علاج و لا زرع و لا بذر و لا سقي و لا غيره.
و قيل هي من المن الذي أنزل الله على بني إسرائيل حقيقة عملا بظاهر اللفظ.
و قوله ص و ماؤها شفاء للعين قيل هو نفس الماء مجردا قيل معناه أن يخلط ماؤها بدواء يعالج به العين.
و قيل إن كان لتبريد ما في العين من حرارة فماؤها مجردا شفاء و إن كان غير ذلك فمركبا مع غيره و الصحيح بل الصواب أن ماءها مجردا شفاء للعين مطلقا فيعسر ماءها و يجعل في العين منه و قد رأيت أنا و غيري في زمننا من كان أعمى و ذهب بصره حقيقة فكحل عينه بماء الكمأة مجردا فشفي و عاد إليه بصره انتهى.
و أقول قال الشيخ في القانون ماؤه كما هو يجلو العين مرويا عن النبي ص و اعترافا عن مسيح الطبيب و غيره انتهى.
و قال ابن حجر قال الخطابي إنما اختصت الكمأة بهذه الفضيلة لأنها من الحلال المحض الذي ليس في اكتسابه شبهة و يستنبط منه أن استعمال الحلال المحض يجلو البصر و العكس بالعكس.
قال ابن الجوزي في المراد لكونها شفاء للعين قولان أحدهما ماؤها حقيقة
إلا أن أصحاب هذا القول اتفقوا على أنه لا يستعمل صرفا في العين لكن اختلفوا كيف يصنع به على رأيين.
أحدهما أنه يخلط في الأدوية التي يكتحل بها حكاه أبو عبيد قال و يصدق هذا الذي حكاه أبو عبيد أن بعض الأطباء قالوا أكل الكمأة يجلو البصر.
و ثانيهما أن يؤخذ فيشق و يوضع على الجمع حتى يغلي ماؤها ثم يؤخذ الميل فيجعل في ذلك الشق و هو فاتر فيكتحل بمائها لأن النار تلطفه و تذهب فضلاته الرديئة و تبقى النافع منه و لا يجعل الميل في مائها و هي باردة يابسة فلا ينجع.
و قد حكى إبراهيم الجرفي 11700 عن صالح و عبد الله ابني أحمد بن حنبل أنهما اشتكت أعينهما فأخذا كمأة و عصراها و اكتحلا بمائها فهاجت أعينهما و رمدا.
قال ابن الجوزي و حكى شيخنا أبو بكر بن عبد الباقي أن بعض الناس عصر ماء كمأة فاكتحل به فذهبت عينه.
و القول الثاني أن المراد ماؤها الذي ينبت به فإنه أول مطر يقع في الأرض فتربى به الأكحال قال ابن التميم و هذا أضعف الوجوه.
قلت و فيما ادعاه ابن الجوزي من الاتفاق على أنها لا تستعمل صرفا نظر فحكى عياض عن بعض أهل الطب في التداوي بماء الكمأة تفصيلا و هو إن كان لتبريد ما يكون بالعين من الحرارة فتستعمل مفردة و إن كان لغير ذلك فتستعمل مركبة. و بهذا جزم ابن العربي فقال الصحيح أنه ينفع بصورته في حال و بإضافته في أخرى و قد جرب ذلك فوجد صحيحا نعم جزم الخطابي بما قال ابن الجوزي فقال يربّى بها التوتياء و غيرها من الأكحال و لا يستعمل صرفا فإن ذلك يؤذي العين.
و قال العافقي في المفردات ماء الكمأة أصلح الأدوية للعين إذا عجن به الإثمد و اكتحل به فإنه يقوي الجفن و يزيد الروح الباصرة حدة و قوة و يدفع عنها النوازل.
ثم ذكر ما مر من كلام النوري ثم قال و ينبغي تقييد ذلك بمن عرف من نفسه قوة اعتقاد في صحة الحديث و العمل به.
و قال ابن التميم اعترف فضلاء الأطباء بأن ماء الكمأة يجلو العين منهم المسيحي و ابن سينا و غيرهما و الذي يزيل الإشكال عن هذا الاختلاف أن الكمأة و غيرها من المخلوقات خلقت في الأصل سليمة من المضار ثم عرضت لها الآفات بأمور أخرى من مجاورة أو امتزاج أو غير ذلك من الأسباب التي أرادها الله تعالى فالكمأة في الأصل نافعة لما اختصت به من وصفها بأنها من الله و إنما عرضت لها المضار بالمجاورة و استعمال كل ما وردت به السنة بصدق ينتفع به من يستعمله و يدفع الله عنه الضرر لنيته و العكس بالعكس و الله أعلم.
باب 58 معالجة الجنون و الصرع و الغشي و اختلال الدماغ
1- الطب، طب الأئمة عليهم السلام عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ ع أَنَّهُ وَصَفَ بَخُورَ 11701 مَرْيَمَ لِأُمِّ وَلَدٍ لَهُ وَ ذَكَرَ أَنَّهُ نَافِعٌ لِكُلِّ شَيْءٍ مِنْ قِبَلِ الْأَرْوَاحِ مِنَ الْمَسِّ وَ الْخَبَلِ وَ الْجُنُونِ وَ الْمَصْرُوعِ وَ الْمَأْخُوذِ وَ غَيْرِ ذَلِكَ نَافِعٌ مُجَرَّبٌ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ تَأْخُذُ 11702 لُبَاناً وَ سِنْدَرُوساً وَ بُزَاقَ الْفَمِ وَ كُورَ سِنْدِيٍّ وَ قُشُورَ الْحَنْظَلِ وَ حَزَاءَ 11703 بَرِّيٍّ وَ كِبْرِيتاً أَبْيَضَ وَ كَسَرْتَ 11704 دَاخِلَ الْمُقْلِ وَ سُعْدَ يَمَانِيٍّ وَ يكثر [يُكْسَرُ] فِيهِ مُرٌّ وَ شَعْرُ قُنْفُذٍ مَلْتُوتٌ بِقَطِرَانٍ شَامِيٍّ قَدْرَ ثَلَاثِ قَطَرَاتٍ يُجْمَعُ ذَلِكَ كُلُّهُ وَ تُصْنَعُ بَخُوراً فَإِنَّهُ جَيِّدٌ نَافِعٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ 11705 .
بيان اللبان بالضم الكندر و السندروس يشابه الكهرباء و هو صمغ حار يابس في الثانية قابض يحبس الدم بالخاصية و التدخين به يجفف النواصير و يمنع النوازل و ينفع من الخفقان كالكهرباء و دخانه ينفع البواسير.
و في بعض النسخ و سندا و فسر بالعود الهندي و الذي وجدته في الكتب أن سندهان هو العود.
و بزاق الفم و في بعض النسخ و بزاق القمر فالمراد بصاق القمر.
قال ابن بيطار بصاق القمر و يسمى أيضا رغوة القمر و زبد القمر و هو الحجر القمري.
قال و زعم قوم أنه حجر يقال له بزاق القمر لأنه يؤخذ بالليل في زيادة القمر و قد يكون ببلاد المغرب و هو حجر أبيض له شفيف و قد يحمل هذا الحجر و يسقى ما يحك من به صرع و قد تلبسه النساء مكان التعويذ و قد يقال إنه إذا علق على الشجر ولد فيها الثمر.
و الكور المقل و في بعض النسخ و كوز سندي فالمراد إما الجوز الهندي أعني جوزبوا أو النارجيل يقال له الجوز الهندي أو جوز جندم دواء معروف.
و حزاء بري قال ابن بيطار الحزاة اسم لنبته جزرية الورق إلى البياض ما هي أصلها أبيض جزري الشكل إلى الطول ما هو.
و قال الغافقي ورقها نحو من ورق السداب و قيل إنه سداب البر و قال الطبري شبيه بالسداب في صورته و قوته و قال ابن دريد الحزاة بقلة ورقها مثل ورق الكرفس و لها أصل كالجزر انتهى.
و في بعض النسخ مرا بريا و المر صمغ معروف عند الأطباء بكثرة المنافع أكلا و طلاء و تدخينا موصوف و كذا المقل و كسرت داخل المقل أي تأخذ من وسطه.
و في بعض النسخ و تكسره داخل المقل أي تكسر الكبريت أو كل واحد من المذكورات فيه و هو بعيد.
و قال ابن بيطار السعد له ورق شبيه بالكراث غير أنه أطول منه و أدق و أصلب و له ساق طولها ذراع أو أكثر و أصوله كأنها زيتون منه طوال و منه
مدور متشبك بعضه ببعض سود طيب الرائحة فيها مرارة و أجود السعد منه ما كان ثقيلا كثيفا غليظا عسر الرض خشنا طيب الرائحة مع شيء من حدة انتهى.
و قال بعضهم يحرق الدم و يطيب النكهة و يدمل الجراحات و ينفع من عفن الأنف و الفم و القلاع و استرخاء اللثة و يزيد في الحفظ و يسخن المعدة و الكبد و يخرج الحصاة و ينفع من البواسير و الحميات العفنة.
قوله و يكثر فيه مرا في بعض النسخ بالسين و في بعضها بالثاء المثلثة و هو أظهر و كأن المراد بشعر القنفذ شوكه و قال الفيروزآبادي القطران بالفتح و الكسر و كظربان عصارة الأبهل.
و قال بعض الأطباء هو دمعة شجرة تسمى الشربين حار يابسة في الرابعة يقوي اللحم الرخوة و يحفظ جثة الميت و ينفع سيما دهنه من الجرب حتى جرب ذوات الأربع و الكلاب و الجمل و يقتل القمل انتهى.
و أقول كان في الخبر تصحيف و تحريف كثير صححناه من النسخ المتعددة و بقي بعد فيه شيء.
2 تَفْسِيرُ الْإِمَامِ، فِي حَدِيثِ الْيُونَانِيِّ الَّذِي أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فَرَأَى مِنْهُ مُعْجِزَاتٍ غَرِيبَةً حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ فَقَالَ ع صُبُّوا عَلَيْهِ مَاءً فَصَبُّوا عَلَيْهِ فَأَفَاقَ.
باب 59 معالجات علل سائر أجزاء الوجه و الأسنان و الفم