کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
بيان أصل كل داء أي غالبا أو في تلك البلاد الغالب على أهلها البرودة الجماعة أي الاجتماع في الأكل و الحمل على الصلاة بعيد و سيأتي التصريح بالأول من استعمل الخشبتين أي الخلال و السواك أمن من عذاب الكلبتين أي لا يحتاج إلى إدخال الكلبتين في فمه لقلع أسنانه فإنها ضجعة الناب في أكثر النسخ مضجعه.
قال في القاموس الضجع غاسول للثياب الواحدة بهاء و في بعض النسخ مصحة و هو أظهر.
قوله فليستقئ أي فليتقيأ قال في النهاية فيه أن رسول الله ص استقاء عامدا فأفطر هو استفعل في القيء و التقيؤ أبلغ منه لأن في الاستقاء تكلفا أكثر منه و هو استخراج ما في الجوف تعمدا.
وَ مِنْهَا الْحَدِيثُ لَوْ يَعْلَمُ الشَّارِبُ قَائِماً مَا ذَا عَلَيْهِ لَاسْتَقَاءَ مَا شَرِبَ مِنْهُ.
و قال في النهاية الأخشم الذي لا يجد ريح الشيء و هو الخُشام قوله مرضا سخينا أي حارّا شديدا مولما.
قال في القاموس ضرب سخين مولم حارّ و في النهاية فيه شرّ الشتاء السخين أي الحارّ الذي لا برد فيه.
أقول و يحتمل أن يكون بالثاء المثلثة من قولهم أثخن في العدو بالغ في الجراحة فيهم و فلانا أوهنه و منه قوله تعالى حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ 12190 أي غلبتموهم و كثر فيهم الجراح.
و قال في النهاية فيه من سبق العاطس بالحمد أمن من الشوص و اللوص و العلوص الشوص وجع الضرس و قيل الشوصة وجع في البطن من ريح تنعقد تحت الأضلاع و اللوص وجع الأذن و قيل وجع النحر و العلوص و هو وجع البطن و قيل التخمة انتهى.
و أقول إنما أوردت جميع هذه الرسالة في هذا المقام مع أن كثيرا من أجزائها يناسب أبوابا أخرى لكون جميعها بمنزلة خبر واحد فأحببت اجتماعها في مكان واحد و عدم الاعتناء كثيرا بسندها و ذكر الأجزاء بأسانيد أخرى في محالها.
وَ قَالَ ص عَلَيْكُمْ بِالْحَزَازِمَةِ.
كذا في النسخ التي رأينا و لم أر ما يناسبه في روايات الفريقين و كونه من الاحتزام و هو شدّ الوسط بعيد لفظا و معنى و إن كان يناسب التفسير الذي ذكره المستغفريّ.
قال في النهاية فيه نهي أن يصلي الرجل بغير حزام أي من غير أن يشدّ ثوبه عليه لئلا تنكشف عورته
وَ مِنْهُ الْحَدِيثُ نَهَى أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ حَتَّى يَحْتَزِمَ.
أي يتلبّب بشدّ وسطه و الحديث الآخر أنه أمر بالتحزم في الصلاة انتهى.
و مناسبته للمقام لأنه حمل الخبر على مطلق شد الوسط ففيه مصلحة طبية و إنما فسره بما قال لأن الحزازمة الذين يفعلون ذلك لا هذا الفعل لكن في مجيء الحزازمة بهذا المعنى نظر و قد يقال إنه تصحيف المرازمة بالمهملة أولا ثم المعجمة قال في النهاية فيه إذا أكلتم فرازموا المرازمة الملازمة و المخالطة أراد اخلطوا الأكل بالشكر و قولوا بين اللقم الحمد لله و قيل أراد اخلطوا أكلكم و كلوا لينا مع خشن و سائغا مع جشب.
و قيل المرازمة في الأكل المعاقبة و هو أن تأكل يوما لحما و يوما لبنا و يوما تمرا و يوما خبزا قفارا يقال للإبل إذا رعت يوما خلة و يوما خمصا قد رازمت انتهى.
و قال الأصبهاني في شرح المقامات الحريرية رزمت الشيء أي جمعته
وَ مِنْهُ الْحَدِيثُ إِذَا أَكَلْتُمْ فَرَازِمُوا.
أي اجمعوا بين حمد الله و الأكل و منه المرازمة التي كان ص يحبها و هي الجمع بين الخبز و العنب و الائتدام به.
و أقول التفسير لا يناسب هذا و لو فتحنا باب التصحيف يمكن أن يكون تصحيف
الحضارمة أي الحضرميون نسبة إلى حضرموت يمن أو حضارمة مصر و يناسبه التفسير أيضا فيكون مدحا لهم و أمرا بمعاشرتهم و سكنى بلادهم أو الخضارمة بالمعجمتين.
قال في القاموس الخضرم كزبرج الجواد العطاء و السيد الحمول و الجمع خضارم و خضارمة بالمعجمتين قوم من العجم خرجوا في بدء الإسلام فسكنوا الشام.
باب 90 آخر في الرسالة المذهّبة المعروفة بالذهبيّة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
- أَقُولُ وَجَدْتُ بِخَطِّ الشَّيْخِ الْأَجَلِّ الْأَفْضَلِ الْعَلَّامَةِ الْكَامِلِ فِي فُنُونِ الْعُلُومِ وَ الْأَدَبِ مُرَوِّجِ الْمِلَّةِ وَ الدِّينِ وَ الْمَذْهَبِ نُورِ الدِّينِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَالِي الْكَرَكِيِّ جَزَاهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَنِ الْإِيمَانِ وَ عَنْ أَهْلِهِ الْجَزَاءَ السَّنِيَّ مَا هَذَا لَفْظُهُ الرِّسَالَةُ الذَّهَبِيَّةُ فِي الطِّبِّ الَّتِي بَعَثَ بِهَا الْإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا ع إِلَى الْمَأْمُونِ الْعَبَّاسِيِّ فِي حِفْظِ صِحَّةِ الْمِزَاجِ وَ تَدْبِيرِهِ بِالْأَغْذِيَةِ وَ الْأَشْرِبَةِ وَ الْأَدْوِيَةِ.
قَالَ إِمَامُ الْأَنَامِ غُرَّةُ وَجْهِ الْإِسْلَامِ مُظْهِرُ الْغُمُوضِ بِالرَّوِيَّةِ اللَّامِعَةِ كَاشِفُ الرُّمُوزِ فِي الْجَفْرِ وَ الْجَامِعَةِ أَقْضَى مَنْ قَضَى بَعْدَ جَدِّهِ الْمُصْطَفَى وَ أَغْزَى مَنْ غَزَا بَعْدَ أَبِيهِ عَلِيٍّ الْمُرْتَضَى إِمَامُ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ أبي [أَبُو] الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ عَلَى آبَائِهِ النُّجَبَاءِ النُّقَبَاءِ الْكِرَامِ الْأَتْقِيَاءِ اعْلَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى آخِرِ مَا سَيَأْتِي مِنَ الرِّسَالَةِ.
وَ وَجَدْتُ فِي تَأْلِيفِ بَعْضِ الْأَفَاضِلِ بِهَذَيْنِ السَّنَدَيْنِ قَالَ مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ
جَابِرٍ السَّلَامِيُّ أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ الْأَجَلُّ الْعَالِمُ الْأَوْحَدُ سَدِيدُ الدِّينِ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ علبان الْخَازِنُ أَدَامَ اللَّهُ تَوْفِيقَهُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ.
وَ قَالَ هَارُونُ بْنُ مُوسَى التَّلَّعُكْبَرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ سَهْلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي وَ كَانَ عَالِماً بِأَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا ع خَاصَّةً بِهِ مُلَازِماً لِخِدْمَتِهِ وَ كَانَ مَعَهُ حِينَ حُمِلَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى أَنْ سَارَ إِلَى خُرَاسَانَ وَ اسْتُشْهِدَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ بِطُوسَ وَ هُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
قَالَ وَ كَانَ الْمَأْمُونُ بِنَيْسَابُورَ وَ فِي مَجْلِسِهِ سَيِّدِي أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا ع وَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُتَطَبِّبِينَ وَ الْفَلَاسِفَةِ مِثْلَ يُوحَنَّا بْنِ مَاسَوَيْهِ وَ جَبْرَئِيلُ بْنُ بَخْتِيشُوعَ وَ صَالِحُ بْنُ سِلْهِمَةَ 12191 الْهِنْدِيُّ وَ غَيْرُهُمْ مِنْ مُنْتَحِلِي الْعُلُومِ وَ ذَوِي الْبَحْثِ وَ النَّظَرِ فَجَرَى ذِكْرُ الطِّبِّ وَ مَا فِيهِ صَلَاحُ الْأَجْسَامِ وَ قِوَامُهَا فَأَغْرَقَ الْمَأْمُونُ وَ مَنْ بِحَضْرَتِهِ فِي الْكَلَامِ وَ تَغَلْغَلُوا فِي عِلْمِ ذَلِكَ وَ كَيْفَ رَكَّبَ اللَّهُ تَعَالَى هَذَا الْجَسَدَ وَ جَمِيعَ مَا فِيهِ مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ الْمُتَضَادَّةِ مِنَ الطَّبَائِعِ الْأَرْبَعِ وَ مَضَارِّ الْأَغْذِيَةِ وَ مَنَافِعِهَا وَ مَا يَلْحَقُ الْأَجْسَامَ مِنْ مَضَارِّهَا مِنَ الْعِلَلِ.
قَالَ وَ أَبُو الْحَسَنِ ع سَاكِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ مَا تَقُولُ يَا أَبَا الْحَسَنِ فِي هَذَا الْأَمْرِ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ هَذَا الْيَوْمَ وَ الَّذِي لَا بُدَّ مِنْهُ مِنْ مَعْرِفَةِ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ وَ الْأَغْذِيَةِ النَّافِعِ مِنْهَا وَ الضَّارِّ وَ تَدْبِيرِ الْجَسَدِ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ ع عِنْدِي مِنْ ذَلِكَ مَا جَرَّبْتُهُ وَ عَرَفْتُ صِحَّتَهُ بِالاخْتِبَارِ وَ مُرُورِ الْأَيَّامِ مَعَ مَا وَقَفَنِي عَلَيْهِ مَنْ مَضَى مِنَ السَّلَفِ مِمَّا لَا يَسَعُ الْإِنْسَانَ جَهْلُهُ وَ لَا يُعْذَرُ فِي تَرْكِهِ فَأَنَا أَجْمَعُ ذَلِكَ مَعَ مَا يُقَارِبُهُ مِمَّا يُحْتَاجُ إِلَى مَعْرِفَتِهِ.
قَالَ وَ عَاجَلَ الْمَأْمُونُ الْخُرُوجَ إِلَى بَلْخٍ وَ تَخَلَّفَ عَنْهُ أَبُو الْحَسَنِ ع وَ كَتَبَ الْمَأْمُونُ إِلَيْهِ كِتَاباً يَتَنَجَّزُهُ مَا كَانَ ذِكْرُهُ مِمَّا يُحْتَاجُ إِلَى مَعْرِفَتِهِ مِنْ جِهَتِهِ عَلَى مَا سَمِعَهُ مِنْهُ
وَ جَرَّبَهُ مِنَ الْأَطْعِمَةِ وَ الْأَشْرِبَةِ وَ أَخْذِ الْأَدْوِيَةِ وَ الْفَصْدِ وَ الْحِجَامَةِ وَ السِّوَاكِ وَ الْحَمَّامِ وَ النُّورَةِ وَ التَّدْبِيرِ فِي ذَلِكَ.
فَكَتَبَ الرِّضَا ع إِلَيْهِ كِتَاباً نُسْخَتُهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ وَصَلَ إِلَيَّ كِتَابُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِيمَا أَمَرَنِي مِنْ تَوْقِيفِهِ عَلَى مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ مِمَّا جَرَّبْتُهُ وَ مَا سَمِعْتُهُ فِي الْأَطْعِمَةِ وَ الْأَشْرِبَةِ وَ أَخْذِ الْأَدْوِيَةِ وَ الْفَصْدِ وَ الْحِجَامَةِ وَ الْحَمَّامِ وَ النُّورَةِ وَ الْبَاهِ وَ غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُدَبَّرُ اسْتِقَامَةُ أَمْرِ الْجَسَدِ وَ قَدْ فَسَّرْتُ لَهُ مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ وَ شَرَحْتُ لَهُ مَا يُعْمَلُ عَلَيْهِ مِنْ تَدْبِيرِ مَطْعَمِهِ وَ مَشْرَبِهِ وَ أَخْذِهِ الدَّوَاءَ وَ فَصْدِهِ وَ حِجَامَتِهِ وَ بَاهِهِ وَ غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنْ سِيَاسَةِ جِسْمِهِ وَ بِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.
اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ يَبْتَلِ الْجَسَدَ بِدَاءٍ حَتَّى جَعَلَ لَهُ دَوَاءً إِلَى آخِرِ مَا سَيَأْتِي.
أَقُولُ وَ ذَكَرَ الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِيُّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ الْقُدُّوسِيَّ فِي الْفِهْرِسْتِ فِي تَرْجَمَةِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّيِّ الْبَصْرِيِّ لَهُ كُتُبٌ مِنْهَا كِتَابُ الْمَلَاحِمِ وَ كِتَابُ الْوَاحِدَةِ وَ كِتَابُ صَاحِبِ الزَّمَانِ ع وَ لَهُ الرِّسَالَةُ الْمُذَهَّبَةُ عَنِ الرِّضَا ع أَخْبَرَنَا بِرِوَايَاتِهِ كُلِّهَا إِلَّا مَا كَانَ فِيهَا مِنْ غُلُوٍّ أَوْ تَخْلِيطِ جَمَاعَةٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ.
وَ رَوَاهَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَتِّيلٍ 12192 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِيِّ عَنِ الْعَمْرَكِيِّ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ.