کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
النَّاسُ يَتَكَلَّمُونَ بِكَلَامٍ غَيْرِ الْعَرَبِيَّةِ فَاجْتَمَعُوا عَلَيْهِ وَ لَاذُوا بِهِ فَوَعَظَهُمْ وَ أَنْذَرَهُمْ بِمِثْلِ كَلَامِهِمْ ثُمَّ قَالَ يَا عَمَّارُ ارْكَبْ فَفَعَلْتُ مَا أَمَرَنِي فَأَدْرَكْنَا جَامِعَ الْكُوفَةِ ثُمَّ قَالَ لِي يَا عَمَّارُ تَعْرِفُ الْبَلْدَةَ الَّتِي كُنْتَ فِيهَا قُلْتُ اللَّهُ أَعْلَمُ وَ رَسُولُهُ وَ وَلِيُّهُ قَالَ كُنَّا فِي الْجَزِيرَةِ السَّابِعَةِ مِنَ الصِّينِ أَخْطُبُ كَمَا رَأَيْتَنِي إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَرْسَلَ رَسُولَهُ إِلَى كَافَّةِ النَّاسِ وَ عَلَيْهِ أَنْ يَدْعُوَهُمْ وَ يَهْدِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُمْ إِلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ وَ اشْكُرْ مَا أَوْلَيْتُكَ مِنْ نِعْمَةٍ وَ اكْتُمْ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ فَإِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى أَلْطَافاً خَفِيَّةً فِي خَلْقِهِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ثُمَّ قَالُوا أَعْطَاكَ اللَّهُ هَذِهِ الْقُدْرَةَ الْبَاهِرَةَ وَ أَنْتَ تَسْتَنْهِضُ النَّاسَ لِقِتَالِ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَبَّدَهُمْ بِمُجَاهَدَةِ الْكُفَّارِ وَ الْمُنَافِقِينَ وَ النَّاكِثِينَ وَ الْقَاسِطِينَ وَ الْمَارِقِينَ وَ اللَّهِ لَوْ شِئْتُ لَمَدَدْتُ يَدِي هَذِهِ الْقَصِيرَةَ فِي أَرْضِكُمْ هَذِهِ الطَّوِيلَةِ وَ ضَرَبْتُ بِهَا صَدْرَ مُعَاوِيَةَ بِالشَّامِ وَ أَجْذِبُ بِهَا مِنْ شَارِبِهِ أَوْ قَالَ مِنْ لِحْيَتِهِ فَمَدَّ يَدَهُ وَ رَدَّهَا وَ فِيهَا شَعَرَاتٌ كَثِيرَةٌ فَتَعَجَّبُوا مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ وَصَلَ الْخَبَرُ بَعْدَ مُدَّةٍ أَنَّ مُعَاوِيَةَ سَقَطَ مِنْ سَرِيرِهِ فِي الْيَوْمِ الَّذِي كَانَ ع مَدَّ يَدَهُ وَ غُشِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاقَ وَ افْتُقِدَ مِنْ شَارِبِهِ وَ لِحْيَتِهِ شَعَرَاتٌ.
بيان الأروع من الرجال الذي يعجبك حسنه و العجرفة الخرق و قلة المبالاة و يقال دمدم عليه أي كلمه مغضبا.
37- كِتَابُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: تَقُولُ الْجَنَّةُ يَا رَبِّ مَلَأْتَ النَّارَ كَمَا وَعَدْتَهَا فَامْلَأْنِي كَمَا وَعَدْتَنِي قَالَ فَيَخْلُقُ اللَّهُ خَلْقاً يَوْمَئِذٍ فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع طُوبَى لَهُمْ لَمْ يَرَوْا أَهْوَالَ الدُّنْيَا وَ لَا غُمُومَهَا.
38- الدُّرُّ الْمَنْثُورُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قَوْلِهِ وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ الْآيَةَ قَالَ بَلَغَنِي أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمَّا قَتَلُوا أَنْبِيَاءَهُمْ وَ كَفَرُوا وَ كَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ سِبْطاً تَبَرَّأَ سِبْطٌ مِنْهُمْ مِمَّا صَنَعُوا وَ اعْتَذَرُوا وَ سَأَلُوا اللَّهَ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَهُمْ فَفَتَحَ اللَّهُ لَهُمْ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ فَسَارُوا فِيهِ حَتَّى خَرَجُوا مِنْ وَرَاءِ الصِّينِ فَهُمْ هُنَالِكَ حُنَفَاءَ مُسْلِمِينَ يَسْتَقْبِلُونَ قِبْلَتَنَا قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَذَلِكَ قَوْلُهُ وَ قُلْنا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائِيلَ
اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً 6954 وَ وَعْدُ الْآخِرَةِ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ سَارُوا فِي السَّرَبِ سَنَةً وَ نِصْفاً 6955 .
39- وَ عَنْ مُقَاتِلٍ قَالَ: إِنَّ مِمَّا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ مُحَمَّداً ص أَنَّهُ عَايَنَ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ قَوْمَ مُوسَى الَّذِينَ مِنْ وَرَاءِ الصِّينِ وَ ذَلِكَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ حِينَ عَمِلُوا بِالْمَعَاصِي وَ قَتَلُوا الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ دَعَوْا رَبَّهُمْ وَ هُمْ بِالْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ فَقَالُوا اللَّهُمَّ أَخْرِجْنَا مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِهِمْ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ فَجَعَلَ سَرَباً فِي الْأَرْضِ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ 6956 وَ جَعَلَ مَعَهُمْ نَهَراً يَجْرِي وَ جَعَلَ لَهُمْ مِصْبَاحاً مِنْ نُورٍ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ فَسَارُوا فِيهِ سَنَةً وَ نِصْفاً وَ ذَلِكَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِلَى مَجْلِسِهِمُ الَّذِي هُمْ فِيهِ فَأَخْرَجَهُمُ اللَّهُ إِلَى الْأَرْضِ تَجْتَمِعُ فِيهَا الْهَوَامُّ وَ الْبَهَائِمُ وَ السِّبَاعُ مُخْتَلِطِينَ بِهَا لَيْسَتْ فِيهَا ذُنُوبٌ وَ لَا مَعَاصٍ فَأَتَاهُمُ النَّبِيُّ ص تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَ مَعَهُ جَبْرَئِيلُ فَآمَنُوا بِهِ وَ صَدَّقُوهُ وَ عَلَّمَهُمُ الصَّلَاةَ وَ قَالُوا إِنَّ مُوسَى قَدْ بَشَّرَهُمْ بِهِ 6957 .
40- وَ عَنِ السُّدِّيِ فِي قَوْلِهِ وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ قَالَ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ نَهَرٌ مِنْ سَهْلٍ يَعْنِي مِنْ رَمْلٍ يَجْرِي 6958 .
41- وَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: هُمُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِ يَعْنِي سِبْطاً مِنْ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ الْعُظْمَى يَنْصُرُونَ الْإِسْلَامَ وَ أَهْلَهُ 6959 .
42- وَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عِبَاداً مِنْ وَرَاءِ الْأَنْدُلُسِ لَا يَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ عَصَاهُ مَخْلُوقٌ رَضْرَاضُهُمُ 6960 الدُّرُّ وَ الْيَاقُوتُ وَ جِبَالُهُمُ الذَّهَبُ وَ الْفِضَّةُ لَا يَزْرَعُونَ وَ لَا يَحْصُدُونَ وَ لَا يَعْمَلُونَ عَمَلًا لَهُمْ شَجَرٌ عَلَى أَبْوَابِهِمْ لَهَا أَوْرَاقٌ عِرَاضٌ هِيَ لَبُوسُهُمْ
وَ لَهُمْ شَجَرٌ عَلَى أَبْوَابِهِمْ لَهَا ثَمَرٌ فَمِنْهَا يَأْكُلُونَ 6961 .
43- وَ عَنْ بَعْضِ أَئِمَّةِ الْكُوفَةِ قَالَ: قَامَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَصَدَ نَحْوَهُمْ فَسَكَتُوا فَقَالَ مَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ قَالُوا نَظَرْنَا إِلَى الشَّمْسِ فَتَفَكَّرْنَا فِيهَا مِنْ أَيْنَ تَجِيءُ وَ أَيْنَ تَذْهَبُ وَ تَفَكَّرْنَا فِي خَلْقِ اللَّهِ فَقَالَ كَذَلِكَ فَافْعَلُوا وَ تَفَكَّرُوا فِي خَلْقِ اللَّهِ وَ لَا تَفَكَّرُوا فِي اللَّهِ فَإِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى وَرَاءَ الْمَغْرِبِ أَرْضاً بَيْضَاءَ بَيَاضُهَا وَ نُورُهَا مَسِيرَةَ الشَّمْسِ أَرْبَعِينَ يَوْماً فِيهَا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ لَمْ يَعْصُوا اللَّهَ طَرْفَةَ عَيْنٍ قِيلَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مِنْ وُلْدِ آدَمَ هُمْ قَالَ مَا يَدْرُونَ خُلِقَ آدَمُ أَمْ لَمْ يُخْلَقْ قِيلَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَأَيْنَ إِبْلِيسُ عَنْهُمْ قَالَ مَا يَدْرُونَ خُلِقَ إِبْلِيسُ أَمْ لَمْ يُخْلَقْ.
44- وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ص وَ نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ حَلَقٌ حَلَقٌ فَقَالَ لَنَا فِيمَ أَنْتُمْ قُلْنَا نَتَفَكَّرُ فِي الشَّمْسِ كَيْفَ طَلَعَتْ وَ كَيْفَ غَرَبَتْ قَالَ أَحْسَنْتُمْ كُونُوا هَكَذَا تَفَكَّرُوا فِي الْمَخْلُوقِ وَ لَا تَفَكَّرُوا فِي الْخَالِقِ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ مَا شَاءَ لِمَا شَاءَ وَ تَعَجَّبُونَ مِنْ ذَلِكَ إِنَّ مِنْ وَرَاءِ قَافٍ سَبْعَ بِحَارٍ كُلُّ بِحَارٍ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ وَ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ سَبْعُ أَرَضِينَ يُضِيءُ نُورُهَا لِأَهْلِهَا وَ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ سَبْعِينَ أَلْفَ أُمَّةٍ خُلِقُوا عَلَى أَمْثَالِ الطَّيْرِ هُوَ وَ فَرْخُهُ فِي الْهَوَاءِ لَا يَفْتُرُونَ عَنْ تَسْبِيحَةٍ وَاحِدَةٍ وَ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ سَبْعِينَ أَلْفَ أُمَّةٍ خُلِقُوا مِنْ رِيحٍ فَطَعَامُهُمْ رِيحٌ وَ شَرَابُهُمْ رِيحٌ وَ ثِيَابُهُمْ مِنْ رِيحٍ وَ آنِيَتُهُمْ مِنْ رِيحٍ وَ دَوَابُّهُمْ مِنْ رِيحٍ لَا تَسْتَقِرُّ حَوَافِرُ دَوَابِّهِمْ إِلَى الْأَرْضِ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ أَعْيُنُهُمْ فِي صُدُورِهِمْ يَنَامُ أَحَدُهُمْ نَوْمَةً وَاحِدَةً يَنْتَبِهُ وَ رِزْقُهُ عِنْدَ رَأْسِهِ وَ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ ظِلُّ الْعَرْشِ وَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ سَبْعُونَ أَلْفَ أُمَّةٍ مَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ وَ لَا وُلْدَ آدَمَ وَ لَا إِبْلِيسَ وَ لَا وُلْدَ إِبْلِيسَ وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ يَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ 6962 .
45- وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَ الْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ قَالَ الْأَنَامُ الْخَلْقُ وَ هُمْ أَلْفُ أُمَّةٍ سِتُّمِائَةٍ فِي الْبَحْرِ وَ أَرْبَعُمِائَةٍ فِي الْبَرِّ 6963 .
أقول: أوردت أخبارا كثيرة من هذا الباب في المجلد السابع في باب أنهم الحجة على جميع العوالم و جميع المخلوقات.
46- وَ رَوَى الْكَفْعَمِيُّ وَ الْبُرْسِيُّ فِي فَضْلِ الدُّعَاءِ الْمَعْرُوفِ بِالْجَوْشَنِ الْكَبِيرِ بِإِسْنَادَيْهِمَا عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ ع عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ وَ الَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنَّ خَلْفَ الْمَغْرِبِ أَرْضاً بَيْضَاءَ فِيهَا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ يَعْبُدُونَهُ وَ لَا يَعْصُونَهُ وَ قَدْ تَمَزَّقَتْ لُحُومُهُمْ وَ وُجُوهُهُمْ مِنَ الْبُكَاءِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِمْ لِمَ تَبْكُونَ وَ لَمْ تَعْصُونِي طَرْفَةَ عَيْنٍ قَالَ نَخْشَى أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَ يُعَذِّبَنَا بِالنَّارِ قَالَ عَلِيٌّ ع قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ هُنَاكَ إِبْلِيسُ أَوْ أَحَدٌ مِنْ بَنِي آدَمَ فَقَالَ وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً مَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ وَ لَا إِبْلِيسَ وَ لَا يُحْصِي عَدَدَهُمْ إِلَّا اللَّهُ وَ مَسِيرُ الشَّمْسِ فِي بِلَادِهِمْ أَرْبَعُونَ يَوْماً لَا يَأْكُلُونَ وَ لَا يَشْرَبُونَ 6964 الْخَبَرَ.
تذنيب
اعلم أن الأخبار الواردة في هذا الباب غريبة و بعضها غير معتبرة الأسانيد كروايات البرسي و جامع الأخبار و المأخوذ من الكتاب القديم و بعضها معتبرة مأخوذة من أصول القدماء و ليس ما تتضمنها بعيدا من قدرة الله تعالى 6965
و جابلقا و جابرسا ذكرهما اللغويون على وجه آخر قال الفيروزآبادي جابلص بفتح الباء و اللام أو سكونها بلد بالمغرب و ليس وراءه إنسي
و جابلق بلد بالمشرق 6966 انتهى و يقال إن فيهما أو في إحداهما أصحاب القائم ع و الصوفية و المتألهون من الحكماء أولوا أكثر هذه الأخبار بعالم المثال قال شارح المقاصد ذهب بعض المتألهين من الحكماء و نسب إلى القدماء أن بين عالمي المحسوس و المعقول واسطة تسمى عالم المثل ليس في تجرد المجردات و لا في مخالطة الماديات و فيه لكل موجود من المجردات و الأجسام و الأعراض و الحركات و السكنات و الأوضاع و الهيئات و الطعوم و الروائح مثال قائم بذاته معلق لا في مادة و محل يظهر للحس بمعونة مظهر كالمرآة و الخيال و الماء و الهواء و نحو ذلك و قد ينتقل من مظهر إلى مظهر و قد يبطل كما إذا فسدت المرآة و الخيال أو زالت المقابلة أو التخيل و بالجملة هو عالم عظيم الفسحة غير متناه يحذو حذو العالم الحسي في دوام حركة أفلاكه المثالية و قبول عناصره و مركباته آثار حركات أفلاكه و إشراقات العالم العقلي و هذا ما قال الأقدمون أن في الوجود عالما مقداريا غير العالم الحسي لا يتناهى عجائبه و لا تحصى مدنه و من جملة تلك المدن جابلقا و جابرسا و هما مدينتان عظيمتان لكل منهما ألف باب لا يحصى ما فيها من الخلائق و من هذا عالم يكون فيه الملائكة
و الجن و الشياطين و الغيلان لكونها من قبيل المثل أو النفوس الناطقة المفارقة الظاهرة فيها و به يظهر المجردات في صور مختلفة بالحسن و القبح و اللطافة و الكثافة و غير ذلك بحسب استعداد القابل و الفاعل و عليه بنوا أمر المعاد الجسماني فإن البدن المثالي الذي يتصرف فيه النفس حكمه حكم البدن الحسي في أن له جميع الحواس الظاهرة و الباطنة فيلتذ 6967 و يتألم باللذات و الآلام الجسمانية و أيضا تكون من الصور المعلقة نورانية فيها نعيم السعداء و ظلمانية فيها عذاب الأشقياء و كذا أمر المنامات و كثير من الإدراكات فإن جميع ما يرى في المنام أو التخيل في اليقظة بل نشاهد في الأمراض و عند غلبة الخوف و نحو ذلك من الصور المقدارية التي لا تحقق لها في عالم الحس كلها من عالم المثل و كذا كثير من الغرائب و خوارق العادات كما يحكى عن بعض الأولياء أنه مع إقامته ببلدته كان من حاضري المسجد الحرام أيام الحج و أنه ظهر من بعض جدران البيت أو خرج من بيت مسدود الأبواب و الكواء و أنه أحضر بعض الأشخاص و الثمار أو غير ذلك من مسافة بعيدة جدا في زمان قريبة إلى غير ذلك و القائلون بهذا العالم منهم من يدعي ثبوته بالمكاشفة و التجارب الصحيحة و منهم من يحتج بأن ما يشاهد من تلك الصور الجزئية ليست عدما صرفا و لا من عالم الماديات و هو ظاهر و لا من عالم العقل لكونها ذوات مقدار و لا مرتسمة في الأجزاء الدماغية لامتناع ارتسام الكبير في الصغير و لما كانت الدعوى عالية و الشبه واهيه كما سبق لم يلتفت إليه المحققون من الحكماء و المتكلمين انتهى.