کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
لم تكن مروية فلا يصح نقلها و لا العمل بها كما لو وجد كتابا كتبه آخر فإنه و إن عرف أنه كتبه لا يصح أن يرويه عنه فقد ظهرت الفائدة.
فهذه نبذة أشرنا إليها لينتفع بها و لدفع توهم أن الإجازة تجيز العمل كيف و المجاز تشتمل على راجح و مرجوح و العمل بالراجح واجب و بالمرجوح حرام و مما يؤيد أن الإجازة من أقسام الرواية إجازة كل عالم كتب جميع العلماء و من كتبهم مخالف لفتواه فلو أجاز العمل به لكان مجيزا لما ثبت عنده بطلانه و يخرج بذلك عن الأمانة و العدالة و كيف يجيز ابن إدريس كتب الشيخ للعمل لا يتوهم هذا محصل و أيضا فالإجازة يجيزها المجتهد لمثله و ليس المجاز له ممن يقله المجيز في شيء بل جميع الإجازات كذلك لاتصالها بالمجتهدين كما لا يخفى.
و مما يزيد ذلك بيانا أنهم يجيزون المعقول و المنقول و ليس المعقول صالحا لأن يعمل به بالإجازة و بعد المقدمة أقول.
أجزت له دامت أيامه العمل بما نقله و قرأه من الشرائع و حواشيها و أكثر النافع و الألفية و حواشيها و رسالتي النجفية و أن ينقله إلى غيره و يعمل به ذلك الغير و هلم جرا ما دمت حيا فإذا مت ففي الرواية خاصة إلا فيما لا خلاف فيه فإنه لا يتعلق بموت و لا يختص براو.
و أجزت له أيده الله بمعونته رواية كتب جميع الفتاوي للشيعة عني عن مشايخي عن مؤلفيها فمنها كتاب قواعد الأحكام لجمال الدين رحمه الله و التذكرة و النهاية و المختلف و المنتهى له إلى غير ذلك من كتبه كالتحرير و التلخيص و الإرشاد.
و منها كتب الشيخ و هي كثيرة أنفعها التهذيب و الإستبصار و التبيان و النهاية و المبسوط و الخلاف فالأولان عن مشايخي رضوان الله عليهم من مشايخي متصلا بأئمة الهدى و الثاني عن مشايخي متصلا إليه.
و منها كتب سائر أصحابنا كالمرتضى و كالمحقق من المعتبر و النكت و غيرهما و السعيد من الإيضاح و غيره و السعيد من شرح القواعد و غيره و جميع كتب أصحابنا
القدماء كابن قولويه و ابن بابويه من المقنع و الفقيه و غيرهما و الشيخ المفيد من المقنعة و الإرشاد و غيرهما و كتاب محمد بن يعقوب الكليني فإنه كاسمه كاف شاف واف و كتب جميع المتأخرين كالشهيد من الذكرى و البيان و الدروس و غير ذلك كحاشية القواعد و شرح الإرشاد.
و أجزت له رواية ما للرواية فيه مدخل و أجزت له أن يجيز ذلك لغيره ممن شاء و أحب فهو أهل لذلك محتاطا لي و له بشرائط الإجازة و الرواية.
تتمة
طرق فقهائنا رضوان الله عليهم مشهورة منها ما هو مذكور للعلامة في خلاصة الأقوال و للشيخ في آخر الإستبصار و لابن بابويه في آخر من لا يحضره الفقيه إلى غير ذلك كلها هي طرقنا إجازة و طرقنا إليهم متعددة منها ما أجازه لي عدة من الفضلاء أوثقهم الشيخ إبراهيم بن الحسن الشهير بالذراق عن الشيخ علي بن هلال الجزائري عن الشيخ أحمد بن فهد عن الشيخ زين الدين علي بن الحسن الخازن الحائري عن الشيخ أبي عبد الله محمد بن مكي فهذا طريق إلى الشهيد و سائر طرق الشهيد طرق لنا.
و عنه قدس الله روحه أيضا عن الشيخ علي بن هلال عن الشيخ عز الدين بن العشرة عن الشيخ أحمد بن فهد عن الشيخ علي بن يوسف النيلي و ظهير الدين علي بن عبد الجليل النيلي عن شيخهما السعيد عن أبيه العلامة عن المحقق نجم الدين بن فهد بطرقه إلى السعيد و العلامة و المحقق فطرقهم طرق لنا.
و عنه أيضا عن علي بن هلال عمن يثق به عن عبد المطلب بن الأعرج الحسيني عن جمال الدين الحسن بن يوسف عن محمد بن نما عن محمد بن منصور العجلي بن إدريس عن عربي بن مسافر العبادي عن إلياس بن هشام الحائري عن أبي علي ابن الشيخ أبي جعفر الطوسي عن الطوسي رحمه الله عن السيد المرتضى علي بن الحسين.
و عن الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان و عنه عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى بن بابويه القمي الملقب بالصدوق و عن المفيد عن محمد بن يعقوب الكليني فهذا إلى أجلاء فقهائنا و طرقهم أشهر من أن يذكر إلى الأئمة ع متصلة إلى سيد المرسلين ص فما كان من فتاويهم فإليهم خاصة و ما كان من الأحاديث فإلى خاتم النبيين ص عن جبرئيل ع عن رب العالمين.
و كتب الفقير الحقير غريق الخطايا و أسير الحدثان إبراهيم بن سليمان القطيفي المجاور بحرم مولاه أمير المؤمنين علي صلوات الله و سلامه عليه جعله الله به من الآمنين في الدنيا و الآخرة آمين حادي عشرين من شهر عاشوراء مفتتح سنة عشرين و تسعمائة و صلى الله على محمد و آله وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و أسأل من عموم كرم أخلاقه أن لا ينساني من الدعاء في خلواته و دبر صلواته كما لا أنساه حتى أوسد رميما في التراب و إلى الله المرجع و المآب و كتب الفقير إلى الله إبراهيم بن محمد الحرفوشي عفا الله عنهما و عن جميع المؤمنين و صلى الله على محمد و آله الطاهرين.
صورة إجازة 47 الشيخ المدقق إبراهيم 12627 بن سليمان القطيفي المذكور للسيد الشريف جمال الدين بن نور الله بن السيد شمس الدين محمد شاه الحسيني التستري قدس الله روحهما و لعل المجاز له جد القاضي نور الله التستري
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا من شرف السادة و جعلهم لنا شرفا و قادة و أوجب لنا شكره على إنعامه علينا بهم الزيادة و أوصل إلينا بإرشادهم ما شرعه لنا من الدين و العبادة و أصلح للمتمسك منا بهم دينه و دنياه و معاده كما أوجب عليهم أن يتبعوا ملة إبراهيم على من به اصطفيت آدم و نوحا و آل عمران و آل إبراهيم هو سيد المرسلين و غاية المخلوقين كان بحقيقته نبيا و آدم بين الماء و الطين و بظاهر نشأته مكمل معالم الدين و خاتم النبيين الباقي شرعه و دينه ببقاء العالمين إلى يوم الدين.
إذا انفردت و ما شوركت في صفة
فحسبنا الوصف إيضاحا و تبيينا .
لكن نتشرف و نشرف بذكر اسمه الطروس و الأقلام و نضع إجلالا له الرءوس موضع الأقدام هو محمد المصطفى من خاصة أهل الصدق و الصفاء و على نفسه في كتاب الله لاستقامته في مقام الوفاء الذي ولايته ركن للإيمان و سلامة من الغي و أمن و شفاء هو علي العلي الشأن عند العلي الشأن حسبي بذلك و كفى.
يقولون لي فضل عليا عليهم
فلست أقول التبر أعلى من الحصا
إذا أنا فضلت الإمام عليهم
أكن بالذي فضلته متنقصا
أ لم تر أن السيف يزري بحده
مقالة هذا السيف أمضى من العصا .
هو مظهر العجائب هو ليث بني غالب هو سهم الله الصائب هو الإمام لأهل السماء و الأرض علي بن أبي طالب صلوات الله و سلامه عليه.
يجل عن الأذهان كنه صفاته
و يرجع عنه الطرف رجعة أخيب
و ليس بيان القول عنه بكاشف
غطاء و لا فصل الخطاب بمعرب
و لم يغل فيك المسلمون بزعمهم
و لكن لسر في علاك مغيب .
و صل على آلهما الذين اخترتهم حفظة للدين أن يسقم و للعلم أن يعدم الذين استودعتهم أسرار علمك العظيم و ألهمتهم دقائق الخفايا في الذكر الحكيم فلم ينطقوا إلا بالصواب و لم يقفوا عن مسألة في جواب.
إذا شئت أن ترضى لنفسك مذهبا
ينجيك يوم البعث من ألم النار
فدع عنك قول الشافعي و مالك
و أحمد و النعمان أو كعب الأحبار
و وال أناسا قولهم و حديثهم
روى جدنا عن جبرئيل عن الباري .
و كما صليت على إبراهيم و آل إبراهيم فصل على محمد و آل محمد و على ذريتهم الطاهرين الفهاميم.
و بعد فيقول أخفض الخلائق عملا و أكثرهم زللا فقير عفو ربه المنان إبراهيم بن سليمان لما قضى الله سبحانه و تعالى بفقد العلماء و أهل الفضل من الحكماء كما أشار إليه الحق في كتابه المكنون في اللوح المخزون بقوله أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها فلم يبق من يعول عليه و لا من يشار بالفضل إليه و كان تعالى قد أفاض على مواهبه السنية و حسن ألطافه الخفية برشحة من المعارف الإلهية و الأحكام الشرعية.
نظرت فإذا أنا إن تأخرت لقلة بضاعتي و كثرة إضاعتي و ضعف يراعتي كنت مع ذلك آثما مأزورا و إن بذلت ما عرفت مخلصا له رجوت أن أكون مأجورا و اعتراني أيضا الخوف من رب الشريعة الغراء المتوسل به في حالتي السراء و الضراء
إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه فإن لم يفعل فعليه لعنة الله.
و غيره من الأحاديث النبوية و الآثار الإلهية فتمثلت بقول الشاعر
تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد
لنفسي حياة مثل أن أتقدما .
لو لا ذلك لكنت من المتأخرين بل من المستخفين من أكثر المخلوقين فلا جرم إن قمت بما استطعته من المذاكرة و التعليم و المبالغة في التعريف و التفهيم متمثلا بقول المعلى.
لعمر أبيك ما نسب المعلى
إلى كرم و في الدنيا كريم
و لكن البلاد إذا اقشعرت
و صوح نبتها رعي الهشيم .
هذا مع تشتت البال و ضعف الحال و كثرة المعاندين من أهل الضلال و الحاسدين من الجهال و شياع الفتن و ظهور القيل و القال و لله الحمد و له الشكر و إليه المشتكى في المبدإ و المآل.
و كان ممن صحبته في الله و تحققت أن حركاته و سكناته مخلصة لله السيد السند الظهير المعتمد العالم العامل الفاضل الكامل مرضي الأخلاق زاكي الأعراق كريم المحاسن و الشيم عالي المفاخر و الهمم رفيع القدر بين الأمم حسن المحامد السنية و المكارم العلية المحافظ على الطاعات الفرضية المداوم على المرغبات النفلية محكم المعارف العقلية و متقن المسائل الشرعية و موضح الدقائق الفرعية سيدنا الأجل الأفضل الأكمل السيد شريف ابن السيد الفاضل العالم الكامل السيد جمال الدين نور الله ابن التقي الزكي المكاشف بالسر الخفي شمس الدين محمد شاه الحسيني التستري أيده الله تعالى بالعنايات الأبدية و الكرامات السرمدية.
التمس مني قراءة الكتاب الموسوم بالإرشاد لعلمه أن في قراءته الهدى و الرشاد و الوصول إلى طريق السداد فأجبت ملتمسه لدي و علمت أن ذلك فضل من الله تعالى ساقه إلي فقرأه من أوله إلى آخره قراءة تشهد له بأنه من أهل العلم و السعادة و كانت الإفادة منه أكثر من الاستفادة و لم يأل جهدا في تحقيق مسائله الشريفة و غوامضه اللطيفة و دقائقه المنيفة و لم يكتف من دون أن قرأ حواشي قد اقتضاها التحصيل للحقائق الشرعية
و أوضح بها الدقائق الفرعية.
و كان يسأل عما يشتبه عليه و يبحث فيما يحتاج البحث إليه سؤالا و بحثا يشهدان له بأنه من أهل التحقيق و من ذوي الفهم و التدقيق.
فلما بلغ مبتغاه و وصل إلى منتهاه التمس مني إجازة له فيما قرأه من المتن و الحواشي كما هو عادة المدرسين و قاعدة المذاكرين فأجزت له دامت أيامه في رواية ذلك عني و في العمل به لنفسه و لمن ينقل بواسطته ذلك مني إجازة تسلطه على ذلك تسلط المجاز له على ما أجيز له و أجزت له زيدت معاليه أن يجيز ذلك لمن عرف أنه من أهل التقوى و الصلاح من خاصته و الملازمين له.
و أجزت له التدريس في ذلك و تقرير المعنى لأنه قد استولى على ذلك علما و فهما و أجزت له رفعت معاليه أن يجيز ذلك لمن يقرأ عليه ممن يعرف أنه من أهل ذلك فإنه أهل لذلك و أهل أن يعرف من هو أهل لذلك و من يجوز له إجازة ذلك مراعيا في جميع ذلك الاحتياط فما ضل عن الصراط من سلك سبيل الاحتياط.
و ليعلم أمدت ميامنه أن الإجازة كما تقرر في الأصول هي من أقسام الرواية و هي آخر مراتبها في القوة إلا أنها أعم فائدة و أكمل عائدة.
أما إنها آخر مراتب الرواية في القوة لأن أعلى مراتب الرواية أن يسمع الراوي قراءة الشيخ و ذلك لآمنه حينئذ من الغلط لو كان هو القارئ لاحتمال الغفلة في السماع و يليها قراءة الراوي و سماع المروي عنه و يليهما قراءة غيرهما و سماع الراوي القراءة إلى أن ينتهي إلى الإجازة و لا يفتقر إلى شيء من ذلك بل يتسلط المجاز له على ما أجيز له فيه أن يرويه عمن أجازه له رواية لفظ لا رواية معنى لأن المجيز لم يقرر له معنى ما أجيز له فيه و يكون المعنى موكولا إلى ما يصح الاعتماد عليه في معرفته بالدلالات الثلاث و ما يتبعها من المفهومات.