کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
فيها زمانا طويلا و كان يكتب قبيلة حاله على الجدار و يسأل من الناظرين الدعاء و الشفاعة.
فما تم بكاؤه و تضرعه إلا و قد فتح الله تعالى لسانه و خرج بإعجاز الحجة ع من ذلك المقام المنيف مع لسان ذلق و كلام فصيح و أحضر في يوم السبت في محفل تدريس سيد الفقهاء و شيخ العلماء رئيس الشيعة و تاج الشريعة المنتهى إليه رئاسة الإمامية سيدنا الأفخم و أستاذنا الأعظم الحاج الآميرزا محمد حسن الشيرازي متع الله المسلمين بطول بقائه و قرأ عنده متبركا سورة المباركة الفاتحة بنحو أذعن الحاضرون بصحته و حسن قراءته و صار يوما مشهودا و مقاما محمودا.
و في ليلة الأحد و الاثنين اجتمع العلماء و الفضلاء في الصحن الشريف فرحين مسرورين و أضاءوا فضاءه من المصابيح و القناديل و نظموا القصة و نشروها في البلاد و كان معه في المركب مادح أهل البيت ع الفاضل اللبيب الحاج ملا عباس الصفار الزنوزي البغدادي فقال و هو من قصيدة طويلة. و رآه مريضا و صحيحا.
و في عامها جئت و الزائرين
إلى بلدة سر من قد رآها
رأيت من الصين فيها فتى
و كان سمي إمام هداها
يشير إذا ما أراد الكلام
و للنفس منه. براها
و قد قيد السقم منه الكلام
و أطلق من مقلتيه دماها
فوافى إلى باب سرداب من
به الناس طرا ينال مناها
يروم بغير لسان يزور
و للنفس منه دهت بعناها
و قد صار يكتب فوق الجدار
ما فيه للروح منه شفاها
أروم الزيارة بعد الدعاء
ممن رأى أسطري و تلاها
لعل لساني يعود الفصيح
و علي أزور و أدعو الإلها
إذا هو في رجل مقبل
تراه ورى البعض من أتقياها
تأبط خير كتاب له
و قد جاء من حيث غاب ابن طه
فأومى إليه ادع ما قد كتب
و جاء فلما تلاه دعاها
و أوصى به سيدا جالسا
أن ادعوا له بالشفاء شفاها
فقام و أدخله غيبة الإمام
المغيب من أوصياها
و جاء إلى حفرة الصفة
التي هي للعين نور ضياها
و أسرج آخر فيها السراج
و أدناه من فمه ليراها
هناك دعا الله مستغفرا
و عيناه مشغولة ببكاها
و مذ عاد منها يريد الصلاة
قد عاود النفس منه شفاها
و قد أطلق الله منه اللسان
و تلك الصلاة أتم أداها .
و لما بلغ الخبر إلى خريت صناعة الشعر السيد المؤيد الأديب اللبيب فخر الطالبيين و ناموس العلويين السيد حيدر بن السيد سليمان الحلي أيده الله تعالى بعث إلى سرمنرأى كتابا صورته.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لما هبت من الناحية المقدسة نسمات كرم الإمامة فنشرت نفحات عبير هاتيك الكرامة فأطلقت لسان زائرها من اعتقاله عند ما قام عندها في تضرعه و ابتهاله أحببت أن أنتظم في سلك من خدم تلك الحضرة في نظم قصيدة تتضمن بيان هذا المعجز العظيم و نشره و أن أهنئ علامة الزمن و غرة وجهه الحسن فرع الأراكة المحمدية و منار الملة الأحمدية علم الشريعة و إمام الشيعة لأجمع بين العبادتين في خدمة هاتين الحضرتين فنظمت هذه القصيدة الغراء و أهديتها إلى دار إقامته و هي سامرا راجيا أن تقع موقع القبول فقلت و من الله بلوغ المأمول.
كذا يظهر المعجز الباهر
و يشهده البر و الفاجر
و تروى الكرامة مأثورة
يبلغها الغائب الحاضر
يقر لقوم بها ناظر
و يقذي لقوم بها ناظر
فقلب لها ترحا واقع
و قلب بها فرحا طائر
أجل طرف فكرك يا مستدل
و أنجد بطرفك يا غائر
تصفح مآثر آل الرسول
و حسبك ما نشر الناشر
و دونكه نبأ صادقا
لقلب العدو هو الباقر
فمن صاحب الأمر أمس استبان
لنا معجز أمره باهر
بموضع غيبته مذ ألم
أخو علة داؤها ظاهر
رمى فمه باعتقال اللسان
رام هو الزمن الغادر
فأقبل ملتمسا للشفاء
لدى من هو الغائب الحاضر
و لقنه القول مستأجر
عن القصد في أمره جائر
فبيناه في تعب ناصب
و من ضجر فكره حائر
إذ انحل من ذلك الاعتقال
و بارحه ذلك الضائر
فراح لمولاه في الحامدين
و هو لآلائه ذاكر
لعمري لقد مسحت داءه
يد كل خلق لها شاكر
يد لم تزل رحمة للعباد
لذلك أنشأها الفاطر
تحدر و إن كرهت أنفس
يضيق شجى صدرها الواغر
و قل إن قائم آل النبي
له النهي و هو هو الآمر
أ يمنع زائره الاعتقال
مما به ينطق الزائر
و يدعوه صدقا إلى حله
و يقضي على أنه القادر
و يكبو مرجيه دون الغياث
و هو يقال به العاثر
فحاشاه بل هو نعم المغيث
إذا نضنض الحارث الفاغر 5933
فهذي الكرامة لا ما غدا
يلفقه الفاسق الفاجر
أدم ذكرها يا لسان الزمان
و في نشرها فمك العاطر
و هن بها سرمنرأى و من
به ربعها آهل عامر
هو السيد الحسن المجتبى
خضم الندى غيثه الهامر
و قل يا تقدست من بقعة
بها يهب الزلة الغافر
كلا أسميك في الناس باد له
بأوجههم أثر ظاهر
فأنت لبعضهم سرمنرأى
و هو نعت لهم ظاهر
و أنت لبعضهم ساء من
رأى و به يوصف الخاسر
لقد أطلق الحسن المكرمات
مهياك فهو بهي سافر
فأنت حديقة زهو به
و أخلافه روضك الناضر
عليم تربى بحجر الهدى
و نسج التقى برده الطاهر .
إلى أن قال سلمه الله تعالى.
كذا فلتكن عترة المرسلين
و إلا فما الفخر يا فاخر
.
الحكاية الثالثة و الثلاثون [تشرّف العالم الربانيّ المولى زين العابدين السلماسيّ في السرداب الشريف عند ما كان يقرء دعاء الندية]
حدثني الثقة العدل الأمين آغا محمد المجاور لمشهد العسكريين ع المتولي لأمر الشموعات لتلك البقعة العالية فيما ينيف على أربعين سنة و هو أمين السيد الأجل الأستاذ دام علاه عن أمه و هي من الصالحات قالت كنت يوما في السرداب الشريف مع أهل بيت العالم الرباني و المؤيد السبحاني المولى زين العابدين السلماسي المتقدم ذكره رحمه الله و كان حين مجاورته في هذه البلدة الشريفة لبناء سورها.
قالت و كان يوم الجمعة و المولى المذكور يقرأ دعاء الندبة و كنا نقرؤها بقراءته و كان يبكي بكاء الواله الحزين و يضج ضجيج المستصرخين و كنا نبكي ببكائه و لم يكن معنا فيه غيرنا.
فبينا نحن في هذه الحالة و إذا بشرق مسك و نفحته قد انتشر في السرداب و ملأ فضاءه و أخذ هواءه و اشتد نفاحه بحيث ذهبت عن جميعنا تلك الحالة فسكتنا كأن على رءوسنا الطير و لم نقدر على حركة و كلام فبقينا متحيرين إلى أن مضى
زمان قليل فذهب ما كنا نستشمه من تلك الرائحة الطيبة و رجعنا إلى ما كنا فيه من قراءة الدعاء فلما رجعنا إلى البيت سألت عن المولى رحمه الله عن سبب ذلك الطيب فقال ما لك و السؤال عن هذا و أعرض عن جوابي.
و حدثني الأخ الصفي العالم المتقي الآغا علي رضا الأصفهاني الذي مر ذكره و كان صديقه و صاحب سره قال سألته يوما عن لقائه الحجة ع و كنت أظن في حقه ذلك كشيخه السيد المعظم العلامة الطباطبائي كما تقدم فأجابني بتلك الواقعة حرفا بحرف و قد ذكرت في دار السلام بعض كراماته و مقاماته رحمة الله عليه.
الحكاية الرابعة و الثلاثون [تشرّف الشيخ ابن أبي الجواد النعماني بزيارته عليه السّلام]
قال الفاضل الجليل النحرير الآميرزا عبد الله الأصفهاني الشهير بالأفندي في المجلد الخامس من كتاب رياض العلماء في ترجمة الشيخ بن أبي الجواد النعماني أنه ممن رأى القائم ع في زمن الغيبة الكبرى و روى عنه ع و رأيت في بعض المواضع نقلا عن خط الشيخ زين الدين علي بن الحسن بن محمد الخازن الحائري تلميذ الشهيد أنه قد رأى ابن أبي جواد النعماني مولانا المهدي ع فقال له يا مولاي لك مقام بالنعمانية و مقام بالحلة فأين تكون فيهما فقال له أكون بالنعمانية ليلة الثلاثاء و يوم الثلاثاء و يوم الجمعة و ليلة الجمعة أكون بالحلة و لكن أهل الحلة ما يتأدبون في مقامي و ما من رجل دخل مقامي بالأدب يتأدب و يسلم علي و على الأئمة و صلى علي و عليهم اثنتي عشرة مرة ثم صلى ركعتين بسورتين و ناجى الله بهما المناجاة إلا أعطاه الله تعالى ما يسأله أحدها المغفرة.
فقلت يا مولاي علمني ذلك فقال قل اللهم قد أخذ التأديب مني حتى مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ و إن كان ما اقترفته من الذنوب أستحق به أضعاف أضعاف ما أدبتني به و أنت حليم ذو أناة تعفو عن كثير حتى يسبق عفوك و رحمتك عذابك و كررها علي ثلاثا حتى فهمتها.
قلت و النعمانية بلد بين واسط و بغداد و الظاهر أن منه الشيخ أبا عبد الله محمد بن محمد بن إبراهيم بن جعفر الكاتب الشهير بالنعماني المعروف بابن أبي زينب تلميذ الكليني و هو صاحب الغيبة و التفسير و هو و الشيخ الصفواني المعاصر له قد ضبط كل واحد منهما نسخه الكافي و لذا ترى أنه قد يقع في الكافي كثيرا و في نسخة النعماني كذا و في نسخة الصفواني كذا.
الحكاية الخامسة و الثلاثون [تشرّف رجل آخر بلقائه و هو عليه السّلام يزور أمير المؤمنين عليه السلام في يوم الأحد]
السيد الأجل علي بن طاوس في جمال الأسبوع أنه شاهد أحد صاحب الزمان ع و هو يزور بهذه الزيارة أمير المؤمنين ع في اليقظة لا في النوم يوم الأحد و هو يوم أمير المؤمنين ع.
السلام على الشجرة النبوية و الدوحة الهاشمية المضيئة المثمرة بالنبوة المونعة بالإمامة السلام عليك و على ضجيعيك آدم و نوح السلام عليك و على أهل بيتك الطيبين الطاهرين السلام عليك و على الملائكة المحدقين بك و الحافين بقبرك يا مولاي يا أمير المؤمنين هذا يوم الأحد و هو يومك و باسمك و أنا ضيفك فيه و جارك فأضفني يا مولاي و أجرني فإنك كريم تحب الضيافة و مأمول بالإجابة فافعل ما رغبت إليك فيه و رجوته منك بمنزلتك و آل بيتك عند الله و منزلته عندكم و بحق ابن عمك رسول الله صلى الله عليه و آله و عليكم أجمعين.
الحكاية السادسة و الثلاثون [لقاء السيد محمّد الآوي و روايته لنوع من الاستخارة بالسبحة]
العلامة الحلي رحمه الله في منهاج الصلاح قال نوع آخر من الاستخارة رويته عن والدي الفقيه سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر رحمه الله عن السيد رضي الدين محمد الآوي الحسيني عن صاحب الأمر ع و هو أن يقرأ فاتحة الكتاب عشر مرات و أقله ثلاث مرات و الأدون منه مرة ثم يقرأ إِنَّا أَنْزَلْناهُ عشر مرات ثُمَّ يَقْرَأُ هَذَا الدُّعَاءَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ لِعِلْمِكَ بِعَوَاقِبِ الْأُمُورِ
وَ أَسْتَشِيرُكَ لِحُسْنِ ظَنِّي بِكَ فِي الْمَأْمُولِ وَ الْمَحْذُورِ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ الْأَمْرُ الْفُلَانِيُّ قَدْ نِيطَتْ بِالْبَرَكَةِ أَعْجَازُهُ وَ بَوَادِيهِ وَ حُفَّتْ بِالْكَرَامَةِ أَيَّامُهُ وَ لَيَالِيهِ فَخِرْ لِي فِيهِ خِيَرَةً تَرُدُّ شَمُوسَهُ ذَلُولًا تَقْعَضُ أَيَّامَهُ سُرُوراً اللَّهُمَّ إِمَّا أَمْرٌ فَآتَمِرُ وَ إِمَّا نَهْيٌ فَأَنْتَهِي اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِرَحْمَتِكَ خِيَرَةً فِي عَافِيَةٍ ثُمَّ يَقْبِضُ عَلَى قِطْعَةٍ مِنَ السُّبْحَةِ وَ يُضْمِرُ حَاجَتَهُ وَ يُخْرِجُ إِنْ كَانَ عَدَدُ تِلْكَ الْقِطْعَةِ زَوْجاً فَهُوَ افْعَلْ وَ إِنْ كَانَ فَرْداً لَا تَفْعَلْ أَوْ بِالْعَكْسِ.
قال الكفعمي رحمه الله نيطت تعلقت و ناط الشيء تعلق و هذا منوط بك أي متعلق و الأنواط المعاليق و نيط فلان بكذا أي تعلق قال الشاعر
و أنت زنيم نيط في آل هاشم .
كما نيط خلف الراكب القدح الفرد .
و أعجاز الشيء آخره و بواديه أوله و مفتتح الأمر و مبتداه و مهله و عنفوانه و أوائله و موارده و بدائهه و بواديه نظائر و شوافعه و تواليه و أعقابه و مصادره و رواجعه و مصايره و عواقبه و أعجازه نظائر و قوله شموسه أي صعوبته و رجل شموس أي صعب الخلق و لا تقل شموص بالصاد و أشمس الفرس منع ظهره و الذلول ضد الصعوبة و تقعض أي ترد و تعطف و قعضت العود عطفته و تقعص بالصاد تصحيف و العين مفتوحة لأنه إذا كانت عين الفعل أو لامه أحد حروف الحلق كان الأغلب فتحها في المضارع.
قال في البحار و في كثير من النسخ بالصاد المهملة و لعله مبالغة في السرور و هذا شائع في العرب و العجم يقال لمن أصابه سرور عظيم مات سرورا أو يكون المراد به الانقضاء أي تنقضي بالسرور و التعبير به لأن أيام السرور سريعة الانقضاء فإن القعص الموت سريعا فعلى هذا يمكن أن يقرأ على بناء المعلوم و المجهول و أيامه بالرفع و النصب معا.