کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ 8038 و قد يفسر الصعود إليه تعالى بالقبول و قيل معنى يصعد إليه أي إلى سمائه أو إلى حيث لا يملك الحكم سواه فجعل صعوده إلى سمائه صعودا إليه و الْكَلِمُ الطَّيِّبُ الكلمات الحسنة كلها ذكره الكفعمي 8039 و ضمير يرفعه إما أن يعود إلى العمل الصالح أي يتقبله كما هو المراد في هذا الدعاء و إما إلى الكلم الطيب أي العمل الصالح يرفع الكلم الطيب و قيل هو من باب القلب أي الكلم الطيب يرفع العمل الصالح فالمراد من الكلم الطيب الشهادتان أو هما مع سائر العقائد لا سيما الإمامة كما ورد في الأخبار الجوانح ما يلي الصدر من الأضلاع بالرحمة الباء للملابسة أو السببية و في كل موقف مشهود أي معلوم أو شهده المسلمون و الكفار للمحاربة.
و المراد بمرابضها مواضع استقرارها و هو إشارة إلى ما مر 8040 من أن المتوكل لعنه الله ألقاه في بركة السباع فحرسه الله عنها و تذللت له ع.
فذللت له مراكبها أي ركوبها بأن يكون مصدرا ميميا أو محال ركوبها و ظهورها و هو إشارة إلى ما مر 8041 من أنه كان عند المستعين بغل لم ير مثله حسنا و كان يمنع ظهره من السرج و اللجام و عجزت الرواض عن ركوبه فبعث إليه ع و طلبه و كلفه إسراجه و إلجامه ليهلكه و قام ع فوضع يده على كفله فسال العرق من البغل ثم أسرجه و ركبه و ركضه في الدار فوهبه المستعين البغل.
بالمياسرة إذا حاسبتني المياسرة مفاعلة من اليسر و المراد المسامحة في الحساب إذا كاشفتني قال في القاموس الكشف الإظهار و رفع شيء عما يواريه و كشفته الكواشف فضحته و كشفته عن كذا تكشيفا أكرهته بالعداوة بادئا بها انتهى و المراد هنا إما إرادة العقوبة و العذاب فإنه بمنزلة المباداة بالعداوة أو المناقشة في الحساب فإنها موجبة لكشف العيوب أو يكون مبالغة في الكشف أي كشفت عن عيوبي.
و لا تحملني ما لا طاقة لي به من عقوبات الآخرة التي هي فوق الطاقة البشرية و إن أريد عدم التكليف بما لا يطاق فالمراد به ما فيه شدة و صعوبة زائدة أو هو من قبيل بسط الكلام مع المحبوب فلا يضر كون مضمونه واقعا كما في قوله تعالى رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا 8042 بصنعه لعل الباء بمعنى في أو المراد بالصنع القدرة تسمية للمسبب باسم السبب مرضاته أي سبيلها و المهاد بالكسر الفراش و المراد به الأرض.
ليس من دونه ولي أي ليس له من مخلوقاته التي هي دونه أو من غيره ولي يتولى أموره في خلق الأشياء و تربيتها و رزقها و لا شفيع يشفع عنده في هذه الأمور فلا ينافي الشفاعة في الآخرة لأرباب المعاصي أو لا شفيع عنده بغير إذنه على طوارق العسر أي النوازل التي تصير سببا للعسر.
بمحكم الآيات المحكم خلاف المتشابه أو المنسوخ و يحتمل أن يكون المراد هنا كونها في غاية الإحكام و الإتقان و فصاحة اللفظ و وثاقة المعاني و يحتمل أن يراد بالآيات المعجزات غضا أي طريا و جديدا كالتفسير له.
و اعلم أن الأدعية الثواني التي نقلناها من كتاب الكفعمي أوردها الشيخ البهائي نور الله ضريحه في كتاب مفتاح الفلاح أيضا.
2- الْمُتَهَجِّدُ، رَوَى إِسْحَاقُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثَلَاثَ سَاعَاتٍ فِي اللَّيْلِ وَ ثَلَاثَ سَاعَاتٍ فِي النَّهَارِ يُمَجِّدُ فِيهِنَّ نَفْسَهُ فَأَوَّلُ سَاعَاتِ النَّهَارِ حِينَ تَكُونُ الشَّمْسُ مِنْ هَذَا الْجَانِبِ يَعْنِي مِنَ الْمَشْرِقِ مِقْدَارَهَا مِنَ الْعَصْرِ مِنْ هَذَا الْجَانِبِ يَعْنِي مِنَ الْمَغْرِبِ إِلَى صلاة [الصَّلَاةِ] الْأُولَى وَ أَوَّلُ سَاعَاتِ اللَّيْلِ فِي الثُّلُثِ الْأَخِيرِ مِنَ اللَّيْلِ إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ إِنِّي أَنَا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ إِنِّي أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنِّي أَنَا اللَّهُ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ إِنِّي أَنَا اللَّهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ إِنِّي أَنَا اللَّهُ مَالِكُ يَوْمِ الدِّينِ
إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَمْ أَزَلْ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا خَالِقُ الْخَيْرِ وَ الشَّرِّ إِنِّي أَنَا اللَّهُ خَالِقُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ إِنِّي أَنَا اللَّهُ بَدْءُ كُلِّ شَيْءٍ وَ إِلَيَّ يَعُودُ إِنِّي أَنَا اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ إِنِّي أَنَا اللَّهُ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ إِنِّي أَنَا اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لِيَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ قَالَ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع لِمَنْ عِنْدَهُ الْكِبْرِيَاءُ رِدَاءُ اللَّهِ فَمَنْ نَازَعَهُ شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ كبه [أَكَبَّهُ] اللَّهُ فِي النَّارِ ثُمَّ قَالَ مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِنَّ مُقْبِلًا قَلْبُهُ إِلَى اللَّهِ إِلَّا قَضَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ حَاجَتَهُ وَ لَوْ كَانَ شَقِيّاً رَجَوْتُ أَنْ يُحَوَّلَ سَعِيداً 8043 .
بيان: رواه في الكافي 8044 عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن إسحاق قوله ع مقدارها أي يكون ارتفاعه من أفق المشرق مثل ارتفاع الشمس من أفق المغرب وقت صلاة العصر و هو قريب من ربع اليوم و قوله إلى صلاة الأولى غاية للساعات الثلاث فهو موافق للساعة المعوجة لليوم تقريبا و كذا قوله إلى أن ينفجر الصبح آخر ساعات الليل و اعتبر الثلث هنا لأن الليل الشرعي أقصر من النهار و المراد بالشر الأسقام و الأمراض و الموت و الموذيات التي يتوهم أنها شرور و الثنوية يثبتون لها خالقا آخر.
و القاري لهذا الدعاء يغير الفقرات من التكلم إلى الخطاب كما سيأتي.
3- ثَوَابُ الْأَعْمَالِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُمَجِّدُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَمَنْ مَجَّدَ اللَّهَ بِمَا مَجَّدَ بِهِ نَفْسَهُ ثُمَّ كَانَ فِي حَالِ شِقْوَةٍ حُوِّلَ إِلَى سَعَادَةٍ فَقُلْتُ لَهُ كَيْفَ هُوَ التَّمْجِيدُ قَالَ ع تَقُولُ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ
أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مِنْكَ بَدْءُ كُلِّ شَيْءٍ وَ إِلَيْكَ يَعُودُ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ لَمْ تَزَلْ وَ لَا تَزَالُ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَالِقُ الْخَيْرِ وَ الشَّرِّ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَالِقُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ- لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ أَنْتَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَكَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَكَ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْكَبِيرُ وَ الْكِبْرِيَاءُ رِدَاؤُكَ 8045 .
الْمَحَاسِنُ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ مِثْلَهُ 8046 إِلَّا أَنَّهُ زَادَ وَاوَ الْعَطْفِ فِي جَمِيعِ الْفَقَرَاتِ وَ فِي آخِرِهِ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ .
و رواه في الكافي 8047 عن العدة عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن عبد الله بن أعين عنه ع مثل الصدوق.
[كلمة المحقّق]
بسمه تعالى
ههنا أنهينا الجزء السابع من المجلّد الثامن عشر من كتاب بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار صلوات اللّه و سلامه عليهم ما دام الليل و النهار و هو الجزء الثالث و الثمانون حسب تجزئتنا في هذه الطبعة النفيسة الرائقة
و لقد بذلنا جهدنا في تصحيحه و مقابلته فخرج بحمد اللّه و مشيّته نقيّا من الأغلاط إلّا نزراً زهيداً زاغ عنه البصر و كلّ عنه النظر لا يكاد يخفى على القاريء الكريم و من اللّه نسأل العصمة و هو وليّ التوفيق.
السيّد إبراهيم الميانجي محمّد الباقر البهبودي
كلمة المصحّح
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
و عليه توكلي و به نستعين
الحمد للّه ربّ العالمين و الصلاة و السلام على رسوله محمّد و عترته الطاهرين.
و بعد: فهذا هو الجزء السابع من المجلّد الثامن عشر و قد انتهى رقمه في سلسلة الأجزاء حسب تجزئتنا إلى 83 حوى في طيّه تسعة أبواب من أبواب كتاب الصلاة.
و قد قابلناه على طبعة الكمبانيّ المشهورة بطبع أمين الضرب و هكذا على نصّ المصادر التي استخرجت الأحاديث منها فسددنا ما كان في المطبوعة الأولى من خلل و تصحيف بجهدنا البالغ في مقابلة النصوص و تصحيحها و تنميقها و ضبط غرائبها و إيضاح مشكلاتها على ما كان سيرتنا في سائر الأجزاء نرجو من اللّه العزيز أن يوفّقنا لإدامة هذه الخدمة إنّه وليّ التوفيق.
محمد الباقر البهبودي المحتج بكتاب اللّه على الناصب ذو القعدة الحرام عام 1390 ه
فهرس ما في هذا الجزء من الأبواب
عناوين الأبواب/ رقم الصفحة
60- باب سائر ما يستحبّ عقيب كلّ صلاة 61- 1
61- باب ما يختصّ بتعقيب فريضة الظهر 77- 62
62- باب تعقيب العصر المختصّ بها 94- 78
63- باب تعقيب صلاة المغرب 112- 95
64- باب تعقيب صلاة العشاء 128- 113
65- باب التعقيب المختصّ بصلاة الفجر 193- 129
66- باب سجدة الشكر و فضلها و ما يقرأ فيها و آدابها 239- 194
67- باب الأدعية و الأذكار عند الصباح و المساء 338- 240