کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
قتله، ثم قال: و الأول أصحّ، لأنّ عليّا عليه السلام لّما ولي الخلافة أراد قتله فهرب منه إلى معاوية بالشام، و لو كان إطلاقه بأمر وليّ الدم لم يتعرّض له عليّ عليه السلام. انتهى 1695 .
و إذا تأمّلت فيما نقلنا لا يبقى لك ريب في بطلان ما أجاب به المتعصّبون من المتأخّرين، و كفى في طعنه معارضته أمير المؤمنين عليه السلام الذي لا يفارق الحقّ باتّفاقهم معه في ذلك، و اللّه العاصم عن الفتن و المهالك.
العاشر:
أنّه حمى الحمى 1696 عن المسلمين، مع أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله
جعلهم شرعا سواء في الماء و الكلإ 1697 .
و أجاب قاضي القضاة 1698 و غيره بأنّه حماه لإبل الصدقة، و قد روى عنه هذا الكلام بعينه، و أنّه قال: إنّما فعلت ذلك لإبل الصدقة، و قد أطلقته الآن، و أنا أستغفر اللّه.
و ردّ عليهم السيد رضي اللّه عنه 1699 بأنّ المرويّ بخلاف ما ذكر 1700 ، لأنّ الواقدي روى بإسناده، قال: كان عثمان يحمي الرَّبَذة 1701 و السَّرِف 1702 و النَّقِيع 1703 فكان لا يدخل الحمى بعير له و لا فرس و لا لبني أميّة، حتّى كان آخر الزمان،
فكان يحمي السرف 1704 لإبله، و كانت ألف بعير و لإبل الحكم بن أبي العاص، و يحمي الربذة لإبل الصدقة، و يحمي النقيع 1705 لخيل المسلمين و خيله و خيل بني أميّة 1706 .
على أنّه لو كان إنّما حماه لإبل الصدقة لم يكن بذلك مصيبا، لأنّ اللّه تعالى و رسوله (ص) أباحا الكلأ 1707 و جعلاه مشتركا فليس لأحد أن يغيّر هذه الإباحة.
و لو كان في هذا الفعل مصيبا، و إنّما حماه لمصلحة تعود على المسلمين لما جاز أن يستغفر اللّه 1708 منه 1709 و يعتذر، لأنّ الاعتذار إنّما يكون من الخطإ دون الصواب. انتهى.
و قد رَوَى الْبُخَارِيُ 1710 فِي صَحِيحِهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] قَالَ: لَا حِمَى إِلَّا لِلَّهِ 1711 وَ لِرَسُولِهِ 1712 .
فَجَعَلَ الْحِمَى مُخْتَصّاً بِإِبِلِهِ وَ إِبِلِ الْحَكَمِ وَ خَيْلِ بَنِي أُمَيَّةَ مُنَاقَضَةً لِنَصِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ.
وَ قَالَ ابْنُ أَبِي الْحَدِيدِ 1713 فِي شَرْحِ الْخُطْبَةِ الشِّقْشِقِيَّةِ: أَنَّ عُثْمَانَ ... حَمَى
الْمَرَاعِيَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ كُلَّهَا مِنْ مَوَاشِي الْمُسْلِمِينَ كُلِّهِمْ إِلَّا عَنْ بَنِي أُمَيَّةَ.
الحادي عشر:
أنّه أعطى من بيت المال الصدقة المقاتلة و غيرها، و ذلك ممّا لا يحلّ في الدين، و دفع الاعتراضات الواردة عليه مذكور في الشافي 1714 .
الثاني عشر:
إتمامه الصلاة بمنى مع كونه مسافرا، و هو مخالف للسنّة و لسيرة من تقدّمه 1715 .
فقد رَوَى فِي جَامِعِ الْأُصُولِ 1716 ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ 1717 ، قَالَ: صَلَّى بِنَا عُثْمَانُ بِمِنًى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فَقِيلَ ذَلِكَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. فَقَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] وَ سَلَّمَ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ رَكْعَتَيْنِ، وَ مَعَ عُمَرَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ تَفَرَّقَتْ بِكُمُ الطُّرُقُ، فَيَا لَيْتَ حَظِّي مِنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَانِ مُتَقَبَّلَتَانِ.
قال: أخرجه البخاري 1718 و مسلم 1719 و أبو داود 1720 . وَ فِي أُخْرَى لِأَبِي دَاوُدَ 1721 زِيَادَةُ: وَ مَعَ عُثْمَانَ صَدْراً مِنْ إِمَارَتِهِ، ثُمَّ أَتَمَّهَا .. وَ ذَكَرَ الْحَدِيثَ 1722 .
وَ فِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِ 1723 ، قَالَ: صَلَّى عُثْمَانُ بِمِنًى أَرْبَعاً حَتَّى بَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] وَ سَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ.
وَ لَهُ فِي أُخْرَى، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] وَ سَلَّمَ فِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ، وَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ رَكْعَتَيْنِ، وَ مَعَ عُمَرَ رَكْعَتَيْنِ.
وَ رَوَى الْبُخَارِيُ 1724 وَ مُسْلِمٌ 1725 وَ النَّسَائِيُ 1726 عَلَى مَا أَوْرَدَهُ صَاحِبُ جَامِعِ
الْأُصُولِ 1727 -، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] وَ سَلَّمَ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ وَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَهُ، وَ عُمَرُ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ، وَ عُثْمَانُ صَدْراً مِنْ خِلَافَتِهِ، ثُمَّ إِنَّ عُثْمَانَ صَلَّى بَعْدُ أَرْبَعاً، وَ كَانَ 1728 ابْنُ عُمَرَ إِذَا صَلَّى مَعَ الْإِمَامِ صَلَّى أَرْبَعاً، وَ إِذَا صَلَّى 1729 وَحْدَهُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ 1730 .
قال: أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَ مُسْلِمٌ مِنْ طُرُقٍ أُخْرَى 1731 ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] وَ سَلَّمَ أَنَّهُ: صَلَّى صَلَاةَ الْمُسَافِرِ بِمِنًى وَ غَيْرِهِ رَكْعَتَيْنِ، وَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ رَكْعَتَيْنِ صَدْراً مِنْ خِلَافَتِهِ ثُمَّ أَتَمَّهَا أَرْبَعاً.
و أخرجه البخاري 1732 و لم يقل: و غيره 1733 .
وَ فِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ مُخْتَصَرٌ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ 1734 صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
[وَ آلِهِ] وَ سَلَّمَ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ رَكْعَتَيْنِ، وَ مَعَ عُمَرَ رَكْعَتَيْنِ.
وَ فِي جَامِعِ الْأُصُولِ 1735 ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] وَ سَلَّمَ صَلَّى الصَّلَاةَ 1736 بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ صَلَّاهَا 1737 بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ 1738 صَلَّاهَا بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَ أَنَّ عُثْمَانَ صَلَّاهَا 1739 رَكْعَتَيْنِ شَطْرَ إِمَارَتِهِ ثُمَّ أَتَمَّهَا بَعْدُ.
قال: أخرجه الموطأ 1740 .
وَ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] وَ سَلَّمَ بِمِنًى وَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَ مَعَ عُمَرَ رَكْعَتَيْنِ وَ مَعَ عُثْمَانَ صَدْراً مِنْ إِمَارَتِهِ.
قال: أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُ 1741 .
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ وَ قَدْ سُئِلَ عَنْ صَلَاةِ الْمُسَافِرِ، فَقَالَ-: حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] وَ سَلَّمَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَ حَجَجْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَ مَعَ 1742 عُمَرَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَ مَعَ عُثْمَانَ سِتَّ سِنِينَ مِنْ خِلَافَتِهِ أَوْ ثَمَانِيَ سِنِينَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ. قال: أخرجه الترمذي 1743 .