کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
111- وَ قَالَ ع مَنْ شَرِبَ مِنْ سُؤْرِ أَخِيهِ تَبَرُّكاً بِهِ خَلَقَ اللَّهُ بَيْنَهُمَا مَلَكاً يَسْتَغْفِرُ لَهُمَا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ.
112- وَ قَالَ ع فِي سُؤْرِ الْمُؤْمِنِ شِفَاءٌ مِنْ سَبْعِينَ دَاءً.
113- ختص، 20397 الإختصاص مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ يَرْفَعُهُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مَنْ أَوْقَفَ نَفْسَهُ مَوْقِفَ التُّهَمَةِ فَلَا يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ وَ مَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ الْخِيَرَةُ فِي يَدِهِ وَ كُلُّ حَدِيثٍ جَاوَزَ اثْنَيْنِ فَشَى وَ ضَعْ أَمْرَ أَخِيكَ عَلَى أَحْسَنِهِ حَتَّى يَأْتِيَكَ مِنْهُ مَا يَغْلِبُكَ وَ لَا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ أَخِيكَ سُوءاً وَ أَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي الْخَيْرِ مَحْمِلًا وَ عَلَيْكَ بِإِخْوَانِ الصِّدْقِ فَكَثِّرْ فِي اكْتِسَابِهِمْ عُدَّةً عِنْدَ الرَّخَاءِ وَ جُنْداً عِنْدَ الْبَلَاءِ وَ شَاوِرْ حَدِيثَكَ الَّذِينَ يَخَافُونَ اللَّهَ وَ أَحْبِبِ الْإِخْوَانَ عَلَى قَدْرِ التَّقْوَى وَ اتَّقُوا شِرَارَ النِّسَاءِ وَ كُونُوا مِنْ خِيَارِهِنَّ عَلَى حَذَرٍ إِنْ أَمَرْنَكُمْ بِالْمَعْرُوفِ فَخَالِفُوهُنَّ حَتَّى لَا يَطْمَعْنَ فِي الْمُنْكَرِ.
114- ما 20398 ، الأمالي للشيخ الطوسي عَنْ جَمَاعَةٍ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّزَّازِ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ الشَّارِبِ بْنِ ذِرَاعٍ 20399 عَنْ أَخِيهِ يَسَارٍ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ ع عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَيْنَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ أَنَا فِيهِمْ إِذْ ذَكَرُوا الدُّنْيَا وَ تَصَرُّفَهَا بِأَهْلِهَا فَذَمَّهَا رَجُلٌ فَذَهَبَ فِي ذَمِّهَا كُلَّ مَذْهَبٍ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع أَيُّهَا الذَّامُّ لِلدُّنْيَا أَنْتَ الْمُتَجَرِّمُ عَلَيْهَا أَمْ هِيَ الْمُتَجَرِّمَةُ عَلَيْكَ فَقَالَ بَلْ أَنَا الْمُتَجَرِّمُ عَلَيْهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ فَبِمَ تَذُمُّهَا أَ لَيْسَتْ مَنْزِلَ صِدْقٍ لِمَنْ صَدَقَهَا وَ دَارَ غِنًى لِمَنْ تَزَوَّدَ مِنْهَا وَ دَارَ عَافِيَةٍ لِمَنْ فَهِمَ عَنْهَا وَ مَسَاجِدَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَ مَهْبِطَ وَحْيِهِ وَ مُصَلَّى مَلَائِكَتِهِ وَ مَتْجَرَ أَوْلِيَائِهِ اكْتَسَبُوا فِيهَا الرَّحْمَةَ وَ رَجَوْا فِيهَا الْجَنَّةَ فَمَنْ ذَا يَذُمُّهَا وَ قَدْ آذَنَتْ بِبَيْنِهَا وَ نَادَتِ بِانْقِطَاعِهَا وَ نَعَتْ نَفْسَهَا وَ أَهْلَهَا
فَمَثَّلَتْ بِبَلَائِهَا الْبِلَى وَ شَوَّقَتْ بِسُرُورِهَا إِلَى السُّرُورِ تَخْوِيفاً وَ تَرْغِيباً فَابْتَكَرَتْ بِعَافِيَةٍ وَ رَاحَتْ بِفَجِيعَةٍ فَذَمَّهَا رِجَالٌ فَرَّطُوا غَدَاةَ النَّدَامَةِ وَ حَمِدَهَا آخَرُونَ اكْتَسَبُوا فِيهِ الْخَيْرَ فَيَا أَيُّهَا الذَّامُّ لِلدُّنْيَا الْمُغْتَرُّ بِغُرُورِهَا مَتَى اسْتَذَمَّتْ إِلَيْكَ أَوْ مَتَى غَرَّتْكَ أَمْ بِمَضَاجِعِ آبَائِكَ مِنَ الْبِلَى أَمْ بِمَصَارِعِ أُمَّهَاتِكَ تَحْتَ الثَّرَى كَمْ مَرَّضْتَ بِيَدَيْكَ وَ عَالَجْتَ بِكَفَّيْكَ تَلْتَمِسُ لَهُمُ الشِّفَاءَ وَ تَسْتَوْصِفُ لَهُمُ الْأَطِبَّاءَ لَمْ تَنْفَعْهُمْ بِشَفَاعَتِكَ وَ لَمْ تُسْعِفْهُمْ فِي طَلِبَتِكَ مَثَّلَتْ لَكَ وَيْحَكَ الدُّنْيَا بِمَصْرَعِهِمْ مَصْرَعَكَ وَ بِمَضْجَعِهِمْ مَضْجَعَكَ حِينَ لَا يُغْنِي بُكَاؤُكَ وَ لَا يَنْفَعُكَ أَحِبَّاؤُكَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَهْلِ الْمَقَابِرِ فَقَالَ يَا أَهْلَ التُّرْبَةِ وَ يَا أَهْلَ الْقُرْبَةِ أَمَّا الْمَنَازِلُ فَقَدْ سُكِنَتْ وَ أَمَّا الْأَمْوَالُ فَقَدْ قُسِمَتْ وَ أَمَّا الْأَزْوَاجُ فَقَدْ نُكِحَتْ هَذَا خَبَرُ مَا عِنْدَنَا فَمَا خَبَرُ مَا عِنْدَكُمْ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَوْ أُذِنَ لَهُمْ فِي الْكَلَامِ لَأَخْبَرُوكُمْ أَنَ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى .
115- ما 20400 ، الأمالي للشيخ الطوسي عَنْ جَمَاعَةٍ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع الْهَيْبَةُ خَيْبَةٌ 20401 وَ الْفُرْصَةُ خُلْسَةٌ وَ الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ فَاطْلُبُوهَا وَ لَوْ عِنْدَ الْمُشْرِكِ تَكُونُوا أَحَقَّ بِهَا وَ أَهْلَهَا.
116- ما 20402 ، الأمالي للشيخ الطوسي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الضَّرِيرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا الْمَكِّيِّ عَنْ كَثِيرِ بْنِ طَارِقٍ عَنْ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع قَالَ: خَطَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع بِهَذِهِ الْخُطْبَةِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمُتَوَحِّدِ بِالْقِدَمِ وَ الْأَزَلِيَّةِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ غَايَةٌ فِي دَوَامِهِ وَ لَا لَهُ أَوَّلِيَّةٌ أَنْشَأَ صُنُوفَ الْبَرِيَّةِ لَا عَنْ أُصُولٍ كَانَتْ بَدِيَّةً- 20403 وَ ارْتَفَعَ مِنْ مُشَارَكَةِ الْأَنْدَادِ
وَ تَعَالَى عَنِ اتِّخَاذِ صَاحِبَةٍ وَ أَوْلَادٍ هُوَ الْبَاقِي بِغَيْرِ مُدَّةٍ وَ الْمُنْشِئُ لَا بِأَعْوَانٍ- لَا بِآلَةٍ فَطَرَ وَ لَا بِجَوَارِحَ صَرَفَ مَا خَلَقَ- لَا يَحْتَاجُ إِلَى مُحَاوَلَةِ التَّفْكِيرِ وَ لَا مُزَاوَلَةِ مِثَالٍ وَ لَا تَقْدِيرٍ أَحْدَثَهُمْ عَلَى صُنُوفٍ مِنَ التَّخْطِيطِ وَ التَّصْوِيرِ- لَا بِرُؤْيَةٍ وَ لَا ضَمِيرٍ سَبَقَ عِلْمُهُ فِي كُلِّ الْأُمُورِ وَ نَفَذَتْ مَشِيَّتُهُ فِي كُلِّ مَا يُرِيدُ فِي الْأَزْمِنَةِ وَ الدُّهُورِ وَ انْفَرَدَ بِصَنْعَةِ الْأَشْيَاءِ فَأَتْقَنَهَا بِلَطَائِفِ التَّدْبِيرِ سُبْحَانَهُ مِنْ لَطِيفٍ خَبِيرٍ- لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ .
117- كِتَابُ الْغَارَاتِ 20404 ، لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نُعَيْمٍ عَنْ أَشْيَاخٍ مِنْ قَوْمِهِ أَنَّ عَلِيّاً ع كَانَ كَثِيراً مَا يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ أَدْبَرَتْ وَ آذَنَتْ أَهْلَهَا بِوَدَاعٍ وَ إِنَّ الْآخِرَةَ قَدْ أَقْبَلَتْ وَ آذَنَتْ بِاطِّلَاعٍ أَلَا وَ إِنَّ الْمِضْمَارَ الْيَوْمَ وَ السِّبَاقَ غَداً أَلَا وَ إِنَّ السَّبْقَ الْجَنَّةُ وَ الْغَايَةَ النَّارُ أَلَا وَ إِنَّكُمْ فِي أَيَّامِ مَهَلٍ مِنْ وَرَائِهِ أَجَلٌ يَحُثُّهُ عَجَلٌ فَمَنْ عَمِلَ فِي أَيَّامِ مَهَلِهِ قَبْلَ حُضُورِ أَجَلِهِ نَفَعَهُ عَمَلُهُ وَ لَمْ يَضُرَّهُ أَمَلُهُ أَلَا وَ إِنَّ الْأَمَلَ يُسْهِي الْقَلْبَ وَ يُكَذِّبُ الْوَعْدَ وَ يُكْثِرُ الْغَفْلَةَ وَ يُورِثُ الْحَسْرَةَ فَاعْزُبُوا عَنِ الدُّنْيَا 20405 كَأَشَدِّ مَا أَنْتُمْ عَنْ شَيْءٍ تَعْزُبُونَ فَإِنَّهَا مِنْ وُرُودِ صَاحِبِهَا مِنْهَا فِي غِطَاءٍ مُعَنًّى وَ افْزَعُوا إِلَى قِوَامِ دِينِكُمْ بِإِقَامَةِ الصَّلَاةِ لِوَقْتِهَا وَ أَدَاءِ الزَّكَاةِ لِأَهْلِهَا 20406 وَ التَّضَرُّعِ إِلَى اللَّهِ وَ الْخُشُوعِ لَهُ وَ صِلَةِ الرَّحِمِ وَ خَوْفِ الْمَعَادِ وَ إِعْطَاءِ السَّائِلِ وَ إِكْرَامِ الضَّيْفِ وَ تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَ اعْمَلُوا بِهِ وَ اصْدُقُوا الْحَدِيثَ وَ آثِرُوهُ وَ أَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَ أَدُّوا الْأَمَانَةَ إِذَا ائْتَمَنْتُمْ وَ ارْغَبُوا فِي ثَوَابِ اللَّهِ وَ خَافُوا عِقَابَهُ فَإِنِّي لَمْ أَرَ كَالْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا وَ لَا كَالنَّارِ نَامَ هَارِبُهَا فَتَزَوَّدُوا مِنَ الدُّنْيَا مَا تَحُوزُوا بِهِ أَنْفُسَكُمْ غَداً مِنَ النَّارِ وَ اعْمَلُوا بِالْخَيْرِ تُجْزَوْا بِالْخَيْرِ يَوْمَ يَفُوزُ أَهْلُ الْخَيْرِ بِالْخَيْرِ.
باب 16 ما جمع من جوامع كلم أمير المؤمنين صلى الله عليه و على ذريته
أقول و قد جمع الجاحظ من علماء العامة مائة كلمة من مفردات كلامه ع و هي رسالة معروفة شائعة و قد جمع بعض علمائنا أيضا كلماته ع في كتاب نثر اللآلي و السيد الرضي رحمه الله قد أورد كلماته ع في مطاوي نهج البلاغة و لا سيما في أواخره و كذا في كتاب خصائص الأئمة ع ثم جمع بعده الآمدي من أصحابنا أيضا كثيرا من ذلك في كتاب الغرر و الدرر و هو كتاب مشهور متداول.
ثم قد أوردها مع كلمات النبي و سائر الأئمة ع جماعة أخرى من العامة و الخاصة أيضا في مؤلفاتهم و منهم الحسن بن علي بن شعبة في كتاب تحف العقول و الحسين بن محمد بن الحسن في كتاب النزهة الناظر و الشهيد في كتاب الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة و كذا الشيخ علي بن محمد الليثي الواسطي في كتاب عيون الحكم و المواعظ و خيرة المتعظ و الواعظ الذي قد سمينا بكتاب العيون و المحاسن و هو يشتمل على كثير من كلماته و كلمات باقي الأئمة ع.
و قد جمع الشيخ سعد بن عبد القاهر أيضا من علمائنا بين كلمات النبي ص المذكور في كتاب الشهاب للقاضي القضاعي من العامة و بين كلماته ع المذكورة في النهج في كتاب مجمع البحرين و نحن قد أوردنا كل كلام له ع و له خبر في باب يناسبه في مطاوي هذا الكتاب أعني كتابنا بحار الأنوار بقدر الإمكان و الآن لنذكر شطرا صالحا من ذلك إن شاء الله تعالى.
1- ف 20407 ، تحف العقول قَالَ ع مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ الْبِرُّ وَ إِخْفَاءُ الْعَمَلِ وَ الصَّبْرُ عَلَى
الرَّزَايَا 20408 وَ كِتْمَانُ الْمَصَائِبِ.
2- وَ قَالَ ع حُسْنُ الْخُلُقِ خَيْرُ قَرِينٍ وَ عُنْوَانُ صَحِيفَةِ الْمُؤْمِنِ حُسْنُ خُلُقِهِ.
3- وَ قَالَ ع الزَّاهِدُ فِي الدُّنْيَا مَنْ لَمْ يَغْلِبِ الْحَرَامُ صَبْرَهُ وَ لَمْ يَشْغَلِ الْحَلَالُ شُكْرَهُ.
4- وَ كَتَبَ ع إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ 20409 أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الْمَرْءَ يَسُرُّهُ دَرْكُ مَا لَمْ يَكُنْ لِيَفُوتَهُ وَ يَسُوؤُهُ فَوْتُ مَا لَمْ يَكُنْ لِيُدْرِكَهُ فَلْيَكُنْ سُرُورُكَ بِمَا نِلْتَهُ مِنْ آخِرَتِكَ وَ لْيَكُنْ أَسَفُكَ عَلَى مَا فَاتَكَ مِنْهَا وَ مَا نِلْتَهُ مِنَ الدُّنْيَا فَلَا تُكْثِرَنَّ بِهِ فَرَحاً وَ مَا فَاتَكَ مِنْهَا فَلَا تَأْسَفَنَّ عَلَيْهِ حَزَناً وَ لْيَكُنْ هَمُّكَ فِيمَا بَعْدَ الْمَوْتِ.
5- وَ قَالَ ع فِي ذَمِّ الدُّنْيَا أَوَّلُهَا عَنَاءٌ وَ آخِرُهَا فَنَاءٌ 20410 فِي حَلَالِهَا حِسَابٌ وَ فِي حَرَامِهَا عِقَابٌ مَنْ صَحَّ فِيهَا أَمِنَ وَ مَنْ مَرِضَ فِيهَا نَدِمَ مَنِ اسْتَغْنَى فِيهَا فُتِنَ وَ مَنِ افْتَقَرَ فِيهَا حَزِنَ مَنْ سَاعَاهَا فَاتَتْهُ 20411 وَ مَنْ قَعَدَ عَنْهَا أَتَتْهُ وَ مَنْ نَظَرَ إِلَيْهَا أَعْمَتْهُ وَ مَنْ نَظَرَ بِهَا بَصَّرَتْهُ 20412 .
6- وَ قَالَ ع أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْناً مَا عَسَى أَنْ يَعْصِيَكَ يَوْماً مَا 20413 وَ أَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْناً مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْماً مَا.
7- وَ قَالَ ع لَا غِنَى مِثْلُ الْعَقْلِ وَ لَا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ.
8- وَ قَالَ ع قِيمَةُ كُلِّ امْرِئٍ مَا يُحْسِنُ.
9- وَ قَالَ ع قُرِنَتِ الْهَيْبَةُ بِالْخَيْبَةِ 20414 وَ الْحَيَاءُ بِالْحِرْمَانِ وَ الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ فَلْيَطْلُبْهَا وَ لَوْ فِي أَيْدِي أَهْلِ الشَّرِّ.
10- وَ قَالَ ع لَوْ أَنَّ حَمَلَةَ الْعِلْمِ حَمَلُوهُ بِحَقِّهِ لَأَحَبَّهُمُ اللَّهُ وَ مَلَائِكَتُهُ وَ أَهْلُ طَاعَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ وَ لَكِنَّهُمْ حَمَلُوهُ لِطَلَبِ الدُّنْيَا فَمَقَتَهُمُ اللَّهُ وَ هَانُوا عَلَى النَّاسِ.
11- وَ قَالَ ع أَفْضَلُ الْعِبَادِةِ الصَّبْرُ وَ الصَّمْتُ وَ انْتِظَارُ الْفَرَجِ.
12- وَ قَالَ ع إِنَّ لِلنَّكَبَاتِ غَايَاتٍ لَا بُدَّ أَنْ تَنْتَهِيَ إِلَيْهَا فَإِذَا حُكِمَ عَلَى أَحَدِكُمْ بِهَا فَلْيُطَأْطِئْ لَهَا وَ يَصْبِرُ حَتَّى تَجُوزَ 20415 فَإِنَّ إِعْمَالَ الْحِيلَةِ فِيهَا عِنْدَ إِقْبَالِهَا زَائِدٌ فِي مَكْرُوهِهَا.
13- وَ قَالَ ع لِلْأَشْتَرِ يَا مَالِكُ احْفَظْ عَنِّي هَذَا الْكَلَامَ وَ عِهْ يَا مَالِكُ بَخَسَ مُرُوَّتَهُ مَنْ ضَعُفَ يَقِينُهُ وَ أَزْرَى بِنَفْسِهِ مَنِ اسْتَشْعَرَ الطَّمَعَ 20416 وَ رَضِيَ بِالذُّلِّ مَنْ كَشَفَ عَنْ ضُرِّهِ وَ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ مَنْ أَطْلَعَ عَلَى سِرِّهِ وَ أَهْلَكَهَا مَنْ أَمَّرَ عَلَيْهِ لِسَانَهُ 20417 الشَّرَهُ جَزَّارُ الْخَطَرِ مَنْ أَهْوَى إِلَى مُتَفَاوِتٍ خَذَلَتْهُ الرَّغْبَةُ 20418 الْبُخْلُ عَارٌ وَ الْجُبْنُ مَنْقَصَةٌ وَ الْوَرَعُ جُنَّةٌ وَ الشُّكْرُ ثَرْوَةٌ وَ الصَّبْرُ شَجَاعَةٌ وَ الْمُقِلُّ غَرِيبٌ فِي بَلَدِهِ 20419 وَ الْفَقْرُ يُخْرِسُ الْفَطِنَ عَنْ حُجَّتِهِ 20420 وَ نِعْمَ الْقَرِينُ
الرِّضَى الْأَدَبُ حُلَلٌ جُدُدٌ 20421 وَ مَرْتَبَةُ الرَّجُلِ عَقْلُهُ وَ صَدْرُهُ خِزَانَةُ سِرِّهِ وَ التَّثَبُّتُ حَزْمٌ وَ الْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ وَ الْحِلْمُ سَجِيَّةٌ فَاضِلَةٌ وَ الصَّدَقَةُ دَوَاءٌ مُنْجِحٌ 20422 وَ أَعْمَالُ الْقَوْمِ فِي عَاجِلِهِمْ نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ فِي آجِلِهِمْ وَ الِاعْتِبَارُ تَدَبُّرٌ صُلْحٌ 20423 وَ الْبَشَاشَةُ فَخُّ الْمَوَدَّةِ.
14- وَ قَالَ ع الصَّبْرُ مِنَ الْإِيمَانِ كَمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ فَمَنْ لَا صَبْرَ لَهُ لَا إِيمَانَ لَهُ.
15- وَ قَالَ ع أَنْتُمْ فِي مَهَلٍ مِنْ وَرَائِهِ أَجَلٌ وَ مَعَكُمْ أَمَلٌ يَعْتَرِضُ دُونَ الْعَمَلِ فَاغْتَنِمُوا الْمَهَلَ وَ بَادِرُوا الْأَجَلَ وَ كَذِّبُوا الْأَمَلَ وَ تَزَوَّدُوا مِنَ الْعَمَلِ هَلْ مِنْ خَلَاصٍ أَوْ مَنَاصٍ أَوْ فِرَارٍ أَوْ مَجَازٍ أَوْ مَعَاذٍ أَوْ مَلَاذٍ أَوْ لَا- فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ .
16- وَ قَالَ ع أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ فَإِنَّهَا غِبْطَةٌ لِلطَّالِبِ الرَّاجِي وَ ثِقَةٌ لِلْهَارِبِ الرَّاجِي اسْتَشْعِرُوا التَّقْوَى شِعَاراً بَاطِناً وَ اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً خَالِصاً تَحْيَوْا بِهِ أَفْضَلَ الْحَيَاةِ وَ تَسْلُكُوا بِهِ طُرُقَ النَّجَاةِ وَ انْظُرُوا إِلَى الدُّنْيَا نَظَرَ الزَّاهِدِ الْمُفَارِقِ فَإِنَّهَا تُزِيلُ الثَّاوِيَ السَّاكِنَ 20424 وَ تَفْجَعُ الْمُتْرَفَ الْآمِنَ- لَا يُرْجَى مِنْهَا مَا وَلَّى فَأَدْبَرَ وَ لَا يُدْرَى مَا هُوَ آتٍ مِنْهَا فَيُسْتَنْظَرَ وَصَلَ الرَّخَاءُ مِنْهَا بِالْبَلَاءِ وَ الْبَقَاءُ مِنْهَا إِلَى الْفَنَاءِ سُرُورُهَا مَشُوبٌ بِالْحُزْنِ وَ الْبَقَاءُ مِنْهَا إِلَى الضَّعْفِ وَ الْوَهْنِ.