کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
حَمْزَةَ- عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ- عَنْ أَبِي بَصِيرٍ فِي غَزْوَةِ بَنِي النَّضِيرِ وَ زَادَ فِيهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِلْأَنْصَارِ إِنْ شِئْتُمْ دَفَعْتُ إِلَيْكُمُ 8930 الْمُهَاجِرِينَ وَ قَسَمْتُهَا فِيهِمْ وَ إِنْ شِئْتُمْ قَسَمْتُهَا بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ وَ تَرَكْتُهُمْ مَعَكُمْ قَالُوا قَدْ شِئْنَا أَنْ تَقْسِمَهَا فِيهِمْ فَقَسَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ ص بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ دَفَعَهُمْ عَنِ الْأَنْصَارِ وَ لَمْ يُعْطِهِ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَّا رَجُلَيْنِ وَ هُمَا سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَ أَبُو دُجَانَةَ فَإِنَّهُمَا ذَكَرَا حَاجَةً 8931 .
بيان ظاهر الخبر أن النبي ص لما جعل المهاجرين مع الأنصار و ضمنهم نفقاتهم خير الأنصار في هذا الوقت بين أن يقسم غنائم بني النضير بين الجمع و يكون المهاجرون مع الأنصار كما كانوا و بين أن يخص بها المهاجرين و لا يكونوا بعد ذلك مع الأنصار فاختاروا الأخير 8932 .
5- وَ رَوَى الطَّبْرِسِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي مَجْمَعِ الْبَيَانِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ص يَوْمَ بَنِي النَّضِيرِ لِلْأَنْصَارِ إِنْ شِئْتُمْ قَسَمْتُمْ لِلْمُهَاجِرِينَ مِنْ دِيَارِكُمْ وَ أَمْوَالِكُمْ وَ تُشَارِكُونَهُمْ فِي هَذِهِ الْغَنِيمَةِ وَ إِنْ شِئْتُمْ كَانَتْ لَكُمْ دِيَارُكُمْ وَ أَمْوَالُكُمْ وَ لَمْ يُقْسَمْ لَكُمْ شَيْءٌ مِنَ الْغَنِيمَةِ فَقَالَ الْأَنْصَارُ بَلْ نَقْسِمُ لَهُمْ مِنْ أَمْوَالِنَا 8933 وَ نُؤْثِرُهُمْ بِالْغَنِيمَةِ وَ لَا نُشَارِكُهُمْ فِيهَا فَنَزَلَ وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ 8934 الْآيَةَ.
6- قب، المناقب لابن شهرآشوب شا، الإرشاد وَ لَمَّا تَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَى بَنِي النَّضِيرِ عَمَدَ 8935 عَلَى حِصَارِهِمْ فَضَرَبَ قُبَّةً 8936 فِي أَقْصَى بَنِي حَطْمَةَ مِنَ الْبَطْحَاءِ فَلَمَّا أَقْبَلَ 8937 اللَّيْلُ رَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ بِسَهْمٍ فَأَصَابَ الْقُبَّةَ 8938 فَأَمَرَ النَّبِيُّ ص أَنْ تُحَوَّلَ قُبَّتُهُ 8939 إِلَى السَّفْحِ وَ أَحَاطَ بِهَا الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ فَلَمَّا اخْتَلَطَ الظَّلَامُ فَقَدُوا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ النَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا نَرَى 8940 عَلِيّاً فَقَالَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ أَرَاهُ فِي بَعْضِ مَا يُصْلِحُ شَأْنَكُمْ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ بِرَأْسِ الْيَهُودِيِّ الَّذِي رَمَى النَّبِيَّ ص وَ كَانَ يُقَالُ لَهُ عَزُورَا 8941 فَطَرَحَهُ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ ص فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ص كَيْفَ صَنَعْتَ فَقَالَ إِنِّي رَأَيْتُ هَذَا الْخَبِيثَ جَرِيّاً شُجَاعاً فَكَمَنْتُ لَهُ وَ قُلْتُ مَا أَجْرَأَهُ أَنْ يَخْرُجَ إِذَا اخْتَلَطَ اللَّيْلُ 8942 يَطْلُبُ مِنَّا غِرَّةً فَأَقْبَلَ مُصْلِتاً بِسَيْفِهِ فِي تِسْعَةِ نَفَرٍ مِنَ الْيَهُودِ فَشَدَدْتُ عَلَيْهِ وَ قَتَلْتُهُ فَأَفْلَتَ أَصْحَابُهُ وَ لَمْ يَبْرَحُوا قَرِيباً فَابْعَثْ مَعِي نَفَراً فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ أَظْفَرَ بِهِمْ
فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَعَهُ عَشَرَةً فِيهِمْ أَبُو دُجَانَةَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ وَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ فَأَدْرَكُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَلِجُوا 8943 الْحِصْنَ فَقَتَلُوهُمْ وَ جَاءُوا بِرُءُوسِهِمْ إِلَى النَّبِيِّ ص فَأَمَرَ أَنْ تُطْرَحَ فِي بَعْضِ آبَارِ بَنِي حَطْمَةَ 8944 وَ كَانَ ذَلِكَ سَبَبُ فَتْحِ حُصُونِ بَنِي النَّضِيرِ وَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ قُتِلَ كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ وَ اصْطَفَى رَسُولُ اللَّهِ ص أَمْوَالَ بَنِي النَّضِيرِ وَ كَانَتْ أَوَّلُ صَافِيَةٍ قَسَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ ص بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ وَ أَمَرَ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ فَحَازَ مَا لِرَسُولِ اللَّهِ ص مِنْهَا فَجَعَلَهُ صَدَقَةً وَ كَانَ فِي يَدِهِ مُدَّةَ 8945 حَيَاتِهِ ثُمَّ فِي يَدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَهُ وَ هُوَ فِي وُلْدِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ حَتَّى الْيَوْمَ وَ فِيمَا كَانَ مِنْ أَمْرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي هَذِهِ الْغَزَاةِ وَ قَتْلِهِ الْيَهُودِيَّ وَ مَجِيئِهِ إِلَى النَّبِيِّ ص بِرُءُوسِ التِّسْعَةِ 8946 النَّفَرِ يَقُولُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ
لِلَّهِ أَيُّ كَرِيهَةٍ أَبْلَيْتُهَا
بِبَنِي قُرَيْظَةَ 8947 وَ النُّفُوسُ تُطْلِعُ
أَرْدَى رَئِيسَهُمْ وَ آبَ بِتِسْعَةٍ
طَوْراً يُشِلُّهُمْ وَ طَوْراً يَدْفَعُ 8948
.
بيان: قوله طورا أي تارة و قال الجوهري مر فلان يشلهم بالسيف يكسؤهم 8949 و يطردهم 8950 .
باب 15 غزوة ذات الرقاع و غزوة عسفان
الآيات النساء وَ إِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ إلى قوله النساء كِتاباً مَوْقُوتاً تفسير قال الطبرسي رحمه الله بعد تفسير الآيات في صلاة الخوف و في الآية
دلالة على صدق النبي ص و صحة نبوته و ذلك أنها نزلت و النبي ص بعسفان و المشركون بضجنان فتوافقوا فصلى النبي ص بأصحابه صلاة الظهر بتمام الركوع و السجود فهم المشركون أن يغيروا عليهم فقال بعضهم إن لهم صلاة أخرى أحب إليهم من هذه يعنون صلاة العصر فأنزل الله عليه هذه الآية فصلى بهم العصر صلاة الخوف و كان ذلك سبب إسلام خالد بن الوليد.
و ذكر أبو حمزة الثمالي في تفسيره أن النبي ص غزا محاربا و بني أنمار 8951 فهزمهم الله و أحرزوا الذراري و الأموال فنزل رسول الله ص و المسلمون و لا يرون من العدو أحدا فوضعوا أسلحتهم و خرج رسول الله ص لبعض حاجته 8952 و قد وضع سلاحه فجعل بينه و بين أصحابه الوادي فأتى قبل أن يفرغ من حاجته السيل في الوادي 8953 و السماء ترش فحال الوادي بين رسول الله ص و بين أصحابه و جلس في ظل سمرة 8954 فبصر به غورث بن الحارث المحاربي فقال له أصحابه يا غورث هذا محمد قد انقطع من أصحابه فقال قتلني الله إن لم أقتله و انحدر من الجبل و معه السيف و لم يشعر به رسول الله ص إلا و هو قائم على رأسه و معه السيف قد سله من غمده و قال يا محمد من يعصمك مني الآن فقال رسول الله ص الله فانكب عدو الله لوجهه فقام رسول الله ص فأخذ سيفه و قال يا غورث من يمنعك مني الآن قال لا أحد قال أ تشهد أن لا إله إلا الله و أني عبد الله و رسوله قال لا و لكني أعهد أن لا أقاتلك أبدا و لا أعين عليك عدوا فأعطاه رسول الله ص سيفه فقال له غورث و الله لأنت خير مني قال ص إني أحق بذلك و خرج غورث إلى أصحابه فقالوا يا غورث لقد رأيناك قائما على رأسه
بالسيف فما منعك منه قال الله أهويت له بالسيف لأضربه فما أدري من زلخني بين كتفي فخررت لوجهي و خر سيفي و سبقني إليه محمد فأخذه و لم يلبث الوادي أن سكن فقطع رسول الله ص إلى أصحابه فأخبرهم الخبر و قرأ عليهم إِنْ كانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ الآية 8955 .
بيان: في القاموس الزلخ المزلة تزل منها الأقدام لندوته أو ملاسته و زلخه بالرمح زجه و زلخه تزليخا ملسه.
1- عم، إعلام الورى ثُمَّ كَانَتْ بَعْدَ غَزْوَةٍ بَنِي النَّضِيرِ غَزْوَةُ بَنِي لِحْيَانَ 8956 وَ هِيَ الْغَزْوَةُ الَّتِي صَلَّى فِيهَا صَلَاةَ الْخَوْفِ بِعُسْفَانَ حِينَ أَتَاهُ الْخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ بِمَا هَمَّ بِهِ الْمُشْرِكُونَ وَ قِيلَ إِنَّ هَذِهِ الْغَزْوَةَ كَانَتْ بَعْدَ غَزْوَةِ بَنِي قُرَيْظَةَ ثُمَّ كَانَتْ غَزْوَةُ ذَاتِ الرِّقَاعِ بَعْدَ غَزْوَةِ بَنِي النَّضِيرِ بِشَهْرَيْنِ قَالَ الْبُخَارِيُّ إِنَّهَا 8957 كَانَتْ بَعْدَ خَيْبَرَ لَقِيَ بِهَا جَمْعاً مِنْ غَطَفَانَ وَ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا حَرْبٌ وَ قَدْ خَافَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً حَتَّى صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ص صَلَاةَ الْخَوْفِ ثُمَّ انْصَرَفَ بِالنَّاسِ 8958 وَ قِيلَ إِنَّمَا سُمِّيَتْ ذَاتَ الرِّقَاعِ لِأَنَّهُ جَبَلٌ فِيهِ بُقَعُ حُمْرَةٍ وَ سَوَادٍ وَ بَيَاضٍ فَسُمِّيَ ذَاتَ الرِّقَاعِ وَ قِيلَ إِنَّمَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ أَقْدَامَهُمْ نَقِبَتْ فِيهَا فَكَانُوا
يَلُفُّونَ عَلَى أَرْجُلِهِمُ الْخِرَقَ 8959 .
2- أَقُولُ قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ فِي الْكَامِلِ أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ بَنِي النَّضِيرِ شَهْرَيْ رَبِيعٍ ثُمَّ غَزَا نَجْداً يُرِيدُ بَنِي مُحَارِبٍ وَ بَنِي ثَعْلَبَةَ مِنْ غَطَفَانَ وَ هِيَ غَزْوَةُ ذَاتِ الرِّقَاعِ فَلَقِيَ الْمُشْرِكِينَ وَ لَمْ يَكُنْ قِتَالٌ وَ خَافَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فَنَزَلَتْ صَلَاةُ الْخَوْفِ وَ أَصَابَ الْمُسْلِمُونَ امْرَأَةً مِنْهُمْ وَ كَانَ زَوْجُهَا غَائِباً فَلَمَّا أَتَى أَهْلَهُ أُخْبِرَ الْخَبَرَ فَحَلَفَ لَا يَنْتَهِي حَتَّى يُهَرِيقَ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَخَرَجَ يَتْبَعُ أَثَرَ رَسُولِ اللَّهِ ص فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ مَنْ يَحْرُسُنَا اللَّيْلَةَ فَانْتَدَبَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ 8960 فَأَقَامَا بِفَمِ شِعْبٍ نَزَلَهُ النَّبِيُّ ص فَاضْطَجَعَ الْمُهَاجِرِيُّ وَ حَرَسَ الْأَنْصَارِيُّ أَوَّلَ اللَّيْلِ وَ قَامَ يُصَلِّي وَ جَاءَ زَوْجُ الْمَرْأَةِ فَرَأَى شَخْصَهُ 8961 فَرَمَاهُ بِسَهْمٍ فَوَضَعَهُ فِيهِ فَانْتَزَعَهُ وَ ثَبَتَ قَائِماً يُصَلِّي ثُمَّ رَمَاهُ بِسَهْمٍ آخَرَ فَأَصَابَهُ فَنَزَعَهُ وَ ثَبَتَ يُصَلِّي ثُمَّ رَمَاهُ الثَّالِثَ 8962 فَوَضَعَهُ فِيهِ فَانْتَزَعَهُ ثُمَّ رَكَعَ وَ سَجَدَ ثُمَّ أَيْقَظَ صَاحِبَهُ وَ أَعْلَمَهُ فَوَثَبَ فَلَمَّا رَآهُمَا الرَّجُلُ عَرَفَ أَنَّهُمَا عَلِمَا بِهِ فَلَمَّا رَأَى الْمُهَاجِرِيُّ مَا بِالْأَنْصَارِيِّ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ أَ لَا أَيْقَظْتَنِي أَوَّلَ مَا رَمَاكَ قَالَ كُنْتُ فِي سُورَةٍ أَقْرَؤُهَا 8963 فَلَمْ أُحِبَّ أَنْ أَقْطَعَهَا فَلَمَّا تَتَابَعَ عَلَيَّ الرَّمْيُ وَ رَكَعْتُ أَعْلَمْتُكَ وَ ايْمُ اللَّهِ لَوْ لَا خَوْفُ أَنْ أُضَيِّعَ ثَغْراً أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ ص بِحِفْظِهِ لَقَطَعَ نَفَسِي قَبْلَ أَنْ أَقْطَعَهَا وَ قِيلَ إِنَّ هَذِهِ الْغَزْوَةَ كَانَتْ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ خَمْسٍ 8964 .