کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
14- 14- يف، الطرائف رَوَى أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْآجُرِّيُّ تِلْمِيذُ أَبِي بَكْرٍ وَلَدُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ فِي الْجُزْءِ الثَّانِي مِنْ كِتَابِ الشَّرِيعَةِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَلْقَمَةَ بْنِ زَيْدٍ 12748 وَ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ مِثْلَهُ.
ثُمَّ قَالَ وَ رَوَى الْعَبْدَرِيُّ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الصِّحَاحِ السِّتَّةِ فِي الْجُزْءِ الثَّالِثِ فِي بَابِ مَنَاقِبِ عَلِيٍّ ع مِنْ صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ عَلِيّاً اللَّهُمَّ أَدِرِ الْحَقَّ مَعَهُ حَيْثُ دَارَ.
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ مَرْدَوَيْهِ فِي كِتَابِ الْمَنَاقِبِ مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ فَمِنْهَا بِإِسْنَادِهِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ: الْحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ وَ عَلِيٌّ مَعَ الْحَقِّ لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ.
وَ مِنْهَا فِي كِتَابِ الْمَنَاقِبِ أَيْضاً لِابْنِ مَرْدَوَيْهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي ثَابِتٍ مَوْلَى أَبِي ذَرٍّ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ عَلِيٌّ مَعَ الْقُرْآنِ وَ الْقُرْآنُ مَعَهُ لَا يَفْتَرِقَانِ حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ.
وَ ذَكَرَ الْخَطِيبُ فِي تَارِيخِهِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ عَلْقَمَةَ وَ الْأَسْوَدَ كَرَّرَا مُعَاتَبَةَ أَبِي أَيُّوبَ عَلَى نُصْرَتِهِ لِعَلِيٍّ ع فَزَادَهُمَا أَيْضاً حَالَ عُذْرِهِ بِمَا كَانَ سَمِعَهُ مِنَ النَّبِيِّ ص فَقَالَ الْخَطِيبُ إِنَّ الْعَلْقَمَةَ وَ الْأَسْوَدَ أَتَيَا أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ عِنْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنْ صِفِّينَ فَقَالا لَهُ يَا أَبَا أَيُّوبَ إِنَّ اللَّهَ أَكْرَمَكَ بِنُزُولِ مُحَمَّدٍ ص فِي بَيْتِكَ وَ بِمَجِيءِ نَاقَتِهِ تَفَضُّلًا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَ إِكْرَاماً لَكَ حَتَّى أَنَاخَتْ بِبَابِكَ دُونَ النَّاسِ جَمِيعاً ثُمَّ جِئْتَ بِسَيْفِكَ عَلَى عَاتِقِكَ تَضْرِبُ أَهْلَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ يَا هَذَا إِنَّ الرَّائِدَ 12749 لَا يَكْذِبُ أَهْلَهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَمَرَنَا بِقِتَالِ ثَلَاثَةٍ مَعَ عَلِيٍّ بِقِتَالِ النَّاكِثِينَ وَ الْقَاسِطِينَ وَ الْمَارِقِينَ فَأَمَّا النَّاكِثُونَ فَقَدْ قَاتَلْنَاهُمْ وَ هُمْ أَهْلُ الْجَمَلِ وَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ وَ أَمَّا الْقَاسِطُونَ فَهَذَا مُنْصَرَفُنَا عَنْهُمْ يَعْنِي مُعَاوِيَةَ وَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَ أَمَّا الْمَارِقُونَ فَهُمْ أَهْلُ الطَّرْفَاوَاتِ وَ أَهْلُ السَّقِيفَاتِ وَ أَهْلُ النُّخَيْلَاتِ وَ أَهْلُ النَّهْرَوَانَاتِ وَ اللَّهِ مَا أَدْرِي أَيْنَ هُمْ وَ لَكِنْ لَا بُدَّ مِنْ قِتَالِهِمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ لِعَمَّارٍ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ وَ أَنْتَ إِذْ ذَاكَ مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَكَ
يَا عَمَّارُ إِنْ رَأَيْتَ عَلِيّاً قَدْ سَلَكَ وَادِياً وَ سَلَكَ النَّاسُ كُلُّهُمْ وَادِياً فَاسْلُكْ مَعَ عَلِيٍّ فَإِنَّهُ لَنْ يُدْلِيَكَ فِي رَدًى وَ لَنْ يُخْرِجَكَ مِنْ هُدًى يَا عَمَّارُ مَنْ تَقَلَّدَ سَيْفاً وَ أَعَانَ بِهِ عَلِيّاً عَلَى عَدُوِّهِ قَلَّدَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِشَاحَيْنِ مِنْ دُرٍّ وَ مَنْ تَقَلَّدَ سَيْفاً أَعَانَ بِهِ عَدُوَّ عَلِيٍّ قَلَّدَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِشَاحَيْنِ مِنْ نَارٍ قُلْنَا يَا هَذَا حَسْبُكَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ حَسْبُكَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ 12750 .
أَقُولُ رَوَى ابْنُ بِطْرِيقٍ فِي الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ كِتَابِ الْفِرْدَوْسِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص رَحِمَ اللَّهُ عَلِيّاً اللَّهُمَّ أَدِرِ الْحَقَّ مَعَهُ حَيْثُ دَارَ 12751 .
وَ مِنْ كِتَابِ فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَصْبَغَ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ عَلِيٌّ مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ 12752 .
وَ رَوَى الْعَلَّامَةُ فِي كَشْفِ الْحَقِ 12753 عَنِ الْجَمْعِ بَيْنَ الصِّحَاحِ السِّتَّةِ وَ مَنَاقِبِ ابْنِ مَرْدَوَيْهِ وَ غَيْرِهِمَا مِنْ كُتُبِ الْمُخَالِفِينَ مِثْلَ مَا مَرَّ.
15- ما، الأمالي للشيخ الطوسي بِإِسْنَادِ أَخِي دِعْبِلٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِحْنَةٌ لِلْعَالِمِ بِهِ يُمَيِّزُ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ 12754 .
16- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شَاذَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ حَسَنِ بْنِ حُسَيْنٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْلَى عَنْ عُمَرَ بْنِ مُوسَى عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ آبَائِهِ ص عَنْ عَلِيٍّ ع عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: أَمَا إِنَّكَ 12755 الْمُبْتَلَى وَ الْمُبْتَلَى بِكَ أَمَا إِنَّكَ الْهَادِي لِمَنِ اتَّبَعَكَ وَ مَنْ خَالَفَ طَرِيقَكَ ضَلَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ 12756 .
17- لي، الأمالي للصدوق الْقَطَّانُ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ عَنْ عَزْرَةَ الْقَطَّانِ عَنْ مَسْعُودٍ الْخَلَّادِيِّ عَنْ تَلِيدٍ عَنْ أَبِي الْحَجَّافِ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَنْ
مُجَاهِدٍ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِي يَا عَلِيُّ مَنْ فَارَقَكَ فَقَدْ فَارَقَنِي وَ مَنْ فَارَقَنِي فَقَدْ فَارَقَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ 12757 .
18- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مِيثَمٍ عَنْ جَدِّهِ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ عَنْ مُوسَى بْنِ قَيْسٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عِيَاضٍ 12758 وَ كَانَ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْقِبْلَةِ عَنْ مَالِكِ بْنِ جَعْوَنَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ وَ هُوَ آخِذٌ بِكَفِّ عَلِيٍّ الْحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ يَدُورُ مَعَهُ حَيْثُ دَارَ 12759 .
بيان: كونه ص مع الحق و أمر النبي ص بالكون معه يدل على عصمته كما مر و قد تواترت الأخبار من طرق الخاصة و العامة بأن أمير المؤمنين ع كان شاكيا عمن تقدمه و لم يكن راضيا بفعالهم و قد أثبتنا ذلك في كتاب الفتن فثبت عدم كونهم على الحق و أما تواتر الخبر و صحته فقد اعترف به أكثر المخالفين أيضا
قَالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي الْحَدِيدِ فِي قَوْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع إِنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ غُرِسُوا فِي هَذَا الْبَطْنِ مِنْ هَاشِمٍ لَا تَصْلُحُ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ 12760 وَ لَا تَصْلُحُ الْوُلَاةُ مِنْ غَيْرِهِمْ.
قَالَ فَإِنْ قُلْتَ إِنَّكَ شَرَحْتَ هَذَا الْكِتَابَ عَلَى مَذَاهِبِ الْمُعْتَزِلَةِ 12761 فَمَا قَوْلُكَ فِي هَذَا الْكَلَامِ وَ هُوَ تَصْرِيحٌ بِأَنَّ الْإِمَامَةَ لَا تَصْلُحُ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا فِي بَنِي هَاشِمٍ خَاصَّةً وَ لَيْسَ ذَلِكَ بِمَذْهَبِ الْمُعْتَزِلَةِ 12762 قُلْتُ هَذَا الْمَوْضِعُ مُشْكِلٌ وَ فِيهِ نَظَرٌ 12763 وَ إِنْ صَحَّ أَنَّ عَلِيَّاً قَالَهُ قُلْتُ كَمَا قَالَ لِأَنَّهُ ثَبَتَ عِنْدِي أَنَ
النَّبِيَّ ص قَالَ: إِنَّهُ مَعَ الْحَقِّ وَ أَنَّ الْحَقَّ يَدُورُ مَعَهُ حَيْثُمَا دَارَ 12764 .
باب 58 ذكره في الكتب السماوية و ما بشر السابقون به و بأولاده المعصومين ع
1- ك، إكمال الدين الْقَطَّانُ وَ ابْنُ مُوسَى وَ الشَّيْبَانِيُّ جَمِيعاً عَنِ ابْنِ زَكَرِيَّا الْقَطَّانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ وَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هَرْثَمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ قَالَ: لَمَّا فَارَقَهُ بَحِيرَاءُ بَكَى بُكَاءً شَدِيداً وَ أَخَذَ يَقُولُ يَا ابْنَ آمِنَةَ كَأَنِّي بِكَ وَ قَدْ رَمَتْكَ الْعَرَبُ بِوَتَرِهَا وَ قَدْ قَطَعَكَ الْأَقَارِبُ وَ لَوْ عَلِمُوا لَكُنْتَ لَهُمْ 12765 بِمَنْزِلَةِ الْأَوْلَادِ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ وَ قَالَ أَمَّا أَنْتَ يَا عَمِّ فَارْعَ فِيهِ قَرَابَتَكَ الْمَوْصُولَةَ وَ احْفَظْ فِيهِ وَصِيَّةَ أَبِيكَ فَإِنَّ قُرَيْشاً سَتَهْجُرُكَ فِيهِ فَلَا تُبَالِ فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ لَا تُؤْمِنُ بِهِ وَ لَكِنْ سَيُؤْمِنُ 12766 بِهِ وَلَدٌ تَلِدُهُ وَ سَيَنْصُرُهُ نَصْراً عَزِيزاً اسْمُهُ فِي السَّمَاوَاتِ الْبَطَلُ الْهَاصِرُ 12767 وَ الشُّجَاعُ الْأَقْرَعُ 12768 مِنْهُ الْفَرْخَانِ الْمُسْتَشْهَدَانِ وَ هُوَ سَيِّدُ الْعَرَبِ وَ رَئِيسُهَا وَ ذُو قَرْنَيْهَا 12769 وَ هُوَ فِي الْكُتُبِ أَعْرَفُ مِنْ أَصْحَابِ عِيسَى ع فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ قَدْ رَأَيْتُ وَ اللَّهِ كُلَّ الَّذِي وَصَفَ بَحِيرَاءُ وَ أَكْثَرَ 12770 .
2- ك، إكمال الدين الْقَطَّانُ وَ ابْنُ مُوسَى وَ السِّنَانِيُّ جَمِيعاً عَنِ ابْنِ زَكَرِيَّا الْقَطَّانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ وَ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ الدُّؤَلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَحِيرٍ الْفَقْعَسِيِّ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْجَعِيِّ عَنْ آبَائِهِ قَالُوا خَرَجَ سَنَةَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَى الشَّامِ عَبْدُ مَنَاةِ بْنِ كِنَانَةَ وَ نَوْفَلُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ صَخْرِ بْنِ نُعْمَانَ بْنِ عَدِيٍّ تُجَّاراً إِلَى الشَّامِ فَلَقِيَهُمَا أَبُو الْمُوَيْهِبِ الرَّاهِبُ فَقَالَ لَهُمَا مَنْ أَنْتُمَا قَالا نَحْنُ تُجَّارٌ مِنْ أَهْلِ الْحَرَمِ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ لَهُمَا مِنْ أَيِّ قُرَيْشٍ فَأَخْبَرَاهُ فَقَالَ لَهُمَا هَلْ قَدِمَ مَعَكُمَا مِنْ قُرَيْشٍ غَيْرُكُمَا قَالا نَعَمْ شَابٌّ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ فَقَالَ أَبُو الْمُوَيْهِبِ الرَّاهِبُ إِيَّاهُ وَ اللَّهِ أَرَدْتُ فَقَالا وَ اللَّهِ مَا فِي قُرَيْشٍ أَخْمَلُ مِنْهُ ذِكْراً 12771 إِنَّمَا يُسَمُّونَهُ بِيَتِيمِ قُرَيْشٍ وَ هُوَ أَجِيرٌ لِامْرَأَةٍ مِنَّا يُقَالُ لَهَا خَدِيجَةُ فَمَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ فَأَخَذَ يُحَرِّكُ رَأْسَهُ وَ يَقُولُ هُوَ هُوَ فَقَالَ لَهُمَا تَدُلَّانِّي عَلَيْهِ فَقَالا تَرَكْنَاهُ فِي سُوقِ بُصْرَى 12772 فَبَيْنَا فِي الْكَلَامِ إِذْ طَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ ص 12773 فَقَالَ هُوَ هَذَا فَخَلَا بِهِ سَاعَةً يُنَاجِيهِ وَ يُكَلِّمُهُ ثُمَّ أَخَذَ يُقَبِّلُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَ أَخْرَجَ شَيْئاً مِنْ كُمِّهِ لَا نَدْرِي مَا هُوَ وَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَأْبَى أَنْ يَقْبَلَهُ فَلَمَّا فَارَقَهُ قَالَ لَنَا تَسْمَعَانِ مِنِّي هَذَا وَ اللَّهِ نَبِيُّ آخِرِ الزَّمَانِ وَ اللَّهِ سَيَخْرُجُ إِلَى قَرِيبٍ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاتَّبِعُوهُ ثُمَّ قَالَ هَلْ وُلِدَ لِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ وَلَدٌ يُقَالُ لَهُ عَلِيٌّ فَقُلْنَا لَا فَقَالَ إِمَّا أَنْ يَكُونَ قَدْ وُلِدَ أَوْ يُولَدُ فِي سَنَتِهِ هُوَ أَوَّلُ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ نَعْرِفُهُ 12774 وَ إِنَّا لَنَجِدُ صِفَتَهُ عِنْدَنَا بِالْوَصِيَّةِ كَمَا نَجِدُ صِفَةَ مُحَمَّدٍ بِالنُّبُوَّةِ وَ إِنَّهُ سَيِّدُ الْعَرَبِ وَ رَبَّانِيُّهَا وَ ذُو قَرْنَيْهَا يُعْطِي السَّيْفَ حَقَّهُ اسْمُهُ فِي الْمَلَإِ عَلِيٌ 12775 وَ هُوَ أَعْلَى الْخَلْقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَعْدَ الْأَنْبِيَاءِ ذِكْراً
وَ تُسَمِّيهِ الْمَلَائِكَةُ الْبَطَلَ الْأَزْهَرَ الْمُفْلِحَ لَا يَتَوَجَّهُ إِلَى وَجْهٍ إِلَّا أَفْلَحَ وَ ظَفِرَ وَ اللَّهِ هُوَ أَعْرَفُ بَيْنَ أَصْحَابِهِ 12776 فِي السَّمَاءِ مِنَ الشَّمْسِ الطَّالِعَةِ 12777 .
3- قب، المناقب لابن شهرآشوب رَوَى الْكَلْبِيُّ عَنِ الشَّرْقِيِّ بْنِ الْقُطَامِيِّ عَنْ تَمِيمِ بْنِ وَعْلَةَ الْمُرِّيِّ عَنِ الْجَارُودِ بْنِ الْمُنْذِرِ الْعَبْدِيِّ وَ كَانَ نَصْرَانِيّاً فَأَسْلَمَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ وَ أَنْشَدَ شِعْراً يَقُولُ
يَا نَبِيَّ الْهُدَى أَتَتْكَ رجالا [رِجَالٌ ]-
قَطَعَتْ فَدْفَداً وَ آلًا فَآلًا 12778 -
جَابَتِ الْبِيدَ وَ الْمَهَامِهَ حَتَّى -
غَالَهَا مِنْ طَوَى السُّرَى مَا غَالا -
أَنْبَأَ الْأَوَّلُونَ بِاسْمِكَ فِينَا -
وَ بِأَسْمَاءٍ بَعْدَهُ تَتَتَالَى 12779 -
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَ فِيكُمْ مَنْ يَعْرِفُ قُسَّ بْنَ سَاعِدَةَ الْإِيَادِيَّ فَقَالَ الْجَارُودُ كُلُّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نَعْرِفُهُ غَيْرَ أَنِّي مِنْ بَيْنِهِمْ عَارِفٌ بِخَبَرِهِ وَاقِفٌ عَلَى أَثَرِهِ فَقَالَ أَخْبِرْنَا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ شَهِدْتُ قُسّاً وَ قَدْ خَرَجَ مِنْ نَادٍ مِنْ أَنْدِيَةِ إِيَادٍ إِلَى ضَحْضَحِ ذِي قَتَادٍ وَ سَمُرٍ وَ غِيَادٍ وَ هُوَ مُشْتَمِلٌ بِنِجَادٍ فَوَقَفَ فِي إِضْحِيَانِ لَيْلٍ كَالشَّمْسِ رَافِعاً إِلَى السَّمَاءِ وَجْهَهُ وَ إِصْبَعَهُ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ الْأَرْفِعَةِ وَ الْأَرَضِينَ الْمُمْرِعَةِ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ الثَّلَاثَةِ الْمَحَامِيدِ مَعَهُ وَ الْعَلِيِّينَ الْأَرْبَعَةِ وَ فَاطِمَ وَ الحسنان [الْحَسَنَيْنِ] الْأَبْرِعَةِ 12780 وَ جَعْفَرٍ وَ مُوسَى التَّبِعَةِ سَمِيِّ الْكَلِيمِ الضَّرَعَةِ 12781 أُولَئِكَ النُّقَبَاءُ الشَّفَعَةُ وَ الطَّرِيقُ الْمَهْيَعَةُ دَاسَةُ الْأَنَاجِيلِ وَ مُحَاةُ الْأَضَالِيلِ وَ نُفَاةُ الْأَبَاطِيلِ الصَّادِقُو الْقِيلِ عَدَدُ نُقَبَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَهُمْ أَوَّلُ الْبِدَايَةِ وَ عَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ وَ بِهِمْ تُنَالُ الشَّفَاعَةُ وَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَرْضُ الطَّاعَةِ اسْقِنَا غَيْثاً مُغِيثاً ثُمَّ قَالَ لَيْتَنِي مُدْرِكُهُمْ وَ لَوْ بَعْدَ لَأْيٍ مِنْ عُمُرِي وَ مَحْيَايَ ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ
أَقْسَمَ قُسٌّ قَسَماً لَيْسَ بِهِ مُكْتَتِماً -
لَوْ عَاشَ أَلْفَيْ سَنَةٍ لَمْ يَلْقَ مِنْهَا سَأَماً -
حَتَّى يُلَاقِيَ أَحْمَداً وَ النُّجَبَاءَ الْحُكَمَا -
هُمْ أَوْصِيَاءُ أَحْمَدَ أَفْضَلُ مَنْ تَحْتَ السَّمَا -
يَعْمَى الْأَنَامُ عَنْهُمْ وَ هُمْ ضِيَاءٌ لِلْعَمَى -
لَسْتُ بِنَاسٍ ذِكْرَهُمْ حَتَّى أَحَلَّ الرَّجَمَا -
قَالَ الْجَارُودُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْبِئْنِي أَنْبَأَكَ اللَّهُ بِخَبَرِ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الَّتِي لَمْ نَشْهَدْهَا وَ أَشْهَدَنَا قُسٌّ ذِكْرَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ يَا جَارُودُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيَّ أَنْ سَلْ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا عَلَى مَا بُعِثُوا قُلْتُ عَلَى مَا بُعِثُوا قَالَ بَعَثْتُهُمْ عَلَى نُبُوَّتِكَ وَ وَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْكُمَا ثُمَّ عَرَّفَنِي اللَّهُ تَعَالَى بِهِمْ وَ بِأَسْمَائِهِمْ ثُمَّ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِلْجَارُودِ أَسْمَاءَهُمْ وَاحِداً وَاحِداً إِلَى الْمَهْدِيِّ ع ثُمَّ قَالَ قَالَ لِيَ الرَّبُّ تَعَالَى هَؤُلَاءِ أَوْلِيَائِي وَ هَذَا الْمُنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِي يَعْنِي الْمَهْدِيَّ فَقَالَ الْجَارُودُ
أَتَيْتُكَ يَا ابْنَ آمِنَةَ الرَّسُولَا -
لِكَيْ بِكَ أَهْتَدِيَ النَّهْجَ السَّبِيلَا -
فَقُلْتَ وَ كَانَ قَوْلُكَ قَوْلَ حَقٍّ -
وَ صِدْقٍ مَا بَدَا لَكَ أَنْ تَقُولَا -
وَ بَصَّرْتَ الْعَمَى مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ -
وَ كَلًّا كَانَ مِنْ عَمَهٍ ظَلِيلًا 12782 -
وَ أَنْبَأْنَاكَ عَنْ قُسِّ الْإِيَادِيِّ -
مَقَالًا أَنْتَ ظِلْتَ بِهِ جَدِيلًا -
وَ أَسْمَاءً عَمَتْ عَنَّا فَآلَتْ -
إِلَى عِلْمٍ وَ كُنْتُ بِهَا جَهُولًا
.
و قد ذكر صاحب الروضة أن هذا الاستسقاء كان قبل النبوة بعشر سنين و شهادة سلمان الفارسي بمثل ذلك مشهور.
و قال الشعبي قال لي عبد الملك بن مروان وجد وكيلي في مدينة الصفر التي بناها سليمان بن داود على سورها أبياتا منها
إن مقاليد أهل الأرض قاطبة
و الأوصياء له أهل المقاليد
هم الخلائف اثنتا عشرة حججا
من بعده الأوصياء السادة الصيد
حتى يقوم بأمر الله قائمهم
من السماء إذا ما باسمه نودي