کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
مِنَ الْمَيِّتِ بإنشاء النباتات من موادها و إماتتها و إنشاء الحيوان من النطفة و النطفة منه و روي إخراج المؤمن من الكافر و الكافر من المؤمن بِغَيْرِ حِسابٍ أي كثيرا أو من غير أن يحاسبه عليه.
بك نمسي أي بقدرتك و عونك ندخل في المساء و الصباح من أن أذل على بناء المعلوم من المجرد أو الإفعال و كذا سائر الفقرات سوى أظلم و أجهل فإنهما على المجرد فقط يا مصرف القلوب عن عزماتها و إراداتها و الأبصار عما تريد أن تنظر إليها إذا لم يوافق إرادة الله تعالى كما قال فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ 8383 و يحتمل أن يراد بالأبصار البصائر.
لا يألوني خبالا أي لا يقصر في فسادي و الألو التقصير و أصله أن يعدى بالحرف يقال ألا في الأمر يألو إذا قصر ثم عدي إلى مفعولين كقولهم لا آلوك نصحا على تضمين معنى المنع و النقص و الخبال الفساد و يكون في الأبدان و الأفعال و العقول و قبيله أي جنوده و الدور بغير همز جمع الدار كأسد و أسد.
و الهمز الغمز و الوقيعة في الناس و ذكر عيوبهم و همزات الشياطين نخساته و غمزاته و طمعه فيه و كذا اللمز و منه قوله تعالى وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ و قيل الهمزة هو الذي يعيبك بوجهك و اللمزة الذي يعيبك في الغيب و قيل الغمز ما يكون باللسان و العين و الإشارة باليد و الهمز لا يكون إلا باللسان و قيل هما شيء واحد و المراد هنا أنواع مكايد الشيطان و يمكن أن يكون المراد ما يصدر من الناس من ذلك و نسبه إلى الشيطان لأنه السبب فيه.
و الغوائل الشرور و المهالك و النفث في العقد و غيرها من قبيل السحر و هنا أيضا إما كناية عن تصرفاته في الإنسان الشبيهة بالسحر أو ما يصدر من الناس بسببه بالشبهات طلبوك أي بغير برهان و دليل أو بالتشبيه بالخلق في أفعالهم جوروك أي نسبوا الجور و الظلم إليك في أفعالهم بأن قالوا هو سبحانه يجبرنا على أعمالنا و يعاقبنا عليها و الفقرة التالية لها مؤكدة أو المراد بالثانية أنهم نسبوا مثل
أعمالهم إليك.
في محاربة أوليائك حاربوك أي حاربوا أولياءك و لما كان حربهم حربك فهم بذلك حاربوك و آناء الليل ساعاته راقبوك أي انتظروا حلول أوامرك و ثوابك و خافوا حلول عقابك و حرسوك أي حرسوا أوامرك و نواهيك و الحاصل أنهم لم يغفلوا عنك ساعة.
بكما أي بالتوسل بكما و شفاعتكما أطلب حاجاتي من الله و هذه الفقرة معترضة بين الدعاء حتى أعلمتنيها أي نهيتني عنها على علمك أي على ما تعلم من ذنوبي و عجزي و افتقاري كما ورد في الدعاء عد بحلمك على جهلي و يقال عاد بمعروفه عودا أفضل ذكره في المصباح المنير و قال الفيروزآبادي العائدة المعروف و الصلة و العطف و المنفعة و لا يبعد أن يكون على عملك بتقديم الميم أي على الذي عملته و صنعته فيكون نوع استعطاف.
و في القاموس هدله يهدله هدلا أرسله إلى أسفل و أرخاه و في نسخ المصباح هدل على بناء التفعيل و لم أره في اللغة و ثوى بالمكان أقام و أثويته و ثويته و رعت فلانا و روعته أفزعته و أخفته و عراني هذا الأمر و اعتراني غشيني.
أعددتها إشارة إلى قوله سبحانه أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ 8384 و أبرزتها إلى قوله تعالى وَ بُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ 8385 كأنه جمالات إشارة إلى قوله عز و جل إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ 8386 الجمالات جمع جمال أو جمالة جمع جمل شبهه في عظمه بالجمل و وصف بالصفر لما فيه من النارية و قيل أي سود فإن سواد الإبل يضرب إلى الصفرة و قال الجوهري صليت اللحم و غيره أصليه صليا إذا شويته و يقال أيضا صليت الرجل نارا إذا أدخلته النار و جعلته يصلاها
فإن ألقيته فيها إلقاء كأنك تريد الإحراق قلت أصليته بالألف و صليته تصلية و الحسيس الصوت الذي يحس به و قيل الصوت الخفي.
7- جَامِعُ الْبَزَنْطِيِّ، نَقْلًا عَنْ بَعْضِ الْأَفَاضِلِ عَنِ الْحَلَبِيِّ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ: مَنْ قَرَأَ مِائَةَ آيَةٍ بَعْدَ الْعِشَاءِ لَمْ يَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ.
وَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ إِنِّي لَأَمْقُتُ الرَّجُلَ يَكُونُ قَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ ثُمَّ يَنَامُ حَتَّى يُصْبِحَ لَا يَسْمَعُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئاً.
8- رِجَالُ الْكَشِّيِّ، عَنْ حَمْدَوَيْهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ هِشَامٍ الْمَشْرِقِيِّ عَنِ الرِّضَا ع قَالَ: إِنَّ أَهْلَ الْبَصْرَةِ سَأَلُونِي فَقَالُوا إِنَّ يُونُسَ يَقُولُ مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يُصَلِّيَ الْإِنْسَانُ رَكْعَتَيْنِ وَ هُوَ جَالِسٌ بَعْدَ الْعَتَمَةِ فَقُلْتُ صَدَقَ يُونُسُ 8387 .
باب 6 فضل صلاة الليل و عبادته
الآيات آل عمران وَ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ 8388 و قال تعالى لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ وَ هُمْ يَسْجُدُونَ 8389 الإسراء وَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً 8390
الفرقان وَ الَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَ قِياماً 8391 التنزيل تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ 8392 الزمر أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَ قائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ يَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ 8393