کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
لَهُ صَاحِبُهُ وَ لِمَ إِذَا رَأَيْتَ الْعَلَامَةَ 12098 لَا تَتَّبِعُهُ قَالَ أَ مَا رَأَيْتَ مَا فَعَلَ بِنَا هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ كَرَّمُونَا وَ مَوَّلُونَا وَ نَصَبُوا لَنَا كَنَائِسَنَا 12099 وَ أَعْلَوْا فِيهَا ذِكْرَنَا فَكَيْفَ تَطِيبُ النَّفْسُ بِدِينٍ 12100 يَسْتَوِي فِيهِ الشَّرِيفُ وَ الْوَضِيعُ فَلَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ قَالَ مَنْ يَرَاهُمْ 12101 مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ص مَا رَأَيْنَا وَفْداً مِنْ وُفُودِ الْعَرَبِ كَانُوا أَجْمَلَ مِنْ هَؤُلَاءِ لَهُمْ شُعُورٌ 12102 وَ عَلَيْهِمْ ثِيَابُ الْحَبِرِ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص مُتَنَاءٍ عَنِ الْمَسْجِدِ فَحَضَرَتْ صَلَاتُهُمْ فَقَامُوا يُصَلُّونَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ص تِلْقَاءَ الْمَشْرِقِ فَهَمَّ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ص بِمَنْعِهِمْ 12103 فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَقَالَ دَعُوهُمْ فَلَمَّا قَضَوْا صَلَاتَهُمْ جَلَسُوا إِلَيْهِ وَ نَاظَرُوهُ فَقَالُوا يَا أَبَا الْقَاسِمِ حَاجِّنَا فِي عِيسَى فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَ رَسُولُهُ وَ كَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَ رُوحٌ مِنْهُ فَقَالَ أَحَدُهُمْ بَلْ هُوَ وَلَدُهُ وَ ثَانِي اثْنَيْنِ وَ قَالَ آخَرُ بَلْ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ أَبٍ وَ ابْنٍ وَ رُوحِ قُدْسٍ وَ قَدْ سَمِعْنَا 12104 فِي قُرْآنٍ نَزَلَ عَلَيْكَ يَقُولُ فَعَلْنَا وَ جَعَلْنَا وَ خَلَقْنَا وَ لَوْ كَانَ وَاحِداً لَقَالَ خَلَقْتُ وَ جَعَلْتُ وَ فَعَلْتُ فَتَغَشَّى النَّبِيَّ ص الْوَحْيُ وَ نَزَلَ عَلَى صَدْرِهِ سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ 12105 إِلَى قَوْلِهِ رَأْسِ السِّتِّينَ مِنْهَا فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ الْآيَةَ 12106 فَقَصَّ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ص الْقِصَّةَ وَ تَلَا عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ قَدْ وَ اللَّهِ أَتَاكُمْ بِالْفَصْلِ مِنْ خَبَرِ صَاحِبِكُمْ وَ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَنِي بِمُبَاهَلَتِكُمْ فَقَالُوا إِذَا كَانَ غَداً بَاهَلْنَاكَ فَقَالَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ حَتَّى نَنْظُرَ بِمَنْ يُبَاهِلُنَا غَداً بِكَثْرَةِ أَتْبَاعِهِ
مِنْ أَوْبَاشِ النَّاسِ أَمْ بِأَهْلِهِ 12107 مِنْ أَهْلِ الصَّفْوَةِ وَ الطَّهَارَةِ فَإِنَّهُمْ وَشِيجُ الْأَنْبِيَاءِ وَ مَوْضِعُ بَهْلِهِمْ 12108 فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدٍ غَدَا رَسُولُ اللَّهِ ص بِيَمِينِهِ عَلِيٌّ وَ بِيَسَارِهِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ مِنْ وَرَائِهِمْ فَاطِمَةُ ع عَلَيْهِمُ الْحُلَلُ 12109 النَّجْرَانِيَّةُ وَ عَلَى كَتِفِ رَسُولِ اللَّهِ ص كِسَاءٌ قَطَوَانِيٌ 12110 رَقِيقٌ خَشِنٌ لَيْسَ بِكَثِيفٍ وَ لَا لَيِّنٍ فَأَمَرَ بِشَجَرَتَيْنِ فَكَسَحَ مَا بَيْنَهُمَا وَ نَشَرَ الْكِسَاءَ عَلَيْهِمَا وَ أَدْخَلَهُمْ تَحْتَ الْكِسَاءِ وَ أَدْخَلَ مَنْكِبَهُ الْأَيْسَرَ مَعَهُمْ تَحْتَ الْكِسَاءِ مُعْتَمِداً عَلَى قَوْسِهِ النَّبْعِ وَ رَفَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى إِلَى السَّمَاءِ لِلْمُبَاهَلَةِ وَ أَشْرَفَ 12111 النَّاسُ يَنْظُرُونَ وَ اصْفَرَّ لَوْنُ السَّيِّدِ وَ الْعَاقِبِ وَ زُلْزِلَا 12112 حَتَّى كَادَ أَنْ يَطِيشَ عُقُولُهُمَا فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ أَ نُبَاهِلُهُ قَالَ أَ وَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ مَا بَاهَلَ قَوْمٌ قَطُّ نَبِيّاً فَنَشَأَ صَغِيرُهُمْ وَ بَقِيَ كَبِيرُهُمْ وَ لَكِنْ أَرِهِ أَنَّكَ غَيْرُ مُكْتَرِثٍ وَ أَعْطِهِ مِنَ الْمَالِ وَ السِّلَاحِ مَا أَرَادَ فَإِنَّ الرَّجُلَ مُحَارِبٌ وَ قُلْ لَهُ أَ بِهَؤُلَاءِ تُبَاهِلُنَا لِئَلَّا يَرَى أَنَّهُ قَدْ تَقَدَّمَتْ مَعْرِفَتُنَا بِفَضْلِهِ وَ فَضْلِ أَهْلِ بَيْتِهِ فَلَمَّا رَفَعَ النَّبِيُّ ص يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ لِلْمُبَاهَلَةِ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ أَيُّ رَهْبَانِيَّةٍ 12113 دَارِكِ الرَّجُلَ فَإِنَّهُ إِنْ فَاهَ 12114 بِبُهْلَةٍ لَمْ نَرْجِعْ إِلَى أَهْلٍ وَ لَا مَالٍ فَقَالا يَا أَبَا الْقَاسِمِ أَ بِهَؤُلَاءِ تُبَاهِلُنَا قَالَ نَعَمْ هَؤُلَاءِ أَوْجَهُ مَنْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ بَعْدِي إِلَى اللَّهِ وِجْهَةً وَ أَقْرَبُهُمْ إِلَيْهِ وَسِيلَةً قَالَ فَبَصْبَصَا يَعْنِي ارْتَعَدَا وَ كَرَّا وَ قَالا لَهُ يَا أَبَا الْقَاسِمِ نُعْطِيكَ أَلْفَ سَيْفٍ وَ أَلْفَ دِرْعٍ وَ أَلْفَ حَجَفَةٍ 12115 وَ أَلْفَ دِينَارٍ كُلَّ عَامٍ عَلَى أَنَّ الدِّرْعَ وَ السَّيْفَ وَ الْحَجَفَ عِنْدَكَ إِعَارَةٌ حَتَّى نَأْتِيَ مَنْ وَرَاءَنَا مِنْ قَوْمِنَا فَنُعْلِمَهُمْ بِالَّذِي رَأَيْنَا وَ شَاهَدْنَا فَيَكُونَ الْأَمْرُ عَلَى
مَلَاءٍ مِنْهُمْ فَإِمَّا الْإِسْلَامُ وَ إِمَّا الْجِزْيَةُ وَ إِمَّا الْمُقَاطَعَةُ فِي كُلِّ عَامٍ فَقَالَ النَّبِيُّ ص قَدْ قَبِلْتُ مِنْكُمَا أَمَا وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْكَرَامَةِ لَوْ بَاهَلْتُمُونِي بِمَنْ تَحْتَ الْكِسَاءِ لَأَضْرَمَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الْوَادِيَ نَاراً تَأَجَّجُ ثُمَّ سَاقَهَا 12116 إِلَى مَنْ وَرَاءَكُمْ فِي أَسْرَعَ مِنْ طَرْفِ الْعَيْنِ فَحَرَقَتْهُمْ 12117 تَأَجُّجاً فَهَبَطَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ الرُّوحُ الْأَمِينُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي 12118 لَوْ بَاهَلْتَ بِمَنْ تَحْتَ الْكِسَاءِ أَهْلَ السَّمَاءِ وَ أَهْلَ الْأَرْضِ لَتَسَاقَطَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ كِسَفاً مُتَهَافِتَةً وَ لَتَقَطَّعَتِ 12119 الْأَرَضُونَ زُبُراً سَائِحَةً 12120 فَلَمْ يَسْتَقِرَّ عَلَيْهَا 12121 بَعْدَ ذَلِكَ فَرَفَعَ النَّبِيُّ ص يَدَيْهِ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ ثُمَّ قَالَ عَلَى مَنْ ظَلَمَكُمْ حَقَّكُمْ وَ بَخَسَنِيَ الْأَجْرَ الَّذِي افْتَرَضَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِيكُمْ بُهْلَةُ اللَّهِ تَتَابَعُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ 12122 .
ختص، الإختصاص أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَلَّافُ الْهَمْدَانِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُوسَى بْنِ شَاذَانَ الْبَزَّازِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْبَزَّازِ وَ جَعْفَرٍ الدَّقَّاقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَيْضِ بْنِ فَيَّاضٍ الدِّمَشْقِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيِّ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ مِثْلَهُ 12123 .
بيان قال في النهاية الوشيج هو ما التف من الشجر و الوشيجة عرق الشجرة و ليف يفتل ثم يشد به ما يحمل و الوشيج جمع وشيجة وشجت العروق و الأغصان اشتبكت.
و في القاموس الوشيج اشتباك القرابة و الواشجة الرحم المشتبكة و قال
النمرة كفرحة الحبرة و شملة فيها خطوط بيض و سود و قال قطوان محركة موضع بالكوفة منه الأكسية.
و في بعض النسخ قرطق بالقافين و في بعضها قرطف بالفاء أخيرا في القاموس القرطق كجندب لبس معروف معرب كرته و قال القرطف كجعفر القطيفة و قال النبع شجر القسي و السهام و قال البصيص الرعدة و بصبص الكلب حرك ذنبه.
باب 33 غزوة عمرو بن معديكرب
1- شا، الإرشاد: لما عاد رسول الله ص من تبوك إلى المدينة قدم إليه عمرو بن معديكرب فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ص أَسْلِمْ يَا عَمْرُو يُؤْمِنْكَ اللَّهُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ قَالَ يَا مُحَمَّدُ وَ مَا الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ فَإِنِّي لَا أَفْزَعُ فَقَالَ يَا عَمْرُو إِنَّهُ لَيْسَ كَمَا تَظُنُّ وَ تَحْسَبُ إِنَّ النَّاسَ يُصَاحُ بِهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَلَا يَبْقَى مَيِّتٌ إِلَّا نُشِرَ وَ لَا حَيٌّ إِلَّا مَاتَ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُصَاحُ بِهِمْ صَيْحَةً أُخْرَى فَيُنْشَرُ مَنْ مَاتَ وَ يَصُفُّوْنَ جَمِيعاً وَ تَنْشَقُّ السَّمَاءُ وَ تَهُدُّ الْأَرْضُ وَ تَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً وَ تَرْمِي النَّارُ بِمِثْلِ الْجِبَالِ شَرَراً فَلَا يَبْقَى ذُو رُوحٍ إِلَّا انْخَلَعَ قَلْبُهُ 12124 وَ ذَكَرَ ذَنْبَهُ وَ شُغِلَ بِنَفْسِهِ إِلَّا مَنْ 12125 شَاءَ اللَّهُ فَأَيْنَ أَنْتَ يَا عَمْرُو مِنْ هَذَا قَالَ أَلَا إِنِّي أَسْمَعُ أَمْراً عَظِيماً فَآمَنَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ 12126 وَ آمَنَ مَعَهُ 12127 مِنْ قَوْمِهِ نَاسٌ وَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ ثُمَّ إِنَّ عَمْرَو بْنَ مَعْدِيكَرِبَ نَظَرَ إِلَى أُبَيِّ بْنِ عَثْعَثٍ الْخَثْعَمِيِّ فَأَخَذَ بِرَقَبَتِهِ ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ ص 12128 فَقَالَ
أَعْدِنِي 12129 عَلَى هَذَا الْفَاجِرِ الَّذِي قَتَلَ وَالِدِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَهْدَرَ 12130 الْإِسْلَامُ مَا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فانصرف عمرو مرتدا فأغار على قوم من بني الحارث بن كعب و مضى إلى قومه فاستدعى رسول الله ص علي بن أبي طالب ع و أمره على المهاجرين و أنفذه إلى بني زبيد و أرسل خالد بن الوليد في الأعراب و أمره أن يعمد لجعفي 12131 فإذا التقيا فأمير الناس أمير المؤمنين ع فسار أمير المؤمنين ع و استعمل على مقدمته خالد بن سعيد بن العاص و استعمل خالد على مقدمته أبا موسى الأشعري فأما جعفي فإنها لما سمعت بالجيش افترقت فرقتين فذهبت فرقة إلى اليمن و انضمت الفرقة الأخرى إلى بني زبيد فبلغ ذلك أمير المؤمنين ع فكتب إلى خالد بن الوليد أن قف حيث أدركك رسولي فلم يقف فكتب إلى خالد بن سعيد بن العاص تعرض له حتى تحبسه فاعترض له خالد حتى حبسه و أدركه أمير المؤمنين ع فعنفه على خلافه ثم سار حتى لقي بني زبيد بواد يقال له كثير 12132 فلما رآه بنو زبيد قالوا لعمرو كيف أنت يا با ثور إذا لقيك هذا الغلام القرشي فأخذ منك الأتاوة قال 12133 سيعلم إن لقيني قال و خرج عمرو فقال من يبارز فنهض إليه أمير المؤمنين ع و قام 12134 إليه خالد بن سعيد و قال له دعني يا أبا الحسن بأبي أنت و أمي أبارزه فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِنْ كُنْتَ تَرَى أَنَّ لِي عَلَيْكَ طَاعَةً فَقِفْ مَكَانَكَ 12135 فوقف ثم برز إليه أمير المؤمنين ع فصاح به صيحة فانهزم عمرو و قتل أخاه 12136 و ابن أخيه و أخذت امرأته ركانة بنت سلامة و سبى منهم نسوان و انصرف أمير المؤمنين ع و خلف على بني زبيد خالد بن سعيد ليقبض صدقاتهم و يؤمن من عاد إليه من هرابهم مسلما فرجع عمرو بن معديكرب و استأذن على
خالد بن سعيد فأذن له فعاد إلى الإسلام فكلمه 12137 في امرأته و ولده فوهبهم له و قد كان عمرو لما وقف بباب خالد بن سعيد وجد جزورا قد نحرت فجمع قوائهما ثم ضربها بسيفه فقطعها جميعا و كان يسمى سيفه الصمصامة فلما وهب خالد بن سعيد لعمرو امرأته و ولده وهب له عمرو الصمصامة و كان أمير المؤمنين ع قد اصطفى من السبي جارية فبعث خالد بن الوليد بريدة الأسلمي إلى النبي ص و قال له تقدم الجيش إليه فأعلمه بما فعل علي من اصطفائه الجارية من الخمس لنفسه و قع فيه فسار بريدة حتى انتهى إلى باب رسول الله ص فلقيه عمر بن الخطاب فسأله عن حال غزوتهم و عن الذي أقدمه فأخبره أنه إنما جاء ليقع في علي ع و ذكر له اصطفاءه الجارية من الخمس لنفسه فقال له عمر امض لما جئت له فإنه سيغضب لابنته مما صنع علي ع فدخل بريدة على النبي ص و معه كتاب من خالد بما أرسل به بريدة فجعل يقرؤه و وجه رسول الله ص يتغير فقال بريدة يا رسول الله إنك إن رخصت للناس في مثل هذا ذهبت فيئهم فَقَالَ 12138 النَّبِيُّ ص وَيْحَكَ يَا بُرَيْدَةُ أَحْدَثْتَ نِفَاقاً إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَحِلُّ لَهُ مِنَ الْفَيْءِ مَا يَحِلُّ لِي إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَيْرُ النَّاسِ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ خَيْرُ مَنْ أُخَلِّفُ بَعْدِي لِكَافَّةِ أُمَّتِي يَا بُرَيْدَةُ احْذَرْ أَنْ تُبْغِضَ عَلِيّاً فَيُبْغِضَكَ اللَّهُ قال بريدة فتمنيت أن الأرض انشقت لي فسخت فيها و قلت أعوذ بالله من سخط الله و سخط رسول الله 12139 يا رسول الله استغفر لي فلن أبغضن 12140 عليا أبدا و لا أقول فيه إلا خيرا فاستغفر له النبي ص 12141 .
عم، إعلام الورى: مثله مع اختصار 12142 .
بيان الأتاوة بالفتح الخراج.
2- في الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين ع و شرحه أن عمرو بن معديكرب
خاطب عليا
الآن حين تقلصت منك الكلى
إذ حر نارك في الوقيعة يسطع
و الخيل لاحقة الأياطل شزب
قب البطون ثنيها و الأقرع
يحملن فرسانا كراما في الوغى
لا ينكلون إذا الرجال تكعكع
إني امرؤ أحمي حماي بعزة
و إذا تكون شديدة لا أجزع
و أنا المظفر في المواطن كلها
و أنا شهاب في الحوادث يلمع
من يلقني يلقى المنية و الردى
و حياض موت ليس عنه مذيع 12143
فاحذر مصاولتي و جانب موقفي
إني لدى الهيجا أضر و أنفع 12144
فَأَجَابَهُ ع
يَا عَمْرُو قَدْ حَمِيَ الْوَطِيسُ وَ أُضْرِمَتْ
نَارٌ عَلَيْكَ وَ هَاجَ أَمْرٌ مُفْظَعٌ
وَ تَسَاقَتِ الْأَبْطَالُ كَأْسَ مَنِيَّةٍ
فِيهَا ذَرَارِيحُ وَ سَمٌّ مُنْقَعٌ
فَإِلَيْكَ عَنِّي لَا يَنَالُكَ مَخْلَبِي
فَتَكُونَ كَالْأَمْسِ الَّذِي لَا يَرْجِعُ
إِنِّي امْرُؤٌ أَحْمِي حِمَايَ بِعِزَّةٍ
وَ اللَّهُ يَخْفِضُ مَنْ يَشَاءُ وَ يَرْفَعُ
إِنِّي إِلَى قَصْدِ الْهُدَى وَ سَبِيلِهِ
وَ إِلَى شَرَائِعِ دِينِهِ أَتَسَرَّعُ
وَ رَضِيتُ بِالْقُرْآنِ وَحْياً مُنْزَلًا
وَ بِرَبِّنَا رَبّاً يَضُرُّ وَ يَنْفَعُ
فِينَا رَسُولُ اللَّهِ أُيِّدَ بِالْهُدَى
فَلِوَاؤُهُ حَتَّى الْقِيَامَةِ يَلْمَعُ 12145
.