کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
على مجموعة من ذخائر أهل الاعتبار و لطائف آثار فضلاء الأدوار فيها نسبة هذه الأشعار الأبكار إليه:
ليس في كلّ ساعة أنا محتاج
* و لا أنت قادر أن تنيلا
فاغتنم حاجتي و يسرك فاحرز
* فرصة تسترقّ فيها الخليلا
و قال: و له أيضا ما كتبه إلى العلّامة الطوسيّ مسترخصا للسفر إلى العراق من السلطانيّة:
محبّتي تقتضي مقامي
* و حالتي تقتضي الرحيلا
هذان خصمان لست أقضي
* بينهما خوف أن أميلا
و لا يزالان في اختصام
* حتّى نرى رأيك الجميلا
و كتب إلى الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّه بعد ما بلغه أنّه ردّ على كتابه في الإمامة و وصل إليه كتابه أبياتا أوّلها:
لو كنت تعلم كلّ ما علم الورى
* طرّ الصرت صديق كلّ العالم
لكن جهلت فقلت إنّ جميع من
* يهوي خلاف هواك ليس بعالم 938
* (مولده و مدفنه)*
ولد رضوان اللّه تعالى عليه في التاسع و العشرين من شهر رمضان المبارك سنة 648، و توفّي في يوم السبت الحادي و العشرين من محرّم الحرام سنة 726، و نقل إلى النجف الأشرف، و دفن في الحجرة التي إلى جنب المنارة الشماليّة من حرم أمير المؤمنين عليه السلام 939 .
* (أبوه)* (سديد الدين)
[الثناء عليه]
هو الشيخ الأجلّ الأكمل سديد الدين أبو المظفّر، و يقال: أبو يعقوب، يوسف ابن زين الدين عليّ بن المطهّر الحلّي الفقيه المتكلّم الأصوليّ، كان من أعلم العلماء في عصره في الاصولين، قال ولده العلّامة في إجازته لبني زهرة: إنّ المحقّق خواجه نصير الدين لمّا ورد الحلّة و حضر عنده فقهاؤها سأل المحقّق عن أعلمهم بالاصولين فأشار إلى سديد الدين والدي و إلى الفقيه محمّد بن الجهم رحمهما اللّه. إ ه.
و قال ابن داود: و كان والده- يعني العلّامة- قدّس اللّه روحه- فقيها محقّقا مدرّسا عظيم الشأن.
و وصفه الشهيد في إجازته لابن الخازن بقوله: الإمام الأعظم الحجّة، أفضل المجتهدين السعيد الفقيه سديد الدين أبي المظفّر ابن الإمام المرحوم زين الدين عليّ بن المطهّر، أفاض اللّه على ضرائحهم المراحم الربّانيّة و حباهم بالنعم الهنيئة 940 . و ابن أبي جمهور:
بالشيخ الفاضل الكامل سديد الدين 941 .
و أطراه المحقّق الكركيّ في إجازته للمولى عبد العليّ الأستراباديّ بقوله: الشيخ الإمام الفقيه سديد الدين. إ ه 942 .
و قال في إجازته للقاضي صفيّ الدين عيسى: و جميع مصنّفات و مرويّات الشيخ الأجلّ الفقيه السعيد سديد الدين. إ ه 943 .
و في إجازته لسميّه الميسيّ: بالشيخ الأجلّ الفقيه، شيخ الإسلام سديد الدين أبي يعقوب. إ ه 944 .
و في إجازته للمولى حسين بن شمس الدين محمّد الأستراباديّ: بالشيخ السعيد العلّامة سديد الدين، أبي مظفّر. إ ه 945
و في إجازة الشهيد الثاني للسيّد عليّ الصائغ: الشيخ السعيد السديد يوسف. إ ه 946 .
و في إجازة المولى حسن عليّ بن المولى عبد اللّه التستريّ للمجلسيّ الأوّل:
الإمام العلّامة الهمام سديد الدين يوسف. إ ه 947 .
و قال الشيخ الحرّ في أمل الآمل ص 74: يوسف بن عليّ بن المطهّر الحلّيّ والد العلّامة فاضل عالم فقيه متبحّر نقل ولده أقواله في كتبه. إ ه.
و وصفه الفاضل التستريّ في المقابس: ص 16 بالمحقّق المدقق الكامل صدر الأوائل و فخر الأفاضل الشيخ سديد الدين. إ ه.
يوجد ذكره الجميل في غير ما سمعت من التراجم كالمستدرك ج 3 ص 463، و الروضات ص 740 و تنقيح المقال ج 3 ص 336 و نقد الرجال ص 380 و غيرها.
* (سديد الدين و هلاكو خان)*
و ممّا يناسب المقام ذكره ما ذكره ولده العلّامة في كشف اليقين ص 28 في باب اخبار مغيبات أمير المؤمنين عليه السّلام، قال: و من ذلك إخباره عليه السّلام بعمارة بغداد و ملك بني العبّاس و أحوالهم و أخذ المغول الملك منهم، رواه والدي رحمه اللّه و كان ذلك سبب سلامة أهل الكوفة و الحلّة و المشهدين الشريفين من القتل لمّا وصل السلطان هلاكو إلى بغداد قبل أن يفتحها هرب أكثر أهل الحلّة إلى البطائح إلّا القليل فكان من جملة القليل والدي رحمه اللّه و السيّد مجد الدين بن طاوس و الفقيه ابن أبي العزّ فأجمع رأيهم على مكاتبة السلطان بأنّهم مطيعون داخلون تحت الإيليّة، و أنفذوا به شخصا أعجميّا، فأنفذ السلطان إليهم فرمانا مع شخصين أحدهما يقال له: نكله و الآخر يقال له: علاء الدين، و قال لهما: قولا لهم: إن كانت قلوبكم كما وردت به كتبكم تحضرون إلينا. فجاء الأميران فخافوا لعدم معرفتهم بما ينتهي الحال إليه، فقال والدي رحمه اللّه: إن جئت وحدي كفى؟
فقالا: نعم، فأصعد معهما، فلمّا حضر بين يديه و كان ذلك قبل فتح بغداد و قبل قتل الخليفة قال له: كيف قدمتهم على مكاتبتي و الحضور عندي قبل أن تعلموا بما ينتهي إليه أمري و أمر صاحبكم؟ و كيف تأمنون إن يصالحني و رحلت عنه؟ فقال والدي رحمه اللّه:
إنّما أقدمنا على ذلك لأنّا روّينا عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أنّه قال في خطبة الزوراء 948 : و ما أدراك ما الزوراء؟! أرض ذات أثل 949 يشيّد فيها البنيان، و تكثر فيها السكّان، و يكون فيها مهادم 950 و خزّان يتّخذها ولد العبّاس موطنا و لزخرفهم مسكنا تكون لهم دار لهو و لعب، يكون بها الجور الجائر و الخوف المخيف و الأئمّة الفجرة و الامراء الفسقة و الوزراء الخونة تخدمهم أبناء فارس و الروم، لا يأتمرون بمعروف إذا عرفوه، و لا يتناهون عن منكر إذا نكروه، تكفي الرجال منهم بالرجال و النساء بالنساء، فعند ذلك الغمّ العميم و البكاء الطويل و الويل و العويل لأهل الزوراء من سطوات الترك و هم قوم صغار الحدق، وجوههم كالمجان المطوّقة، لباسهم الحديد، جرد مرد 951 يقدمهم ملك يأتي من حيث بدا ملكهم جهوريّ الصوت قويّ الصولة عالي الهمّة، لا يمرّ بمدينة إلّا فتحها، و لا ترفع عليه راية إلّا نكسها، الويل الويل لمن ناواه 952 ، فلا يزال كذلك حتّى يظفر. فلمّا وصف لنا ذلك و وجدنا الصفات فيكم رجوناك فقصدناك، فطيّب قلوبهم و كتب لهم فرمانا باسم والدي رحمه اللّه يطيب فيه قلوب أهل الحلّة و أعمالها.
* (أساتذته و تلامذته)*
يروي شيخنا سديد الدين عن جماعة منهم:
1- المحقّق الخواجة نصير الدين الطوسيّ.
2- السيّد العلّامة النسّابة فخار بن معد الموسويّ.
3- الشيخ نجيب الدين أبو إبراهيم محمّد بن نما.
4- الشيخ مهذّب الدين الحسين بن أبي الفرج ابن ردة النيليّ.
5- الفاضل الفقيه الصالح السيّد أحمد بن يوسف بن أحمد العريضيّ العلويّ الحسينيّ.
6- الشيخ يحيى بن محمّد بن يحيى بن الفرج السوراويّ الفاضل الصالح.
7- الشيخ عزّ الدين بن أبي الحارث محمّد الحسينيّ.
8- السيّد صفيّ الدين أبو جعفر محمّد بن معد بن عليّ بن رافع بن أبي الفضائل معد بن عليّ بن حمزة بن أحمد بن حمزة بن عليّ بن أحمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى الكاظم عليه السّلام.
9- الشيخ الجيل شمس الدين عليّ بن ثابت بن عصيدة السوراويّ.
10- السيّد رضيّ الدين عليّ بن طاوس.
11- الشيخ سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة بن وشّاح السوراوي الحلّيّ الفاضل المتكلّم صاحب المنهاج في الكلام.
12- الشيخ نصير الدين راشد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم البحرانيّ 953 .
13- القاضي أبو الفتح محمّد بن أحمد الميدانيّ الواسطيّ.
14- السيّد فاخر بن فضائل العلويّ.
15- ابن بنت الحريري صاحب المقامات 954 .
16- الشيخ عمر بن هبة اللّه بن نافع الورّاق المجاز من أبي جعفر محمّد بن عليّ بن شهرآشوب 955 .
17- عزّ الدين عبد الحميد بن أبي الحديد شارح نهج البلاغة 956 .
18- كمال الدين عليّ بن سليمان البحرانيّ.
19- تاج الدين الارمويّ صاحب حاصل المحصول 957 .
20- محمّد بن يحيى بن كرم قرأ عليه الجزء الأوّل من غريبى الهروي إلى حرف صاد مع الواو في جمادي الأولى سنة 619، قاله الشيخ الحسن بن الشهيد الثاني في إجازته الكبيرة 958 .
و يروي عنه ولده العلّامة حسن بن يوسف و ولده الآخر رضيّ الدين عليّ الآتي ترجمته 959 .
و السيّد الحسن بن محمّد ابن أبي الرضا العلويّ 960 .
و الشيخ إبراهيم بن سعد الدين محمّد بن المؤيّد أبي بكر ابن الشيخ جمال السنّة أبي عبد اللّه محمّد بن حمّويه بن محمّد الجوينيّ المعروف بالحمويّ و ابن حمّويه من مشايخ العامّة صاحب فرائد السمطين في فضائل المرتضى و البتول و السبطين 961 .
* (اخوه)* (رضيّ الدين)
الشيخ رضيّ الدين عليّ بن سديد الدين يوسف بن عليّ بن مطهّر الحلّيّ.
كان عالما فاضلا محدّثا فقيها، له كتاب العدد القويّة لدفع المخاوف اليوميّة، قال المصنّف في الفصل الأوّل بعد ذكر الكتاب: تأليف الشيخ الفقيه رضيّ الدين عليّ بن يوسف بن المطهّر الحلّيّ، و قال في الفصل الثاني: كتاب العدد كتاب لطيف في أعمال أيّام الشهور و سعدها و نحسها، و قد اتّفق لنا نصفه، و مؤلّفه بالفضل معروف، و في الإجازات مذكور، و هو أخو العلّامة الحلّيّ قدّس اللّه لطيفهما. انتهى.
قلت: يروي هو عن أبيه سديد الدين و عن المحقّق الحلّيّ 962 و عن بهاء الدين عليّ بن عيسى الإربليّ 963 و يروي عنه ابنه الشيخ الفقيه قوام الدين محمّد الّذي يروي عنه السيّد محمّد بن القاسم بن الحسين بن معيّة الحسينيّ 964 ، و ابن أخيه فخر المحقّقين محمّد، و ابن أخته عميد الدين عبد المطلب ابن أبي الفوارس 965 و حكي عن صاحب المعالم
أنّ شيخنا رضيّ الدين توفّي في حياة والده 966 .
يوجد ذكره الجميل في أمل الآمل ص 56 و الروضات ص 386 و المستدرك ج 3 ص 459 و سفينة البحار ج 2 ص 252 و غيرها.
* (ابنه)* (فخر المحققين)
[الثناء عليه]
فخر الملّة و الدين أبو طالب محمّد ابن آية اللّه العلّامة الملقّب في الكتب الفقهيّة بفخر الدين، و فخر الإسلام، و فخر المحقّقين، و الفخر، كان عالما محقّقا نقّادا مجتهدا فقيها من وجوه هذه الطائفة و ثقاتها صاحب التصانيف الرائقة و التحقيقات الشافية، أثنى عليه علماؤنا في تراجمهم و إجازاتهم و بالغوا في المدح عليه، و أطرءوه بكلّ جميل و تبجيل، و في مقدّمهم أبوه العلّامة قال في أوّل كتاب الألفين: أمّا بعد فإنّ أضعف عباد اللّه تعالى الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّيّ يقول: أجبت سؤال ولدي العزيز عليّ محمّد أصلح اللّه أمر داريه كما هو برّ بوالديه، و رزقه أسباب السعادات الدنيويّة و الاخرويّة كما أطاعني في استعمال قواه العقليّة و الحسيّة، و أسعفه ببلوغ آماله كما أرضاني بأقواله و أفعاله، و جمع له بين الرئاستين كما لم يعصني طرفة عين من إملاء هذا الكتاب الموسوم بكتاب الألفين الفارق بين الصدق و المين- إلى أن قال:- و جعلت ثوابه لولدي محمّد وقاه اللّه تعالى عليه كلّ محذور و صرف عنه جميع الشرور و بلغه جميع أمانيه و كفاه اللّه أمر معاديه و شانيه. إ ه 967 .
و له وصية له في آخر القواعد أمره فيها بإتمام ما بقي ناقصا من كتبه بعد وفاته و إصلاح ما وجد فيها من الخلل. راجعها فإنّها تدلّ على سموّ رتبة و كثرة علومه.