کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
لَعْنَةُ اللَّهِ فَقَالَ هَيْهَاتَ مِنْ إِخْرَاجِهَا وَ مَنِيَّتِي عَلَى يَدِهَا مَا لِي مِنْهَا مَحِيصٌ وَ لَوْ أَخْرَجْتُهَا مَا يَقْتُلُنِي غَيْرُهَا كَانَ قَضَاءً مَقْضِيّاً وَ أَمْراً وَاجِباً مِنَ اللَّهِ فَمَا ذَهَبَتِ الْأَيَّامُ حَتَّى بَعَثَ مُعَاوِيَةُ إِلَى امْرَأَتِهِ قَالَ فَقَالَ الْحَسَنُ ع هَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَرْبَةِ لَبَنٍ فَقَالَتْ نَعَمْ وَ فِيهِ ذَلِكَ السَّمُّ الَّذِي بَعَثَ بِهِ مُعَاوِيَةُ فَلَمَّا شَرِبَهُ وَجَدَ مَسَّ السَّمِّ فِي جَسَدِهِ فَقَالَ يَا عَدُوَّةَ اللَّهِ قَتَلْتِينِي قَاتَلَكِ اللَّهِ أَمَا وَ اللَّهِ لَا تُصِيبِينَ مِنِّي خَلَفاً وَ لَا تَنَالِينَ مِنَ الْفَاسِقِ عَدُوَّ اللَّهِ اللَّعِينِ خَيْراً أَبَداً.
7- نجم، كتاب النجوم مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ لِأَبِي جَعْفَرِ بْنِ رُسْتُمَ الطَّبَرِيِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرَّتْ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ع بَقَرَةٌ فَقَالَ هَذِهِ حُبْلَى بِعِجْلَةٍ أُنْثَى لَهَا غُرَّةٌ فِي جَبِينِهَا وَ رَأْسُ ذَنَبِهَا أَبْيَضُ فَانْطَلَقْنَا مَعَ الْقَصَّابِ حَتَّى ذَبَحَهَا فَوَجَدْنَا الْعِجْلَةَ كَمَا وَصَفَ عَلَى صُورَتِهَا فَقُلْنَا أَ وَ لَيْسَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ وَ يَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ 21266 فَكَيْفَ عَلِمْتَ فَقَالَ مَا يَعْلَمُ الْمَخْزُونَ الْمَكْنُونَ الْمَجْزُومَ الْمَكْتُومَ الَّذِي لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ غَيْرُ مُحَمَّدٍ وَ ذُرِّيَّتِهِ.
بيان رد استبعاده ع بأبلغ وجه و لم يبين وجه الجمع بينه و بين ما هو ظاهر الآية من اختصاص العلم بذلك بالله تعالى و قد مر أن المعنى أنه لا يعلم ذلك أحد إلا بتعليمه تعالى و وحيه و إلهامه و أنهم ع إنما يعلمون بالوحي و الإلهام.
8- نجم، كتاب النجوم مِنْ كِتَابِ مَوْلِدِ النَّبِيِّ ص وَ مَوْلِدِ الْأَصْفِيَاءِ ع تَأْلِيفِ الشَّيْخِ الْمُفِيدِ رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: جَاءَ النَّاسُ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ع فَقَالُوا أَرِنَا مِنْ عَجَائِبِ أَبِيكَ الَّتِي كَانَ يُرِينَا فَقَالَ وَ تُؤْمِنُونَ بِذَلِكَ قَالُوا نَعَمْ نُؤْمِنُ وَ اللَّهِ بِذَلِكَ قَالَ أَ لَيْسَ تَعْرِفُونَ أَبِي قَالُوا جَمِيعاً بَلْ نَعْرِفُهُ فَرَفَعَ لَهُمْ جَانِبَ السِّتْرِ فَإِذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع قَاعِدٌ فَقَالَ تَعْرِفُونَهُ قَالُوا بِأَجْمَعِهِمْ هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ نَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ وَلِيُّ اللَّهِ حَقّاً وَ الْإِمَامُ مِنْ بَعْدِهِ وَ لَقَدْ أَرَيْتَنَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع بَعْدَ مَوْتِهِ كَمَا أَرَى أَبُوكَ أَبَا بَكْرٍ رَسُولَ اللَّهِ ص فِي مَسْجِدِ قُبَا بَعْدَ
مَوْتِهِ فَقَالَ الْحَسَنُ ع وَيْحَكُمْ أَ مَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَ لكِنْ لا تَشْعُرُونَ 21267 فَإِذَا كَانَ هَذَا نَزَلَ فِيمَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا تَقُولُونَ فِينَا قَالُوا آمَنَّا وَ صَدَّقْنَا يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ.
9- نجم، كتاب النجوم وَجَدْتُ فِي جُزْءٍ بِخَطِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَهْزِيَارَ وَ نُسْخَةٍ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَ أَرْبَعِينَ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ وَ كَانَ عَلَى ظَهْرِ الَّذِي نُقِلَ مِنْهُ هَذَا الْحَدِيثُ مَا هَذَا الْمُرَادُ مِنْ لَفْظِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَدِمَ عَلَيْنَا فِي سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ وَ أَمَّا لَفْظَةُ الْحَدِيثِ فَهُوَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَحْمَرِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ دَاهِرٍ الرَّازِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ الْقُرَشِيُّ أَبُو سُمَيْنَةَ 21268 قَالَ حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ كَثِيرٍ الرَّقِّيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع لَمَّا صَالَحَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ع مُعَاوِيَةَ جَلَسَا بِالنُّخَيْلَةِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص كَانَ يَخْرُصُ النَّخْلَ فَهَلْ عِنْدَكَ مِنْ ذَلِكَ عِلْمٌ فَإِنَّ شِيعَتَكُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَا يَعْزُبُ عَنْكُمْ عِلْمُ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي السَّماءِ* فَقَالَ الْحَسَنُ ع إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص كَانَ يَخْرُصُ كَيْلًا وَ أَنَا أَخْرُصُ عَدَداً فَقَالَ مُعَاوِيَةُ كَمْ فِي هَذِهِ النَّخْلَةِ فَقَالَ الْحَسَنُ ع أَرْبَعَةُ آلَافِ بُسْرَةٍ وَ أَرْبَعُ بُسْرَاتٍ أَقُولُ وَ وَجَدْتُ قَدِ انْقَطَعَ مِنَ الْمُخْتَصَرِ الْمَذْكُورِ كَلِمَاتٌ فَوَجَدْتُهَا فِي رِوَايَةِ ابْنِ عَيَّاشٍ الْجَوْهَرِيِّ.
فَأَمَرَ مُعَاوِيَةُ بِهَا فَصُرِمَتْ وَ عُدَّتْ فَجَاءَتْ أَرْبَعَةُ آلَافٍ وَ ثَلَاثُ بُسْرَاتٍ ثُمَّ صَحَّ الْحَدِيثُ بِلَفْظِهَا فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَ لَا كُذِبْتُ فَنُظِرَ فَإِذَا فِي يَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ بُسْرَةٌ ثُمَّ قَالَ يَا مُعَاوِيَةُ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ لَا أَنَّكَ تَكْفُرُ لَأَخْبَرْتُكَ بِمَا تَعْمَلُهُ وَ ذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص كَانَ فِي زَمَانٍ لَا يُكَذَّبُ وَ أَنْتَ تُكَذِّبُ وَ تَقُولُ مَتَى سَمِعَ مِنْ جَدِّهِ عَلَى صِغَرِ سِنِّهِ وَ اللَّهِ لتدعن [لَتَدَّعِيَنَ] زِيَاداً وَ لَتَقْتُلَنَّ حُجْراً وَ لَتُحْمَلَنَّ إِلَيْكَ الرُّءُوسُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ فَادَّعَى زِيَاداً وَ قَتَلَ حُجْراً وَ حُمِلَ إِلَيْهِ رَأْسُ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيِّ.
10- يج، الخرائج و الجرائح عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْجَازِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ع كَانَ عِنْدَهُ رَجُلَانِ فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا إِنَّكَ حَدَّثْتَ الْبَارِحَةَ فُلَاناً بِحَدِيثٍ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ الرَّجُلُ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ مَا كَانَ وَ عَجِبَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ ع إِنَّا لَنَعْلَمُ مَا يَجْرِي فِي اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَّمَ رَسُولَهُ ص الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ وَ التَّنْزِيلَ وَ التَّأْوِيلَ فَعَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَلِيّاً عِلْمَهُ كُلَّهُ.
ير، بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عبد الغفار مثله.
11- كشف، كشف الغمة قَالَ لِابْنِهِ ع إِنَّ لِلْعَرَبِ جَوْلَةً وَ لَقَدْ رَجَعَتْ إِلَيْهَا عَوَازِبُ أَحْلَامِهَا وَ لَقَدْ ضَرَبُوا إِلَيْكَ أَكْبَادَ الْإِبِلِ حَتَّى يَسْتَخْرِجُوكَ وَ لَوْ كُنْتَ فِي مِثْلِ وِجَارِ الضَّبُعِ.
بيان في أكثر النسخ لابنه 21269 و الصواب لأبيه و قد قال ع ذلك له صلوات الله عليه قبل رجوع الخلافة إليه أي إن للعرب جولانا و حركة في اتباع الباطل ثم يرجع إليها أحلامها العازبة البعيدة الغائبة عنهم فيرجعون إليك و ضرب أكباد الإبل كناية عن الركوب و شدة الركض قال الجزري فيه لا تضرب أكباد المطي إلا إلى ثلاثة مساجد أي لا تركب و لا يسار عليها و قال وجار الضبع هو جحره الذي يأوي إليه و منه
حديث الحسن لو كنت في وجار الضبع.
ذكره للمبالغة لأنه إذا حفر أمعن.
باب 16 مكارم أخلاقه و عمله و علمه و فضله و شرفه و جلالته و نوادر احتجاجاته صلوات الله عليه
1- لي، الأمالي للصدوق عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ الْأَسَدِيِّ عَنِ النَّخَعِيِّ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ ع حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ ع أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع كَانَ أَعْبَدَ النَّاسِ فِي زَمَانِهِ وَ أَزْهَدَهُمْ وَ أَفْضَلَهُمْ وَ كَانَ إِذَا حَجَّ حَجَّ مَاشِياً وَ رُبَّمَا مَشَى حَافِياً وَ كَانَ إِذَا ذَكَرَ الْمَوْتَ بَكَى وَ إِذَا ذَكَرَ الْقَبْرَ بَكَى وَ إِذَا ذَكَرَ الْبَعْثَ وَ النُّشُورَ بَكَى وَ إِذَا ذَكَرَ الْمَمَرَّ عَلَى الصِّرَاطِ بَكَى وَ إِذَا ذَكَرَ الْعَرْضَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ شَهَقَ شَهْقَةً يُغْشَى عَلَيْهِ مِنْهَا وَ كَانَ إِذَا قَامَ فِي صَلَاتِهِ تَرْتَعِدُ فَرَائِصُهُ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَانَ إِذَا ذَكَرَ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ اضْطَرَبَ اضْطِرَابَ السَّلِيمِ وَ سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَ تَعَوَّذَ بِهِ مِنَ النَّارِ وَ كَانَ ع لَا يَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِلَّا قَالَ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ وَ لَمْ يُرَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَحْوَالِهِ إِلَّا ذَاكِراً لِلَّهِ سُبْحَانَهُ وَ كَانَ أَصْدَقَ النَّاسِ لَهْجَةً وَ أَفْصَحَهُمْ مَنْطِقاً وَ لَقَدْ قِيلَ لِمُعَاوِيَةَ ذَاتَ يَوْمٍ لَوْ أَمَرْتَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَ لِيَتَبَيَّنَ لِلنَّاسِ نَقْصُهُ فَدَعَاهُ فَقَالَ لَهُ اصْعَدِ الْمِنْبَرَ وَ تَكَلَّمْ بِكَلِمَاتٍ تَعِظُنَا بِهَا فَقَامَ ع فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي وَ مَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي فَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ ابْنُ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَا ابْنُ خَيْرِ خَلْقِ اللَّهِ أَنَا ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَا ابْنُ صَاحِبِ الْفَضَائِلِ أَنَا ابْنُ صَاحِبِ الْمُعْجِزَاتِ وَ الدَّلَائِلِ أَنَا ابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا الْمَدْفُوعُ عَنْ حَقِّي أَنَا وَ أَخِي الْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنَا ابْنُ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ أَنَا ابْنُ مَكَّةَ وَ مِنًى أَنَا ابْنُ الْمَشْعَرِ وَ عَرَفَاتٍ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ يَا بَا مُحَمَّدٍ خُذْ فِي نَعْتِ الرُّطَبِ وَ دَعْ هَذَا فَقَالَ ع الرِّيحُ
تَنْفُخُهُ وَ الْحَرُورُ يُنْضِجُهُ وَ الْبَرْدُ يُطَيِّبُهُ ثُمَّ عَادَ ع فِي كَلَامِهِ فَقَالَ أَنَا إِمَامُ خَلْقِ اللَّهِ وَ ابْنُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ فَخَشِيَ مُعَاوِيَةُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ بِمَا يَفْتَتِنُ بِهِ النَّاسَ فَقَالَ يَا بَا مُحَمَّدٍ انْزِلْ فَقَدْ كَفَى مَا جَرَى فَنَزَلَ.
بيان قال الجزري الفريصة اللحمة التي بين جنب الدابة و كتفها لا تزال ترعد و منه الحديث فجيء بهما ترعد فرائصهما أي ترجف من الخوف انتهى و السليم من لدغته العقرب كأنهم تفاءلوا له بالسلامة قوله ع تنفخه لعل المعنى تعظمه و المنفوخ البطين و السمين.
2- لي، الأمالي للصدوق الطَّالَقَانِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ: لَمَّا حَضَرَتِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْوَفَاةُ بَكَى فَقِيلَ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ تَبْكِي وَ مَكَانُكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص الَّذِي أَنْتَ بِهِ وَ قَدْ قَالَ فِيكَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا قَالَ وَ قَدْ حَجَجْتَ عِشْرِينَ حِجَّةً مَاشِياً وَ قَدْ قَاسَمْتَ رَبَّكَ مَالَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَتَّى النَّعْلَ وَ النَّعْلَ فَقَالَ ع إِنَّمَا أَبْكِي لِخَصْلَتَيْنِ لِهَوْلِ الْمُطَّلَعِ وَ فِرَاقِ الْأَحِبَّةِ.
إيضاح قال الجزري هول المطلع يريد به الموقف يوم القيامة أو ما يشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت فشبهه بالمطلع الذي يشرف عليه من موضع عال.
3- ب، قرب الإسناد مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع بَلَغَنَا أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ع حَجَّ عِشْرِينَ حِجَّةً مَاشِياً قَالَ إِنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ع حَجَّ وَ يُسَاقُ مَعَهُ الْمَحَامِلُ وَ الرِّحَالُ الْخَبَرَ.
ع، علل الشرائع ابن موسى عن الأسدي عن النخعي عن الحسن بن سعيد عن المفضل بن يحيى عن سليمان عن أبي عبد الله ع مثله.
4- ل، الخصال أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ وَ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ مَرَّارٍ وَ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مَرَّ بِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَ هُوَ قَاعِدٌ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَسَأَلَهُ فَأَمَرَ لَهُ بِخَمْسَةِ دَرَاهِمَ فَقَالَ لَهُ
الرَّجُلُ أَرْشِدْنِي فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ دُونَكَ الْفِتْيَةُ الَّذِينَ تَرَى وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْمَسْجِدِ فِيهَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ع فَمَضَى الرَّجُلُ نَحْوَهُمْ حَتَّى سَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَ سَأَلَهُمْ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ ع يَا هَذَا إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ إِلَّا فِي إِحْدَى ثَلَاثٍ دَمٌ مُفْجِعٌ أَوْ دَيْنٌ مُقْرِحٌ أَوْ فَقْرٌ مُدْقِعٌ فَفِي أَيِّهَا تَسْأَلُ فَقَالَ فِي وَجْهٍ مِنْ هَذِهِ الثَّلَاثِ فَأَمَرَ لَهُ الْحَسَنُ ع بِخَمْسِينَ دِينَاراً وَ أَمَرَ لَهُ الْحُسَيْنُ ع بِتِسْعَةٍ وَ أَرْبَعِينَ دِينَاراً وَ أَمَرَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ بِثَمَانِيَةٍ وَ أَرْبَعِينَ دِينَاراً فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ فَمَرَّ بِعُثْمَانَ فَقَالَ لَهُ مَا صَنَعْتَ فَقَالَ مَرَرْتُ بِكَ فَسَأَلْتُكَ فَأَمَرْتَ لِي بِمَا أَمَرْتَ وَ لَمْ تَسْأَلْنِي فِيمَا أَسْأَلُ وَ إِنَّ صَاحِبَ الْوَفْرَةِ لَمَّا سَأَلْتُهُ قَالَ لِي يَا هَذَا فِيمَا تَسْأَلُ فَإِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ إِلَّا فِي إِحْدَى ثَلَاثٍ فَأَخْبَرْتُهُ بِالْوَجْهِ الَّذِي أَسْأَلُهُ مِنَ الثَّلَاثَةِ فَأَعْطَانِي خَمْسِينَ دِينَاراً وَ أَعْطَانِي الثَّانِي تِسْعَةً وَ أَرْبَعِينَ دِينَاراً وَ أَعْطَانِي الثَّالِثُ ثَمَانِيَةً وَ أَرْبَعِينَ دِينَارٍ فَقَالَ عُثْمَانُ وَ مَنْ لَكَ بِمِثْلِ هَؤُلَاءِ الْفِتْيَةِ أُولَئِكَ فَطَمُوا الْعِلْمَ فَطْماً وَ حَازُوا الْخَيْرَ وَ الْحِكْمَةَ.
قال الصدوق رحمه الله معنى قوله فطموا العلم فطما أي قطعوه عن غيرهم قطعا و جمعوه لأنفسهم جمعا.
بيان الوفرة الشعرة إلى شحمة الأذن و يمكن أن يقرأ فطموا على بناء المجهول أي فطموا بالعلم على الحذف و الإيصال.
5- د، العدد القوية حَدَّثَ أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ رِجَالِهِ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ص فِي جَبَلٍ أَظُنُّهُ حَرَى أَوْ غَيْرَهُ وَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ وَ عَلِيٌّ ع وَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ وَ أَنَسٌ حَاضِرٌ لِهَذَا الْحَدِيثِ وَ حُذَيْفَةُ يُحَدِّثُ بِهِ إِذْ أَقْبَلَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ع يَمْشِي عَلَى هُدُوءٍ وَ وَقَارٍ فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ قَالَ إِنَّ جَبْرَئِيلَ يَهْدِيهِ وَ مِيكَائِيلُ يُسَدِّدُهُ وَ هُوَ وَلَدِي وَ الطَّاهِرُ مِنْ نَفْسِي وَ ضِلْعٌ مِنْ أَضْلَاعِي هَذَا سِبْطِي وَ قُرَّةُ عَيْنِي بِأَبِي هُوَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ قُمْنَا مَعَهُ وَ هُوَ يَقُولُ لَهُ أَنْتَ تُفَّاحَتِي وَ أَنْتَ حَبِيبِي وَ مُهْجَةُ
قَلْبِي وَ أَخَذَ بِيَدِهِ فَمَشَى مَعَهُ وَ نَحْنُ نَمْشِي حَتَّى جَلَسَ وَ جَلَسْنَا حَوْلَهُ نَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ هُوَ لَا يَرْفَعُ بَصَرَهُ عَنْهُ ثُمَّ قَالَ أَمَا إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي هَادِياً مَهْدِيّاً هَذَا هَدِيَّةٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ لِي يُنَبِّئُ عَنِّي وَ يُعَرِّفُ النَّاسَ آثَارِي وَ يُحْيِي سُنَّتِي وَ يَتَوَلَّى أُمُورِي فِي فَعْلِهِ يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ فَيَرْحَمُهُ رَحِمَ اللَّهُ مَنْ عَرَفَ لَهُ ذَلِكَ وَ بَرَّنِي فِيهِ وَ أَكْرَمَنِي فِيهِ فَمَا قَطَعَ رَسُولُ اللَّهِ ص كَلَامَهُ حَتَّى أَقْبَلَ إِلَيْنَا أَعْرَابِيٌّ يَجُرُّ هِرَاوَةً لَهُ فَلَمَّا نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَيْهِ قَالَ قَدْ جَاءَكُمْ رَجُلٌ يُكَلِّمُكُمْ بِكَلَامٍ غَلِيظٍ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُكُمْ وَ إِنَّهُ يَسْأَلُكُمْ مِنْ أُمُورٍ إِنَّ لِكَلَامِهِ جَفْوَةً فَجَاءَ الْأَعْرَابِيُّ فَلَمْ يُسَلِّمْ وَ قَالَ أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ قُلْنَا وَ مَا تُرِيدُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَهْلًا فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ لَقَدْ كُنْتُ أُبْغِضُكَ وَ لَمْ أَرَكَ وَ الْآنَ فَقَدِ ازْدَدْتُ لَكَ بُغْضاً قَالَ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ غَضَبْنَا لِذَلِكَ وَ أَرَدْنَا بِالْأَعْرَابِيِّ إِرَادَةً فَأَوْمَأَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ص أَنِ اسْكُتُوا فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ نَبِيٌّ وَ إِنَّكَ قَدْ كَذَبْتَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ وَ مَا مَعَكَ مِنْ بُرْهَانِكَ شَيْءٌ قَالَ لَهُ يَا أَعْرَابِيُّ وَ مَا يُدْرِيكَ قَالَ فَخَبِّرْنِي بِبُرْهَانِكَ قَالَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَخْبَرَكَ عُضْوٌ مِنْ أَعْضَائِي فَيَكُونُ ذَلِكَ أَوْكَدَ لِبُرْهَانِي قَالَ أَ وَ يَتَكَلَّمُ الْعُضْوُ قَالَ نَعَمْ يَا حَسَنُ قُمْ فَازْدَرَى الْأَعْرَابِيُّ نَفْسَهُ 21270 وَ قَالَ هُوَ مَا يَأْتِي وَ يُقِيمُ صَبِيّاً لِيُكَلِّمَنِي قَالَ إِنَّكَ سَتَجِدُهُ عَالِماً بِمَا تُرِيدُ فَابْتَدَرَهُ الْحَسَنُ ع وَ قَالَ مَهْلًا يَا أَعْرَابِيُ
مَا غَبِيّاً سَأَلْتَ وَ ابْنَ غَبِيٍ
بَلْ فَقِيهاً إِذَنْ وَ أَنْتَ الْجَهُولُ
فَإِنْ تَكُ قَدْ جَهِلْتَ فَإِنَّ عِنْدِي
شِفَاءَ الْجَهْلِ مَا سَأَلَ السَّئُولُ
وَ بَحْراً لَا تُقَسِّمُهُ الدَّوَالِي
تُرَاثاً كَانَ أَوْرَثَهُ الرَّسُولُ