کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
إِنِّي فِي الْجَنَّةِ فَهُوَ فِي النَّارِ 9833 .
71- نهج، نهج البلاغة قَالَ ع لَا تَأْمَنَنَّ عَلَى خَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَذَابَ اللَّهِ يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ 9834 وَ لَا تَيْأَسَنَّ لِشَرِّ هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ 9835 .
72- عُدَّةُ الدَّاعِي، رُوِيَ عَنِ الْعَالِمِ ع أَنَّهُ قَالَ: وَ اللَّهِ مَا أُعْطِيَ مُؤْمِنٌ قَطُّ خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ إِلَّا بِحُسْنِ ظَنِّهِ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَجَائِهِ لَهُ وَ حُسْنِ خُلُقِهِ وَ الْكَفِّ عَنِ اغْتِيَابِ الْمُؤْمِنِينَ وَ اللَّهُ تَعَالَى لَا يُعَذِّبُ عَبْداً بَعْدَ التَّوْبَةِ وَ الِاسْتِغْفَارِ إِلَّا بِسُوءِ ظَنِّهِ وَ تَقْصِيرِهِ فِي رَجَائِهِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سُوءِ خُلُقِهِ وَ اغْتِيَابِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَ لَيْسَ يَحْسُنُ ظَنُّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا كَانَ اللَّهُ عِنْدَ ظَنِّهِ لِأَنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي أَنْ يُخْلِفَ ظَنَّ عَبْدِهِ وَ رَجَاءَهُ فَأَحْسِنُوا الظَّنَّ بِاللَّهِ وَ ارْغَبُوا إِلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ الْآيَةَ 9836 .
- وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ يَحْسُنَ ظَنُّكُمْ بِاللَّهِ وَ يَشْتَدَّ خَوْفُكُمْ مِنْهُ فَاجْمَعُوا بَيْنَهُمَا فَإِنَّمَا يَكُونُ حُسْنُ ظَنِّ الْعَبْدِ بِرَبِّهِ عَلَى قَدْرِ خَوْفِهِ مِنْهُ وَ إِنَّ أَحْسَنَ النَّاسِ بِاللَّهِ ظَنّاً لَأَشَدَّهُمْ مِنْهُ خَوْفاً.
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ قَوْماً مِنْ مَوَالِيكَ يُلِمُّونَ بِالْمَعَاصِي وَ يَقُولُونَ نَرْجُو فَقَالَ كَذَبُوا أُولَئِكَ لَيْسُوا لَنَا بِمَوَالٍ أُولَئِكَ قَوْمٌ رَجَحَتْ بِهِمُ الْأَمَانِيُّ وَ مَنْ رَجَا شَيْئاً عَمِلَ لَهُ وَ مَنْ خَافَ شَيْئاً هَرَبَ مِنْهُ.
- وَ قَدْ رُوِيَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ ع كَانَ يُسْمَعُ تَأَوُّهُهُ عَلَى حَدِّ مِيلٍ حَتَّى مَدَحَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ 9837 وَ كَانَ فِي صَلَاتِهِ يُسْمَعُ لَهُ أَزِيزٌ
كَأَزِيزِ الْمِرْجَلِ 9838 وَ كَذَلِكَ كَانَ يُسْمَعُ مِنْ صَدْرِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ ص مِثْلُ ذَلِكَ. 9839
- وَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِذَا أَخَذَ فِي الْوُضُوءِ يَتَغَيَّرُ وَجْهُهُ مِنْ خِيفَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَ كَانَتْ فَاطِمَةُ ع تَنْهَجُ 9840 فِي الصَّلَاةِ مِنْ خِيفَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَ كَانَ الْحَسَنُ إِذَا فَرَغَ مِنْ وُضُوئِهِ يَتَغَيَّرُ لَوْنُهُ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ حَقٌّ عَلَى مَنْ أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ عَلَى ذِي الْعَرْشِ أَنْ يَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَ يُرْوَى مِثْلُ هَذَا عَنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ ع.
- وَ رَوَى الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ ع أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ع كَانَ أَعْبَدَ النَّاسِ فِي زَمَانِهِ وَ أَزْهَدَهُمْ وَ أَفْضَلَهُمْ وَ كَانَ إِذَا حَجَّ حَجَّ مَاشِياً وَ رَمَى مَاشِياً وَ رُبَّمَا مَشَى حَافِياً وَ كَانَ إِذَا ذَكَرَ الْمَوْتَ بَكَى وَ إِذَا ذَكَرَ الْبَعْثَ وَ النُّشُورَ بَكَى وَ إِذَا ذَكَرَ الْمَمَرَّ عَلَى الصِّرَاطِ بَكَى وَ إِذَا ذَكَرَ الْعَرْضَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ شَهَقَ شَهْقَةً يُغْشَى عَلَيْهِ مِنْهَا وَ كَانَ إِذَا قَامَ فِي صَلَاتِهِ تَرْتَعِدُ فَرَائِصُهُ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَانَ إِذَا ذَكَرَ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ اضْطَرَبَ اضْطِرَابَ السَّلِيمِ وَ سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَ تَعَوَّذَ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ 9841 .
- وَ قَالَتْ عَائِشَةُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص يُحَدِّثُنَا وَ نُحَدِّثُهُ فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَكَأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْنَا وَ لَمْ نَعْرِفْهُ 9842 .
73- كِتَابُ زَيْدٍ النَّرْسِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: مَنْ عَرَفَ اللَّهَ خَافَهُ وَ مَنْ خَافَ اللَّهَ حَثَّهُ الْخَوْفُ مِنَ اللَّهِ عَلَى الْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ وَ الْأَخْذِ بِتَأْدِيبِهِ فَبَشِّرِ الْمُطِيعِينَ الْمُتَأَدِّبِينَ بِأَدَبِ اللَّهِ وَ الْآخِذِينَ عَنِ اللَّهِ أَنَّهُ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُنْجِيَهُ مِنْ مَضَلَّاتِ الْفِتَنِ وَ مَا رَأَيْتُ شَيْئاً هُوَ أَضَرُّ لِدِينِ الْمُسْلِمِ مِنَ الشُّحِّ.
74- مِشْكَاةُ الْأَنْوَارِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: بَعَثَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَجُلَيْنِ
مِنْ أَصْحَابِهِ فِي حَاجَةٍ فَرَجَعَ أَحَدُهُمَا مِثْلَ الشَّنِّ الْبَالِي وَ الْآخَرُ شَحِماً وَ سَمِيناً فَقَالَ لِلَّذِي مِثْلُ الشَّنِّ مَا بَلَغَ مِنْكَ مَا أَرَى قَالَ الْخَوْفُ مِنَ اللَّهِ وَ قَالَ لِلْآخَرِ السَّمِينِ مَا بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى فَقَالَ حُسْنُ الظَّنِّ بِاللَّهِ 9843 .
75- نَوَادِرُ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: كَانَ عَابِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَطَرَقَتْهُ امْرَأَةٌ بِاللَّيْلِ فَقَالَتْ لَهُ أَضِفْنِي فَقَالَ امْرَأَةٌ مَعَ رَجُلٍ لَا يَسْتَقِيمُ قَالَتْ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَأْكُلَنِي السَّبُعُ فَتَأْثَمَ فَخَرَجَ وَ أَدْخَلَهَا قَالَ وَ الْقِنْدِيلُ بِيَدِهِ فَذَهَبَ يَصْعَدُ بِهِ فَقَالَتْ لَهُ أَدْخَلْتَنِي مِنَ النُّورِ إِلَى 9844 الظُّلْمَةِ قَالَ فَرَدَّ الْقِنْدِيلَ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَتْهُ الشَّهْوَةُ فَلَمَّا خَشِيَ عَلَى نَفْسِهِ قَرَّبَ خِنْصِرَهُ إِلَى النَّارِ فَلَمْ يَزَلْ كُلَّمَا جَاءَتْهُ الشَّهْوَةُ أَدْخَلَ إِصْبَعَهُ النَّارَ حَتَّى أَحْرَقَ خَمْسَ أَصَابِعَ فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ اخْرُجِي فَبِئْسَتِ الضَّيْفَةُ كُنْتِ لِي.
كلمة المحقّق:
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه و الصلاة و السلام على رسول اللّه، و على آله امناء اللّه.
و بعد: فقد تفضّل اللّه علينا حيث اختارنا و قيّضنا لتصحيح هذه الموسوعة الكبيرة و هي الباحثة عن المعارف الإسلاميّة الدائرة بين المسلمين: أعني بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار عليهم الصلوات و السلام.
و هذا الجزء الّذي تقدّمه إلى القرّاء الكرام هو الجزء الرابع من المجلّد الخامس عشر، و قد اعتمدنا في تصحيح الأحاديث و تحقيقها على النسخة المصحّحة المشهورة بكمبانيّ، بعد تخريجها من المصادر، و تعيين موضع النصّ من المصدر و قابلناها معذلك على النسخة الوحيدة من نسخة الأصل لخزانة كتب الحبر الفاضل حجّة الاسلام الحاج الشيخ حسن المصطفويّ دام إفضاله، و لا بدّ ههنا من تعريف لهذه النسخة و مبلغ قيمتها و أرجها في مقام التصحيح فنقول:
قد جاء في ظهر هذه النسخة مرّة هكذا: «الجزء الثاني من كتاب الايمان و الكفر و مكارم الأخلاق و هو المجلّد الخامس و العشر (!) من الكتاب (!) من كتاب بحار الأنوار، و هي نسخة الأصل و يكون فيه خطوط المصنّف طاب ثراه كثيراً».
ثمّ صحّح قوله: «نسخة الأصل» بقوله: «كنسخة الأصل» و علّق عليه:
«و هي أبسط من نسخة الأصل 9845 و لعلّه طاب ثراه ألحق ثانيا و لم يلحق بالأصل».
و جاء في ظهرها مرّة اخرى بغير هذا الخطّ: «الجزء الثاني من كتاب الايمان و الكفر و مكارم الأخلاق و هو المجلّد الخامس عشر نسخة الأصل بخطّ
المجلسيّ قدّس سرّه، و استنسخ منها البحار المطبوع، و هي من نفايس الدهر و غنائم الزمان، اشتريتها من السيّد الأصفهانيّ.-».
و الّذي حقّقته من مطالعتي و إشرافي عليها عند المقابلة أنّها مسوّدة من نسخة الكتاب من دون أن تخرج إلى البياض في حياة المؤلّف رحمه اللّه كانت جزوات و كراسات قد كتب في أعلى ذروتها تذكّرة من باب كذا و كذا من باب كذا و كذا، و معذلك عند تأليف الجزوات و تنظيم الكراسات اشتبه الأمر على ناظمها و مؤلّفها كما ترى في ص 161 و 162، ثمّ في ص 367 و 376.
و هذه النسخة هي الّتي كانت عند مصحّحي طبعة أمين الضرب المشهور بكمبانيّ و كانت هي الأصل استنسخوها للطبع حرفا بحرف بما كان فيها من تكرار أو غلط أو تصحيف أو سقط و غير ذلك، و كلّ ذلك أصلحناها و صحّحناها بعد العرض على المصدر و جعلنا السقطات بين هاتين العلامتين [....] ترى الايعاز إلى بعضها في ذيل الصفحات.
و قد تنبّه مصحّح البحار الفاضل الحجّة الحاجّ السيّد محمّد خليل الموسويّ الأصفهاني رحمه اللّه لبعض هذه السقطات فاستدرك في هامش تلك النسخة بخطّ يده و توشيحه شطرا من حديث المحاسن (تراها ص 244 تحت الرقم 17 من باب الاخلاص) و هذا ممّا يسلّم لنا أنّ هذه النسخة كانت عند مصحّحي طبعة الكمبانيّ كما جاء في خاتمة الجزء الأوّل من المجلّد الخامس عشر من طبعة الكمبانيّ و لفظه:
«تمّ بعون اللّه و قد بذل جهده في مقابلة هذا الكتاب مع نسخة الأصل من خطّ مؤلّفه قدّس سرّه الجناب العلّام الفهّام الشيخ محمّد باقر مع أقلّ السادات و الطلّاب محمّد تقي الموسويّ».
و ممّا هو جدير باذكر أنّ كاتب النسخة كان يكتب رمز المصادر في منتهى الهامش منها و يخلّي محلّه يباضاً ليكتب الرموز بعد تمام الاستنساخ بالحمرة، ثمّ إنّه جاء بعد ليكتب الرموز فاشتبه عليه أحياناً قراءتها فكتب رمز ين بدل رمز سن لمشابهتهما في الكتابة كما في ص 243 عند الرقم 14 و رمز شى بدل رمز م كما في ص 246، و كتب رمز ل في كثير من المواضع بصورة ك فاتنقل تلك الأغلاط
في نسخة الكمبانيّ من دون أيّ تصحيح، لكنّا صحّحنا كلّ ذلك.
و في هذه النسخة كلّما ذكر تفسير الآيات فهي بقلمه و خطّ يده الشريفة و هكذا في بعض الموارد سطر أو سطران و أكثر و أمّا عناوين الأبواب فالمعهود من النسخ المبيّضة في حياته ره كتابتها بخطّ يده و لكن لا توجد في هذه النسخة و لاعنوان واحد، بل كلّها مكتوبة بغير خطّه.
و يوجد في هذه النسخة أثناء الباب 59 باب الخوف و الرجاء بعد الحديث المتمّم للعشرين (راجع ص 376) صفحة أوّلها: «تداكّ الناس عليه ثلاثة أيّام متواليات» و آخرها و هو السطر الخامس عشر «قال فرأينا ذلك»، و كتب في أعلا ذروتها تذكرة- «لا بدّ أن يكتب صدر هذا الخبر من الكتاب الّذي نقل هذا الخبر عنه و ليسئل ملّا ذو الفقار ....» 9846 و الكلمة الأخيرة غير مقروّة، لكنّا بعد ما تفحّضا وجدناها منقولة في أحوال الامام الصادق عليه الصلاة و السلام (ج 47 ص 93 و 94) من طبعتنا هذه مستخرجة من نوادر عليّ بن أسباط تحت الرقم 106 من باب معجزاته و استجابة دعواته عليه السلام، فرأينا الساقط من صدر الحديث لا يزيد عن ثلاثة أسطر و لما لم يكن لا يراده في هذا الكتاب (المجلّد الخامس عشر) وجه أضربنا عنه كما أضرب عليه في مطبوعة الكمبانيّ.
محمد الباقر البهبودى شوّال المكرّم 1386