کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
الْمُطَّلِبِ وَ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ وَ هِشَامُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ وَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ وَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ فِي طُهْرٍ وَاحِدٍ فَوَلَدَتْ عَمْراً فَادَّعَاهُ كُلُّهُمْ فَحُكِّمَتْ أُمُّهُ فِيهِ فَقَالَتْ هُوَ مِنَ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ وَ ذَلِكَ لِأَنَّ الْعَاصَ بْنَ وَائِلٍ كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهَا كَثِيراً قَالُوا وَ كَانَ أَشْبَهَ بِأَبِي سُفْيَانَ.
قَالَ وَ رَوَى أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى فِي كِتَابِ الْأَنْسَابِ أَنَّ عَمْراً اخْتَصَمَ فِيهِ يَوْمَ وِلَادَتِهِ رَجُلَانِ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ وَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ فَقِيلَ لِتَحْكُمْ أُمُّهُ فَقَالَتْ أُمُّهُ إِنَّهُ مِنَ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ أَمَا إِنِّي لَا أَشُكُّ أَنِّي وَضَعْتُهُ فِي رَحِمِ أُمِّهِ فَأَبَتْ إِلَّا الْعَاصَ فَقِيلَ لَهَا أَبُو سُفْيَانَ أَشْرَفُ نَسَباً فَقَالَتْ إِنَّ الْعَاصَ بْنَ وَائِلٍ كَثِيرُ النَّفَقَةِ عَلَيَّ وَ أَبُو سُفْيَانَ شَحِيحٌ فَفِي ذَلِكَ يَقُولُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ حَيْثُ هَجَاهُ مُكَافِئاً لَهُ عَنْ هَجَاءِ رَسُولِ اللَّهِ ص
أَبُوكَ أَبُو سُفْيَانَ لَا شَكَّ قَدْ بَدَتْ -
لَنَا فِيكَ مِنْهُ بَيِّنَاتُ الدَّلَائِلِ -
فَفَاخِرْ بِهِ إِمَّا فَخَرْتَ فَلَا تَكُنْ -
تُفَاخِرُ بِالْعَاصِ الْهَجِينِ بْنِ وَائِلٍ -
وَ إِنَّ الَّتِي فِي ذَاكَ يَا عَمْرُو حُكِّمَتْ -
فَقَالَتْ رَجَاءً عِنْدَ ذَاكَ لِنَائِلٍ -
مِنَ الْعَاصِ عَمْرٌو تُخْبِرُ النَّاسَ كُلَّمَا -
تَجَمَّعَتِ الْأَقْوَامُ عِنْدَ الْمَحَافِلِ .
وَ رَوَى ابْنُ عَبْدِ الْبِرِّ فِي الْإِسْتِيعَابِ 5113 عَنِ ابْنِ الْكَلْبِيِّ فِي كِتَابِهِ فِي أَخْبَارِ صِفِّينَ : أَنَّ بُسْرَ بْنَ أَرْطَاةَ بَارَزَ عَلِيّاً ع يَوْمَ صِفِّينَ فَطَعَنَهُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَانْكَشَفَ لَهُ فَكَفَّ عَنْهُ كَمَا عَرَضَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ وَ لَهُمْ فِيهَا أَشْعَارٌ مَذْكُورَةٌ فِي مَوْضِعِهَا مِنْ ذَلِكَ الْكِتَابِ مِنْهَا فِيمَا ذَكَرَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ وَ الْمَدَائِنِيُّ قَوْلَ الْحَارِثِ بْنِ النَّضْرِ السَّهْمِيِ
أَ فِي كُلِّ يَوْمٍ فَارِسٌ لَيْسَ يَنْتَهِي -
وَ عَوْرَتُهُ وَسْطَ الْعَجَاجَةِ بَادِيَةٌ -
يَكُفُّ لَهَا عَنْهُ عَلِيٌّ سِنَانَهُ -
وَ يَضْحَكُ مِنْهُ فِي الْخَلَاءِ مُعَاوِيَةُ -
بَدَتْ أَمْسِ مِنْ عَمْرٍو فَقَنَّعَ رَأْسَهُ -
وَ عَوْرَةُ بُسْرٍ مِثْلُهَا حَذْوَ حَاذِيَةٍ -
فَقُولَا لِعَمْرٍو ثُمَّ بُسْرٍ أَ لَا انْظُرَا -
سَبِيلَكُمَا لَا تَلْقَيَا اللَّيْثَ ثَانِيَةً -
وَ لَا تَحْمَدَا إِلَّا الْحَيَا وَ خُصَاكُمَا -
هُمَا كَانَتَا وَ اللَّهِ لِلنَّفْسِ وَاقِيَةٌ -
وَ لَوْلَاهُمَا لَمْ تَنْجُوَا مِنْ سِنَانِهِ -
وَ تِلْكَ بِمَا فِيهَا عَنِ الْعَوْدِ نَاهِيَةٌ -
مَتَى تَلْقَيَا الْخَيْلَ الْمَشِيخَةَ صُحْبَةً 5114 -
وَ فِيهَا عَلِيٌّ فَاتْرُكَا الْخَيْلَ نَاحِيَةً -
وَ كُونَا بَعِيداً حَيْثُ لَا يَبْلُغُ الْقَنَا -
نُحُورَكُمَا إِنَّ التَّجَارِبَ كَافِيَةٌ -
وَ رُوِيَ أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَالَ لِبُسْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ وَ كَانَ يَضْحَكُ لَا عَلَيْكَ يَا بُسْرُ ارْفَعْ طَرْفَكَ وَ لَا تَسْتَحْيِ فَلَكَ بِعَمْرٍو أُسْوَةٌ وَ قَدْ أَرَاكَ اللَّهُ مِنْهُ وَ أَرَاهُ مِنْكَ فَصَاحَ فَتًى مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَيْلَكُمْ يَا أَهْلَ الشَّامِ أَ مَا تَسْتَحْيُونَ لَقَدْ عَلَّمَكُمْ عَمْرٌو كَشْفَ الْأَسْتَارِ ثُمَّ أَنْشَدَ الْأَبْيَاتَ وَ رُوِيَ أَنَّهُ قَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَمْرٍو يَوْماً بَعْدَ اسْتِقْرَارِ خِلَافَتِهِ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَا أَرَاكَ إِلَّا وَ يَغْلِبُنِي الضَّحِكُ قَالَ بِمَا ذَا قَالَ أَذْكُرُ يَوْمَ حَمَلَ عَلَيْكَ أَبُو تُرَابٍ فِي صِفِّينَ فَأَزْرَيْتَ نَفْسَكَ فَرَقاً مِنْ شَبَا سِنَانِهِ وَ كَشَفْتَ سَوْأَتَكَ لَهُ فَقَالَ عَمْرٌو أَنَا مِنْكَ أَشَدُّ ضَحِكاً إِنِّي لَأَذْكُرُ يَوْمَ دَعَاكَ إِلَى الْبِرَازِ فَانْتَفَخَ سَحْرُكَ وَ رَبَا لِسَانُكَ فِي فَمِكَ وَ غَصَصْتَ بِرِيقِكَ وَ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُكَ وَ بَدَا مِنْكَ مَا أَكْرَهُ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ بَعْدَ مَا جَرَى بَيْنَهُمَا الْجُبْنُ وَ الْفِرَارُ مِنْ عَلِيٍّ لَا عَارَ عَلَى أَحَدٍ فِيهِمَا وَ كَانَ بُسْرٌ مِمَّنْ يَضْحَكُ مِنْ عَمْرٍو فَلَمَّا عَلِمَ أَنَّهُ لَا مَحِيصَ حَذَا حَذْوَهُ وَ صَارَ مَضْحَكَةً لَهُ أَيْضاً-.
وَ رَوَى ابْنُ أَبِي الْحَدِيدِ عَنِ الْبَلاذُرِيِّ فِي كِتَابِ أَنْسَابِ الْأَشْرَافِ قَالَ: قَامَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بِالْمَوْسِمِ فَأَطْرَى مُعَاوِيَةَ وَ بَنِي أُمَيَّةَ وَ تَنَاوَلَ بَنِي هَاشِمٍ وَ ذَكَرَ مَشَاهِدَهُ بِصِفِّينَ وَ يَوْمِ أَبِي مُوسَى فَقَامَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ يَا عَمْرُو إِنَّكَ بِعْتَ دِينَكَ مِنْ مُعَاوِيَةَ فَأَعْطَيْتَهُ مَا فِي يَدِكَ وَ مَنَّاكَ مَا فِي يَدِ غَيْرِهِ فَكَانَ الَّذِي أَخَذَ مِنْكَ فَوْقَ الَّذِي أَعْطَاكَ وَ كَانَ الَّذِي أَخَذْتَ مِنْهُ دُونَ الَّذِي أَعْطَيْتَهُ وَ كُلٌّ رَاضٍ بِمَا
أَخَذَ وَ أَعْطَى فَلَمَّا صَارَتْ مِصْرُ فِي يَدِكَ تَتَبَّعَكَ بِالنَّقْضِ عَلَيْكَ وَ التَّعَقُّبِ لِأَمْرِكَ ثُمَّ بِالْعَزْلِ لَكَ حَتَّى لَوْ أَنَّ نَفْسَكَ فِي يَدِكَ لَأَرْسَلْتَهَا وَ ذَكَرْتَ يَوْمَكَ مَعَ أَبِي مُوسَى فَلَا أَرَاكَ فَخَرْتَ إِلَّا بِالْغَدْرِ وَ لَا مَنَنْتَ إِلَّا بِالْفُجُورِ وَ الْغِشِّ وَ ذَكَرْتَ مَشَاهِدَكَ بِصِفِّينَ فَوَ اللَّهِ مَا ثَقُلَتْ عَلَيْنَا وَطْأَتُكَ وَ لَا نَكَأَتْ فِينَا جُرْأَتُكَ وَ لَقَدْ كُنْتَ فِيهَا طَوِيلَ اللِّسَانِ قَصِيرَ الْبَنَانِ آخِرَ الْحَرْبِ إِذَا أَقْبَلَتْ وَ أَوَّلَهَا إِذَا أَدْبَرَتْ لَكَ يَدَانِ يَدٌ لَا تَقْبِضُهَا عَنْ شَرٍّ وَ يَدٌ لَا تَبْسُطُهَا إِلَى خَيْرٍ وَ وَجْهَانِ وَجْهٌ مُونِسٌ وَ وَجْهٌ مُوحِشٌ وَ لَعَمْرِي مَنْ بَاعَ دِينَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ لَحَرِيٌّ حُزْنُهُ عَلَى مَا بَاعَ وَ أَمَا إِنَّ لَكَ بَيَاناً وَ لَكِنْ فِيكَ خَطَلٌ وَ إِنَّ لَكَ لَرَأْياً وَ لَكِنْ فِيكَ فَشَلٌ وَ إِنَّ أَصْغَرَ عَيْبٍ فِيكَ لَأَعْظَمُ عَيْبٍ فِي غَيْرِكَ.
باب 19 باب نادر
517 5115 - فس، تفسير القمي الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ السُّكَيْنِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْبَجَلِيِّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ هَارُونَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ قَالَ: لَمَّا بَلَغَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع أَمْرُ مُعَاوِيَةَ وَ أَنَّهُ فِي مِائَةِ أَلْفٍ قَالَ مِنْ أَيِّ الْقَوْمِ قَالُوا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ ع لَا تَقُولُوا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَ لَكِنْ قُولُوا مِنْ أَهْلِ الشُّومِ وَ هُمْ مِنْ أَبْنَاءِ مِصْرٍ لُعِنُوا عَلى لِسانِ داوُدَ فَ جَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَ الْخَنازِيرَ ثُمَّ كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ لَا تَقْتُلِ النَّاسَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ وَ لَكِنْ هَلُمَّ إِلَى الْمُبَارَزَةِ فَإِنْ أَنَا قَتَلْتُكَ فَإِلَى النَّارِ أَنْتَ وَ يَسْتَرِيحُ النَّاسُ مِنْكَ وَ مِنْ ضَلَالَتِكَ وَ إِنْ قَتَلْتَنِي فَأَنَا إِلَى الْجَنَّةِ وَ يُغْمَدُ عَنْكَ السَّيْفُ الَّذِي لَا يَسَعُنِي غِمْدُهُ حَتَّى أَرُدَّ مَكْرَكَ وَ بِدْعَتَكَ وَ أَنَا الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ اسْمَهُ فِي التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ بِمُوَازَرَةِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ أَنَا أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ ص تَحْتَ الشَّجَرَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَلَمَّا قَرَأَ مُعَاوِيَةُ كِتَابَهُ وَ عِنْدَهُ جُلَسَاؤُهُ قَالُوا قَدْ وَ اللَّهِ لَقَدْ أَنْصَفَكَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ وَ اللَّهِ مَا أَنْصَفَنِي وَ اللَّهِ لَأَرْمِيَنَّهُ بِمِائَةِ أَلْفِ سَيْفٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَصِلَ إِلَيَّ وَ وَ اللَّهِ مَا أَنَا مِنْ جَالِهِ وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ وَ اللَّهِ يَا عَلِيُّ لَوْ بَارَزَكَ أَهْلُ الشَّرْقِ وَ الْغَرْبِ لَقَتَلْتَهُمْ أَجْمَعِينَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ مَا يَحْمِلُكَ يَا مُعَاوِيَةُ عَلَى قِتَالِ مَنْ تَعْلَمُ وَ تُخْبِرُ
فِيهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ بِمَا تُخْبِرُ مَا أَنْتَ وَ نَحْنُ فِي قِتَالِهِ إِلَّا عَلَى الضَّلَالَةِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ إِنَّمَا هَذَا بَلَاغٌ مِنَ اللَّهِ وَ مَا اسْتَطَعْتُ وَ اللَّهِ مَا أَسْتَطِيعُ أَنَا وَ أَصْحَابِي رَدَّ ذَلِكَ حَتَّى يَكُونَ مَا هُوَ كَائِنٌ قَالَ وَ بَلَغَ ذَلِكَ مَلِكَ الرُّومِ وَ أُخْبِرَ أَنَّ رَجُلَيْنِ قَدْ خَرَجَا يَطْلُبَانِ الْمُلْكَ فَسَأَلَ مِنْ أَيْنَ خَرَجَا فَقِيلَ لَهُ رَجُلٌ بِالْكُوفَةِ وَ رَجُلٌ بِالشَّامِ قَالَ فَأَمَرَ الْمَلِكُ وُزَرَاءَهُ فَقَالَ تَخَلَّلُوا هَلْ تُصِيبُونَ مِنْ تُجَّارِ الْعَرَبِ مَنْ يَصِفُهُمَا لِي فَأُتِيَ بِرَجُلَيْنِ مِنْ تُجَّارِ الشَّامِ وَ رَجُلَيْنِ مِنْ تُجَّارِ مَكَّةَ فَسَأَلَهُمْ عَنْ صِفَتِهِمَا فَوَصَفُوهُمَا لَهُ ثُمَّ قَالَ لِخُزَّانِ بُيُوتِ خَزَائِنِهِ أَخْرِجُوا إِلَيَّ الْأَصْنَامَ فَأَخْرَجُوهَا فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَقَالَ الشَّامِيُّ ضَالٌّ وَ الْكُوفِيُّ هَادٍ ثُمَّ كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ أَنِ ابْعَثْ إِلَيَّ أَعْلَمَ أَهْلِ بَيْتِكَ وَ كَتَبَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنِ ابْعَثْ إِلَيَّ أَعْلَمَ أَهْلِ بَيْتِكَ فَأَسْمَعَ مِنْهُمَا ثُمَّ أَنْظُرَ فِي الْإِنْجِيلِ كِتَابِنَا ثُمَّ أُخْبِرَكُمَا مَنْ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ وَ خَشِيَ عَلَى مُلْكِهِ فَبَعَثَ مُعَاوِيَةُ يَزِيدَ ابْنَهُ وَ بَعَثَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْحَسَنَ ابْنَهُ ع فَلَمَّا دَخَلَ يَزِيدُ لَعَنَهُ اللَّهُ عَلَى الْمَلِكِ أَخَذَ بِيَدِهِ وَ قَبَّلَهَا ثُمَّ قَبَّلَ رَأْسَهُ ثُمَّ دَخَلَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْنِي يَهُودِيّاً وَ لَا نَصْرَانِيّاً وَ لَا مَجُوسِيّاً وَ لَا عَابِداً لِلشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ لَا الصَّنَمِ وَ الْبَقَرِ وَ جَعَلَنِي حَنِيفاً مُسْلِماً وَ لَمْ يَجْعَلْنِي مِنَ الْمُشْرِكِينَ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ثُمَّ جَلَسَ لَا يَرْفَعُ بَصَرَهُ فَلَمَّا نَظَرَ مَلِكُ الرُّومِ إِلَى الرَّجُلَيْنِ أَخْرَجَهُمَا ثُمَّ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا ثُمَّ بَعَثَ إِلَى يَزِيدَ فَأَحْضَرَهُ ثُمَّ أَخْرَجَ مِنْ خَزَائِنِهِ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ صُنْدُوقاً فِيهَا تَمَاثِيلُ الْأَنْبِيَاءِ وَ قَدْ زُيِّنَتْ بِزِينَةِ كُلِّ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ فَأَخْرَجَ صَنَماً فَعَرَضَهُ عَلَى يَزِيدَ فَلَمْ يَعْرِفْهُ ثُمَّ عُرِضَ عَلَيْهِ صَنَمٌ صَنَمٌ فَلَا يَعْرِفُ مِنْهَا شَيْئاً وَ لَا يُجِيبُ مِنْهَا بِشَيْءٍ ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ أَرْزَاقِ الْخَلَائِقِ وَ عَنْ أَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِينَ أَيْنَ تَجْتَمِعُ وَ عَنْ أَرْوَاحِ الْكُفَّارِ أَيْنَ تَكُونُ إِذَا مَاتُوا فَلَمْ يَعْرِفْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً
ثُمَّ دَعَا الْمَلِكُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ع فَقَالَ إِنَّمَا بَدَأْتُ بِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ كَيْ يَعْلَمَ أَنَّكَ تَعْلَمُ مَا لَا يَعْلَمُ وَ يَعْلَمُ أَبُوكَ مَا لَا يَعْلَمُ أَبُوهُ فَقَدْ وُصِفَ لِي أَبُوكَ وَ أَبُوهُ وَ نَظَرْتُ فِي الْإِنْجِيلِ فَرَأَيْتُ فِيهِ مُحَمَّداً رَسُولَ اللَّهِ ص وَ الْوَزِيرَ عَلِيّاً ع وَ نَظَرْتُ فِي الْأَوْصِيَاءِ فَرَأَيْتُ فِيهَا أَبَاكَ وَصِيَّ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ سَلْنِي عَمَّا بَدَا لَكَ فِيمَا تَجِدُهُ فِي الْإِنْجِيلِ وَ عَمَّا فِي التَّوْرَاةِ وَ عَمَّا فِي الْقُرْآنِ أُخْبِرْكَ بِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَدَعَا الْمَلِكُ بِالْأَصْنَامِ فَأَوَّلُ صَنَمٍ عُرِضَ عَلَيْهِ فِي صِفَةِ الْقَمَرِ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ ع فَهَذِهِ صِفَةُ آدَمَ أَبِي الْبَشَرِ ثُمَّ عُرِضَ عَلَيْهِ آخَرُ فِي صِفَةِ الشَّمْسِ فَقَالَ الْحَسَنُ ع هَذِهِ صِفَةُ حَوَّاءَ أُمِّ الْبَشَرِ ثُمَّ عُرِضَ عَلَيْهِ آخَرُ فِي صِفَةٍ حَسَنَةٍ فَقَالَ هَذِهِ صِفَةُ شَيْثِ بْنِ آدَمَ وَ كَانَ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ وَ بَلَغَ عُمُرُهُ فِي الدُّنْيَا أَلْفَ سَنَةٍ وَ أَرْبَعِينَ عَاماً ثُمَّ عُرِضَ عَلَيْهِ صَنَمٌ آخَرُ فَقَالَ هَذِهِ صِفَةُ نُوحٍ صَاحِبُ السَّفِينَةِ وَ كَانَ عُمُرُهُ أَلْفاً وَ أَرْبَعَمِائَةِ سَنَةٍ وَ لَبِثَ فِي قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً ثُمَّ عُرِضَ عَلَيْهِ صَنَمٌ آخَرُ فَقَالَ هَذِهِ صِفَةُ إِبْرَاهِيمَ ع عَرِيضُ الصَّدْرِ طَوِيلُ الْجَبْهَةِ ثُمَّ عُرِضَ عَلَيْهِ صَنَمٌ فَقَالَ هَذِهِ صِفَةُ إِسْرَائِيلَ وَ هُوَ يَعْقُوبُ ثُمَّ أُخْرِجَ إِلَيْهِ صَنَمٌ آخَرُ فَقَالَ هَذِهِ صِفَةُ إِسْمَاعِيلَ ثُمَّ أُخْرِجَ إِلَيْهِ صَنَمٌ آخَرُ فَقَالَ هَذِهِ صِفَةُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ثُمَّ عُرِضَ عَلَيْهِ صَنَمٌ آخَرُ فَقَالَ هَذِهِ صِفَةُ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ وَ كَانَ عُمُرُهُ مِائَتَيْنِ وَ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَ كَانَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ إِبْرَاهِيمَ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ ثُمَّ أُخْرِجَ إِلَيْهِ صَنَمٌ آخَرُ فَقَالَ هَذِهِ صِفَةُ دَاوُدَ صَاحِبِ الْحَرْبِ ثُمَّ أُخْرِجَ إِلَيْهِ صَنَمٌ آخَرُ فَقَالَ هَذِهِ صِفَةُ شُعَيْبٍ ثُمَّ زَكَرِيَّا ثُمَّ يَحْيَى ثُمَّ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ رُوحِ اللَّهِ وَ كَلِمَتِهِ وَ كَانَ عُمُرُهُ فِي الدُّنْيَا ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً ثُمَّ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ وَ يَهْبِطُ إِلَى الْأَرْضِ بِدِمَشْقَ وَ هُوَ الَّذِي يَقْتُلُ الدَّجَّالَ ثُمَّ عُرِضَ عَلَيْهِ صَنَمٌ صَنَمٌ فَيُخْبِرُ بِاسْمِ نَبِيٍّ نَبِيٍّ ثُمَّ عُرِضَ عَلَيْهِ الْأَوْصِيَاءُ وَ الْوُزَرَاءُ فَكَانَ يُخْبِرُ بِاسْمِ وَصِيٍّ وَصِيٍّ وَ وَزِيرٍ وَزِيرٍ ثُمَّ عُرِضَ عَلَيْهِ أَصْنَامٌ بِصِفَةِ الْمُلُوكِ فَقَالَ الْحَسَنُ ع