کتابخانه روایات شیعه
الإستبصار فيما اختلف من الأخبار
المشيخة
[تصوير نسخه خطى]
[بيان المؤلف]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
باب ترتيب هذا الكتاب و ذكر أسانيده و عدد 6240 أبوابه و مسائله قال الشيخ السعيد الورع العالم أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي مصنف هذا الكتاب رضي اللّه عنه قد أجبتكم أيدكم اللّه إلى ما سألتم من تجريد الأخبار المختلفة و ترتيبها على ترتيب كتب الفقه التي أولها كتاب الطهارة و آخرها كتاب الديات، و أفردت كل باب منه بما يخصه و أوردت ما فيه و لم أخل فيه بشيء قدرت عليه، و بذلت وسعي و طاقتي في ذلك، و أنا أرجو من اللّه تعالى ألا أكون أخللت بأحاديث مختلفة تعرف إلا و قد أوردت إلا شاذا نادرا فإني لا أدّعي أني أحيط العلم بجميع ما روي في هذا الفن، لأن كتب أصحابنا رضي اللّه عنهم المصنفة و الأصول المدوّنة في هذا الباب كثيرة جدا، و ربما يكون قد شذ منها شيء لم أظفر به فإن وقع عليها إنسان لا ينسبني إلى التقصير أو التعمد، فإن على كل إنسان ما يقدر عليه و يبلغ جهده و طاقته و قدرته، و قد أوردت في كل باب عقدته إما جميع ما روي فيه إن كانت الأخبار قليلة، و إن كان ما يتعلق بذلك الباب كثيرا جدا 6241 فقد أوردت منه طرفا مقنعا، و أحلت بالباقي على الكتاب الكبير، و كنت سلكت في أول الكتاب إيراد الأحاديث بأسانيدها و على ذلك اعتمدت في الجزء الأول و الثاني،.
ثم اختصرت في الجزء الثالث و عولت على الابتداء بذكر الراوي الذي أخذت الحديث من كتابه أو أصله على أن أورد عند الفراغ من الكتاب جملة من الأسانيد يتوصل بها إلى هذه الكتب و الأصول حسب ما عملته في كتاب (تهذيب الأحكام) و أرجو من اللّه سبحانه أن تكون هذه الكتب الثلاثة التي سهل اللّه تعالى الفراغ منها لا يحتاج معها إلى شيء من الكتب و الأصول لأن الكتاب الكبير الموسوم (بتهذيب الأحكام) يشتمل على جميع أحاديث الفقه المتفق عليه منه و المختلف فيه، و كتاب النهاية يشتمل على تجريد الفتاوى في جميع أبواب الفقه و ذكر جميع ما روي فيه على وجه يصغر حجمه و تكثر فائدته و يصلح للحفظ، و هذا الكتاب يشتمل على جميع ما روي من الأخبار المختلفة و بيان وجه التأويل فيها و الجمع بينها، و اللّه تعالى أسأل أن يجعله خالصا لوجهه إنه قريب مجيب، و أنا أبتدئ الآن بذكر الأسانيد حسب ما قد وعدت إن شاء اللّه ..
[محمد بن يعقوب الكليني]
(فما ذكرته) عن محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه (1) فقد أخبرنا به الشيخ.
______________________________ بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه رب العالمين و الصلاة على خاتم النبيين محمد و آله الطاهرين، و بعد فهذا تعريف برجال الأسانيد الذين روى عنهم الشيخ قدس سره في الجزء الثالث من كتابه و ذكرهم في مشيخته، و قد اختصرنا القول في تعريفهم و شرح أحوالهم معتمدين في ذلك أصح المصادر، و قد ختمنا ترجمة كل واحد منهم بذكر مصادر تاريخه ليتسنى لمن أراد التفصيل الرجوع إليها و اللّه ولي التوفيق.
محمد بن يعقوب الكليني يكنى أبا جعفر ثقة الإسلام عارف بالأخبار فوق المدح و الاطراء من مجددي مذهب الإمامية على رأس المائة الثالثة كما ذكر ذلك كثير من أصحابنا و حكاه بعضهم عن ابن الأثير و الطيبي و غيرهما، له كتب أهمها كتاب الكافي و هو أصح الكتب الأربعة المعتمد عليها قال ابن حجر في لسانه: سكن بغداد و حدث-
المفيد أبو عبد اللّه بن محمد بن محمد بن النعمان الحارثي البغدادي رحمة اللّه عليه (1).
______________________________ - بها ... و كان من فقهاء الشيعة و المصنفين على مذهبهم توفي سنة 328 ببغداد ا ه و قال:
غيره أنه مات سنة 329 و هي سنة تناثر النجوم و هي السنة التي مات فيها أبو الحسن علي بن محمد السمري آخر السفراء الأربعة للحجة صاحب الأمر (عج) و كانت وفاة ثقة الإسلام الكليني في شعبان و صلى عليه محمد بن جعفر الحسني أبو قيراط و دفن بباب الكوفة في مقبرتها قال ابن عبدون رأيت قبره في مقبرة الطائي و عليه لوح مكتوب فيه اسمه و اسم أبيه. و قبره الآن في الجانب الكبير عند سوق الخفافين و السراجين بباب الجسر من الجانب الشرقي.
ترجم له ابن حجر في لسان الميزان و إسماعيل پاشا في هدية العارفين و غيرهما.
محمد بن محمد بن النعمان المفيد يكنى أبا عبد اللّه المعروف بابن المعلم قال: ابن النديم في فهرسته ص 252 أبو عبد اللّه في عصرنا انتهت رئاسة متكلمي الشيعة إليه مقدم في صناعة الكلام على مذهب أصحابه دقيق الفطنة ماضي الخاطر شاهدته فرأيته بارعا و قال في ص 279 إليه انتهت رئاسة أصحابه من الشيعة الإمامية في الفقه و الكلام و الآثار، و قال ابن حجر: عالم الرافضة ... صاحب التصانيف البديعة له صولة عظيمة بسبب عضد الدولة ... كان كثير التقشف و التخشع و الاكباب على العلم تخرج به جماعة و برع في المقالة الإمامية حتى كان يقال له على كل إمام منة و كان أبوه معلما بواسط و ولد بها و قتل بعكبراء و يقال إن عضد الدولة كان يزوره في داره و يعوده إذا مرض و قال الشريف أبو يعلى الجعفري: و كان قد تزوج بنت المفيد- ما كان المفيد ينام من الليل إلا هجعة ثم يقوم يصلي أو يطالع أو يدرس أو يتلو القرآن ا ه ولد سنة 338 يعرف علو مقامه من التوقيعات الصادرة لتشريفه من الناحية المقدسة فقد جاء في بعضها للأخ السديد و الولي الرشيد الشيخ المفيد أبي عبد اللّه محمد بن محمد ابن النعمان أدام اللّه إعزازه ... سلام اللّه عليك أيها الولي المخلص فينا باليقين ...
و نعلمك أدام اللّه توفيقك لنصرة الحق و أجزل مثوبتك عن نطقك عنا بالصدق أنه قد أذن لنا في تشريفك بالمكاتبة إلخ توفي 2 شهر رمضان سنة 413 قال اليافعي:-
عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (1) عن محمد بن يعقوب، و أخبرنا به أيضا الحسين بن عبيد اللّه (2) عن أبي غالب أحمد بن محمد.
______________________________ - و كانت جنازته مشهودة و شيعه ثمانون ألفا من الرافضة و الشيعة ا ه و دفن عند رجلي الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) قبره بالرواق الكاظمي مزار معروف، ترجم له ابن النديم و الذهبي و الخطيب و اليافعي و ابن كثير و ابن حجر و الزركلي و إسماعيل پاشا و غيرهم من أعلام العامة.
جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه يكنى أبا القاسم القمي قال ابن حجر:
من كبار الشيعة و علمائهم المشهورين منهم ذكره الطوسي و ابن النجاشي و علي ابن الحكم في شيوخ الشيعة و تلمذ له المفيد و بالغ في اطرائه و حدث عنه أيضا الحسين ابن عبيد اللّه الغضائري و محمد بن سليم الصابوني سمع منه بمصر ا ه كان من ثقات الأصحاب و أجلاء مشايخهم في الحديث و الفقه ذكره مترجموه بكل جميل له تصانيف في الفقه على عدد أبوابه و في غير ذلك ذكروها بأسمائها، و منها كتاب جامع الزيارات و ما روي في ذلك من الفضل عن الأئمة عليهم السلام و هو المعروف بكامل الزيارة المزار المعروف المشهور المتداول بين الناس نقل عنه جل من ألف في هذا الباب. كان ره أستاذ المفيد و تلميذ الكليني- كما في رياض العلماء- وصل بغداد سنة 337 و هي السنة التي رد القرامطة فيها الحجر إلى مكانه من البيت كما حدث هو بذلك فيما نقله عنه القطب الراوندي في الخرائج و الجرائح توفي سنة 368 و قبره في الرواق الكاظمي بجنب قبر تلميذه الشيخ المفيد رحمهما اللّه. ترجم له ابن حجر من العامة و النجاشي و الشيخ و العلامة و سيد الأعيان و غيرهم.