کتابخانه روایات شیعه
الإستبصار فيما اختلف من الأخبار
الفهرست
لم يقتنع شيخنا المترجم له في شرح مدارك الأحكام بكتابيه العظيمين فحسب، و إنّما أردفهما بما هو من أهمّ مقدمات الحديث من كتبه الرجاليّة، فمنها: كتاب (الفهرست) يذكر فيها أصحاب الكتب و الأصول، و ينهي إليها أسانيده عن مشايخه و هو ذلك الاثر الخالد الذي اعتمد عليه علماء الإماميّة على بكرة أبيهم في علم الرجال و قد شرحه العلامة الشيخ سليمان الماحوزي المتوفّى سنة 1121 بشرح سماه (معراج الكمال الى معرفة الرجال)، ذكر في أوله أنّ الفهرست (من أحسن كتب الرجال اسلوبا و أعمها فائدة و أكثرها نفعا و أعظمها عائدة- الى قوله- فقد جمع من نفائس هذا الفن خلاصتها، و حاز من دقائقه و معرفة أسراره نقاوتها.
و لقد طبع في ليدن مع إيضاح أسامي الرجال للجزائري، و في النجف الأشرف سنة 1356 مزدانا بالتعاليق المفيدة، و في كلكته الهند سنة 1271 و في هامشه نضد الإيضاح لآية اللّه العلّامة الحلّي تأليف علم الهدى محمّد ابن المحقق الفيض الكاشاني و المتوفى بعد سنة 1112، و رتبه على النمط المعهود في الكتب الرجالية العلامة الشيخ علي بن عبد اللّه بن عبد الصمد بن محمّد بن عليّ بن يوسف بن سعيد المقشاعي الأصبعي البحرانيّ المتوفّى سنة 1127، و المولى زكي الدين عناية اللّه بن شرف الدين علي القهبائي النجفيّ.
ألّف غير واحد من العلماء ذيولا للفهرست عمدوا فيها إلى ذكر من بعد الشيخ من الأعاظم و الرواة.
الأول خدن العظمة، و حلف الثقة، رشيد الدين بن محمّد بن علي ابن شهرآشوب السروي المتوفى في حلب سنة 588 عن عمر يقدر بالثمانين، و طبع غير واحد من تآليفه،
و كثير طيب لم يطبع بعد، و قد انهالت عليه كلمات الثناء من علمائنا و غيرهم.
الثاني النيقد الثقة الحافظ منتجب الدين أبو الحسن عليّ بن عبيد اللّه بن الحسن المدعو (حسكا) بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن أبي الحسين بن بابويه القمّيّ صاحب التآليف الممتعة المتولد سنة 504 المتوفى بعد سنة 585 و ذكره العلماء بكل جميل و وصفوه بالعلم و الثقة.
كتاب الأبواب المعروف بكتاب الرجال
و هو المرتب على ذكر أصحاب كل من المعصومين من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و هلمّ جرا الى الحجة المنتظر (ع) و آخر أبوابه في الذين لم يدركوا أحد الأئمة عليهم السلام، و كل باب مرتب على الحروف الهجائية، و هو أيضا أحد الأصول الرجالية المعتمدة عند علمائنا، و قد انتخبه العلامة المقدس السيّد محمّد علي الشاه عبد العظيمي النجفيّ المتوفّى سنة 1334، كما أنّه انتخب الفهرست للشيخ و رجال الكشّيّ و النجاشيّ و الخلاصة للعلامة الحلي و سمى الجميع (منتخب كتب الرجال).
كتاب اختيار أبي عمر و الكشّيّ
و هو أيضا أحد أصول الفن المعتمد عليها، و النسخة المطردة هي عين ما أختاره شيخ الطائفة و أمّا رجال الكشّيّ الكبير الموسوم ب (معرفة الناقلين) فقد عصفت عليه عواصف الضياع و قد عمد الشيخ إلى إصلاحه و إزالة ما لم يحبذ إيراده في الكتاب، و بما أن هذا الاختيار غير مرتب على ترتيب كتب الرجال المألوف بين المؤلّفين فيها تحرى
جماعة من العلماء ترتيبها منهم:- السيّد الفاضل يوسف بن محمّد بن زين الدين الحسيني الشاميّ استاذ السيّد ميرزا محمّد الأسترآباديّ الرجالي المتوفّى سنة 1028 فقد رتبه كترتيب رجال الشيخ على الطبقات و قد ألفه سنة 981 6 و منهم الفاضل الشيخ داود بن الحسن البحرانيّ الأوالي الجزائريّ المتوفى قبل سنة 1128. و منهم الشيخ زكي الدين المولى عناية اللّه بن شرف الدين عليّ بن محمود بن شرف الدين علي القهبائي النجفيّ تلميذ المحقق الأردبيلي.
كتبه الفقهيّة
كتاب النهاية
قال سيدنا بحر العلوم ره في فوائده الرجالية (و أمّا الفقه فهو خرّيت هذه الصناعة و الملقى اليه زمام الانقياد و الطاعة، و كل من تأخر عنه من الفقهاء الأعيان فقد تفقه على كتبه و استفاد منه نهاية أربه و منتهى مطلبه و له (ره) في هذا العلم كتاب النهاية الذي ضمّنه متون الأخبار) و له شروح سبعة ذكرها شيخنا الرازيّ في الذريعة.
نقل السيّد الخوانساري في الروضات (ص 590) عن كتاب حدائق المقربين للفاضل الأمير محمّد صالح الخواتونآبادي (ره) أنه قال رأيت على ظهر كتاب عتيق من نهاية الشيخ حدّثني جماعة من الثقات أن جمعا من أجلّاء الشيعة مثل الحمداني القزوينيّ و عبد الجبار بن عبد اللّه المقري الرازيّ و الحسن بن بابويه الشهير بحسكا المتوطن بالري تكلموا في بغداد على نهاية الشيخ و ترتيب أبوابه و فصوله و اعترض كل منهم على الشيخ في مسائل ذلك الكتاب و قالوا لا يخلو هذا الكتاب عن خلل و قصور فانتقلوا جميعا إلى النجف الأشرف لأجل الزيارة و كان هذا في حياة الشيخ فتذاكروا هناك بما جرى بينهم فتعاهدوا أن يصوموا ثلاثة أيّام و يغتسلوا ليلة الجمعة و يدخلوا الحرم المطهر و يصلّوا هناك لعلّ أمر الكتاب ينكشف عليهم ففعلوا ذلك فرأوا أمير المؤمنين عليه السلام في منامهم أنّه قال ما صنّف في فقه أهل البيت كتاب يحق للاعتماد عليه و الاقتداء به و الرجوع إليه مثل النهاية التي أنتم تتنازعون فيها و ذلك لأن مصنفه قد أخلص النية فيه للّه سبحانه فلا ترتابوا في صحة ما ذكر فيه و اعملوا به و افتوا بمسائله فانه مغن من جهة حسن ترتيبه و تهذيبه عن سائر الكتب و مشتمل على المسائل الصحيحة.
و بعد أن جلسوا كتب كل منهم ما رآه في منامه فلم تختلف الكتابات في حرف واحد ثمّ دخلوا على الشيخ الأعظم للتحية و التهنئة فأخبرهم بكل ما رأوه.
و قد أوضح شيخ الطائفة لمن بعده طريقة النظر و الاستنباط و التدخل في النقد في كتابيه: (الخلاف (ط) و المبسوط (ط) الذي أكثر فيهما الفروع و أودعهما دقايق الأنظار و إن كان ألف الفقه على طريق القدماء بذكر الفاظ الأحاديث بدلا عن الفتيا في كتابه النهاية المتقدم ذكرها، كما أنّه اختصر في العبادات من الفقه في كتابيه (الجمل و العقود و كتاب الاقتصاد) و له رسالة في تحريم الفقاع، و المسائل الجنبلائية 24 مسألة و المسائل الدمشقية 20 مسألة، و المسائل الحائرية نحو 300 مسألة، و المسائل الحلبية، و مسائل أبي البرّاج، و المسائل القمية، و مسألة في وجوب الجزية على اليهود و المنتمين الى الجبابرة، و الايجاز في الميراث.
و له في أصول الفقه كتاب (العدّة) (ط) أبسط ما ألف في الفن عند القدماء أفاض فيه القول في تنقيح مباني الفقه بما لا مزيد عليه في ذلك العصر المتقادم، و للمولى خليل القزوينيّ المتوفّى سنة 1089 شرحه و على الشرح حواش لجمع من الفضلاء، و عن الحسن بن المهديّ السليقي أحد تلامذة الشيخ (أن من مصنّفاته التي لم يذكرها في الفهرست كتاب شرح الشرح في الأصول، و هو كتاب مبسوط أملى علينا منه شيئا صالحا و مات رحمه اللّه و لم يتمه و لم يصنف مثله و له، أيضا رسالة في العمل بخبر الواحد و بيان حجيته.
كتبه الكلامية
كان طبع الحال يستدعي تقديمها على عامة كتب الشيخ او أنّها تذكر في صف التفسير لشرف موضوعها. غير أنّ عدة من الملاحظات اقتضت تأخيرها إلى هنا فمنها (تلخيص الشافي) «ط» في الإمامة لاستاذه السيّد المرتضى «ره»، و كتاب «المفصح»،
و كتاب «ما لا يسع المكلف الاخلال به»، و كتاب «ما يعلل و ما لا يعلل»، و شرح جمل العلم و العمل الموسوم «بتمهيد الأصول»، و كتاب كبير في أصول العقائد خرج منه مبحث التوحيد و شيء من مبحث العدل، و مقدّمة في المدخل الى علم الكلام، و شرحها الموسوم ب (رياضة العقول)، و المسألة الرازية في الوعيد، و كتاب النقض على ابن شاذان في مسألة الغار، و مسائل في الفرق بين النبيّ و الامام.
و أمّا كتبه في الأدعية و العبادات
فله كتاب يوم و ليلة يتضمن أعمالهما من الأدعية و المرغبات، و كتاب هداية المسترشد و بصيرة المتعبد، و كتاب مناسك الحجّ مقصور على العمل و الأدعية، و كتاب مصباح المتهجد «ط» عمل شهور السنة كبير و فيه نبذ من الواجبات و كثير من الاعمال و الأدعية و الزيارات، و قد اختصره جماعة منهم.
1- الشيخ نفسه و سماه: مختصر المصباح و قد يعبر عنه بالمصباح الصغير.
2- تلميذه نظام الدين أبو الحسن أو أبو عبد اللّه سليمان بن سليمان الصهرشتي سماه (قبس المصباح).
3- السيّد عليّ بن الحسين بن حسان بن باقي القرشيّ المعروف بالسيّد ابن باقي المعاصر لعلي بن طاوس سماه «الاختيار من المصباح» فرغ من تأليفه سنة 653
4- آية اللّه العلّامة الحلّي المتوفّى سنة 726 سماه «منهاج الصلاح في اختيار المصباح» و رتبه على عشرة أبواب و زاد عليها بابا فيما يجب على عامة المكلفين من معرفة أصول الدين و هو المعروف ب (الباب الحادي عشر (ط)) المطرد بين العلماء و الطلبة بالشرح و الدراسة.
و قد شرحه لفيف من العلماء «منهم» 1- الشيخ خضر الرازيّ النجفيّ تلميذ المير السيّد شريف الجرجانيّ المتوفّى سنة 838 شرحه بشرحين، كبير سماه «جامع
الدرر) و صغير سماه (مفتاح الغرر) فرغ منه سنة 836 في الغري.
2- ابن أبي جمهور الأحسائي المتوفى بعد سنة 901 سماه (معين الفكر) ثم شرح الشرح و سماه (معين المعين).
3- الفاضل المقداد السيوري المتوفّى سنة 826 سماه النافع (يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر) «ط».
4- المولى عبد الوحيد بن نعمة اللّه بن يحيى الواعظ الديلميّ الجيلاني الأسترآباديّ تلميذ الشيخ البهائي و المتوفى بعد سنة 1025 سماه (فتح الباب).
5- العلامة الأوحد المعاصر الحاجّ ميرزا علي التبريزي نزيل خراسان المتوفى سنة 1345 سماه (ذخيرة المحشر) و قد جمع فأوعى فرغ من تأليفه سنة 1300 و غير هؤلاء كثيرون.
و للسيّد رضيّ الدين عليّ بن موسى بن طاوس المتوفّى سنة 664 كتاب (مهمات لصلاح المتعبد و تتمات لمصباح المتهجد) في عشرة مجلدات و سمى كل مجلد منه باسم خاصّ.